مُني المرشحون السنة في قائمة ائتلاف دولة القانون بهزيمة واضحة، بعدما لم ينجح اي منهم في الفوز بمقعد في البرلمان المقبل، وذلك بحسب النتائج التي اعلنتها المفوضية والتي تشمل اكثر من 89% من محطات الاقتراع في عموم البلاد.
وفي العاصمة بغداد فشل ابرز المرشحين السنة في قائمة نوري المالكي في الفوز بمقعد برلماني. وحصد ساسة سنة كبار في هذه القائمة عددا ضئيلا من الاصوات، ما جعل دائرة بغداد مغلقة على المرشحين الشيعة في تلك الكتلة.
وعلى سبيل المثال حصل رئيس الجمعية الوطنية السابقة والسياسي المنشق عن الحزب الاسلامي، حاجم الحسني على 612 صوتا فقط بعد فرز اكثر من 86% من اصوات العاصمة بغداد، فيما حصل وزير الدفاع عبد القادر العبيدي على 422، في حين حصل نائب رئيس الوزراء الاسبق عبد مطلك الجبوري على 422 صوتا، وحصل مبدر الويس على 489.
ولم ينجح اي مرشح سني آخر في ائتلاف دولة القانون في تحقيق اصوات كافية للفوز بمقعد برلماني في اي من المحافظات الاخرى. وحتى وزير التخطيط، المرشح البارز عن هذه القائمة في الموصل، لم يحصل الا على 1806 اصوات. وبذلك ستكون كتلة المالكي في البرلمان الجديد خالية من اي عضو سني كما يبدو، على الرغم من ان ائتلاف دولة القانون سعى لاشراك ممثلين عن هذه الطائفة في عدد من الدوائر التي ترشح عنها، بينها الانبار وتكريت وديالى.
وكانت نتائج أكثر من 89% من عمليات العد والفرز في الاقتراع العام و70% من الاقتراع الخاص في الانتخابات البرلمانية، التي أعلنت عنها مفوضية الانتخابات الخميس الماضي أظهرت تقدما جديدا لقائمة رئيس الحكومة المنتهية ولايتها نوري المالكي، إذ حصل على 2448451 صوتا في عموم البلاد، مقابل 2408520 صوتا حصل عليها منافسه المباشر رئيس القائمة العراقية أياد علاوي، فيما راوح الائتلاف الوطني العراق ثالثا بحصوله على 1859532صوتا.
ولم تقف الخسارة عند حد المرشحين السنة عن ائتلاف دولة القانون في بغداد، فقد طالت مرشحين آخرين من الاوزان الثقيلة يمثلون اتجاهات شتى. وفشل كل من مهدي الحافظ وعزت الشابندر في تحقيق اصوات تؤهلهما لدخول البرلمان، كما فشل 3 وزراء في دخول البرلمان القادم، هم وزير الهجرة عبد الصمد رحمن ووزير التخطيط عامر عبد الجبار ووزيرة حقوق الانسان وجدان ميخائيل. وهؤلاء الوزراء ترشحوا عن قائمة المالكي في بغداد.
واستنادا الى حسابات تقريبية ربما يحصل ائتلاف دولة القانون على نحو 30 مقعدا من مقاعد بغداد السبعين.
وجاء في المرتبة الثانية بعد المالكي جعفر الصدر بـ 23897، ثم حسين الشهرستاني ثالثا بـ 5205 اصوات ثم حيدر العبادي رابعا بـ 4916. وفشل باقي المرشحين الفائزين في تجاوز عتبة الثلاثة آلاف صوت، على الرغم من ان عدد اصواتهم الحالية قد يؤهلهم الى دخول البرلمان، بحسب القانون الانتخابي. وجاء وزير التربية خضير الخزاعي ثامنا في قائمة المالكي عن بغداد، يليه على التوالي: عدنان رميض خرنوب، عمار كاظم عبيد، سلمان محسن سلمان علي، ضاري علي فياض، صفية السهيل، عباس البياتي، جبار فريح عباس، كمال الساعدي، ابراهيم فزع، سعاد حميد لفتة، علي عبد الرحمن يونس، سامي العسكري، ناجحة عبد الامير، عبد العباس حمود شياع، باسمة الساعدي، جابر حبيب جابر.
