الأديب لـ (الرأي): مدبرو التفجيرات يعملون تحت إشراف المخابرات السورية
الاستاذ علي الأديب ـ القيادي البارز في حزب الدعوة
علي الأديب لـ (الرأي): مدبرو تفجيرات بغداد يعملون تحت إشراف المخابرات السورية وأميركا سعت لاحتضان البعثيين بغطاء عربي
بغداد - الرأي: كشف القيادي البارز في حزب الدعوة ونائب رئيس الائتلاف العراقي الموحد علي الأديب ان الولايات المتحدة الأميركية التقت فعلا بقيادات بعثية وأخرى من المنظمات المسلحة بحضور ممثلين عرب وإنها مارست الكذب على الحكومة العراقية.
وقال الأديب الذي يعد الرجل الثاني في حزب الدعوة بعد الأمين العام نوري المالكي في حوار موسع مع (الرأي) ان من المستبعد تماما ان تنضم كتلة ائتلاف دولة القانون إلى الائتلاف الوطني العراقي لخوض الانتخابات البرلمانية القادمة في العراق.
وفيما يلي نص الحوار:
- الرأي: كثر الحديث خلال الفترة الماضية عن المفاوضات التي أجراها الجانب الأميركي مع ممثلين عن حزب البعث وأطراف في المقاومة .. كيف تنظرون إلى ذلك وهل اعتبرتم هذا الأمر بمثابة طعنة أميركية في ظهركم؟
- الأديب: في ما يتعلق بملف المصالحة الوطنية فان نائب الرئيس الأميركي طرح تصوراته بشأن الموضوع في زيارته السابقة، وبعدها أنعقد مؤتمر في اسطنبول لمجموعة من المنظمات المسلحة، حضره ممثل عن كل من الولايات المتحدة الأميركية و تركيا، و قد تسربت أنباء عن المؤتمر مما دعا إلى احتجاج الحكومة العراقية على الطرفين. وادعت الإدارة الأميركية أنها كانت قد أبلغت العراق مسبقاً عن المؤتمر، و الحقيقة أن ما أبلغته واشنطن لم يكن ينقل حقيقة ما جرى فعلاً في اسطنبول. و كان التصور لدى الجانب العراقي أن التحرك الأميركي مشابه لما جرى مع الصحوات في العمل على أقناعهم في الانخراط بالعملية السياسية, وتليين مواقف أطراف أخرى بشأن التوقف عن القيام بعمليات مسلحة. لكن الوثيقة التي تسربت عن الاجتماع أظهرت أن هناك مطالب بإعادة عدد من العسكريين والتخلي عن العديد من الإجراءات التي تم اتخاذها، وإلى حد التنصل عن الدستور العراقي الذي تم تشريعه من خلال توافق وطني. و هي مطالب من وجهة نظر الحكومة العراقية وأطراف العملية السياسية لا يمكن القبول بها، حيث أن هناك مجموعة من القوانين والإجراءات التي لا يمكن التخلي عنها. ووصل الأمر بالمجتمعين إلى المطالبة بحل الحكومة العراقية وإقامة حكومة طوارئ لمدة سنتين.
وبحسب علمنا أن هناك اجتماعات أخرى عقدت في عواصم أخرى مثل عمان و لندن، بحضور ممثلين عن دول عربية، ومشاركة عناصر تمثل عزة الدوري وحارث الضاري. ونحن نعتقد أن مثل هذه التحركات بدون علم الحكومة العراقية، تعد تدخلاً في الشأن العراقي الداخلي وتؤثر سلباً على العملية السياسية الجارية.
- الرأي: كنتم من بين من اتخذ مواقف متشددة إزاء سوريا في وقت ظهرت مواقف أكثر مرونة.. كيف لنا معرفة حقيقة الأمر؟
- الأديب: أود ان أشير إلى إننا من حيث المبدأ نحرص على أن تكون علاقتنا جيدة مع جميع دول العالم بوجه عام، و مع الجوار بحكم الخصوصية، والأشقاء بشكل خاص، لاسيما سورية وإيران اللتين احتضنتا المعارضة عندما كانت بحاجة إلى سند. ونحن نحرص من جانبنا على إقامة علاقة إيجابية و متطورة على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية مع كل الدول العربية المجاورة للعراق، لكننا ننتظر منهم عدم التدخل في شأننا الداخلي، وهؤلاء المنبوذون في العراق لا ينبغي احتضانهم من قبل الجوار، و ما ننتظره منهم هو على العكس من ذلك، في دعم العملية السياسية العراقية و إنجاحها، خاصة أن العراق قد تحرر للتو من نظام استبدادي لم يعرف له مثيل. هذا ما ننتظره من سورية، ونحن نتطلع إلى آفاق تعاون اقتصادي عظيمة معها، ونتطلع إلى أن تراجع سياستها إزاء العراق.
