النتائج 1 إلى 8 من 8
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    402

    Smile البصرة، والمافيا الدينية

    تعرضت محافظة البصرة، جنوبي العراق، لخراب ودمار خلال الحرب العراقية الإيرانية، ثم حرب تحرير الكويت، ففي الحربين كانت جبهة القتال، وبهذا فقدت بساتين نخيلها، ووجها الحضاري، الذي عُرفت به تاريخيًا، ثم كانت الجبهة الأولى أثناء الحرب الأخيرة، وقد دارت المعارك فيها لأكثر من أسبوع، قبل سقوط بغداد. وقد ورثت من تلك الحروب، وسطوة النظام السابق، ومن سنوات الحصار ما ورثته من خراب عُمران، وتراجع فظيع في الخدمات، ومظاهر الحياة العامة. تهيمن على المحافظة حاليًا الأحزاب والجماعات الدينية، بداية على المحافظة والمجلس البلدي إلى دوائر الدولة الأخرى. ويأتي حزب الفضيلة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية والتيار الصدري في المقدمة. إضافة إلى ذلك هناك جماعات أخرى صغيرة، ومنها مرتبط بتلك الأحزاب. ويُذكر أن الحزب تأسس من جماعة الفضلاء، وبعون مباشر من الجيش البريطاني، وذلك للموازنة مع المجلس الأعلى (جماعة الحكيم).

    وكان المنسق بينهما أبا أحمد الساعدي، والأخير يعرف بمشاريع البصرة، المراد إنجازها، كافة، وعن طريقه تتم الصفقات. إلا أن البريطانيين بعد ما حصل من هيمنة دينية وإدارية لهذا الحزب شعروا بغلطتهم، ويبدو أن شخصيات أخرى برزت مؤثرة، ومالت بالحزب إلى الفوضى وممارسة الفساد الإداري والمالي. ومن الظواهر الحزبية الجديدة، إضافة إلى الأحزاب التي قدمت من إيران، ظاهرة جماعة "ثأر الله"، ويترأسه شخص يدعى يوسف الموسوي، ويتخذ من مؤسسة النقل البري مقرًا له. وقد جعل الموسوي من تلك البناية مكتبًا فخمًا، تراه يضاهي بفخامته مكاتب موظفي النظام السابق الكبار، ويكثر فيه الموظفون والخدم. وكلهم من جماعة السادة، ومن المرتبطين بهذا الشخص كصلات أسرية. ومسؤول استعلامته عقيدًا في الجيش العراقي الحالي.

    وثأر الله عبارة عن مكتب أو وكالة إيرانية، تدور حوله شبهات القتل والجرائم الأخرى. وتأتمر بأمره جماعات من الغوغاء، كذلك له علاقة بعمليات تهريب النفط. ويُذكر أن ليوسف الموسوي علاقة عمل في تهريب النفط مع مدير صحة البصرة السابق، وهما معًا يترددون على دبي باستضافة شخص آخر يدعى مرتضى، والأخير سهل ليوسف الموسوي تهريب باخرة نفط كاملة من ميناء البصرة إلى دبي. وقد استضاف الموسوي بأفخم فنادق دبي لمدة شهر تقريبًا. وإن مدير الصحة قدم استقالته وهو لا يزال في دبي، ثم عاد إلى البصرة، وله زيارات مستمرة إلى إيران. ويفرض "ثأر الله" أتاوى لحل مشاكل الناس، وذلك إستغلالاً للفوضى، وعدم تحمل الدولة مسؤوليتها. فهم يعيدون الزوجة التي تنفر من زوجها بالقوة مقابل مال، أو يتدخلون في فض قضية عشائرية، وهم أيضًا مستعدون لتولي أخذ الثأر مقابل المال. وتراهم يحلون كل قضية اجتماعية أو جنائية من مكتبهم. هذا مع العلم أن مسؤول "ثأر الله" الموسوي مسؤول في لجنة أمن البصرة. ولديه ميليشيا غير منتظمة، إلا أنها جاهزة لتنفيذ ما يُطلب منها في أي وقت من الأوقات.

