بقلم: وليد العبيدي
"موقع الوسط"، قد جدب و قحط ، فراح يلتقط ، من المتاع ما سقط. يقف "الوسط" في الوسط ، بين الهاشمي وعلاوي، بعد أن طار ثالثهما من لا تداوي، من سلالة البعث الذاوي، بن المطلك. يتقن "الوسط"، هز الوسط ،على نغمة "هزي يا نواعم خصرك الحرير"، فخرج لنا بخبر نحرير، كتبه محرر قدير، بصنعة الكذب جدير.
يقول الخبر:
"بدأ القيادي في حزب الدعوة الإسلامية الدكتور حيدر العبادي اتصالات مع عدد من السياسيين ووزراء سابقين لمعرفة موقفهم من ترشحه كبديل للسيد المالكي.
يأتي هذا التحرك كمؤشر على توصل قيادييه إلى صعوبة أن يتولى المالكي رئاسة الوزراء مرة ثانية، في حال حصول ائتلاف دولة القانون على نسبة عالية من المقاعد البرلمانية تؤهله لأن يكون الكتلة الأكبر.
وقد حددت الكتل السياسية موقفها المسبق من المالكي، بأنها ستقف ضد توليه رئاسة الحكومة لولاية ثانية حتى في حال تشكيله الكتلة الأكبر برلمانياً." (الوسط ليوم 25/01/2010)
في موضعين هما خيال القطط وأروقة "الوسط" يذهب الدكتور حيدر العبادي ساعيا وراء منصب رئيس الوزراء بديلا عن المالكي الأمين العام لحزب الدعوة والذي كان الدكتور العبادي من الذين صوتوا لصالحه لهذا الموقع الحزبي فأول ما يفعله هو أن يرفس برجله باب حزب الدعوة ويزمجر في وجه قاعدته وقيادته ويكشر، فيجلس على قارعة الطريق حيث يمر "السياسيون والوزراء السابقون" فيمد إليهم يده متضرعا بأن يجودوا علية بصدقة رئاسة الوزراء مناديا " يا محسنين رئاسة الوزارة يرحمكم الله"!
ثم من هم هؤلاء "العدد من السياسيين والوزراء السابقين" الذين سوف يستجديهم الدكتور العبادي، ليعطوه ما كان ينادي، فذاك سر لا يعرفه إلا من حذق، صنعة الكذب مذ خلق. لماذا سابقين؟ سل الناهقين وفي كل وليمة سابقين !
حسب نتائج تحاليل مختبر "الوسط" يحصل ائتلاف دولة القانون على " نسبة عالية من المقاعد البرلمانية تؤهله لأن يكون الكتلة الأكبر" فيؤدي ذلك إلى "يتوصل قياديه إلى صعوبة أن يتولى المالكي رئاسة الوزراء مرة ثانية" ! هل رأيتم عبقرية استنتاج أعظم من هذه ؟! تصور أخي القارئ أن يأتيك ابنك، وإن لم تكن متزوجا، أخوك الصغير يوما وقد طار فرحا ليبشرك بحصوله على المرتبة الأولى في صفه فترد عليه بضربه بفردة من حذائك !
منذ أن وجدت الأحزاب وعرف الانتخاب تقوم الأحزاب بوضع الشخصيات التي تعتبرها الأجدر على رأس قائمتها الانتخابية ويكون أول اسم في القائمة هو الذي يتولى أعلى منصب. هذا في كل مكان إلا في مختبرات تحاليل "الوسط" التي يرسل الدكتور علاوي مرضاه إليها.
يقول رئيس مجلس النواب السابق الدكتور محمود المشهداني أن علاوي هو الذي قدم معلومات عن المطلك لهيئة المسائلة والعدالة أدت إلى إقصائه من قائمته الانتخابية. وسواء صح الخبر أم لا فإن شعورا قويا يراودني مفاده أن موقع "الوسط" ربما بسبب إعجابه الشديد بحنكة الدكتور علاوي استوحى منه وصفة العلاج التي كتبها لزبونه المطلك ليطبقها على ائتلاف دولة القانون والفرق أن السيد علاوي قد داوى حليفة المطلك قبل الانتخابات أما الدكتور حيدر العبادي فسوف يداوي المالكي بعد الانتخابات بعد أن يكون قد أمن فوز ائتلاف دولة القانون !
