زعيمٌ عاقْ وشعبٌ مُعاقْ
أحمد سعيد / أُستراليا

تعتبر مقولة (( السياسة لعبة قذرة )) سلوكاً ونهجاً فطرياً ينشأ ويتمرس عليه ذلك النوع من الزعماء والقادة النرجسيين العابثين بأدوات الحراك والسجال السياسي لغرض منشود وهدف مدروس مفاده إرضاء غريزة الظهور والتسلط ، وإطلاق الجماح للنوايا العدائية التي تحقق المأرب وتقّرب ألامال للامساك بزمام ألامور وأستقطاب الانظار . ويتجاوزهذا النوع من الزعماء الثوابت والمبدئيات فيما لو تعارضت مع مطامحهم السلطوية وأغراضهم الشخصية وتراهم لا يرعوون ولا يمتثلون ألا لصدى نزواتهم التي غالباً ما تُكلّف شعوبهم وبلدانهم وطوائفهم ثمن تلك ألاساليب المريضة المدمرة .
المواطن العراقي ومنذ إنتهاء يوم ألانتخابات في السابع من أذار الماضي وهو بين شد وجذب وحانة ومانة ومقتدى وعمار ، فألاول أرتأى أن يُظهرلنا فطنته وحنكته السياسية فأبتدع فكرة ألاستفتاء الجوال حول تولي منصب رئاسة الوزراء المتنازع عليها بين الكتل الشيعية من جانب وقائمة علاوي البعثية من الجانب ألاخر ، وألية هذا ألاستفتاء الغريب تفتقر من ألاساس للمهنية والتنظيم وبعيدة عن التعاطي مع واقع الحال بالشكل الصحيح ولكنها في نفس الوقت ترضي مافي داخل بعض النفوس من نوايا ومطامح تخريبية هدامة المستفيد ألاول والاخير منها الخصوم وألاعداء أما الثاني وأعني عمار الحكيم ، فأظن أنه كان في غاية البعد عن الحكمة بإشادته بعلاوي وتاريخية النضالي الذي أتحفنا به سماحة السيد ، وكان الاجدر به ألتروي وألاحتكام الى منطق ألاشياء وكبت الضغائن وماتنطوي عليه النفوس من مكائد وأهواء لان ما بدر منه يدفع بعجلة ألالتئام الى الوراء ويُكلم الجراح ويغذي مطامح المغرضين وألاعداء بألامال ، وينمي القطيعة ويُوسع الفجوة ويدعو الى الشتات .
أما مواطننا الغلبان الذي تواضع كثيراً في تسمية طلباته من الفائزين ولم يُدرج في برنامجهم السياسي والخدمي سوى الرغبة الصادقة في الخلاص من النزاع والركون الى السلام والامان بعد عقود من القتل والسجن والتشريد . فأستكثرمقتدى وعمار هذا المطلب وأنبروا بأفكار ومشاريع ومخططات تُحبط ألامال وتُكسر المجاذيف بوجه المساعي الحثيثة والمكثفة لجمع الشمل وتوحيد الصف العراقي في محنة تشكيل الحكومة التي لن تنتهي على خير مادامتْ صغار الافراخ تتصدى لقيادة السرب الشيعي المتخبط من الاساس بسبب تراكمات الماضي الذي أثقل كاهل الوطن والمواطن .
Ahmedsaeed1991@yahoo.com