لماذا التصعيد من بعض أعضاء التيارالصدري ضد المالكي !!؟
بمتابعة بسيطة لتصريحات أعضاء التيار الصدري نجد بين الحين والاخر تصعيدا غير مبرر باعتبار أنهم دخلوا في إئتلاف جديد.
وبعد لقاء وفد من التيار الصدري وجدنا تصعيدا غير مبرر هذه المرة أيضا غير ما ذكره الوفد الذي قابل المالكي وبعض أعضاء حزب الدعوة الاسلامية حيث أكدوا على عمق العلاقة بين حزب الدعوة والتيار وهو ما أكده الوفد بعد اللقاء في المؤتمر الصحفي .
وقد سمعت من بعض أعضاء حزب الدعوة أنهم ليسوا بصدد الرد على ما يذكره الاخوة في التيار الصدري أو غيرهم من أعضاء الائتلاف لأن المرحلة تتطلب وعيا وحكمة وقد غادرنا أجواء الانتخابات والتنافس ونحن في مرحلة التنسيق والعمل المشترك .
ولنعد لاسباب هذا التصعيد الاعلامي وساطرح احتمالات عديدة لمثل هذا التصعيد مستندا الى ما حمله الوفد الصدري الذي جاء الى مقر المالكي ومعه صفحة جديدة من العمل والتنسيق المشترك وجاء برؤية تمثل وعيا جديدا للمرحلة القادمة ومتناسيا صفحات الخلاف التي جرت خلال الاربع سنوات الماضية ومن هذه الاسباب :-
أولا:- قد يسعى أعضاء التيار بمسك العصا من الوسط فبعضهم يعرض التنسيق والتعاون ويدعو الى علاقات ستراتيجية وبعض يهاجم المالكي وحزب الدعوة وتجربته ليضع قدما هنا وقدما هناك ويمارس نوعا من الضغط التفاوضي .
ثانيا :- قد يتعلق الامر بالاوساط الشعبية للتيار الصدري الذي جرت تعبئته ضد المالكي طيلة الفترة الماضية ويحاول المتصدون للامر إرضاء هذه القواعد الصدرية بمثل هذه التصريحات سيما وأن ردود الفعل من قبل أعضاء حزب الدعوة وفريق المالكي كانت بعدم الرد على مثل هذه الاستفزازات التي تعبر عن مراهقة سياسية ولاترقى الى الرد عليها .
ثالثا:- يشخص بعض الضالعين بأعضاء التيار الصدري بأن هذه التصريحات مدفوعة الثمن التي قد تؤدي الى عدم إنجاح التحالف بين الائتلاف الوطني ودولة القانون.
رابعا:- ربما تأتي التصريحات نتيجة عدم الخبرة وسرعة الانفعال لدى هؤلاء فيورطهم بعض الاعلاميين للحصول على تصريحات استفزازية منهم ،ويحسبها شجاعة لانه حاول انتقاد المالكي والحكومة مع أنه لايملك دليلا فيما قال.
خامسا :- ربما تُنسب بعض التصريحات والاخبار الى مصدر للتيار الصدري فتتناقلها المواقع الاخبارية ومن ثم تتبناها المواقع الاخبارية القريبة على التيار أو التابعة له دون تمحيصها أو تدقيقها باعتبار أن الجو العام وقواعد التيار مازالت معبئة ضد المالكي لاسباب معروفة وقد شرح بعضها الوفد الذي قابل المالكي في اللقاء الاخير الذي جمع بين أعضاء حزب الدعوة واعضاء من التيار الصدري.
ولكن هل ستستمر هذه التصريحات دون رد أو أوامر لوقفها؟ سيما وأن الحزبان دخلا مرحلة جديدة وهما يسعيان لتشكيل الكتلة الاكبر عددا داخل البرلمان القادم؟
وتناقلت الاخبار بانهما بصدد تشكيل لجان مشتركة في الايام القادمة فهل ستناقش هذه اللجان تصريحات هؤلاء ام تمضي فيما كلفت به ؟
هذا ما يحتاج التيار الصدري وقيادته لمناقشته مع أعضائه لضبطهم وترشيدهم فالمسالة لاتتعلق برئاسة الوزراء فقط وانما هناك عمل مشترك ومصير مشترك ورؤية مشتركة وهذا ماذكره الوفد الصدري في لقائه الاخير فهل التنسيق يبدا بالتهجم والاتهام ؟
هذا ما على الهيئة السياسية في التيار الصدري الانتباه له وايجاد مخرج لمثل هذه الامور وسننتظر الايام القادمة .
عبدالامير علي الهماشي