البولاني يكذب إهداء القيسي ساعة ذهبية و يصفها بالإشاعة الرخيصة
نفى وزير الداخلية جواد البولاني أن يكون قد أهدى ساعة ذهبية إلى المذيعة العراقية في قناة العربية سهير القيسي، واصفاً تلك الإشاعات بالرخيصة و لا تؤثر على وعي الناخب العراقي الذي أصبح بعدم تفاعله مع تلك الإشاعات يجعلنا نقدم أغلى من الماس والذهب لهذا الشعب العظيم.
و قال البولاني "إن تلك الإشاعة الرخيصة تحاول التغطية على رشى بعض السياسيين التي يقدمونها لشراء الذم أو استمالة عطف الناخبين"، لكننا حين ننتقد عملهم لا نقدم بكل تأكيد على فعل الشيء نفسه".
و أضاف في تصريح خص به مؤسسة "اتجاهات حرة" قائلاً: "إن الذين يطلقون تلك الإشاعات يؤكدون للناخب العراقي إفلاسهم السياسي و يسعون إلى تشويه سمعة خصومهم الذين بدأوا بسحب البساط من تحت أقدامهم من خلال طرح البدائل الواقعية التي تعمل على تغيير الوضع السيئ الذي تمر به البلاد".
و كرر تأكيده بأن طريق التغيير لا يمكن أن نبدأه بإهداء ساعة و لكن من خلال التواصل والانفتاح على المثقفين والبسطاء في آن واحد، مشدداً بالقول "نحن على استعداد أن نمنح أرواحنا رخيصة للوطن و المواطن، و ليس كما يريد أن يصورنا البعض من خلال تقديم ساعة، لو استطعنا أن نصوغ لكل إنسان عراقي تمثالاً من ذهب لفعلنا ذلك"، مضيفاً "لقد حاربنا الإرهاب وجهاً لوجه و ما زلنا على عهدنا الذي قطعناه على نفسنا في السير نحو ترسيخ دعائم الديمقراطية في عراقنا الغالي، و العمل على تذليل جميع العقبات التي تواجه التطور في البلاد و التصدي بقوة لأي فعل أو تصرف من شأنه الانتقاص من مكاسب التغيير التي تحققت على الرغم من كل السلبيات و المؤاخذات التي نشخصها و نعمل على تجاوزها و السير في طريق الإصلاح".
و فيما يلي نص المقابلة التي أجرتها مؤسسة "اتجاهات حرة" للإعلام والثقافة الدولية مع السيد وزير الداخلية جواد البولاني:
* اتجاهات حرة: ما هي رؤيتكم للانتخابات المقبلة في العراق و هل أنتم متفائلون بها ؟
- بصراحة نحن متفائلون لأن الديمقراطية بدأت تترسخ في العراق وأن العراقيين و رغم عتبهم على السياسيين و لومهم على طريقة التعامل و التعاطي مع فكرة الدولة التي غالباً ما جاءت مشوهة في تطبيقاتها، إلا أنهم يشعرون بأنهم يمتازون بحرية الاختيار و حرية التفكير و التعبير عن الرأي و هذا يجعلنا نتفاءل لأن الناخب أدرك و منذ فترة ليست بالقليلة من يقف إلى مصلحته و من يقف ضدها.
* اتجاهات حرة: هل وصلت حمى التنافس الانتخابي إلى مرحلة كسر العظم ؟
- المنافسة الانتخابية حق مشروع و هي ركيزة أساسية من ركائز العمل الديمقراطي، لكن علينا أن نعكس وعينا وإدراكنا وثقافتنا و عمقنا الحضاري من خلال تلك الحملة، لأن الناخب العراقي ذكي جداً برغم ما يشاع عنه، نعم انه عاطفي و يتأثر بالمتغيرات، لكنه لن يسمح لأي أحد باستغفاله أو القفز على جراحاته.
و أتمنى أن لا تصل الأمور إلى مرحلة كسر العظم أو الضرب تحت الحزام بين الكيانات السياسية المتنافسة، لأن من شأن ذلك أن يعطي إيحاءً للناخب العراقي بأن العملية السياسية برمتها أصبحت غير مقنعة له، و أنا من موقعي السياسي أحذر من نقمة الشعب وعقابه الذي سيمارسه ضد كل من ضحك عليه أو تاجر بدمائه و آلامه أو حاول و سعى لأن يتجبر عليه، و أبشر كذلك بأن هذه المرة ستكون إنتفاضة الشعب من خلال صناديق الإقتراع !
