مواقع متصلة
في ايلاف
رفقا بالقاديانيين انهم اخوانكم في الدين
الأربعاء 08 أكتوبر 2003 18:46
حسين ابو سعود
كان هادفا عنوان المقال الذي كتبه الاستاذ نصر المجالي في ايلاف والذي جاء على شكل سؤال وهو: هل فرقة القاديانية خارجة عن الاسلام؟ ولكنه لم يجب على السؤال في مضمون المقال بل ذكر بعض المعلومات السطحية الخاطئة والتي يفترض ان لايقع في شركها من عنده ادنى معرفة منها قوله:ان هذه الفرقة ينتمي اليها مئات الالاف! في حين الحقيقة ان المنتمين الى القاديانية يعدون بعشرات الملايين ولا اريد ان اعتمد رقم 100 مليون الذي ذكره لي احد القاديانيين لانها لاتخلو من مبالغة, وهذا اسلوب يلجأ اليه عادة الفرقاء للتقليل من شأن الاخر واذكر في ذلك بان المتعصبين من السنة في باكستان يعتبرون نسبة الشيعة قليلة لا تتعدى 5 بالمئة في حين يدعي الشيعة بانهم يشكلون اكثر من 35% من سكان باكستان وقد لايكون الحق مع الطرفين ولانجانب الحقيقة اذا قلنا بانهم يمثلون 20% من سكان البلاد.
ومازال عدد القاديانيين في تزايد مستمر في جميع انحاء العالم ولهم فروع في شتى بقاع العالم وهم قوم منظمون ومتماسكون وملتزمون من الناحية الدينية اكثر من اتباع الفرق الاخرى, وعندهم قناة فضائية تبث على مدار الاربع والعشرين ساعة وبمختلف اللغات ومنها العربية فضلا عن اصدارهم عددا من الصحف والمجلات والاشرطة وغيرها.
وقال الكاتب بان هذه الطائفة لا تتدخل في الشئون السياسية ثم ناقض نفسه في مكان اخر بقوله بانهم يحرصون على تاسيس الخلافة في قاديان وهذا صحيح وقد كان السيد ظفر الله خان وزير خارجية في باكستان واحد كبار الساسة فيها. وان الاعلان من قبل اي فرقة بعدم التدخل في السياسة هو نوع من السياسة ولا يخفى بان ابداء الراي في فريضة الجهاد له علاقة بالسياسة وتشكيل فرقة منظمة بالانشقاق عن الدين الاصلي ليس بعيدا عن السياسة وبالتالي اصبحوا ضحية للساسة في باكستان الذين عملوا ضدهم حتى استصدروا حكما من المحكمة العليا بخصوصهم وبموجبه تم اجراء تعديل في الدستور الباكستاني سمي ( التعديل الدستوري الثاني) باعتبار القاديانيين اقلية غير مسلمة.
وقد غفل الداعون الى ذلك بان قرار البرلمان اعطت للقاديانيين اهمية كبرى وشهرت امرهم في المحافل الدولية فاكتسبوا عطف العالم وبرر ذلك خروج ابناء هذه الطائفة الى البلاد الغربية التي قدمت لهم اللجوء السياسي والانساني لحمايتهم من خطر الابادة وبدءوا من هذه الدول بالتبليغ والدعوة الى معتقداتهم.
وقال الكاتب بان الفرقة القاديانية تلتزم التقية والنفاق وهو الاساس الذي قام عليه مذهب الشيعة والباطنية والقاديانية, واقول ان هذا الخلط العجيب بين القاديانية والشيعة والباطنية من جهة وبين التقية والنفاق من جهة اخرى امر يحتاج الى تفصيل, وكان عليه ان يجهد نفسه في الفصل بين هذه الطوائف وليس له تسهيل الخلط بينها بهذا الشكل, والقاديانية ليست من الفرق الباطنية بحال من الاحوال بل ان تعاليمها مكشوفة وعلنية ومتوفرة لكل من يرغب في الاطلاع والمعرفة وقد تكون امورها التنظيمية والاجتماعية خافية على الناس واما عقائدها فهي معروفة للقاصي والداني.
واما قوله بانهم قد حولوا قبلتهم من مكة المكرمة الى قاديان وان لهم اشهر جديدة ابتدعوها وانهم اباحوا الخمر والافيون والمخدرات فهي افتراءات محضة تحتاج الى ادلة يصعب على الكاتب الاتيان بها.
وكونه اي المرزا غلام احمد ابن الاله غير صحيح ايضا لان القاديانية فرقة موحدة , وكون الله عزوجل يصوم ويصلي وينام ويصحو ويكتب ويخطئ فهذه كلها امور تتنافى كليا مع ابسط قواعد التوحيد.
وكون ان فيهم غلاة كما في الشيعة غير صحيح اذ يتوجب ذلك ان يكون فيهم مقابل ذلك معتدلين وغاية الامر انهم منقسمون الى فرقتين احدهما الفرقة اللاهورية التي تختلف مع الاحمدية في شان الخلافة واما عقيدتهما في المسيح الموعود فواحدة لاخلاف فيها, واما كونهم يفضلون المرزا غلام احمد على النبي محمد صلى الله وعليه وسلم فهو ادعاء غير صحيح اذ يعتقد القاديانيون بان نبيهم لايصل الى تراب اقدام الرسول الاعظم (ص) من حيث الدرجة, وانه لم يات بشريعة جديدة بل هو المجدد الذي ياتي على راس كل قرن كما في الحديث وذلك لتجديد واحياء الدين, ويشهد لهم الاستاذ المجالي في عبارة منصفة بان ممارساتهم وطقوسهم لاتختلف عن اية ممارسات تقوم بها اي فرقة اخرى في الاسلام المنقسم الى 73 فرقة وطائفة مع اننا نعلم بان الممارسات والطقوس تختلف من فرقة الى اخرى.