    ولثأر الله، مثلما تردد الأخبار، صلات مع المجلس الأعلى، بل صلتهم المباشرة مع فرع من فروع المجلس وهي مؤسسة "سيد الشهداء"، ومسؤولها يُعرف بداغر الموسوي، وتقع تحت إشراف عمار الحكيم، نجل عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس. وقد فرضت مؤسسة "سيد الشهداء" سيطرتها على بيت المحافظ السابق على كورنيش شط العرب. واتخذوا هذا البناء الكبير مقرًا لجريدتهم "الفتح". وثأر الله وسيد الشهداء متهمتان بعمليات اغتيال لحساب إيران.

    وإضافة إلى الحركتين المذكورتين، تُتهم حركة "بقية الله" بتدبير عمليات اغتيال وتنفيذها أيضًا. وتجد مكتوبًا في شوارع البصرة اسمها "بقيت الله أُسود العراق"، ويُلاحظ تُكتب بالتاء الطويلة أي بالخط الإيراني وباللون الأحمر. والظاهر أنهم تحرروا من الإرتباط بأحزاب وجماعات كبرى ليعملوا لحسابهم الخاص، بعد أن كثرت السرقات والتكليفات بعمليات القتل مقابل أجور.. وهم يجمعون بين اللصوصية واحتراف القتل، وأدينوا بعمليات نهب الأموال والاغتيالات، وخطف البنات، وأخذ الرشاوي من أهاليهن لإطلاق سراحهن، وحصل أن اختطفوا مومسات، من أجل العيش، وأخذوا منهن رشوى، وتسمى برشوة "الستر". ولا يوجد مقر محدد لبقية الله، بل هيمنوا على كراج صغير للسيارات، كمكان يجمعهم، وينتظرون تلقي الأوامر للتنفيذ.

    لقد برزت في البصرة ظاهرة سيارة (البطة) القاتلة. وهي سيارة من موديل تيوتا ياباني حديث، وعُرفت بهذا الاسم من قبل العامة. وقد ألقي القبض عدة مرات على السائقين بعد عمليات القتل، لكن يطلق سراحهم من دون سؤال واستجواب. وتبين في ما بعد أن سيارة البطة مرتبطة بالمحافظ محمد مصبح الوائلي مباشرة.

    عملية القتل التي تقوم بها سيارة البطة تنشط يوميًا حيث يعثر على نحو عشر إلى أثني عشرة جثة مرمية عند جسر الزبير، ومن مختلف الهويات، ولأسباب متعددة: عداوات شخصية، أو خلافات حزبية، أو بعثيين سابقين، أو شخصيات يُشعر منها أنها ضد الهوس الديني والطائفي، أو مدراء دوائر رفضوا التعامل بما لا يليق وغير ذلك. ومن غير الأسباب المادية والشخصية، يحصل القتل السياسي لمصلحة إيران وبمتابعة ميليشيات دينية، حيث تأتي قوائم من إيران بالأسماء المراد تصفيتهم. ويُذكر أن أفخم السيارات الجديدة، التي ترد إلى الدولة، توزع على الأحزاب الدينية، ومنها سيارة "البطة"، التي عادة يكون مقودها على جهة اليمين، وزجاجها مظلل.

    كل تلك الروايات من البصرة مدينة غير آمنة، وعلى العكس مما تحاول إشاعته الأحزاب الدينية المتنفذة، فالمدينة تتعرض للقتل اليومي، لكن الإعلام مشغول ببغداد فقط، وكذلك إعلام البصرة نفسها يقع تحت هيمنة الأحزاب الدينية، ويخشى الصحافيون والإعلاميون من نقل الحقائق إلى الصحف ووسائل الإعلام الخارجية. إلا مجالس الناس تتداول أسماء المقتولين، وتشير إلى القاتلين وبالأسماء، من دون التمكن من كسر حاجز الخوف المطبق. وفي حال فرض منع التجوال ترى سيارة البطة دائمًا غير مشمولة بالقرار.