يقول خبر "الوسط" أن الكتل السياسية (بما فيها كتلة ائتلاف دولة القانون) "قد حددت موقفها المسبق من المالكي" مع خط التشديد على كلمة "مسبق" يرحمكم الله. من هذه هي "الكتل السياسية" ولماذا لا تذكرها يا سيد الوسط لينتفع بها القراء فيصدقوا الافتراء؟ عدد "الكتل" في العراق اليوم يفوق عدد الكتل الجليدية في القطب الشمالي فلماذا لا تضربنا بواحدة من هذه الكتل لنفيق من نومنا؟ وإذا كان لهذه الكتل موقفا "مسبقا" فلماذا يحددوه ؟ هل رأيتم من يأكل خبزا ملفوفا بالصمون؟ ها هو واحد.
هذه الكتل الجليدية، كما يراها موقع "الوسط" من منضاره الليلي، لا يهمها الدستور ولا الأعراف التي درجت عليها الأنظمة الديمقراطية قديمها وحديثها بأن الكتلة الفائزة بأكبر نسبة من الأصوات هي التي تكلف بتشكيل الوزارة ويقوم بتشكيلها من جاء في صدر القائمة الفائزة وأن هذا التقليد الدستوري ينطبق على كل مكان بالعالم بما في ذلك انتخابات قبائل حوض الأمزون البدائية في البرازيل ولكنه لا ينطبق على ائتلاف دولة القانون. لماذا؟ لأن زعيمه نوري المالكي. أليس ذلك هو معنى أن تقول: "وقد حددت الكتل السياسية موقفها المسبق من المالكي، بأنها ستقف ضد توليه رئاسة الحكومة لولاية ثانية حتى في حال تشكيله الكتلة الأكبر برلمانياً." هكذا، شاء العراقيون أم أبوا لن يكون المالكي رئيسا للوزراء حتى لو فاز ائتلافه بأكثر الأصوات ! عقدة المالكي عند السيد "اللائكي" (العلماني) هو عقدة الوطنية التي لا تداهن في قضية فعند المالكي ليس كل شئ يباع برقاع (أسهم)، في سوق الأوراق، وهذا ما يغيض الرفاق.
لا تستغربوا يا سادة فهذا هو في حقيقة الأمر منطق الدكتور علاوي الذي تتعامل معه مختبرات "الوسط". ألا تتذكرون ما كان يفعله؟ لم يكن لديه من مجموع 273 سوى 24 مقعدا ثمانية منها سرقت من حصة الائتلاف العراقي الموحد في محافظات الجنوب وأعطيت إليه (راجعوا تصريحات الدكتور حسين الشهرستاني عشية الإعلان عن نتائج الانتخابات في ذلك الوقت وسترون أن ما أقول صحيح) رغم ذلك لم تنقطع زياراته "المكوكية" بين الطالباني والبارزاني لإقناعهم بسحب تأييدهم للمالكي ليصبح هو رئيسا للوزراء ! أتى ترتيب خليط السيد علاوي بالمرتبة الرابعة بعد الائتلاف الموحد وجبهة التوافق والتحالف الكردستاني ورغم ذلك واصل سعيه للحصول على منصب رئيس الوزراء ضاربا بعرض الحائط الدستور وكل التقاليد الديمقراطية في العالم. يتذكر الجميع يوم وقف الأمريكان ومعهم جوقة الإنشاد من بعض ساسة البلاد ضد استمرار الجعفري في رئاسة الوزراء فأتى المالكي بديلا باتفاق قادة الائتلاف الموحد. واليوم تحاول نفس الجوقة، وقد اشترت آلات نفخ جديدة، مثل "الوسط"، إعادة عزف اللحن القديم على آذان ملت هذه الألحان.
وقبل الانتهاء
إليكم يا سادتي هذا النداء:
إلى كل الأطباء
من يريد أن يصبح رئيسا للوزراء
فليرسل من أصيب من مرضاه بداء
إلى مختبرات "الوسط" دون إبطاء
فنضمن له الشفاء
ونقيه من العناء
ولن نأخذ منه حق التداوي
إذا ما انتخب علاوي