النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي كربلاء وذكرى الانتفاضة الشعبانية المباركة(صور)

    لم تتغذ مدينة على قيم الثورة وروحها مثلما تغذت عليها مدينة كربلاء المقدسة...ذلك لأنها كانت فطرة نشوئها ولأنها كانت حلتها المتجددة منذ البدء.

    يخرج الإمام الحسين بن علي (عليه السلام) من المدينة بأهل بيته ونفر من أصحابه رافضا تقديم البيعة لحاكم ظالم فاجر وجائر مختصرا موقفه (بأن مثلي لا يبايع مثله)، والإمام هنا ربما كان قد افترض في قرار نفسه بأن أيا تكون نتيجة قراره هذا فهذا ما أرادة منه السماء، حيث هيئة تلك الإرادة الربانية ترابا سيكون له عبق آخر يلتقط جسد هذا الغريب المار عليه وكأنه قصد هذه الأرض أرض الطف لتتساقط عليها دماء هؤلاء الشهداء لتتفتح زنابق حمراء ولتولد كربلاء وليتطابق أسم هذه البقعة من الأرض على مسماها منذ أيام سيدنا إبراهيم (عليه السلام)...كربلاء الأرض المقدسة في سريانية العراق القديم.

    وهكذا تشكلت أطراف معادلة كربلاء...الأرض الإنسان والثورة...وكأنه خلل أن يؤتى ذكر الحسين بن علي دون أن يقترن اسمه بالرفض والحرية والعدل والثورة..وكأنه خلل أيضا أن يؤتى على ذكر الثورة دون أن تربط بينبوعها الدائم كربلاء ...حيث الأرض والمكان الذي ستتواصل منه حكاية أولئك الذي علمهم الإمام الحسين كيف يكونون مظلومين فينتصرون.

    المكان ذاته والزمان كأن يوم كربلاء هذا مثل أمسه تماما...الثلاثاء الخامس من آذار عام 1991، وأخبار جيش الطاغية المهزوم تأتي تباعا إلى المدينة مترافقة مع أخبار سقوط مدن العراق وقصباته في شماله وجنوبه بيد الثوار المنتفضين.

    بعد تطهير المدينة المقدسة من البعثيين القتلة تعيش ليلتها الأولى وهي محررة تماما..ويتم أسر بعض الرموز السيئة ويختفي الآخرون، كما تم إطلاق سراح مئات من السجناء السياسيين الذين كانوا محجوزين في مقر المخابرات ومغيبين في أقبية سرية ومظلمة، لتبدأ بعد ذلك معركة الشرف والحرية والدفاع عن المقدسات، ويستبسل المقاومون في الدفاع عن المدينة المقدسة ويبقى حصنهم الأخير مرقد الإمام الحسين وأخيه أبا الفضل العباس (عليهم السلام)، ويأتي الطاغية القزم حسين كامل المقبور عند بداية الشارع المقابل لمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) يأمر ضابطا من أهل الموصل برتبة مقدم كان يقود رتلا متقدما من دبابات الحرس الجمهوري يأمره بإطلاق النار على الحرم، الضابط يرفض ويرد على حسين كامل بأننا أهل الموصل لنا تقاليدنا المعروفة في احترام المساجد وهذا المرقد بغض النظر عمن يرقد تحته ما هو إلا مسجد من مساجد الله، لا تجيزنا أخلاقنا ولا أعرافنا أن نقوم بعمل مثل هذا..يطلق الملعون حسين كامل من مسدسه وعلى الفور النار على الضابط الرافض لأوامره وكذلك على مساعده الذي رفض هو الآخر والذي كان برتبة رائد.

