من اين جاءهم هذا الاطمئنان
يأتي الاطمئنان من التعود على رتابة الحياة والرضا بالمقسوم, لقد استطاع فقهاء الجمهور على اختلاف ارائهم ان يخترعوا صمامات أمان تحفظ المواطن من التفكير. وكان للسلطات دور كبير في ذلك وبالاخص دولة بني أمية. فمثلا أوجد الفقهاء (وعاظ السلاطين) صمام امان (عدالة الصحابة) والخوض في عدالة الصحابة خروج عن الدين فاحجم الناس عن الكلام في الصحابة وصار الصحابة كلهم عدول. واخترع وعاظ السلاطين كلمة ( الفتنة) والقوا بكل ماحصل من مذابح وحروب بعد وفاة النبي على كلمة الفتنة فصارت الفتنة صمام امان اخر للمذهب فما ان تستعصي على احد الناس مشكلة الحروب التي حصلت كحرب الجمل وحرب صفين وغيرهما حتى يستنجدوا بكلمة الفتنة وينهون الموضوع. وهناك ايضا صمام ( الاجتهاد) فمن يصيب له اجران ومن يخطئ له اجر واحد فيالها من معادلة عجيبة ولكنها فعلت فعلها فصار الحاكم والسلطان الظالم يذبح الناس وفقا لاجتهاد اجتهده ويموت الناس ظلما وهو له اجر واحد على مافعل ! هكذا دُرس الدين في مدارس المسلمين وعلى منوال هذه الصمامات الفقهية العجيبة استطاع السلاطين والخلفاء أن يحفظوا الناس من ( الزيغ) واحتفظوا بالشعوب كالاغنام تصلي وتصوم وتحج وتتزوج على شريعة الدين وتنام قريرة العين مرتاحة البال ولادخل لها بما حصل في الماضي لان الوعاظ الدجالين اوجدوا صمام امان اخر يستند على اية قرانية وهي ( تلك امة لها ماكسبت...) واذن الخوض فيما جرى في الماضي ليس من اختصاص المواطن فليترك كل ذلك لله وعليه القيام بالفرائض وله الجنة بذلك.
وهكذا ينشأ الانسان في شرقنا الكسول هكذا يؤدي الفرائض والعبادات كما رأى الاباء يفعلون ويقضي ساعات نهاره في العمل ثم يسمر في لعب دومينا أو طاولي او مشاهده لمسلسل تلفزيوني رتيب يدغدغ عواطفه المكبوته وينام قرير العين لاعلم له الا ما تعلمه من واقعه الخاوي ومن مدرسته, في عهدنا الحالي تم استبدال الدومينا والطاولي بالشات( المحادثة) على الكومبيوتر وبالالعاب الالكترونية والنتيجة واحدة. تمضي الايام ليصبح الرجل شيخا لايملك من معرفة الاماتعلمه في مدرسته وسمعه من التلفزيون والراديوا وخطب جوامع مملة رددها الواعظ وهكذا جيل بعد جيل. فأي اطمئنان احسن من هذا اما احاديث البيعة والسقيفة وما حصل فهو من الماضي واذا ما نظر احدهم في ذلك فقد يقفل راجعا من حيثما ما أتى خوفا من تغيير رتابة حياته واطمئنانه الا الاحرار وهم قليل . ولاحول ولا قوة الابالله