في الايام الغابرة ... وليس منذ زمن بعيد ... من سنوات معدودة تصل ربما للتسعة ... عندما كنا نلتحف السماء عرايا في دول جوار العراق من الاردن الى سوريا الى لبنان الى الجمهورية الاسلامية الخالدة ...
وفي يوم شديد البرد كان علي الوصول الى العراق باي شكل من الاشكال ... واشدد على كلمة شديد البرد لان المتعارف عليه ان حراس الحدود تصيبهم نوبة من الكسل والتعب والنعاس في مثل هذه الاجواء مما يسهل عبورنا نوعا ما ...
توجهت الى الحدود السورية العراقية .. وهي بشكل عام تعرفني والفت موطئي لكثرة ما عبرناها بموافقة رجال الامن السوريين باتفاق مالي مسبق ...
وصلت الى لحضة العبور واذ بي افاجأ ببنادق الاخوة الابطال رجال الحدود السوريين فوق راسي والشتائم تنال مني ...
بعد ان قيدوني واقتادوني الى مركز عملهم تمهيدا لترحيلي الى فرع فلسطين في دمشق وهو فرع مخابرات يهتم بغير السوريين ..
تجاذبت معهم اطراف الحديث وقلت لهم لماذا امسكتم بي وقد اعتدنا التعامل معا ولمرات كثيرة ... اجابوني بكل بساطه لان هذه المرة لانريدك ان تعبر !!
هناك توجه من حكومتنا بالتقارب مع حكومة بغداد ... وهذا التقارب يقضي بالسيطرة على الحدود ومنع عبور حتى النملة !!!!
المهم بعد اقتيادي الى فرع فلسطين ومكوثي فيه اسابيع شفع لي تاريخ والدي الشهيد رحمة الله عليه وعلاقاتي بالاخوة في ...... في لبنان والاخوة ...... في سوريا وخرجت .
تحياتي لكم جميعا واعلموا ان ما من طائر او نملة ( على حد قولهم ) تستطيع عبور الحدود السورية لولا مباركة وموافقة لق لق الشام وجلاوزته .