لا نتوقع شيء من الأسد
- الرأي: ألا تعتقدون بأن التطلع إلى مراجعة سورية لما تعترضون عليه يتقاطع مع اللهجة الإعلامية الحادة من الجانب العراقي.
- الأديب: إن حدة اللهجة العراقية متأتية من الصبر الطويل، فقد كانت هناك لجنة مشتركة بين الطرفين لمتابعة الموضوع، و ما جرى ليس جديداً، و قد طفح الكيل، بعد أن لم تحقق الجهود العراقية نتيجة، و قد كان الأمل أن تستجيب سورية لمطالبنا. ما هي فائدة مشاركة العراق في اجتماعات اللجان الأمنية مع الجوار في حالة عدم تحقيق خطوات عملية تضمن أمن العراق، ويواصل البعض العبث بالأمن العراقي؟ وقد جاءت اعتداءات 19 آب بعد المنجز الكبير الذي تحقق في توفير الأمن، و استهدفت الاعتداءات تقويض هذا المنجز ضمن مخطط سياسي معادٍ للعراق، هذا هو السبب الذي دعا العراق إلى مطالبة الأسرة الدولية التدخل لوقف هذه الانتهاكات الخطيرة.
- الرأي: اذن كيف تقرأون تصريح الرئيس السوري بشأن ما قدمه العراق من أدلة عندما قال صدمنا بما قدمه العراق، و هل تتوقعون بناء على هذا نجاح جهود تهدئة العلاقات الثنائية؟
- الأديب: لا أتوقع من الرئيس السوري أجوبة أخرى، لكن لدينا أدلة كثيرة، و تجربتنا السابقة لم تختلف عن الوضع الحالي، حيث كان ردهم نفسه على الرغم من أدلتنا الكثيرة. وسورية مارست موقفاً بشأن عبد الله أوجلان، إلى أن حشدت تركيا قوة عسكرية لا تقبل الالتباس من غرضها، فتم تهريب أوجلان من سورية لتعتقله المخابرات التركية في أفريقيا.
- الرأي: يلاحظ ان العلاقات العراقية السورية ملغومة دوماً، زمن صدام حسين جاء الأسد إلى بغداد قبيل قمة بغداد، و صفى الأجواء بين البلدين، فانفجرت بعد أشهر قليلة، و الآن ذهب رئيس الوزراء إلى دمشق ساعياً إلى تعاون استراتيجي، فكان هذا التدهور المروع في العلاقات...
- الأديب: نحن من جانبنا نحرص على تطوير العلاقات مع سورية، وقام رئيس الوزراء بزيارتين لهذا الغرض، وقد جاءت تفجيرات الأربعاء في اليوم التالي لزيارة رئيس الوزراء، كنا ننتظر تحسن العلاقات، لكن الذي جرى هو التصعيد.
- الرأي: لكن هل يعقل أن التفجيرات رتبت بهذه السرعة، أم أنها جاءت في سياق مخطط طويل من قبل أطراف معادية للمؤسسة السياسية العراقية الحالية؟
- الأديب: ما أفهمه هو أن عمليات بهذا الحجم لا يمكن أن تمر بدون إطلاع المخابرات السورية، و كان في وسع المسؤولين السوريين إيقافها بإشارة واحدة منهم، لأن مدبري العمليات ضد العراق يعملون في ظل المخابرات السورية، وهي ليست غبية و لا ضعيفة.
لا خلافات مع المالكي
- الرأي: هناك من يقول بوجود خلافات بين المالكي و الأديب برزت في المؤتمر الأخير لحزب الدعوة، فما هي الحقيقة بشأن هذا؟
- الأديب: لا أساس لهذا الموضوع إطلاقاً. نحن الاثنان انتخبنا المؤتمر في قيادة الحزب، وقد خرج البعض من القيادة وصعد البعض الآخر. و الأصل في طرح هذا ليس بشأن الحزب و مسار عمله، إنما هو من خارج المسار الحزبي من قبل أطراف معينة في الساحة السياسية تتمنى أن تنال من القوة الجماهيرية والنفوذ الكبيرين اللذين حققهما حزب الدعوة بين المواطنين، و عبرت عنهما نتائج انتخابات مجالس المحافظات، أو على الأقل التعتيم على القيمة الحقيقية لما تحقق للحزب.