    وتغلق البصرة عادة أسواقها عند السادسة أو السابعة مساءً، ولا يبقى مفتوحًا إلا القليل من المطاعم في منطقة الجزائر والعشار قرب شارع الكويت، ولكن لحدود الساعة التاسعة مساءً.

    ويروى عن حادثة حية لتورط المسؤولين في المؤسسات الرسمية في عمليات الفوضى والتدهور الأمني بشكل مباشر، حيث أوقفت مجموعة أحد الأطباء وأجبرته على الترجل من سيارته وقادوها من أمامه وبعد أن تبعهم بسيارة تاكسي، شاهدهم يدخلون بها إلى دائرة الإستخبارات العسكرية. ولما سأل الحارس، أنكر دخول مثل سيارته إلى البناية، عندها أصر مقابلة مدير الدائرة شخصيًا، كذلك نفى الأخير أن توجد سيارته في كراج دائرته، وأخيرًا نزل معه وأشار إلى سيارته المنهوبة. وظهر أنها أصبحت من حصة نقيب في الدائرة، وهو من التيار الصدري، وبكل قوة وثقة إعترف النقيب الصدري، بعد مواجهة الرجل، بسرقة السيارة، وأنكر على المدير أن يجرؤ على محاسبته! وقال له: "أنت لست مديري، وليس لك عليَّ أوامر". فما كان على صاحب السيارة إلا التنازل عن حقه خوفًا على حي
    كلا كلا عنصرية، كلا كلا احزاب مرتزقة بالدين كلا كلا طائفية

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    260

    افتراضي

    لا اخوية لاتحجي على التيار الصدري تطلع انسان ناصبي وحاقد وعميل التيار الصدري ما عنده هيج امور ..يا اخي ما اعرف هاي الناس ما جاي يلاحظون الاعمال التي يقوم بها الاحزاب الدينيه الفضيله والصدريين وحركه ثار الله وسميسم الله وما اعرف شنو..ان الحزب الوطني الوحيد الشريف الناطق في العراق حسب رايهم الصدريين...اللهم ازح هذه الغمه عن هذه الامه كما ازحت صدام والبعثيين وخلصنا من رعاع ابقوم مقتدى وامثاله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    64

    افتراضي دير بالك سيدنا، تره الاخ علماني حاقد

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة albaka مشاهدة المشاركة
    لا اخوية لاتحجي على التيار الصدري تطلع انسان ناصبي وحاقد وعميل التيار الصدري ما عنده هيج امور ..يا اخي ما اعرف هاي الناس ما جاي يلاحظون الاعمال التي يقوم بها الاحزاب الدينيه الفضيله والصدريين وحركه ثار الله وسميسم الله وما اعرف شنو..ان الحزب الوطني الوحيد الشريف الناطق في العراق حسب رايهم الصدريين...اللهم ازح هذه الغمه عن هذه الامه كما ازحت صدام والبعثيين وخلصنا من رعاع ابقوم مقتدى وامثاله
    سيدنا دير بالك، تره هذا الاخ لو راجعت مقالاته جان شفت شكد حاقد على الدين والمتدينن، وينفث سماً على كل ما به ريحة تدين، حقد فضيع، بس هوه جبان بدل ان يطرح الافكار اللي يؤمن بيهه حتى نناقشه، يروح يغوص بخبث على بعض الحقائق الموجوده بالواقع العراقي المر، ويغلفها بحقده على الدين والمتدينين ويضعها في المنتدى الاسلامي للاسف كاي حصان طرواده، انا اؤيد ما قلته اخي البكاء لكني بالتأكيد لا اعتبر هذه الاحزاب دينية اصلا، لان من يقودها ومن يمثلها ليسوا متدينين( هذين الحزبين فقط) في هذه المقالة التي ترد بها على الرصافة وهناك الكثير للاسف من الاعضاء هم ليسوا متدينين ولا يخافوا من الله، اما هذين الحزبين فاني شهدت لحظات تاسيسهما من اول لحظة وانا على اطلاع تفصيلي صدقني بما وراء الاكمة...واتذكر جيدا مفارقات ومفاوضات تضحك الثكلى.. انا لله وانا اليه راجعون