* اتجاهات حرة: ما الذي يجعلكم واثقين بأنكم من سيشكل الحكومة المقبلة ؟
- قراءتنا للشارع العراقي و تذمره من الوضع الحالي و تطلعه إلى التغيير و إلى الخروج من التخندقات الطائفية و الجهوية، كانت من أهم الأسباب التي جعلتنا نتكلم عن قدرتنا على تشكيل الحكومة المقبلة، خاصة ونحن نطرح البديل القوي في ذلك معتمدين على التركيز على هوية المواطنة العراقية التي يجب علينا تعزيزها إزاء الهويات القومية والطائفية الأخرى، فضلاً عن ذلك فأن العديد من الاستطلاعات التي تم إجراؤها تشير الى أن هناك تقدم ملموس و قوي لقائمتنا في جميع المحافظات العراقية.
* اتجاهات حرة: من يمثل قاعدتكم الإنتخابية، خاصة وأن حزبكم ليس عريقاً كباقي الأحزاب المتواجدة على الساحة؟
- كما تفضلتم فإن حزبنا الدستوري والذي يعد من أهم أركان ائتلاف وحدة العراق، جديد العهد على الساحة العراقية، وهذا ما سيجعله أحد البدائل القوية التي تجتذب الناخب الطامح والتواق إلى التغيير، كونه جرّب وتعامل مع برامج بقية الأحزاب التي تحدثتم عنها، وكان المواطن يشاهد نتاج تلك الأحزاب الممثلة في الحكومة وهو يرى ويقيّم ومن ثم يختار.
و نعتقد ومن خلال الوقائع على الأرض و معلومات المراصد الصحفية التي دائما ما نطالع أخبارها، فأن هناك عزوفاً متوقعاً من قبل الناخبين خاصة كبار السن من عملية الانتخابات، على اعتبار أنهم حين ذهبوا قبل ذلك للانتخابات و وعدتهم الحكومة بتوفير الخدمات، فهي لم تفعل ذلك أو قصرت في الفعل، ولهذا فأنهم يحاولون أن يعاقبوا الأحزاب السياسية الممثلة في الحكومة والبرلمان، بعدم الذهاب لصناديق الاقتراع و منح أصواتهم لأي جهة.
و زيادة على ذلك فأن هناك توقعات بأن يكون جيل الشباب هو الأكثر تحفزاً لتغيير المعادلة، وأن ائتلافنا و الحزب الدستوري غني بالقدرات الشبابية الواعدة و كذلك نتملك علاقات واسعة مع جيل الشباب من مختلف الأعمار سواء كانوا داخل العراق أو خارجه، وهذا ما يجعلنا نراهن بأن المستقبل سيكون حاضنا لطموحاتنا وتطلعاتنا في التغيير الذي ننشده لتقليل معاناة شعبنا العراقي ورسم البسمة على شفاه العراقيين.
* اتجاهات حرة: هل فكرتم مع من ستأتلفون في الانتخابات المقبلة ؟
- خياراتنا مفتوحة على الجميع ولا يوجد هناك فيتو على الشخصيات والتيارات والكتل المنافسة، وهناك بعض التقارب بيننا وبين قوائم أخرى سنعلن عنها في حينها و بعد أن تعلن النتائج النهائية للانتخابات، وسيكون لكل مقام مقال، و أود أن أوضح بأن لا أحد من الأحزاب والكيانات السياسية المنافسة، يضع فيتو ضدنا، لكون برنامجنا السياسي والانتخابي يتمتع بنظرة علمية هادئة لا تؤمن بسياسة التسقيط و الضرب تحت الحزام، وهذا ما يجعلنا مقبولين حتى عند منافسينا.
كما أود أن أشير إلى أننا و وفقاً لدراسة الوضع السياسي والاجتماعي في العراق، فنحن من يمثل الحالة الوسطية التي يطمح إليها المواطن، وكذلك بالنسبة لباقي الائتلافات و الأحزاب والتيارات السياسية و أؤكد أن خيارات الناخبين و توافقات ما بعد الانتخابات هي من ستمنحنا الفرصة الذهبية لخدمة المواطن.
* اتجاهات حرة: هناك حراك مدني إعلامي عراقي بدأ على أرض الواقع ممثلاً بـ "البيت العراقي الدولي" يسعى إلى التغيير مدنيا و ليس سياسياً، هل هناك تناقض بين العمل المدني و السياسي، و مع من ستقفون أنتم ؟
- بصراحة السؤال مهم، و علينا أن نكون دقيقين في محاولاتنا الرامية إلى التغيير، فليس كل تغيير يكون مقبولاً و يصاحبه نتائج ايجابية تعود بالنفع والخير على المواطن والوطن، فربما يصبح العكس؟
لكننا بصورة شخصية ومن منطلق حزبي ومن خلال المسؤولية الحكومية التي تحملناها طيلة فترة الأربعة أعوام الماضية و ما قبلها، سعينا على مد جسور التعاون و التفاعل مع المنظمات الإعلامية و لو سألت أي صحفي في العراق الآن عن علاقته بجواد البولاني، لقال لك على الفور إنه صديق الصحفيين والرياضيين والفنانين والشعراء والأدباء وأستاذة الجامعات.