- الرأي: من الواضح ان قائمة دولة القانون تاخرت في الإعلان عن تحالفاتها، فهل دولة القانون والدعوة يسعيان إلى أن تكون لهما الكلمة الأخيرة في صياغة التحالفات مثلا؟
- الأديب: إن دولة القانون والدعوة منفتحان إلى أوسع مدى على الأفق الوطني، دون أن يعني أن هذا الانفتاح جديد، وإنما طبيعة الحراك وتطور الوضع السياسي والنجاح في تحقيق الأمن، يستدعي هذا كله اصطفافا سياسياً من نوع أخر، ينبغي أن يكون على مستوى الهوية الوطنية الشاملة، و بدون هذا لن يتم تجاوز الاحتراب الطائفي أو القومي مرة أخرى، و ما زلنا نرى بعض الأصطفافات الطائفية والقومية بناء على سلوك النظام السابق، وهي من ردود أفعاله. والآن بعد استعادة الأمن لا بد من إعادة الهوية الوطنية في كل الممارسات، و هذا لن يتحقق إلا من خلال قائمة تشمل كل المكونات، وقد جاءتنا طلبات من مكونات من كل الطوائف والمناطق والقوميات للالتحاق بدولة القانون، ولدينا الآن أكثر من 60 كياناً، بعضها جبهات تضم عدة أطراف يصل عددها إلى أكثر من عشرة، وندرس حالياً هذه الطلبات نميز بينها، ونشخص حجم تأثيرها، ونحرص على تبنيها ضمن دولة قانون، لحرصنا على استيعاب كل رأس المال السياسي في الساحة وليس حصر جهودنا في المكونات المعروفة لـدولة القانون والاعتماد على الحزبيين فقط، ساعين إلى الخروج من الدائرة الضيقة إلى كل المجهود السياسي الموجود في البلاد، لأن مجلس النواب بحاجة إلى هذا للخروج من التخندقات الحالية التي يعاني منها في دورته الحالية، التي أنجبت حكومة الوحدة الوطنية التي لا يلمس الشعب العراقي شيئاً من وحدتها سوى الاسم.
لا حلف مع المطلك
- الرأي: هناك حديث عن احتمال تحالفكم مع الدكتور صالح المطلك الذي سبق ان أعلن عن اتصالات مع المالكي ...
- الأديب: لا أعتقد أن تحالف المطلك وارد لأن ما يطلقه من تصريحات وبرامج يختلف عن دولة القانون.
- الرأي: كانت التوقعات تشير إلى ان تحالفا بين الدعوة والتيار الصدري هو الأقرب .. لكنهم تحالفوا مع الائتلاف كيف تفسرون ذلك؟
- الأديب: في الأصل حوارنا مع الأخوة في الائتلاف الوطني لم ينقطع، وهناك احتمال أن يتم تحالف بين الكتلتين لاحقاً من أجل مواجهة التحديات السياسية المقبلة، خصوصاً مواجهة الاصطفافات المعادية للعراق، مع بقاء كل طرف محتفظاً باستقلاليته، على أن يضم كل طرف الكثير من القوى الوطنية.
- الرأي: هل تتوقعون أن يسفر اصطفاف التيار الصدري في الائتلاف عن حدوث انقسامات فيه بحكم المرجعية المشتركة بينكم وبين التيار الصدري؟
- الأديب: لن أخوض في هذا، لكني أعتقد بأن الأصل في منهجنا هو العمل على توحيد الجهد السياسي للارتقاء بوضع وطننا و خدمة المواطنين، ولذلك سنحرص على منع هدر الأصوات لكلا الطرفين.
دهشة واستغراب
- الرأي: بماذا تفسرون تباين مواقف التحالف الكردستاني من خلال تباين موقفي الرئيس جلال طالباني ووزير الخارجية هوشيار زيباري، مع أن نهج الرئيس طالباني كان الأقرب لضمان عمل الدولة ودعم حكومة السيد المالكي؟
- الأديب: ما جرى فعلاً أثار دهشتنا، و كان يفترض أن يكون مجلس الرئاسة أكثر تأنياً، خاصة في موضوع كيان سياسي صديق للعراق، ويفترض أن تكون العلاقة معه قوية، ولكن ليس عبر البيانات. و مع ذلك ألاحظ أن هناك تأثيرات خاصة وراء إصدار هذا البيان الرئاسي، قد تقف وراءه قوى داخلية تنافسية مع الحكومة، أو دول إقليمية مناصرة لسورية. و قد تكون هناك أطراف في الرئاسة وراء إصدار البيان.