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    260

    افتراضي

    اشكرك اخي ابو زهراء لانك اوضحت لي اتجاه هذا الشخص

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Feb 2007
    المشاركات
    210

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة albaka مشاهدة المشاركة
    لا اخوية لاتحجي على التيار الصدري تطلع انسان ناصبي وحاقد وعميل التيار الصدري ما عنده هيج امور ..يا اخي ما اعرف هاي الناس ما جاي يلاحظون الاعمال التي يقوم بها الاحزاب الدينيه الفضيله والصدريين وحركه ثار الله وسميسم الله وما اعرف شنو..ان الحزب الوطني الوحيد الشريف الناطق في العراق حسب رايهم الصدريين...اللهم ازح هذه الغمه عن هذه الامه كما ازحت صدام والبعثيين وخلصنا من رعاع ابقوم مقتدى وامثاله
    حـُذفت مشاركة خضير المسيباوي لتجاوزه على شروط الحوار

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    الدولة
    بـغـــــــداد
    المشاركات
    3,191

    افتراضي

    ( هذين الحزبين فقط)
    لغة تصفية الاخر وإلغائه من الوجود وتكفيره وتسقيطه السمة البارزة عند الجميع في المجتمع العراقي .. لا يسلم منها العلماني أو الاسلامي ، الليبرالي والشيوعي والبعثي والقومي والسلفي والحداثي ، الديمقراطي والدكتاتوري ، الثائر والمنبطح والعميل والمقاوم والارهابي ، الدكتور والبائع المتجول ..
    هذا النفس ، المسؤول عنه طبعاً الحقبة البعثية السابقة ، التي تفردت في الساحة قرابة الاربعة عقود وأقصت فيها أي منافس فكري أيديولوجي ، أو طالب سلطة ، أو صاحب رأي أو حتى صاحب تعليق لا يضر ولا ينفع ... بدون أن يناقش خصومه ويأخذ ويعطي معهم، صدام أقصى الجميع بمسدسه
    فخلق شعور عند كل فرد من أفراد المجتمع بأنه مستهدف وأنه محارب وأنه هدف للرصاصة القادمة ويجب أن يحارب من أجل بقاء قومه وجماعته وحزبه بتسقيط كل من يخالفه ليبقى هو على قيد الحياة !
    فبينما تجد صاحب الموضوع ( الاخ رصافة ) يمارس التدليس والطعن بجهات تختلف عنه أيديولوجياً ويتهمها بأنها تمارس النفاق السياسي أو أنها تمارس الدين كوسيلة للخداع .. يتناسى بأن القيادات الاخرى ( اللا - دينية ) المسمات زوراً بالعلمانية أو الليبرالية تمارس نفس النفاق والدجل والاحتيال بل وتتلاعب بمفردات الديمقراطية والمدنية ، وقد تكون أكثر وحشية وأنانية وطالبة للكرسي والمال والركوب على أكتاف الجماهير المسحوقة وتمارس الرشوة والمحسوبية والدعايات المدفوعة الثمن وشراء ذمم الكتاب والمثقفين ... فما هو الفرق ؟
    أن يلبس الانسان عمة الدين أو أن يلبس بنطال عصري ويتحدث بمبادئ جان جاك روسو ، ولو أن جان جاك روسو عاد من قبره الان للعن كل الذين يتحدثون بأسمه وبأسم الديموقراطيات الفئوية !
    والانسان هو الانسان .. يمارس كل الرذائل من أجل مصلحته ونفسه الامارة بالسوء الا ما رحم ربي ..
    ثم يأتي الاخ أبو زهراء ينتقد الاخ الرصافة ويقع في نفس المطب .. فيصف من يخالفه ( هذين الحزبين فقط ) بالغير متدين ( أي كافر ) أما هو وحزبه فمتدين ونقي وتقي ولا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه !
    هذه اللغة تهلك صاحبها قبل أن تهلك الخصم ، هذه اللغة لا تنم عن أن صاحبها أنسان متحضر ويؤمن بالتعددية ومجتمع متنوع الاراء .. ولا يؤمن بثقافات الشعوب وتنوعها .. بل تبين أن صاحبها لا يريد الحوار ولا يؤمن به .. ويحاول جاهداً بالا يقبل بالاخر كما هو بل كما هو يريد .. ولا يريد أن يترك للآخر حرية التصرف والمعتقد وحرية أختيار أسلوب حياة ..