    ثم يقوم حسين كامل بنفسه بتوجيه فوهة الدبابة الأولى إلى مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) صارخا فيمن حوله: (أنا حسين وهو حسين ولنر من سينتصر في النهاية)، ثم يمارس حسين كامل الدور ذاته مع قائد رتل الدبابات المتقدم باتجاه مرقد العباس (عليه السلام) وهو ضابط تركماني برتبة عقيد يأمره بضرب المرقد، الضابط يغمض عينيه ويدعو الله متضرعا في نفسه بأن يميته في هذه اللحظة قبل أن يقدم على عمل شائن كذاك.

    وفي اللحظة التي دنس أحفاد الطلقاء قدسية هذين الحرمين بأعقابهم نحروا كل من تحصن فيهما من النساء والأطفال والرجال وظلت أجسادهم الطاهرة مرمية لأيام حيث منع النظام دفنها.

    لقد دفع النظام المقبور البائد بأشد وحداته المقاتلة ورجاله الحاقدين والغليظين ليتجابه بها وبهم مع المخاطر الكبيرة والمحتملة لاستمرار المقاومة في هذه المدينة التي ما عرفت إلا كونها علما للثورة وشهاب طريقها.

    يومها كان الجميع يردد، الانتفاضة قائمة مادامت كربلاء لم تسقط بعد، والانتفاضة مستمرة مادامت كربلاء لا تزال تقاوم. ولكن يوم سقطت كربلاء كأنما سقطت دالة الثورة ولازمتها...إذ سقط بعدها كل شيء وعادت رائحة الموت والدمار والخراب لتلف العراق من جديد.






































    المصدر: مؤسسة المعصومين الأربعة عشر
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    227

    افتراضي

    انا لله وانا اليه راجعون
    الاخت منازار لقد اوجعتي قلوبنا في نشر تلك الصور ولكن لايسعنا الا ان نقول انا لله وانا اليه راجعون
    وتوجد لدي قصة حول ذلك نقلا عن جندي كان في الجيش العراقي السابق في كربلاء المقدسة يقول كنا قريب على مرقد الامام الحسين (ع) فجائنا المجرم حسين كامل وقال لنا اظربوا المرقد بالمدافع والدبابات وبما ان الكثير من الجنود شيعة فامتنع بعضهم يقول اجمعنا كلنا في ساحة وقام يقول الشخص تلو الاخر اتقصف المرقد من يقول له نعم يجعله في جانب ومن يقول له لا يقتله في اللحظة اما انضارنا يقول انا من ظمن الذين قلت له نعم اقصف المرقد الراوي يقسم يمين يقول في الليل جائني في الرؤية احد الاخوان الذين فضوا ان يقصفوا المرقد وقال انا رائيت سيدي ومولاي الامام الحسين وهو غير راضي عن التصرفات التي تقومون بها وقد سقاني الماء فقول الراوي استيقضة من منامي وانا مستغرب للهالة فعند ذلك استغفرت الله ولاكن ؟؟؟ لم نتب في حينها
    ساعد الله قلبك يا ابا عبد الله
    تحياتي للجميع
    عشاق ام البنين
    [align=center][/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي


    كي لا تنسى
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    [align=center]









    [/align]
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    الدولة
    عراق المظلومين من قبل الانتهازيين والوصوليين
    المشاركات
    7,082

    افتراضي

    مشكورة يااخت منازر.. وحقيقة لكي لاننسى مافعله بنا البعثيون فهذه احدى انجازاتهم الظاهرة لللعيان والمشهود بها فكيف هي المجازر التي مرت على العراقيين بالسجون طيلة 35 عاما..

