استضافت محطة المستقلة عدة افراد، منهم من يمثلون العشائر، ومن يمثل الافندية، للنقاش بشأن قضية دور العشائر في السياسة العراقية.
الافندية يتهمون العشيرة بانها من بقايا نظام الاقطاع، وان سيد العشيرة عبارة عن اقطاعي كبير ينهب ارزاق الفلاحين.
وهم يؤكدون كذلك على ان النظام العشائري متخلف، لا يمكن ان يبقى في اي بلد متمدن.
ويسخرون من العقلية العشائرية في تعاملها مع قضية المرأة..
(ونلاحظ في هذا الموقع اكثر من نكتة سخرت من السيد رئيسنا الجديد بسبب انتمائه للعشائر)
اما من يمثل العشائر، فيؤكد على ان العشيرة نظام قديم ضروري. وان بين شيوخ العشائر من درس في الخارج. وان هذا النظام لا يتعارض البتة مع التخضر.
وهم يقولون ان سيد العشيرة ليس بالاقطاعي البتة. بل ان ما يصل له من المال يساعد به المحتاج من العشيرة.
من يمثل العشيرة اتهم من ينتقدها باليسارية المتطرفة.. وذكروا ان النظام الاقطاعي انتهى بعد الاصلاح الزراعي في الخمسينات.
اعتقد ان العراق من تلك المجتمعات التي تبني المجتمع المدني بسرعة، ولكنها تفقده بسرعة كذلك. ربما يكون لطبيعة الارض الجغرافية، التي تنتقل من المناخ الصحراوي الى المتوسطي المعتدل فالبارد في الشمال، دلالة على ان هناك في هذا المجتمع ما هو صحراوي اقرب للبادية، بقدر ما فيه من المتحضر..
وربما يكون لما في العراق من ثروات كذلك دور في كثرة الحروب التي اضطر شعبه لخوضها على مدى التاريخ. وكل هذه الحروب بالطبع اضعفت من المجتمع المدني.
ولذلك اتوقع ان تبقى العشيرة معنا لاجيال قادمة. فحين تنهار قوانين المدنية، التي كان المجتمع العراقي القديم اول من صنعها في دساتير مشهورة، يضطر الناس للعودة الى الانتماء للعشيرة لحمايتهم، وطلب العون، وكذلك صناعة نوع من الحياة الاجتماعية وان كانت بدائية.
اما في اوقات سيادة القانون والاستقرار والامان، فبالطبع يبتعد الناس عن العشيرة.
ومن الجدير بالذكر، والطريف ان دولاً مجاورة، مثل الاردن، لا يزال الناس فيها حتى الساعة احياناً يفضلون دفع دية لحل الخلافات بينهم، على الطريقة العشائرية، بدلاً من اللجوء للقانون المدني.
وقد قال الشاعر العربي ادونيس: ان مصر هي الدولة العربية الوحيدة التي خرجت من العشائرية.. ولا اعرف مدى صحة هذا القول.. ولكن من المؤكد ان الصحاري المحيطة بالمجتمع المصري ابعدت عنه شرور الحروب الكثيرة، مما ادى للاستقرار المدني الضرروي للخروج من العشائرية..
اما بالنسية لرئيسنا الحالي، فربما يكون في انتمائه للعشائر العربية ميزة اذا كان ذلك سيتيح له امكانيات للتعامل بشكل افضل مع الدول المجاورة. .. وما ادراك، ربما يكون افندياً في السر وان ارتدى غترة وعقال العشائري..
المحجوب..