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    402

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abozhra مشاهدة المشاركة


    سيدنا دير بالك، تره هذا الاخ لو راجعت مقالاته جان شفت شكد حاقد على الدين والمتدينن، وينفث سماً على كل ما به ريحة تدين، حقد فضيع، بس هوه جبان بدل ان يطرح الافكار اللي يؤمن بيهه حتى نناقشه، يروح يغوص بخبث على بعض الحقائق الموجوده بالواقع العراقي المر، ويغلفها بحقده على الدين والمتدينين ويضعها في المنتدى الاسلامي للاسف كاي حصان طرواده، انا اؤيد ما قلته اخي البكاء لكني بالتأكيد لا اعتبر هذه الاحزاب دينية اصلا، لان من يقودها ومن يمثلها ليسوا متدينين( هذين الحزبين فقط) في هذه المقالة التي ترد بها على الرصافة وهناك الكثير للاسف من الاعضاء هم ليسوا متدينين ولا يخافوا من الله، اما هذين الحزبين فاني شهدت لحظات تاسيسهما من اول لحظة وانا على اطلاع تفصيلي صدقني بما وراء الاكمة...واتذكر جيدا مفارقات ومفاوضات تضحك الثكلى.. انا لله وانا اليه راجعون
    ابو زهرة سلامي
    اشكر لك وجهة نظرك اللطيفة، والتي توضح اسباب ازمة مجتمعنا الغير قادر على الحوار وعلى التعايش مع الاخر. نحن نخلق اوهامنا واعدائنا بأيدينا ونقاتل طواحين الهواء.

    لااتذكر انك حاولت مرة ان تناقش، كما انك تفهم التهجم على الاحزاب الدينية بأنه تهجم على الدين نفسه، وهذا خاطئ، بالرغم من ان الاحزاب الدينية تستخدم هذا الاسلوب لتحويل نفسها الى ناطقة بأسم الله.

    ان يكون المرء متديين لايعني ان عليه تقديس الاحزاب الدينية والمهلوسين الذي يقفون على رأسها وخلفها. ان الاحزاب الدينية قد سيست الدين وبالتالي وضعت نفسها بذاتها هدفا للنقد المباح والقانوني.

    ان وجهة نظرك عني ليست إلا خيالاتك المؤدلجة دينياً، وهي على نمط شعارات حزب البعث البائد: من ليس معنا فهو ضدنا، الجميع تحت خيمة البعث... فهل هذا ماتريده؟؟؟
    كلا كلا عنصرية، كلا كلا احزاب مرتزقة بالدين كلا كلا طائفية