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    307

    افتراضي

    أختي الكريمة جلبت انتباهي قضية الرائد التركماني وهذه لأول مرة أسمعها فياليت تذكرين ماذا فعل ومع من وقف وما إسمه وسود الله وجوه أولئك الجنود في الدنيا والآخرة والحمد لله الذي أنتقم عاجلا من هذا الأحمق الأبله والسلام على الحسين وأولاد الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة babil
    مشكورة يااخت منازر.. وحقيقة لكي لاننسى مافعله بنا البعثيون فهذه احدى انجازاتهم الظاهرة لللعيان والمشهود بها فكيف هي المجازر التي مرت على العراقيين بالسجون طيلة 35 عاما..
    شكر الله سعيكم اخي الكريم،،،، السلاح الذي بين يدينا هو (( الاعلام )) لابد من استغلاله أفضل استغلال ،،، مثلما كان ولا زال الطرف المقابل يستغله ونجح في ذلك مع مساندة القنوات والانظمة العربية القذرة له حتى انخدع العربان بهذا النظام وصدقوا اكذوباتهم ..... فمهما حاولوا في ستر عورات هذا النظام البعثي وتبرير افعاله فالله وعباده لهم بالمرصاد... تلك الجرائم سنظل نذكرها وننشرها ونوثقها لاخر نفس ...
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو علي التركماني
    أختي الكريمة جلبت انتباهي قضية الرائد التركماني وهذه لأول مرة أسمعها فياليت تذكرين ماذا فعل ومع من وقف وما إسمه وسود الله وجوه أولئك الجنود في الدنيا والآخرة والحمد لله الذي أنتقم عاجلا من هذا الأحمق الأبله والسلام على الحسين وأولاد الحسين وأصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام.
    والله يا اخي الكريم لا امتلك تفاصيل اكثر من انه عارض الاطلاق على حرم الامام الحسين (ع) وقتله المقبور حسين كامل ..... ولكن لا ادري هل كان موافق على قتال ابناء الانتفاضة خارج الحرم؟؟؟ سمعت ان هناك بعض من الجنود سلموا الاسلحة للمنتفضين ،،، ان كان لم يؤذ شعبه فاسال الله له الجنة وان اذاهم فلا بارك الله به.
    يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......








  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    [align=center]الانتفاضة الشعبانية كشفت البناء الكارتوني لنظام البعث[/align]

    أرض السواد :عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين

    بعد خمسة عشر عاما على اندلاعها ما تزال الانتفاضة الشعبانية المباركة تفسح المجال الواسع للمحللين السياسيين والمراقبين لاستنتاج الكثير من مزاياها وانجازاتها.. فهي – الانتفاضة- قد فاجأت شعوب العالم التي حاول الطاغية صدام على تنويمها على وسادة استقرار حكمه وثبات أركانه، واذا بالانتفاضة تهز هذا (الاستقرار) المزعوم هزا عنيفا وتسقط نظرية الطاغية بان العراقيين مطيعين له وقابلين لسلطانه.. وفي اقل من نصف شهر انهار البناء الكارتوني للبعث الحاكم آنذاك عندما تحررت اربع عشرة محافظة ولم يكن سلاح المنتفضين الا الايمان والاصرار على مصارعة الطاغوت.. وللمرة الالف ينتصر الدم على السيف.. ولعل المفاجأة الثانية هي الاشد هولا على صدام والاكثر اذلال له، فصدام ظل منذ عام 1968 وحتى عام 1991 (يربي) الاجيال على الولاء له والتفاني من اجله والاخلاص له قبل الاخلاص للوطن.. وظن انه صار قريبا من التأليه ! هكذا كان يعتقد صدام، فقد اطلق الكذبة وصدقها هو.. واذا بالانتفاضة المباركة تفضح زيف ما ادعى، وتهدم بناء التضليل والكذب، والاجيال التي اعدها صدام لترسيخ حكمه وصيانته، واذا بهذه الاجيال الشابة هي التي تتصدر جموع المنتفضين وهي التي تتقدم للموت ليس دفاعا عن صدام ولكن لقتله هو وتدمير نظامه، ولعل ما عرف عن صدام بعد ان وصلته اخبار الانتفاضة وما ميزها من دور كبير ومؤثر للاجيال الشابة، لعل ذلك ما سبب الغم للطاغية وتركه يلوك مرارة اوهامه، حتى يوم سقوطه في نيسان عام 2003.

