«يوزارسيف» يخرج من عباءة التاريخ ليوقظ البشرية من غفلتها
«النبي يوسف» «ع».. نقلة تاريخية تزلزل واقع الدراما الإيرانية
مشهد تجمع اخوته حول البئر يوسف جوهر:
انتفضت عباءة التاريخ وروعة انجاز رسائل الانبياء عليهم السلام باحياء القصص الخالدة ونفض غبار الغفلة وتسارع وقع الحياة عن اذهان البشر لتقف عبرها دقات الوقت منذرة عجلة الحياة لضبط النفس والدعوة للتأني والتأمل في ثنايا اضخم الاعمال التاريخية، وحلقاتها الاربعون في تجسيد اروع قصص القران الكريم واية من ايات الذكر الحكيم والاعجاز الالهي المتمثل في قوله تعالى: «نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القران وان كنت قبله لمن الغافلين»، ليتوج عناء السنوات العشر من البحث المتواصل في منابع التحقيق وامهات الكتب ومصادرها الاسلامية المتشعبة من القرآن الكريم والتفسير والاحاديث النبوية والروايات المختلفة ما بين شيعية وسنية، وامعان النظر بكافة المتون العربية والانجليزية، ومطالعة المصادر التاريخية لمصر الفرعونية وشؤون حياتها الماضية، والاستعانة بتحقيقات الحقب الزمنية في مكتبة الازهر الشريف والرجوع لمكتبة لووق الباربسية، وتتبع الزمن الفرعوني ابتداء من حكم «تاب موزيس» وانتهاء بالملك «امن حتب الرابع» لمعرفة تفاصيل الاحداث ودقائق الامور لقصة نبي الله يوسف عليه السلام كما وردت في القران الكريم عبر المسلسل السينمائى الايراني «بيامبر يوسف عليه السلام». كانت انطلاقة العمل للمسلسل السينمائي «النبي يوسف عليه السلام» مقرونة بصور الاهرامات المصرية ومصحوبة بايات قرانية يتلوها القارئ الايراني «كريم منصوري» لتعيد خلال ملامح ابداعها الفني ورؤيتها الاخراجية ذاكرة المشاهد لـ1160 سنة قبل الميلاد فتظهر خلالها معالم الهدوء في جنوب بابل وتحديدا بمدينة «فدان» لتسلط الاضواء على قوم بني اسرائيل ونبي الله يعقوب عليه السلام مع زوجاته الاربع واولاده منتظرا انجاب زوجته «رحيل» عليها السلام للنبي المنتظر يوسف عليه السلام لتبدأ مع آلام المخاض حبكة الاحداث بين كهنة المعابد انذاك والنبي يعقوب عليه السلام لتتوالى المشاهد في جذب المتابعين من الجمهور والتنقل بخيالاتهم الوقائع القصة الحقيقية لنبي الله يوسف عليه السلام وتصوير مشاهدها التمثيلية في المدينة السينمائية «دفاع مقدس» بجانب مرقد الامام الخميني في جنة الزهراء عليها السلام على اطراف العاصمة الايرانية طهران. النبي يوسف عليه السلام فكرة ابداعية نبعت من مخيلة الكاتب الرائع والمخرج السينمائي الفذ «فرج الله سلحشور» الذي لم يتوان في متابعة العمل والبحث بكل جد واجتهاد لتحقيق طموحه في اخراج العمل ومعانقته للنور وخروجه بالشكل اللائق دون تكلف او تصنع بعيدا عن المبالغة والتهويل. كما تجلت الرؤية الاخراجية لفرج الله سلحشور في اختياره لشخصية النبي يوسف عليه السلام والحرص على ظهوره لاول مرة على شاشات العرض التلفزيوني والسينمائي وفقا لمعايير الاتزان ومراعاة للصفات الجمالية بعد اجراء ما يقارب من ثلاثة الاف مقابلة مع المتقدمين للتصدي لهذا الدور، ليقع الاختيار على الفنان «مصطفى زماني» بدور «يوسف الصديق عليه السلام» والاستعانة بقريبة وابن خالته «حسين جعفري» لتمثيل مراحل الطفولة في شخصية نبي الله يوسف عليه السلام لارتباطهما بالشبه الوراثي بشرط عدم قبولهما لاي عمل فني الا بعد انتهاء تصوير كافة مشاهد المسلسل وبثه للحفاظ على استقلالية الشخصية وعدم خضوعها للنقد او الامتهان او التجريح ليرافقها صناعة المجسمات والاثار الفرعونية واتقان التصميم بنغمات الموسيقى التصويرية وسلاسة السرد التاريخي بمشاركة ما يزيد على الـ180 نجما من نخبة الفنانين لتأدية الادوار الرئيسية في العمل الى جانب الممثلين الاخرين ومساهمتهم في الادوار التكميلية لمجريات القصة واحداثها لايصال مفاهيمها الدينية وترسيخ قيمها الاخلاقية وتأصيل ابعادها التاريخية لاذهان المشاهدين واحياء تاريخ الانبياء ومسيرتهم المباركة في ايصال مضامين الرسالة السماوية الحقة للبشر وتقريبهم من دينهم باعمال فنية تتجلى في مواكبة الحداثة والحفاظ على الايمان الصادق والارتباط بالله سبحانه وتعالى ودعوة انبيائه ورسله لدين الحق.