علاوي ... الحكيم ... المالكي... الصراع من اجل البقاء
المشهد السياسي بكل تعقيداته الحالية اسهل بكثير منه بعد انتخابات سنة 2005 ففي تلك المرحلة المظلمة التي اعقبت التفويض الشعبي لائتلاف 555 كان الصراع بين المتصارعين اكثر واقعية فالاهداف كانت معروفة والكل كان يعرف حينذاك حجمه واهدافه ... فالدعوة لديهم برنامجهم " الوطني " .... المجلسيون لهم اهدافهم وما يتوافق مع تطلعات " اطلاعات " ... الصدريون " المقتدائيون " لهم احلامهم بطرد المحتل بالفالة والمكوار... التوافق ومن معهم من امعات جبهة الحوار وضعت اسقاط الحكومة " الصفوية " هدفا منشودا لها ... العراقية كانت تؤسس لا سترجاع المجد السليب والترقب حتى حين لحسابات وضعتها لهم عروس الجن ... الاخوة الكرد ومشروعهم " الوطني الكردي " بتأسيس الامبراطورية الكردية الحلم ... وسارت الامور كما ينبغي " او كادت " لولا ان تميمة الكاهن شابـَها اللمم ليُفسد بعض السحروينقلب المتبقي على الساحر...
و تمر سنوات اربع عجاف على جياع الشعبالنائمة بينما يبتهل اللصوص ان تطول بخيرها الوفير!!! ....
على اية حال تلك مرحلة عرجنا عليها لضرورة المقدمة الطللية ....
مرت السنون ثقيلة ، مليئة بالمآسي ملونة بالدماء واستبشرت الجياع بما يسمى " الانتخابات " خيرا علها تجد بصيص نور يدلها على مخرج من نفقها المظلم الطويل وبعد انتظار طويل وممل لا يقل مللا عن مراهق يترقب اطلالة الحبيبة من نافذة بيتها المُحاصَر ... ظهرت نتائج الانتخابات " الابتدائية " هزيلة كجيوبنا ، خجولة تنعى نفسها يشوبها الغلط واللغط والشك والحب واشياء اخرى.... واعلن من ساعتها عن بدء الصراع بين " الاقوياء " من اجل البقاء ... لتتجسد النرجسية وحب الذات عند " الاقوياء " بأبهى صورها " الملائكية " معبرة عن حب " الوطن " السليب وعشق المجد الذي يكاد ان يغيب ... ولعلهم عقيب صلواتهم يترنمون:
يا أنت .. يا سلطانتي ، و مليكتي
يا كوكبي البحري .. يا عُشتاري
إني أحبك .. دون أي تحفظٍ
وأعيش فيك ولادتي .. ودماري
إني اقـترفـتك ... عامدامتعمدا
إن كنت عارا .. يا لروعة عاري
* * * * * * *
أصغيرتي .. إن السفينة أبحرت
فتكومي كحمامة بجواري
ما عاد ينفعك البكاء ولا الأسى
فـلـقـد عشقتك .. واتخذت قـراري
صراع جديد يقتضي رابحان يتحالفان وخاسر فمن يرتضي ان يكون أُضحية العيد لبقية الاقوياء ؟؟؟
علاوي ... بنى عليه الكثيرون احلاما وردية للعودة الى حيث ما كانوا قبل " التحريرالمزعوم " متوهمين انه سيكون حصان طروادة الذي يعبرون به الى الضفة الاخرى ... ولا يعلمون انه " علاوي " امتطاهم كحصان السباق لتحقيق حلم كاد ان يدفع ذات يوم حياته ثمنا له ... ولكأني استمع اليه متهجدا :
إن كان لي وطنٌ فوجهُك موطني
أو كان لي دارٌ .. فحبُك داري
من ذا يحاسبني عليك..
