ماهكذا تكون عراقياً وطنياً يا مثال الألوسي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ )) سورة المائدة -- آية 51


( بقلم : علي السّراي )

مثال الألوسي
شخصية دراماتيكية متقلبة طالما اثيرت حولها الشكوك والجدل
لقد برز إسم هذا الرجل فجاة ودون مقدمة أو سابق إنذار كحال الكثير من الاسماء التي برزت إلى السطح نتيجة المتغيرات والمتناقضات التي أفرزتها مرحلة ما بعد سقوط هبل البعث المقبور
وجميعنا يتذكره وهو واقف وبين يديه جثامين أولاده المغدورين بعد أن نجا بنفسه من عملية الاغتيال تلك والتي قيل عنها حولها الكثير قامت بها عصابات الإرهابي المجرم الهارب أسعد الهاشمي.
وكالعادة مشهد مأساوي تعاطف معه العراقيين لإن أكثرهم قد مر به وواجه مثل تلك اللحظات الاليمة بفقد عزيز أو قريب له ذاق الردى على يد أجهزة النظام الفاشي أو على يد قطعان الإرهابيين الذين جعلوا من العراق طريقاً لهم إلى الجنة والحور العين…
عموماً إن في أعرفنا وتقاليدنا ومبادئنا وما جبلنا عليه منذ الصغر بأن إسرائيل هي دولة عدوة، وهي عدوة فعلاً لما لها من تأريخ دموي ووحشي ومجازر كانت ومازالت وستبقى وصمة عار على جبين الإنسانية. لذا فقد أصبحت خطاً أحمراً لا يجوز الإقتراب منه أو التعامل معه.
ورغم كل ذلك فقد قام هذا المثال وبصورة علنية فاضحة متحدياً مشاعر الملايين من العراقيين بزيارة إسرائيل، زيارة لم يعلن عن دوافعها والاهداف المتواخاة منها والاتفاقات التي تمت خلالها وما جرى خلف الكواليس، ورغم ذلك فقد غض أبناء الشعب العراقي الطرف عليها لان الرجل له مواقف كنا نعتقد لوقت قريب بأنها وطنية وبأمتياز من خلال الطرح الذي كان يطرحه وجسارته في توجيه الاصابع إلى مواطن الخطأ التي تحدث هنا وهناك وتسميته الاشياء بمسمياتها.
حالة لم نتعود عليها نحن في العراق طيلة 35 عاماً من حكم عجل بني تكريت لعنه الله، إلا بقوة السلاح والدماء الزكية والقرابين الطاهرة التي تعودنا على تقديمها في مقارعة النظام المقبور وقد كلفنا ذلك ثمن باهضاً من أخوة وأعزة علينا من خيرة شباب العراق ورجاله وقادته الذين كانوا وسيبقون نبراسا ًومشاريع إستشهاد على طول الطريق وما الصدر الأول والثاني وشهيد المحراب الخالد وغيرهم من بيارق الفتح إلا مثال إلى ما ذهبنا اليه
واليوم وفي هذا التوقيت بالذات يطل علينا هذا المثال وللمرة الرابعة ليس من منصة مجلس النواب العراقي أو من غرفة من غرف المنطقة الخضراء كما تعودنا بل من على منبر ((مؤتمر هرتسليا)) في دويلة إسرائيل المسكينة المسالمة والوادعة الحالمة.
التي كانت وما زالت ضحية الإرهاب الذي قامت وتقوم به عصابات الهاغانا ومجاميع الموساد وفرق الإغتيالات ودبابات المركافا العربية التي إستخدمها حزب الله ضد الابرياء في إسرائيل وتحديداً في قرية قانا وغيرها من مناطق الجنوب الإسرائيلي... ثم الم يقم علماء العراق المختصين في مجال الهندسة النووية والكيميائية وكذلك المفكرين والأطباء والمهندسين وباقي الكفائات بتشكيل مجاميع إرهابية تقوم بعمليات إغتيال لعناصر الموساد المساكين المتواجدين في العراق؟؟؟
