أشهد بالله ان الحكومة مسكينة وتستحق الشفقة .. والأمر لا علاقة بها ولا بقدراتها ولا بنواياها من قريب أو بعيد .. هل أن المالكي أو البولاني أو العبيدي أو الوائلي أو قاسم عطا أو أي جنرال يرتدي على كتفيه أعلى الرتب وعلى صدره أرفع الأوسمة .. هل ان أحدا من هولاء لا يريد أن ينتهي الإرهاب أو يعيش العراقيون الأمن والأمان .. من المؤكد إنهم يريدون ذلك فعلى الأقل ستنسب اليهم الإنتصارات والإنجازات ..
قد تقال أشياء كثيرة عن قدرات هذا وبطولات ذاك وإنجازات الآخر ولكن على الأقل بالنسبة لقناعتي المطلقة التي لا تتزعزع هي أن أمريكا التي تحتل العراق تسيطر على الملف الأمني برمته من ألفه الى يائه وإن جميع الضباط والمراتب والقيادات الأمنية بما فيها الوزراء الثلاثة والجنرالات العاملين معهم يستلمون أوامرهم من الأمريكان .. ومن الأمريكان فقط .. كيف يمكن تخريج مثل هذا الموضوع هذا بحث آخر ..
المالكي مثله مثل الجعفري سابقا سيتحمل وزر المرحلة بنجاحاتها وإخفاتها لأن إسمه رئيس وزراء العراق وهو وأيضا مثله مثل الجعفري لا يمتلك شجاعة مصارحة الناس بالحقائق رغم ان كل من يريد بناء العراق ونحن هنا لا نشكك بنوايا أحد يجب ان يبدأ من النقطة الصحيحة وهي .. مصارحة الناس بالحقائق .. وأول هذه الحقائق ان هناك إحتلالا أمريكا يمسك بأمور البلاد .. وهنا سنكون أمام مفترق طرق .. طريق يقول بأن الحاكم العراقي مجازا يدرك هذه الأمور لكنه لا يجد بديلا من خدمة الشعب العراقي وتحقيق مصالحه عن طريق التسليم بحقائق الأمر الواقع لإستخلاص ما يستطيع أستخلاصه من حقوق العراقيين والعمل ولو بالتدريج وحسب الظروف والتطورات لتحقيق الغايات الوطنية .. والآخر ان الحاكم العراقي هو أداة أمريكية لتمرير المشاريع الأمريكية وتحقيق المصالح الامريكية تحت العناوين الدعائية المعروفة من علم ودستور ومجلس أمة .. وكثيرون يتجرعون هذه الكذبة حتى وإن لم يصدقونها .. ويعيدون إنتاجها وبثها في محاولة التأثير على وعي الناس ..
تفجيرات اليوم مثلها مثل التفجيرات الكبرى التي سبقتها ماذا تعني .. بصرف النظر عن هذا التسخيف الدعائي بالحديث عن أربعاء دام وثلاثاء دام وأحد دام .. وستنتهي أيام الأسبوع ولا تنتهي التفجيرات الإجرامية .. ويبدو ان الحكومة تصنفها دامية وكبرى لأنها مستها في الصميم مع أن تفجيرات كثيرة شهدها العراق كانت أكبر أثرا وأشد إجراما من هذه التفجيرات .. وكان ضحاياها أكثر عددا من ضحايا التفجيرات الأخيرة ..
التفجيرات الأخيرة تعني أن هناك إختراقا أمنيا كبيرا يسهل الأمور أمام الإرهابيين للضرب في خاصرة الحكومة .. رغم كل الإجراءات الأمنية المتخذة .. ورغم أن وجود هذه السلسلة من التفجيرات ينبغي في ظرف طبيعي أن تعني اليقظة والحذر بحيث ان الطرف الإجرامي سيواجه في المرة الثانية صعوبات أكبر من المرة الأولى وفي المرة الثالثة يصبح الأمر بالنسبة له أكثر مشقة حتى يتحول الى الإستحالة .. هذا هو المنطق فما بالنا والحكومة قد أعلنت في المرة الأولى وفورا أنها القت القبض على المنفذين .. ثم على قيادات نافذة في " القاعدة " وأخرى في حزب البعث .. ولا ادري لماذا إعتقلتهم بعد التفجيرات وليس قبلها .. ومادامت الحكومة بمثل هذه القدرة والعبقرية .. فهذا يعني أن التفجيرات التالية ستكون أخف ضررا .. وأقل تأثيرا .. بل ولا تحدث أصلا لأن الحكومة في هذه الفترة الزمنية الكافية تكون قد وضعت يدها على خطوط وخيوط وخطط وبالتالي أحبطت هذا المسلسل الإجرامي .. كيف حدث العكس .. الضربات أشد إيلاما .. وفي منطقة حساسة جدا وبنفس الأساليب والتكتيكات .. وتفجيرات الأمس تثبت بأن الفاعل ذو قدرة على إختيار الزمان والمكان وحجم الكارثة بحسب جدول عملياته وليس كما كذبت الحكومة وإدعت بأنها ضربت وأحبطت وألقت القبض وما الى ذلك من أكاذيب تافهة سوقتها الحكومة وأجهزتها الأمنية خلال الفترة التي شهدت التفجيرات المتتالية التي طالت المراكز الحكومية ..