    اما المفاجأة الثالثة فهي حصول ما كان صدام لا يتوقعه ، وحسب الكثيرين ممن كانوا يراقبون الاوضاع آنذاك.

    فقد كان صدام يتوقع ان تحدث اضطرابات في شمالي العراق، وقد تتأثر بها بعض المناطق المتاخمة لكردستان الا ان ما حدث كان مذهلا لصدام وعصابته، فالانتفاضة بدأت من الارض التي كان صدام يقدر بانه قد قهر اهلها واقعدهم عن محاربته، من الارض التي اذل واجاع صدام من فيها واذا بهؤلاء المقهورين والجائعين ينتفضون، واذا بجيشه الذي اعده لمحاربة الدول العظمى يهرب امامهم ويترك سلاحه ويخلع ملابسه لينجو من غضبة ابناء علي والحسين في جنوب ووسط العراق.

    ولعل المفاجأة الرابعة لصدام وعصابته الحاكمة هي ان كل ما بناه واعده واغدق عليه من اجل حمايته ونظامه من جيش وحرس جمهوري وحرس خاص وامن وشرطة ومخابرات واستخبارات.. واذا بكل هذه الاجهزة القمعية تتخلى عنه وتلوذ بالفرار قبل ان يطلق عليها المنتفضون طلقة واحدة.

    كانت الانتفاضة المباركة سفرا مجيدا في تاريخ العراقيين الحديث.. وكانت صدمة قاسية لصدام وللقوى الكبرى التي عولت عليه، وكانت في نهاية الامر الصحوة الاسلامية التي هزت عرش الطاغية، والحقت به الهزيمة المنكرة.

    ومع انها قد اجهضت بتدبير دولي واقليمي، لكنها ظلت عصية على الانكار بأنها دقت المسمار الاخير في نعش الدكتاتورية في بلادنا.






  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    29,595

    افتراضي

    [align=center]الانتفاضة الشعبانية ..الفعل ورد الفعل قراءة من الداخل..[/align]

    أرض السواد :المحامي طالب الوحيلي




    لا شك ان الشعب لعراقي قد لاقى من الجور والظلم طيلة تأريخه الحديث ما لم يلاقيه شعب في هذه المعمورة ،فبعد تبدل الانماط السلطوية الاجنبية عليه ،ابتلى بانظمة حكم دكتاتورية بنيت على اساس التمييز العنصري والطائفي وتاسست لتهميش الاكثرية سواء اكانت مذهبية او عرقية ،ولعل قراءة بسيطة لتاريخ العراق السياسي تضعنا في لب الكارثة، وهي المستوى الطائفي الذي يحكم العالم العربي الذي مد ظلاله على الساحة العراقية ،واشكالية بقاء السلطة تحت هيمنة سلطة تغازل السائد من الثقافة القومية والطائفية ،من ذلك تكرار لعبة الوحدة العربية سواء كانت عبر اتحاد هاشمي او جمهورية عربية متحدة او منظمات تعاون مختلفة وكلها أسست على واقع سياسي مفرط في الدكتاتورية والقفز على استحقاقات وحقائق مادية وموضوعية لا يمكن التغاضي عنها فكان مصيرها الانهيار .

    ومع ذلك ماانفكت النظم العربية تستغفل الحكام العراقيين لتجعل منهم مجرد أخيلة لطواحين الموت عبر معارك إقليمية وداخلية ،حتى تغيرت مصادر الريح لتدور تلك الطواحين بعكس اتجاهها وليتحول حارس البوابة الشرقية الى إخطبوط يبتلع الكويت ويتحفز ليمد اذرعه الى الدول الحليفة له والتي طالما أمدته بكل ما يروم ،في الوقت الذي استنفدت كل خيرات الشعب العراقي ليقبع تحت ذل الخوف من الآتي والجوع وضياع اكبر رصيد مالي يمكن ان يتحكم بالاقتصاد العالمي برمته ،ليتحول سعر الدينار العراقي فيما بعد الى مادون الصفر بآلاف المرات قياسا بافقر بلد عربي .