هل وصلنا يا سيد مثال الى مرحلة قراءة الامور والاحداث بصورة عكسية ومقلوبة؟؟؟
عجباً للدهر أمن إسرائيل ياسيد مثال تنادي بتشكيل تعاون إستخباري كهذا ضد الإرهاب ؟؟؟ وضد من؟؟؟ دولة إسلامية؟؟؟ أهكذا تكون مقارعة الإرهاب ؟؟؟إستعانة بدولة إرهابية ذات تاريخ حافل بالاجرام ضد دولة مسلمة؟؟؟ لماذا لاتوجه حرابك نحو بؤرة الارهاب الحقيقية ؟؟؟ ألم تعلم يا هذا بأن أكثر من 90% من الإرهابيين الذين تم القاء القبض عليهم ترسلهم الينا الجارة العزيزة والشقيقة مهلكة آل سعود الذين يتقربون إلى الله بقتلنا جنباً إلى جنب مع أيتام النظام المقبور؟؟؟ ألم تعلم بأن إسرائيل اللقيطة وشقيقتها مهلكة آل سعود الوهابية تديران أكبر التنظيمات الإرهابية العالمية وفي كل مكان؟؟؟
فكيف تنادي بإقامة تحالف مع الإرهاب بعينه؟؟؟
ولعمري كأني بك تنادي بتعاون مشترك بين رقاب الضحايا وسكين الإرهاب الإسرائيلي ليكملوا عملية الذبح التي أبتدأت عام 48 ولا نعلم متى ستتوقف وأين...
والذي إستوقفني ملياً تهجمك السافر والوضيع وقيادتك لحملة مشبوه للتشهير بأسد العراق وولده البار المالكي الشجاع حين زار إيران وهي دولة إسلامية فقط لانه لم يرتدي ربطة العنق إحتراما لتقاليد ذلك البلد؟؟؟
إذن ماذا نقول عنك وهذه هي المرة الرابعة التي تزور فيها بلدك الثاني إسرائيل؟؟؟
لماذا لم نرى منك نفس هذه الجسارة حينما كنت رئيساً للجنة إجتثاث البعث ؟؟؟
ولماذا لم نرى تلك الجسارة عندما عينت رئيساً للجنة متابعة أحداث الزيارة الشعبانية وما أُرتكب فيها من جرائم بحق الزوار...
أوتعتقد يا مثال بأن زياراتك المتكررة لهذه الدويلة المنبوذة ستشكل لك طوق نجاة إذا عصفت رياح الشعب العراقي بك و بكل أعدائه ومناوئيه وقادة الإرهاب والأحزاب التي صعدت إلى سدة الحكم جراء المحاصصة البغيضة كأخوة صابرين الذين أولغوا في سفك الدماء الطاهرة من الهزاز والدايني والهاشمي والعليان مروراً بالعاني واليطلك وانتهاء بشيخهم العتل الزنيم حارث الشر والإرهاب ؟؟؟
صدقني بأنك قد وقّعت على ورقة إنتحارك سياسياً وإجتماعياً بجولاتك المكوكية للدولة العبرية هذه فلم ولن تكون إسرائيل يوما ما أماً حنوناً لك كما لم تكن لغيرك
وقد جاء الوقت كي يتقيأ الشعب العراقي ويرمي بكل هذه القاذورات في مزبلة التاريخ غير مأسوف عليها.
خاب فألك وما ربحت تجارتك ومشروعك المشبوه هذا
فلا علاقات وتحالفات امنية عراقية اقليمية إسرائيلية ولا تعاون إستخباري بيننا وبينهم، فشتان ما بين الاثنين لأن العراق وشعب العراق أشرف وأنقى وأطهر من أن يضع يده بيد قتلة مجرمين سفاحين على حساب المسلمين في هذا البلد أو ذاك...

علي السّراي
[email protected]