السؤال هو ممن سيكون الإختراق .. والجواب سهل يسير للغاية .. من يستطيع أن يمرر هذا الكم من المتفجرات والسيارات المفخخة والإنتحاريين يمتلك مفاتيح التأثير في المواقع الأمنية التي تم إختراقها .. وبذلك فهو لا يتعدى الأمريكان .. ضباط الداخلية والدفاع والمخابرات والأمن الوطني .. حمايات المسؤولين وهذه الحمايات عبارة عن جيش عرمرم ليس له مثيل في أي بلد في العالم .. وإذا استثنينا الأمريكان فإن البقية قد تفعل فعلها إما بسبب من إنتمائها للجهة التي نفذت التفجيرات وإما أنها فاسدة يمكن شراء ذمتها ودماء المئات من الضحايا بأي مبلغ .. وربما يكون المبلغ من التفاهة بمكان .. لقد أعلنت الحكومة عن عزل وإعتقال عدد من الضباط في المرة السابقة .. ترى أين أوصلتها تحقيقاتها .. وإن كان أولئك الضباط في دائرة الشبهة .. من الذي سهل للإرهابيين ضربتهم الأخيرة .. جماعة أخرى من الضباط .. ولثلاث مرات كبرى هذا إذا تجاهلنا وتناسينا العمليات الإجرامية السابقة منذ بداية الإحتلال وحتى اليوم .. فهذا يعني أن الغالبية العظمى والساحقة من ضباط الجيش والشرطة هم من المتعاونين مع الإرهاب .. وهذا يعني أن بناء هذه المؤسسات تم بطريقة خاطئة تقوم على خدمة المشروع الأمريكي في العراق وليس من أجل بناء عراق جديد .. ولو كان الأمر كهذا الأخير لكان تجنيد المؤهلين من عوائل الشهداء والمتضررين من نظام آل المجيد ضمانة أكبر لأمن العراق والعراقيين .. ولنتذكر هنا عرضا كيف أن أجهزة الدعاية السنية بشكل خاص والمرتبطة بالبعث عزفت على وتر حساس جدا .. هو ضرورة تصفية وزارتي الداخلية والدفاع مما سمته أفراد المليشيات .. ولأن المسؤولين الشيعة يشعرون دوما بعقدة الدونية والنقض فإنه جرى تطهير الوزارتين من عناصر لا يمكن أن تقف في الصف الإرهابي على الأقل لأسباب شخصية تتعلق بمعاناتهم من نظام البعث المجرم .. وتم إحلال عناصر بعثية متمرسة وطائفية حاقدة محلها .. أو أخرى فاسدة يمكن شراء ذممها بالمال .. الخلاصة أن الجنرال قاسم عطا أعلنها اليوم واضحة لا لبس فيها وهي أن التفجيرات الأخيرة تحمل بصمات القاعدة .. اللهم صلي على محمد وآل محمد .. وهو في هذه إما أن يكون غبيا أو يتغابى وفقا لمصلحة بقائه في وظيفته .. فليس في العراق قاعدة ولا هم يحزنون وقاعدة العراق هي نتاج الحملة الإيمانية لصدام حسين وهي جزء من تكتيكات حزب البعث لتحميل هذا الإسم هذا النمط من العمليات القذرة فلا تلحق بتاريخ البعث ولا تحمله مسؤولية أعمال إرهابية وهو يحلم بالعودة الى السلطة .. والبعث هنا ليس البعث العقائدي التأريخي .. وإنما حزب البعث السني وفقا لتصميمات صدام حسين .. وهو أداة الطائفة في حكم العراق لخمس وثلاثين عاما .. وما تلى ذلك من ظهور أسماء ومسميات شقيقة لحزب البعث لا يختلف في جوهره عن هذه المهمة وإنما هو تبادل أدوار وصولا الى تحقيق الغاية الثنائية .. نحكمكم أو نقتلكم ..