وانتِ لي هبة السماء ونعمة الاقدار
الحكيم ... عصفور الحوزة ... بخدوده الوردية الجميلة والابتسامته الصفراء ... عموري الحباب لا يتورع ان يذكر ان لجمهوري اسلامي حقوقا في العراق يجب ارجاعها ويجب على اي حكومة قادمة ان تكون قادرة على تنفيذ المشروع الحكومي الذي صاغته انامل " السفارة" الناعمة بكل دقة لتلتزم " الحكومة القادمة " بدفع الالف مليار دولار لجمهوري اسلامي "قرباني" الا ان حلم عموري الحباب يكاد ان يفسده مجموعة من " المشاغبين " الذين لولاهم لكان هو ومن معه في الباي باي ... هؤلاء المشاغبون " الصدريون " او كما يحلو – للعقيق ــ تسميتهم " المقتدائيون " لا يستطيع احد ان يساوم على " وطنيتهم " لولا تخبطهم وتخربطهم ، ضائعون بين اصوات " وطنية حقيقية " وبين طامعين وحرامية " الاعرجي ومن معه " وجُهّال " العبيدي " ومن لف لفه ... وجميع هؤلاء ينتظرون ان يصرح لهم " القائد الضرورة" بلا وجل فهم بيضة القبان ومفتاح القصر بايديهم :
ماذا أخاف ؟ ومن أخاف ؟
أنا الذي نام الزمان
على صدى اوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشارٍ ..ومن مهيار
وأناجعلت الشعر خبزا ساخنا
وجعلته ثمرا على الأشجار
المالكي ... مشروع وطني أجهَضَه الفساد الاداري في مهده فأصبح الرجل حائرا بين خيارين احلاهما مر فاما مغادرة الساحة بملفاتها المليئة بما عاثه المفسدون من فرسان المجلس الاعلى والمحسوبين زورا على " الدعوة " ... مليارات أُهدرت وسرقت تحت اغطية ومبررات شتى ... ملفات اضطُرَّالرجلُ الى السكوت عنها لمقتضيات المصلحة العامة حينا ومقتضيات المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية احيانا اخرى ... بطانة سيئة تزخرفُ له الامورَ بغير حقيقتها لتنجزَ اغراض شخصية " وربما " دولية او اقليمية... متورطون لا يرون امامهم الاّ كتف " المالكي " ليخرجهم من اوحالهم ... كان الله في عونك يا مالكي ... كم رافعة تحتاج لتنتشل هؤلاء من مآزقهم التي جعلوك في وسطها وكم صهريج ماء وكارتون تايد ليغسل هؤلاء قذاراتهم وعفن السنوات الخمس الماضية ... يسرقون بأسم المالكي ... ويرتشون باسم المالكي ... ويفسدون باسم المالكي ... ويلغفون بأسم المالكي ... ويبيعون المناصب والوظائف ورسائل التزكية بأسم المالكي !!! فكان الله في عونك يامالكي مرة اخرى ...
جياع الشعب استبشرت خيرا بوعد قطعه المالكي ان تكون سنة 2009 عام القضاء على الفساد والمفسدين ولكن انّى يكون له هذا والسرطان في الجسد ؛ فأما استئصال الورم من عروقه ودفنه او البحث له عن ما يوارى به !!! فلا الاستئصال حدث ولا الغراب اتى ليعلمنا كيف نواري سوءات من حنث القَسَم ...
اذا هو الخيار الاول و مغادرة سدة الحكم وتحمل وزرما اقترفه العابثون والمتاجرون باسم المالكي ...
ولكن ...
الخيار الثاني ليس أقل مرارة من سابقه فعلى المالكي ان يرضخ لممثلي جمهوري اسلامي ( الائتلاف الوطني ) وشروط " السفارة " ومساومات الاخوة في التيار " المقتدائي " وطرهات الاشقاء " الكورد " وشروطهم واحلام يقضتهم ناهيك عن ما تخبأه لنا الام الرؤوم " امريكا " من مفاجاءات لا تخطر حتى على بال ابليس ....
خلاصة القول اما ان تكون ذئبا او تأكلك الذئاب ...فهل هي اقدارفرضها علينا زمن احمق؟ ...ام ... صراع من اجل البقاء ؟؟؟