بغداد: تطرح الحكومة 500 مشروع في احد عشر قطاعا حيويا للاستثمار في مؤتمر لندن المقرر عقده نهاية الاسبوع الجاري، فيما كشف رئيس الوزراء نوري المالكي ان ملف التسليح سيأخذ حيزا من بين عدة ملفات يحملها خلال زيارته المرتقبة الى فرنسا.

ويفتتح المؤتمر المخصص للاستثمار في العراق، كل من رئيس الوزراء نوري المالكي ونظيره البريطاني غوردن براون بمشاركة اكثر من 250 شركة عالمية.

ويهدف المؤتمر الذي تستمر اعماله ليومي (الخميس والجمعة المقبلين) الى جذب رؤوس الاموال للاستثمار بالبلد في قطاعات (النفط والغاز والصناعة والاسكان والبنى التحتية والمال، اضافة الى الخدمات المصرفية والسياحية والاتصالات والزراعة ومشاريع الصناعات الزراعية).

و ذكرت مصادر مقربة من الحكومة، أن الرئيس المالكي سيلقي كلمة في افتتاح المؤتمر يبين فيها مدى التقدم الامني والسياسي المتحقق في البلد، وتوجهات الحكومة المقبلة فيما يخص الجانبين الاقتصادي والاستثماري.

وبحسب ما جاء في تصريحات أدلى بها المالكي لوسائل اعلام فرنسية، فان ملف تسليح قوات الجيش والشرطة سيكون حاضرا في مباحثاته مع المسؤولين الفرنسيين خلال زيارته الى باريس.

وكانت مصادر حكومية كشفت عن زيارة مرتقبة للرئيس المالكي الى فرنسا، على غرار الزيارة التي قام بها الى روسيا قبل نحو أسبوعين. وأكد المالكي ان هناك رغبة لدى بغداد وباريس باعادة العلاقات الثنائية على اساس المصالح والشراكة، بعد أن تعطلت هذه العلاقات لفترة من الزمن، مبينا انه "مع التغييرات التي حصلت بالعراق والتحسن الامني والتغييرات السياسية في فرنسا كانت هناك رغبة مشتركة على اساس المصالح التاريخية والشراكة الموجودة بين البلدين ان تعود هذه العلاقات".

وعد الزيارة الاخيرة للرئيس الفرنسي الى العراق "عنوانا كبيرا برغبة فرنسية ليس فقط في مجال التسليح وانما الحديث الذي حصل هو ان تعود فرنسا الى الساحة العراقية سياسيا واقتصاديا وامنيا وبمختلف المجالات".

واكد ان "أحد اهداف الزيارة المقبلة الى فرنسا هو تسليح الجيش العراقي والشرطة العراقية بما يضمن قدرتنا على استمرار وحفظ الامن في حال انسحاب القوات الاميركية بموجب الجدول الزمني، مضيفا "ولن نكتفي بذلك بل سيكون الاقتصاد والنفط والطاقة والتعاون بين البلدين من بين الملفات الأساسية"، ملمحا في الوقت نفسه الى وجود أفكار "ليست في العراق فقط وانما بالمنطقة عن ضرورة ايجاد مفاعلات نووية لتوليد الطاقة وليس لاغراض اخرى"، مبينا ان هذه "الفكرة موجودة وستكون ضرورية لاحقا نحو توفير الطاقة".

ونفى المالكي في معرض رده على سؤال لمراسل مجموعة تلفزيون فرنسا (24) ان تكون التوجهات العراقية بعلاقاتها مع الدول الاوروبية وفرنسا على انها محاولة للتخفيف من حدة النفوذ الاميركي، موضحا ذلك بالقول: "هذه بالحقيقة سياسة عامة ليست قضية تخفيف او تكثيف وان بلدا مثل العراق يحتاج الى ان تكون علاقاته متشعبة وممتدة مع كل الدول ذات الشأن"، موضحا ان "فرنسا دولة كبرى ولها تاريخ وكذلك بريطانيا، وروسيا والصين واليابان واميركا.. فرغبتنا ان تكون للعراق اذرع في العلاقات لأنها بالنتيجة في تقديرنا السياسي هي الافضل للمصلحة الوطنية ان يكون لدينا مثل هذا التنوع بالعلاقات".

من جانبه قال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار الدكتور سامي رؤوف الاعرجي: ان مؤتمر لندن سيشهد مشاركة ـ فضلا عن المالكي وبراون ـ لعدد من الوزراء من كلا الجانبين ضمن وفد رسمي رفيع المستوى من الجانب العراقي، بالاضافة الى عدد كبير من رجال الاعمال العراقيين من داخل العراق وخارجه.

واضاف الاعرجي في بيان له، ان اعمال المؤتمر ستتضمن تقديم شرح مفصل للبيئة الاستثمارية في العراق والخدمات التي يمكن تقديمها لتسهيل منح الاجازات الاستثمارية، كاشفا عن اعداد الخارطة الاستثمارية لاكثر من (500) مشروع في عدد كبير من القطاعات، فضلا عن دليل استرشادي للمستثمر العراقي والاجنبي مع شرح واف للقوانين النافذة والمقترحات المعروضة لتعديل قانون الاستثمار رقم 13 لسنة 2006 مع تعريف دقيق للمشاريع الستراتيجية التي يمكن الدخول فيها، معربا في الوقت نفسه عن امله بأن يكون المؤتمر فرصة لتعاون رجال الاعمال العراقيين والمستثمرين الاجانب لتنفيذ المشاريع التنموية في العراق.