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    402

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باب المعظم مشاهدة المشاركة
    لغة تصفية الاخر وإلغائه من الوجود وتكفيره وتسقيطه السمة البارزة عند الجميع في المجتمع العراقي .. لا يسلم منها العلماني أو الاسلامي ، الليبرالي والشيوعي والبعثي والقومي والسلفي والحداثي ، الديمقراطي والدكتاتوري ، الثائر والمنبطح والعميل والمقاوم والارهابي ، الدكتور والبائع المتجول ..
    هذا النفس ، المسؤول عنه طبعاً الحقبة البعثية السابقة ، التي تفردت في الساحة قرابة الاربعة عقود وأقصت فيها أي منافس فكري أيديولوجي ، أو طالب سلطة ، أو صاحب رأي أو حتى صاحب تعليق لا يضر ولا ينفع ... بدون أن يناقش خصومه ويأخذ ويعطي معهم، صدام أقصى الجميع بمسدسه
    فخلق شعور عند كل فرد من أفراد المجتمع بأنه مستهدف وأنه محارب وأنه هدف للرصاصة القادمة ويجب أن يحارب من أجل بقاء قومه وجماعته وحزبه بتسقيط كل من يخالفه ليبقى هو على قيد الحياة !
    فبينما تجد صاحب الموضوع ( الاخ رصافة ) يمارس التدليس والطعن بجهات تختلف عنه أيديولوجياً ويتهمها بأنها تمارس النفاق السياسي أو أنها تمارس الدين كوسيلة للخداع .. يتناسى بأن القيادات الاخرى ( اللا - دينية ) المسمات زوراً بالعلمانية أو الليبرالية تمارس نفس النفاق والدجل والاحتيال بل وتتلاعب بمفردات الديمقراطية والمدنية ، وقد تكون أكثر وحشية وأنانية وطالبة للكرسي والمال والركوب على أكتاف الجماهير المسحوقة وتمارس الرشوة والمحسوبية والدعايات المدفوعة الثمن وشراء ذمم الكتاب والمثقفين ... فما هو الفرق ؟
    أن يلبس الانسان عمة الدين أو أن يلبس بنطال عصري ويتحدث بمبادئ جان جاك روسو ، ولو أن جان جاك روسو عاد من قبره الان للعن كل الذين يتحدثون بأسمه وبأسم الديموقراطيات الفئوية !
    والانسان هو الانسان .. يمارس كل الرذائل من أجل مصلحته ونفسه الامارة بالسوء الا ما رحم ربي ..
    ثم يأتي الاخ أبو زهراء ينتقد الاخ الرصافة ويقع في نفس المطب .. فيصف من يخالفه ( هذين الحزبين فقط ) بالغير متدين ( أي كافر ) أما هو وحزبه فمتدين ونقي وتقي ولا يأتيه الباطل من خلفه أو أمامه !
    هذه اللغة تهلك صاحبها قبل أن تهلك الخصم ، هذه اللغة لا تنم عن أن صاحبها أنسان متحضر ويؤمن بالتعددية ومجتمع متنوع الاراء .. ولا يؤمن بثقافات الشعوب وتنوعها .. بل تبين أن صاحبها لا يريد الحوار ولا يؤمن به .. ويحاول جاهداً بالا يقبل بالاخر كما هو بل كما هو يريد .. ولا يريد أن يترك للآخر حرية التصرف والمعتقد وحرية أختيار أسلوب حياة ..
    العزيز باب المعظم سلامي
    لايسعني إلا ان انحني لك احتراما
    اتفق معك تماما في اغلب كلمتك المعبرة بصدق عن عراقيتك. وفي الحقيقة فهي الكلمة الاولى التي التقي فيها بهذا المنتدى بشخص "عراقي"، إذ ان البقية توحي بأنهم ينتمون الى شيعستان او سنيستان او كردستان. العراقيين اصبحوا اقلية في العراق ولااحد يمثل مصالحهم، هذه هي الازمة.