- الرأي: ألا تعتقدون أن من أسباب صدور البيان الرئاسي هو عدم التشاور مع مجلس الرئاسة، حيث قال د. عبد المهدي صراحة عقد رئيس الحكومة تعاوناً استراتيجيا مع سورية دون اطلاعنا، ثم شن هجوماً حاداً عليها لنعرف من نشرات الأخبار؟
- الأديب: أنا من حيث المبدأ مع صيغ التعاون و تبادل الرأي عبر المجلس التنفيذي، لكن هول ما حدث قد يكون السبب في التطورات السريعة. و ربما هناك أيضاً مقترح من وزارة الخارجية في هذا الاتجاه، حيث لاحظت قفزة من وزارة الخارجية في هذا المجال، فلم يسبق أن كان للدبلوماسية العراقية مثل هذا الموقف النشط و الحازم. و لا أعتقد أن رئيس الوزراء يمتنع عن التشاور، لكنه موضوع نفسي ذاتي، و لكن في الأصل ينبغي أن لا يغلب هذا على الوجهة السياسية في مهمة قيادة البلد بروية أكبر.
- الرأي: هل تعتقدون أن ما جرى في اعتداءات 19 آب كان وراءه مخطط انقلابي لم تستكمل صفحاته؟
- الأديب: أشك في أن يكون وراءها مخطط انقلابي، و كان المخطط لها إن تكون أبعد من ذلك، و أشار لها السيد هوشيار زيباري، بقوله إن القادم أعظم، وتصوري أن أعداء العراق ينظمون عمليات مشابهة حتى يوم الانتخابات، لإرباك إرادة الناخبين و من ثم عملية الانتخابات والحيلولة دون أن تعكس نتائجها في تخويل المواطنين للقوى التي حققت منجزات حيوية. وهناك ضخ مال سياسي كبير بقصد الحيلولة دون أن تجرى الانتخابات أصلاً. و هناك محاولة من اجل تسريب عناصر إلى المجلس المقبل تكون معادية للعملية السياسية، لتخريبها من داخلها. مع هذا أرجع إلى سؤالك، قد يكون حدوث فراغ سياسي في البلد بفعل الاعتداءات الدامية، في ظل تعطيل الانتخابات، وغياب مجلس النواب، ووجود حكومة تصريف أعمال، قد يلجاً إلى محاولة انقلابية. والناشطون في العمليات التي جرت هم من دعاة الانقلابية التي لم يعرفوا غير التفكير فيها. و بعض القوى السياسية لم تستلم السلطة في بعض البلدان العربية إلا عن طريق الانقلابات.
- الرأي: كيف تقرؤون توجه د. إياد علاوي للتحالف مع الائتلاف الوطني؟
- الأديب: يحرص الائتلاف الوطني على أن يحصد الحجم الأكبر من الآراء في المناطق التي له فيها وجود، و لوجود علاوي في المناطق نفسها أكثر من بقية المناطق، لذلك يراد وجوده ضمن الائتلاف كي لا تخرج الأصوات خارج هذه الدائرة، و يرى الائتلاف أن وجود علاوي ضمنه أفضل من بقائه خارجه، كونه سيكون قابلاً للانضباط أكثر.
- الرأي: ألم تحاولوا من جانبكم التحرك عليه؟
- الاديب: تصريحاته لا تدل على رغبته في التحرك باتجاهنا، و للأفعال ردود أفعال أيضاً.
- الرأي: الائتلاف تحرك نحو علاوي من خلال البت في صيغة من سيتولى رئاسة الحكومة المقبلة؟
- الأديب: بغض النظر عما يطرح فأن الائتلاف لن يمنح رئاسة الحكومة لعلاوي، و معروف من سيكون رئيساً للوزراء في حالة فوز الائتلاف بأغلبية نيابية. لكن القضية الأساسية هي أن أصوات الناخبين تعطى على أساس ما تستقرئه من منجزات ونهج عملي وليس البرامج الانتخابية والوعود.