من الواضح ان برنامج القاعدة الايديولوجي يهدف الى زرع اسفين بين الشيعة والسنة والى تأجيج وتجذير الاحقاد الطائفية والى جعل المشاكل وحيثياتها ذات توجه طائفي بما يخدم تعزيز وجودهم بيننا وتعزيز تسلطهم وطرح نفسهم كحامي حمى السنة وراعيها وممثلها خصوصا إذا انجر بعض الشيعة الى ردود فعل طائفية وثأرية تعزز مصداقية طرح القاعدة القذر.
ان نجاح القاعدة في تحويل الصراع الى صراع طائفي لايصب فقط في مصلحة الوهابية وعصابتهم المسلحة القاعدة بل يصب ايضا في مصلحة جميع القوى السياسية الدينية ذات المنهج الطائفي بما فيه بين الشيعة.
وإذا استطعنا التمعن في هذا الخطر، لوجدنا ان هدفه الرئيسي تحويل الخطاب الى خطاب طائفي يومي وفرز المصالح والوجود والانتماء والاولويات على اساس طائفي، وبالتالي فالانجرار ورائه وترديده هو اعلان انتصار لهذا التكتيك والاعتراف بأنه ليس تكتيكا وهابيا سلفيا فقط وانما اصوليا شيعيا وسنيا، ومقاومته يعني عزل الخطاب الطائفي وممثليه من كلا الطرفين وإعطاءهم درسا في الانتماء. ولكن هل هذا ممكن في ظروف العراق اليوم؟؟؟
ان الخطاب الطائفي مهما كان معتدلا اليوم في بعض الاوساط، فأنه سيبني منظومته القائمة على التمييز والتميز ليخلق متطرفيه عاجلا ام آجلا، وإذا قبلنا بهذا اليوم فعلينا ان نقبل بالثمن غدا.
ان خطاب طائفي معتدل في بعض الاوساط الشيعية التي سيست الدين، لايدل بالضرورة على حسن نية اكبر بقدر مايدل على عدم حاجتهم لإظهر حقيقتهم الفعلية الان، في إنتظار خروج المحتل لحسم الصراع بدون تتدخل المحتل او إمكانية نشر ماسيحصل، بعد ان ساهموا بدورهم في تجذير التوزيع والتحشيد الطائفي.
ان الخطاب الطائفي من مصلحة الحركة الوهابية الهمجية والاكثر تخلفا، ولكنه من مصلحة الاحزاب الطائفية ايضا مثل المجلس الاسلامي الاعلى وحزب الدعوة وحركة الصدر وحزب الله والاخوان المسلمين وحزب التحرير والحزب الاسلامي العراقي بالطبع، وجميعهم تقف خلفهم دول محلية تددعمهم وتمولهم مثل سوريا والسعودية وايران، لبناء مشروعهم المحلي القذر، على حساب وحدة وانتماء العراقيين.
وإذا كانت الحركة الوهابية قد اشهرت الحرب الطائفية العلنية فأن البقية لم يتخلفوا عنها كثيرا كل حسب طريقته وإمكانياته وحساباته الراهنة وغاياته وقدرته على التمثيل والانتظار وفرض هيمنته في الخفاء والتظاهر بإحترام الدستور وبعدم وجود عصابات مسلحة له ظاهرة، بعد ان احسن تمويهها. والمواطن الذي جرى تصنيفه بين شيعي وسني وجرى محاسبته وتمثيله بناء على ذلك، يعرف هذه الحقيقة القذرة التي جرى تلبيسها الباس الديني لخداع اكبر عدد ممكن من البسطاء.
والان اين نحن من اهداف الطائفيين وكيف سنقف ضد الطائفية وضد مستغليها كسلاح للوصول الى السلطة وتمثيل الله تارة والطائفة تارة اخرى مقدمين الاخر ضحية على مذابحها؟؟؟؟
ان الصمت حول هذه الجريمة هو مشاركة فعالة فيها، وللاسف فأن الكثيرين من كتبة هذا المنتدى لايمارسون الصمت وانما يشاركون بفعالية لدعم التقسم والخطاب الطائفي والحلول الطائفية التي في جوهرها لاتختلف ابدا عن اساليب صدام القائمة على الاضطهاد والتمييز هذه المرة ليس على اسس قومية عشائرية وانما مذهبية دينية، ومن حيث الجوهر فالامر واحد....
فهل سنرى المزيد على اعواد المشانق؟؟؟