    احب ان اشير الى ان المسارعة الى توجيه الاتهامات الشخصية اصبح اخلاق هذا العصر المقيت، ولذلك فلا ادينك. نعم انا اتهم الاحزاب الدينية بأنها تمارس تجارة الدين وانها مافيا دينية. وفي احسن الاحوال وحتى لو صدقت النية فأن الاحزاب الدينية لايمكنها ولن تستطيع بناء مجتمع يعكس قيمها المثالية، وبالتالي فأن الخطأ في طرحها بنيوي ولن يصل بنا في احسن الاحوال الى مجتمع يختلف عن المجتمع السعودي الوهابي او المجتمع الايراني، وكلاهما يعبران عن الفشل، لكون الجميع يتناسى اننا بشر ولسنا ملائكة ولن نكون... هذا بحد ذاته موضوع خاص لن اتعرض له الان...

    ولكن، هل من الضروري ان اوجه النقد الى جميع الاحزاب والقوى والمذاهب عندما اوجه النقد الى حزب او قوى دينية؟؟؟ هذه المشكلة تواجهني دائما عندما يكون الصراع مع القوى الدينية والطائفية.
    انها طريقتهم للهرب من النيران التي لايستطيعون الرد عليها.

    على الاغلب احاول ان اقدم مواضيعي تحوي نقد لجميع الاطراف للخروج من الحشر الذي سيلجأ اليه المعترضين، إذ لااحد يرغب بمناقشة كل مشكلة على حدة، إما لعدم النضوج الفكري او لعدم القدرة على الاعتراف بالخطأ او للاعتقاد بأن الامور هي "حرب" قطيعية جماعية لايجوز الخسران فيها، او لكل هذه الاسباب مجتمعة خصوصا وان القتل الطائفي السائد يعزز مشاعر الانتماء الجماعي ويقلل القدرة على التفكير والبحث عن الحلول العاقلة.

    لذلك، فأنا لااتناسى ان الاحزاب اللادينية تمارس نفس ممارسات الاحزاب الدينية في المستنقع العراقي، ولكن لايمكن التطرق لكل المشاكل في ذات الوقت وانما يجب ان نبدأ من نقطة ما، لفتح حوار، وعادة تكون هذه النقطة هي النقطة الاكثر حيوية في الوقت الراهن، انها الاحزاب التي تجلس على قمة الهرم السياسي والمخولة بإدارة الامور.

    بالتأكيد فالاحزاب التي لم تسيس الدين ليست في وضع افضل اخلاقيا او سياسيا عن وضع الاحزاب الدينية إلا في ثلاث نقاط:

    الاولى: لاتستخدم الدين غطاء إلهيا لإخفاء ممارساتها "الانسانية" وخداع البسطاء، وبالتالي لاتحاول تمويه اخطائها وإستغلال الله لمنع النقد عنها وفرض نفسها بوعي المواطن.
    ثانيا: لاتضطر الى رفع " القرآن" كما فعل معاوية لشق الصفوف الوطنية وتعزيز الفرقة والكراهية كخيار وطريق منهجي، بإسم الله، ليصبح الخطاب الطائفي قدرنا.
    ثالثا: لاتجعل ممارسة التمييز والعنصرية وإمتلاك الحقيقة المطلقة قدرا سماويا يجب فرضه على المواطن والمواطنة وإلغاء حقوق الانسان، وسحب حق المواطنين في تقرير مصيرهم بنفسهم بدون مؤثرات إلهية تختبئ خلفها المؤسسة الدينية لتعزيز نفوذها وإرتزاقها. كما انها بفضل تكوينها لايمكنها إلا ان تكون ممثلة عن طائفة وليس عن الشعب العراقي، الامر الذي يؤسس لتأجيج الصراع الطائفي الى الابد.

    من هنا نرى افضلية الاحزاب ذات النهج الغير ديني اما احزاب النفاق الديني، من منطلق اخف الشرين ومن منطلق ان الاحزاب التي لاتسيس الدين هناك فرصة للتأثير في تطورها، كما انها لاتحظى بدعم تاريخي ومادي ولوجستي من الدول المجاورة.


    تقبل مني عميق الاحترام
    كلا كلا عنصرية، كلا كلا احزاب مرتزقة بالدين كلا كلا طائفية

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني