المالكي يؤكد إتخاذ عدد من القرارات والإجراءات الكفيلة بتثبيت الأمن في بغداد
مبني وزارة الخارجية العراقية ببغداد وأثار الدمار الذي خلفته تفجيرات الإربعاء
19/08/2009 11:50
أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي عقب الاجتماع الذي عقده مع قادة الأجهزة الأمنية على ضرورة اتخاذ عدد من القرارات المهمة والإجراءات السريعة الكفيلة بتثبيت الأمن في محافظة بغداد لمنع ما وصفها بمخططات القوى الإرهابية وبقايا النظام السابق من إثارة أعمال العنف.
وأشار بيان حكومي إلى أنه جرى خلال الاجتماع تقييم الوضع الأمني في بغداد بعد سلسلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة الأربعاء، ومراجعة الخطط والآليات التي تتبعها القوات الأمنية في مواجهة المنظمات المسلحة.
يذكر أن الاجتماع حضره وزير الدفاع عبد القادر العبيدي ووزير الداخلية جواد البولاني ووزير الدولة لشؤون الأمن الوطني، فضلا عن رئيس أركان الجيش وقائد عمليات بغداد وعدد من قادة الأجهزة الأمنية في الجيش والشرطة. BR>
وأكد المالكي أن التطورات الأخيرة تستدعي إعادة تقييم الخطط الأمنية لمواجهة التحديات والاحتفاظ بالمبادرة وزيادة التعاون بين الأجهزة الأمنية والمواطنين.
في السياق ذاته، شجب رئيس الجمهورية جلال الطالباني تلك التفجيرات، متهما القاعدة وأتباع النظام السابق بالوقوف وراءها، وفقا لبيان رئاسي.
ودعا الطالباني القوات الأمنية والعسكرية إلى اليقظة والحزم، مناشدا القوى السياسية العمل على تعزيز إسهام المواطنين في دعم القوات الأمنية بالجهد الاستخباري.
البيت الأبيض: القوات العراقية كافية لضمان الأمن
واعتبر البيت الأبيض موجة الهجمات التي وقعت في العاصمة العراقية بأنها عمل "جنوني" نفذه متطرفون مصممون على إشاعة الفوضى.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبس إن هذا الأمر يظهر مدى استعداد المتطرفين للتسبب بإضرار عبر أعمال عنف عبثية تصيب المدنيين، لكنه أكد أن الولايات المتحدة لا تزال عند رأيها أن القوات العراقية كافية لضمان الأمن.
مقتل 95 شخصا وإصابة أكثر من 560
وقد أسفرت هجمات انتحارية استهدفت مبان حكومية وتجارية في العاصمة العراقية بغداد الأربعاء عن مقتل ما لا يقل عن 95 شخصا وإصابة أكثر من 560، وفقا لما ذكرته مصادر في وزارة الداخلية العراقية.
وقالت المصادر إن شاحنتين مفخختين كان يقودهما انتحاريان استهدفتا وزارتي الخارجية والمالية العراقيتين.
وقد أدى الانفجار بالقرب من وزارة المالية إلى انهيار نحو 100 متر من جسر محمد القاسم السريع المحاذي للوزارة وسقوط عدد من السيارات، الأمر الذي ساهم في ارتفاع عدد الضحايا.
وأعقب الانفجار المذكور، بفارق دقائق انفجار هائل آخر قرب مبنى وزارة الخارجية في محيط المنطقة الخضراء وسط بغداد، وأوضحت المصادر أن الانفجار الأخير أسفر عن مقتل 60 شخصا وإصابة ما لا يقل عن 250 آخرين.
وكان الانفجار أمام مبنى وزارة الخارجية الأشد عنفا، حيث انه دمر واجهة مبنى الوزارة المكون من 10 طوابق، فضلا عن تدميره لزجاج نوافذ المباني المجاورة من ضمنها مبنى البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء.
وانفجرت سيارة مفخخة ثالثة في منطقة البياع، مما أدى إلى مقتل 12 شخصا في حصيلة أولية، كما سقطت ثلاث قذائف هاون على وزارة الدفاع ومركز للشرطة وأخرى داخل المنطقة الخضراء المحصنة والتي تضم مقرات حكومية وسفارات أجنبية.
ورجحت المصادر العراقية ارتفاع حصيلة ضحايا الانفجارات التي هزت بغداد.
اختراق امني
وألقى المتحدث باسم خطة بغداد الأمنية اللواء قاسم الموسوي باللوم على القوات العراقية في الانفجارات الأخيرة، مؤكدا أن قوات الأمن العراقية التي كانت مقصرة في واجباتها تعرضت لاختراق أمني في صفوفها، وفقا لما ذكرته قناة العراقية الرسمية.
إدانة عربية ودولية
وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون إنه يشعر "بالحزن الشديد" بسبب التفجيرات "المروعة" التي وقعت في بغداد، وذلك بعد ستة أيام من إحياء المنظمة الدولية الذكرى السادسة للتفجير المدمر الذي تعرض له مقر الأمم المتحدة في العاصمة العراقية.
كما استنكرت رئاسة الاتحاد الأوروبي التي تتولاها السويد حاليا الاعتداءات التي وقعت في بغداد الأربعاء، ووصفتها بالهجمات الوحشية.
وأدان وزير الخارجية الفرنسية برنار كوشنير بشدة الهجمات التي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في بغداد، واستهدفت ما وصفها برموز السيادة العراقية.
وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى في بيان صحافي عن بالغ استيائه لهذه الأعمال الإجرامية التي تستهدف المواطنين الأبرياء ومؤسسات الدولة وزعزعة الأمن والاستقرار في العراق.
وقد أدانت تركيا الاعتداءات وأعرب الرئيس التركي عبدالله غول في اتصال هاتفي مع نظيره العراقي جلال طالباني عن حزنه العميق للهجمات الإرهابية وقدم له التعازي.