وفي البصرة، اتضحت ملامح الفائزين عن ائتلاف دولة القانون. فقد حل اولا هناك صفاء الدين الصافي يليه خلف عبد الصمد ثم عامر حسان حاشوش يليه جواد كاظم حسن ثم بهاء هادي احمد ثم حسين حمزة علي ثم منصور عبد الرزاق منصور ثم عبد السلام عبد المحسن.
ولم يسلم ساسة بارزون في القائمة العراقية التي يتزعمها اياد علاوي من الخسارة عن دائرة بغداد، اذ بات في حكم المؤكد خروج السياسي المخضرم عدنان الباجه جي من دائرة المنافسة بعد حصوله فقط على 1054، وينطبق هذا الامر على ميسون الدملوجي التي لم تحصل الا على 462 صوتا، فيما اكتفى حامد المطلك، شقيق زعيم جبهة الحوار الوطني صالح المطلك، بـ 634 صوتا.
وحل علاوي اولا عن قائمة في بغداد يليه طارق الهاشمي ثم خضير عباس شويرد، يليه عتاب جاسم نصيف وحميد جسام محمد كساب وطلال خضير عباس كعيد وطلال حسين محسن الزوبعي وحيدر الملا ومظهر خضر ناصر وكاظم عطة كاظم وحسن العلوي واحمد عبد حمادي. ويتوقع ان تنال هذه القائمة نحو عشرين من مقاعد بغداد السبعين.
وفي البصرة حل قصي جمعة عبادي اولا عن القائمة العراقية يليه اسماعيل غازي عودة وسالم حسن ناصر.
اما الائتلاف الوطني العراقي فقد خسر عدداً من ابرز وجوهه المرشحة عن العاصمة بغداد، بعدما فشل هؤلاء في احراز عدد كاف من الاصوات يؤهل كلا منهم لدخول البرلمان. وغادر المنافسة كل من نصير الجادرجي ومعين الكاظمي والشريف علي بن الحسين واكرم الحكيم وموفق الربيعي وعلي اللامي وانتفاض قنبر وفالح الفياض وجمال جعفر المعروف بأبي مهدي المهندس.
وحل ابراهيم الجعفري اولا عن هذه القائمة في بغداد يليه على التوالي باقر جبر الزبيدي ومهى الدوري وحاكم الزاملي وحسين علوان جبر ومحمد رضا فوزي الخفاجي وعلي محسن عاصي هدال واحمد الجلبي ومحمد صاحب خلف الدراجي ورياض غالي مفتن وصباح الساعدي واسماء الموسوي.
وفي البصرة، فشل القاضي وائل عبد اللطيف المرشح عن الائتلاف العراقي في المنافسة على مقعد برلماني. وحصل عبد اللطيف على 4094 صوتا، وجاء في التسلسل الحادي عشر من بين الحاصلين على أعلى الاصوات عن هذه القائمة.
وحل اولا عن الاتئلاف في البصرة عدي عواد كاظم بعدد اصوات ناهز الـ 35 الفا، يليه فرات محسن سعيد بنحو 26 الف صوت ثم عامر حسين جاسم بنحو 20 الف صوت وحسين طالب عمار باكثر من 17 الف صوت. وفيما اظهرت النتائج قوى برلمانية جديدة، مثل (ائتلاف وحدة العراق) بزعامة البولاني وحركة (التغيير) الكردية بزعامة نيشروان مصطفى، سجلت هذه الانتخابات اختفاء احزاب وشخصيات بارزة، من نحو الحزب الشيوعي العراقي الذي خسر مقعديه اللذين كان يشغلهما في البرلمان المنتهية ولايته حميد مجيد موسى ومفيد الجزائري، فضلا عن غياب حزب الامة العراقية بزعامة النائب السابق مثال الآلوسي الذي لم يحصل على عدد كاف من الاصوات لضمان مقعد له في بغداد. كما فشل تجمع احرار بزعامة اياد جمال الدين في الحصول على اي مقعد.
ويبلغ عدد مقاعد البرلمان المقبل 325 بينها 15 مقعدا مخصصة للاقليات والمقاعد التعويضية، وهي خارج حلبة التنافس.
وتم تخصيص ثمانية مقاعد للاقليات بينها خمسة للمسيحيين وواحد لكل من الصابئة المندائيين والايزيديين والشبك. وستتوزع المقاعد التعويضية السبعة على القوائم الكبيرة قياسا بالنتائج التي ستحصل عليها.

العالم