واما كونها طائفة مرفوضة في العالم الاسلامي, اقول بان جميع الطوائف الاسلامية ترفض بعضها البعض فالشيعة يعتبرون الامامة اصلا من اصول الدين ويزعمون بان من في قلبه ذرة من محبة الشيخين لا يدخل الجنة في حين يعتبر المتشددون من السنة الشيعة غلاة ومشركون ولهم قران غير ما هو بين الدفتين, وكم سفكت هذه الطوائف من الدماء فيما بينها باسم الاله والنبوة والعقيدة الحقة.
واتساءل لماذا لايدعو علماء باكستان الى تكفير الاسماعيليين ايضا وهم فرقة باطنية لها عقائد شركية ترتفي بالامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه الى مراتب الالوهية, ولماذا لايكفر المسلمون الطائفة الاخبارية ( الشيخية) والذي قال زعيمها اية الله المعظم عبد الرسول الاحقاقي نزيل الكويت متحدثا عن اشياخه ونفسه ( بهذه العبودية الخالصة يصل الانسان الى الربوبية والسيادة وهذا ديدن المشايخ الاوحديين كانوا كعيسى بن مريم يحيون الموتى باذن الله واطاعوا الله وعبدوه حتى صاروا مثله يقولون للشئ كن فيكون, وان لوحتنا رمز اشراقي تنزل من الخزانة الاوحدية تجلى لنا في فجر 7 ربيع اول 1424 هجرية ليحيي من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة , بل هي اية تتلى اناء الليل واطراف النهار انها كلمة الاحقاقي ظهرت على شكل تاج وتقرا قل هو الله احد).
وعموم الشيعة يعتقدون بان علي هو نفس رسول الله والائمة يتصرفون في الكون ولهم تفسيرات تأويلية لايات القران كالقاديانيين وقد ذهب الشطط ببعضهم فاعلن تكفير الشيعة وهم في ذلك مخطئون, لانه لايمكن تكفير اي موحد يشهد بان لااله الا الله وان محمدا رسول الله.
واما دعوى الكاتب بان لندن احتضنتهم فاقول بان لندن قد احتضنت الشيعة والسنة والسلفية والصوفية ومتطرفي الجزائر وتاميل سيلان والالبان والاهم من ذلك كله انها احتضنت (مجلس تحفظ ختم النبوة) الذي تاسس اصلا للرد على القاديانية ومقارعتهم.
واما علاقاتهم مع اسرائيل فان هناك في المقابل علماء من اهل السنة دعوا الى حوار الاديان والحضارات ومنهم من دعا علنا الى اقامة علاقات دبلوماسية مع اسرائيل, فاين الجديد اذن؟
والطامة الكبرى التي توصم بها القاديانية بعد دعوى النبوة هي تحريم الجهاد والحق ان نبي قاديان لم يحرم الجهاد كلية بل دعا الى الجهاد بالقلم والفكر ودعا اتباعه الى اكتساب العلم ليصبحوا من ارباب المهن كالطب والهندسة والمحاماة وغيرها ليبدءوا بالتبليغ من هذا الباب لانه اكثر فاعلية وليس عن طريق السلاح في زمن يستورد المسلمون اسلحتهم من امريكا وبريطانيا.
ثم اين المتباكون على الجهاد من علماء المسلمين من دعوات الجهاد؟ ولماذا لايحثون حكوماتهم على الجهاد ويدعون الشعوب الى مجاهدة الحكومات التي نشرت في ارض المسلمين الخمارات والمراقص والملاهي والسفور في محاربة علنية وصريحة للدين الاسلامي وتعاليم الرسول (ص).
لماذا لا يحسن العلماء غير اصدار فتاوى الكفر والتضليل واباحة الاموال والدماء؟.
لماذا تضيقون الارض على القاديانيين وتخرجونهم من الملة وهم يشهدون ان لا اله الا الله ويعتبرون انفسهم من امة محمد وهم اكثر الناس تمسكا بالشعائر والعبادات, ولماذا تظلمونهم ولا تقرؤون عنهم من مصادرهم الاصلية؟
واقول لعلماء المسلمين: تقربوا من القاديانيين فهم قريبون من الدين ولا تحاولوا تطفيشهم بفتاوى التكفير فقد يأتي الله بيوم يهديهم فيه الى سواء السبيل, ولو كان نبي قاديان غير صادق في دعواه فان الغالبية من اتباعه ليسوا كذلك فهم مقلدون وقد تقنعهم الحجة الدامغة فيعودوا الى عقيدة ختم النبوة مرة اخرى في يوم من الايام.
الا هل بلغت اللهم فاشهد
aabbcde@msn.com
خاص بأصداء
ذو العقل يشقى في النعيم بعقله
واخو الجهالة في الشقاء ينعم