و أما بخصوص منظمات المجتمع المدني، فنحن قد أسسنا العديد من تلك المؤسسات و من غير اللائق بالنسبة لي شخصياً أن أتحدث عن التبرعات والرعاية التي أولويتها للكثير من المحتاجين في مختلف التصنيفات المرضية الجسدية والعقلية، لأنهم شئنا أم أبينا جزء من نسيج مجتمعنا العراقي، وعلى السياسيين أن يتفاخروا إذا أرادوا أن يتفاخروا بما قدموه للمحتاجين و الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك إلى رموز العراق الثقافية والإعلامية والأكاديمية، و لا مجال للتسويق الانتخابي في هذا الجانب تحديداً و اعتبر من يتاجر و يسوق انتخابياً في هذا الجانب حاله حال من يستغل الدين أو الرموز الدينية لغرض المنافسة الانتخابية، و جميع تلك الأمور مرفوضة بالنسبة لنا و نعتبرها تدلل على ضعف البرامج المطروحة من تلك الأحزاب والتيارات السياسية.
السلطة الرابعة التي تمثلها الصحافة والسلطة الخامسة التي تمثلها منظمات المجتمع المدني تعتبران بعد مراقبة البرلمان هما الحصانة الحقيقية التي نطمح بأن تكون فعالة، لمراقبة أداء السلطات الأخرى و هي الأقرب إلى الشارع من بقية السلطات و هي الحالة الوسطية بين السلطات الثلاثة وبين الشارع و لا بد أن نعمل على تعزيزها ودعمها و تشريع القوانين التي تعزز و تحسن من المشاريع المتبناة في هذا الخصوص.
و بدورنا نؤيد و ندعم بقوة كل من يحاول أن يبني و يؤسس لفكرة أو مشروع يخدم فيه المواطن والوطن، و لا يوجد هناك أي تقاطع بين مشروعكم المتمثل في "البيت العراقي الدولي"، والمشاريع السياسية طالما هي تصب في المحصلة النهائية بنفس الاتجاه و المتمثل بخدمة العراق و السعي إلى التغيير نحو الأفضل، مع الاختلاف في الوسيلة المتبعة من أجل التغيير و تنفيذ البرامج.
* اتجاهات حرة: كلمة أخيرة يود أن يقولها السيد البولاني من خلالنا ؟
- أود أن أقول إن العراقيين يستحقون الكثير، و على السياسيين إن يقللوا من الشعارات ويعملوا أكثر من اجل شعبهم ووطنهم، فالشارع العراقي وصل إلى مرحلة الإشباع من الشعارات و ربما أصبحت لديه حساسية منها، و علينا أن نفعل الكثير من اجل هذا الشعب العظيم شعب الحضارات وسليل الأمجاد، والذي برهن و يبرهن دائما بأنه شعب صبور و مسامح وذكي و طيب، وبنفس الوقت هو شعب مبدع وخلاق و لو مرت الظروف القاسية التي يمر بها العراقيون الآن على أي من شعوب الأرض، لما استطاعت أن تصمد و تواجه كل تلك الآلام و حالات الفقد التي أصابت كل بيت من بيوتنا العراقية، لكنها مع كل ذلك مؤمنة و صابرة على قضاء الله وقدره، و تراها تفرح و تتطلع إلى المستقبل بكل هذا الألق الذي يعلو الجباه السمر للشباب والنساء و آبائنا الشيوخ الذين اعتبرهم بركة العراق و أبنائنا البراعم الذين يمثلون ثروة العراق الحقيقية.
أما على صعيد الانتخابات، فالانتخابات المقبلة ستشهد تحولاً في رسم الخارطة السياسية في العراق واعتقد أن هناك الكثير من الوجوه القديمة ستغادر مقاعدها و أخرى ستدخل و من خلال عملية التغيير في بعض مراكز القوة الحالية سيكون هناك ثمة أمل نحاول من خلاله أن نرتقي بطموحاتنا وخططنا لتقف منحنية إزاء طموحات أهلنا في أرض العراق الحبيب و في كل بقعة وشبر تطؤها قدم عراقي على امتداد المعمورة.
و نقدر لكم دوركم البارز في كشف الحقائق و تنوير الناخبين و سعيكم مع أخوانكم في مختلف الميادين لخدمة العراق والعراقيين.
المصدر
http://www.aliraqnet.net/news.php?action=view&id=3594