[align=justify]بقلم: محمد عبد الرحمن

الالعاب الشعبية في المناطق الكردية شأنها شأن المناطق الاخرى، كثيرة ومتنوعة. وهي مقسمة بين الناس حسب اعمارهم وفئاتهم. فهناك العاب يؤديها الاولاد الصغار، واخرى يقوم بها الفتيان، وانواع غيرها يقوم بها الشباب الناضجون. وهناك العاب يختص بها طلبة العلوم الدينية يقضون بها ليالي عطلتهم الدراسية التي تصادف ليلتي الثلاثاء (مساء الاثنين) والججمعة (مساء الخميس) من كل اسبوع، وكلك ليالي شهر رمضان الذي كل ايامه عطلة. وتختلف الالعاب في منطقة عنها في غيرها في الغالب. فليس كل الالعاب شائعة في جميع المناطق، وانما تختص كل عدة مناطق بأنواع منها لا تعرف في غيرها. كما ان الالعاب تختلف حسب المواسم ايضا. فلكل فصل من فصول السنة العابها الخاصة. وقد نشأ ذلك من طبيعة الجو والاعمال التي تؤدى في كل موسم، ويلاحظ بصورة خاصة ان فصل الصيف اقل الفصول لعبا بالنظر لشدة الحر وافضاض عقد الناس وانشغالهم باعمال الزراعة ورعاية البساتين والحقول وما شاكل. وفي هذه الصفحات القليلة احاول ان اذكر بعض الالعاب واصفها وابين طريقة اجزائها ذاكرا اسمها المحلي وترجمته بالعربية، لعل في ذلك تعريفا للقراء العرب بنوع من انواع الفولكلور الكردي واغناء لمعارف المتتبعين للتراث الفولكلوري العراقي.

1. لعبة الارجل:

تتكون فئتان متعادلتان نوعيا وعدديا من الفتيان او الشباب وتقف كل فئة مقابل الاخرى على سطح احدى الدور الكبيرة او على ارض مسطحة. ويرفع كل فرد رجله اليمنى ويلويها من الوراء ويأخذ بيده اليسرى ابهام تلك الرجل وتبرز ركبته الى الامام. ويعتبر احد افراد الجانب الاعلى (عروسا) وعليه ان يخترق جبهة فئة الجانب الاسفل ويصل (المدينة) وهي نقطة محددة في نهاية منطقة هذ الجانب، وعلى الافراد الآخرين ان يقوموا بحماية وصوله وذلك عن طريق مقابلة افراد الجانب الآخر الذين يتصدون للعروس، ويتشابك الافراد بأيديهم اليمنى ويحاربون بركبهم وهم يتقافزون برجل واحدة وهي الرجل اليسرى. وقد تلتم مجموعة من افراد الفريق الآخر. وهدف كل فئة اتعاب افراد الفئة الاخرى الى ان يضطر كل منهم لرفع يده عن ابهام رجله اليمنى فيتعبر ساقطا او قتيلا في المعركة - حسب المصطلح الشائع - واذا استطاع العروس ان يصل سالما الى النقطة فأن دورة اللعبة تنتهي بنجاح فريقه الذي يحتفظ بكونه فريق الجانب الاعلى وتبدأ دورة جديدة يقوم فيها العروس السابق بدوره مجددا، اما اذا سقط - ويقال عنه آنئذ انه زف - فان الفريق الآخر هو الذي يحتل الجانب الاعلى ويكون العروس منه. ومن الجدير بالذكر ان جعل اي من الفريقين فريق الجانب الاعلى في بداية اللعب يكون باتفاق الطرفين او بالاقتراع. اما اختيار افراد الفريقين فيكون بأن يقوم اثنان ممن شهروا بمعرفتهم اللعب جيدا بين فتيان القرية، بعد الاتفاق على اللعب، باختيار اللاعبين بين الفتية المحتشدين كل لحسابه ولتكوين فريقه. وقد يريد كلاهما ان يضم الى جانبه لاعبا معينا بالنظر لاجادته اللعب، وبعد نقاش طويل واستعراض كل فريق لمزايا لاعبي فريق منافسه يتنازل احدهما عنه مقابل السماح لفريقه بأن يكون فريق الجانب الاعلى او يتنازل عنه كضرب من ضروب نكران الذات او التحدي!.

2. المشية العرجاء:
وهذه اللعبة نوع من اللعبة السابقة، واقل شيوعا منها. والفرق بينهما ان اللاعب هنا يكتفي برفع رجله اليمنى من الارض والسير على ايسرى ولا يأخذ ابهام رجله اليسرى بيده، وهكذا فعندما يشتبك مع مقابله يشتبك معه بيده. وسقوط اللاعب يكون بأنزال رجله المرفوعة الى الارض.

3. اللحم السمين:

وهذه اللعبة التي هي من العاب الشباب تكون بأن يجلس احد الشباب على انه ذبيحة، ويقف علىرأسه شاب آخر ماسكا به على انه قصاب يبيع اللحم. ويلتم عليه الشباب الذين يحاولون ان يصربوا ذبيحته بأيديهم على انهم يشترون اللحم. اما مهمة القصاب الواقف على رأس الذبيحة فهي ان يدفع عنه الذين يضربونه سواء بيده غير الممسكة بالذبيحة او برفسات رجليه، ويحاول الضاربون جهد امكانهم ان يضربوا الشاب الذبيحة بحيث لا يستطيع القصاب ان يمسهم، فاذا تمكن القصاب من ان يمس احدهم ويده على الذبيحة فان ذلك الشخص هو الذي يصبح ذبيحة ويصبح الذبيحة السابق قصابا. واحيانا يحدث ان احد اللاعبين يستطيع جر القصاب وفصله عن ذبيحته بدون ان يتمكن هذا من لمسه، فعندئذ يصبح لحم القصاب والذبيحة مشاعا ويلتم اللاعبون عليهما يصربونهما، يحاول القصاب بكل قوته ان يصل الى ذبيحته. قد يحدث له ان يمس احدهم عندما يبلغ ذبيحته فتحل الدورة على ذلك المنكود الحظ. ومن الجدير بالذكر انه في بداية تسلم اي لاعب منصب الذبيحة يجتمع عليه زملاؤه ويبدأون بضربه باعتبار انهم يختبرون جودة اللحم وسمنه! ثم ينذرهم القصاب بالابتعاد فيبتعدون.[/align]