    الكوارث التي عانى منها المواطن نتيجة لسياسة الطاغية الداخلية، ومحاولته إدامة بقائه بالرغم من فشله الذريع في إدارة ابسط مرافق الحياة العامة ،باستخدام أقسى أدوات ووسائل العنف والتصفية الجسدية والعرقية ،حفزت لدى هذا المواطن للتنفيس عن غضبه وثورته عبر تنامي فقرات التمرد لديه كالهروب من الخدمة العسكرية وعدم الانصياع للأجهزة الحزبية في تلبية طلباتها للالتحاق بمعسكرات الجيش الشعبي وتبلور الثورة الفكرية الإسلامية لديه ،مما جعله في حالة ترقب ذكي لكل ما يجري في دهاليز السياسة العالمية والعربية وفي أروقة القصر الجمهوري والتغيرات البليدة والخطيرة في نفس الوقت لطواقم النظام العسكرية والحزبية ،فكان الاعتقاد سائدا بمدى الحماقة التي سوف يرتكبها صدام ،وهي التي سوف تجعله يدفع الثمن غاليا لما اقترفت يداه من مجازر ومآسي للجميع ،لذا كان يوم 2 آب 1990 اول الغيث لسقوطه ،وبداية مسرحية تراجيدية للشعب العراقي المبتلى ،فمغامرته الطائشة في غز دولة عضو في الجامعة العربية وفي هيئة الامم المتحدة ،هي بمثابة القبر الذي سوف يطمره الى الابد ،وقد بدأ بحفره من خلال قيادته العسكرية تلك وتكتيكاته التى أذهلت العالم المعرفي ببلادتها وبعدها عن ابسط السياقات التعبوية والإستراتيجية ،ولا شك ان مئات الآلاف من الجنود المحبطين الذين نشروا على طول حدود دولة الكويت المتاخمة لقلب الصحراء البور ،يتذكرون تلك الأشهر المحبطة وذلك الجوع والنقص في الإمدادات والإعدادات الحيوية التي لا يمكن الإخلال بها مطلقا ،ولعل ما قيل عن اقتراح عزة الدوري باستخدام الجمال لنقل المأونات لجبهات القتال لهي طرفة تتناسب مع تخطيط صدام بقذف الغبار بوجه الطيران المعادي فيفقد الطيار الرؤية،وغير ذلك من النكات التي كانت محل تندر الكثير من العراقيين الذين كانوا يعدون الساعات للحرب البرية بانتظار ما سوف يقع من فواجع وما يمكن ان ينتهي اليه هذا الطاغية المتغطرس، بعد ان شاطوا غضبا من الفشل الدبلوماسي الذي كان يديره إمعات صدام .

    أياما معدودات سقطت فيها بغداد عسكريا وسياسيا ،وتحولت الى مدينة أشباح بعد ان هجرها سكانها نحو الضواحي والمحافظات المجاورة ،وانقطعت الأخبار بسبب الغياب الإعلامي الا من فتات او لقطات او انباء تروج عن بعضها وكلها لا تخرج عن مجال التوقع بنهاية صدام ونظامه ،وما يمكن ان تمتد فيه الحملة الدولية لاجتياح بغداد كما صرح بذلك نورما شوارسكوف قائد العمليات العسكرية،لاسيما وان جيوشا عربية قد كانت رأس الحربة في خطوط التماس تواجه الجيش العراقي المدفون في رمال الصحراء المتحركة ،وهكذا هو الانكسار ،صور تتوالى عن خط محترق من المعدات والآليات والبشر المقتولين من آخر نقطة في السواتر الرملية وحتى مدينة صفوان على الحدود ،وعلى أعتاب العام الجديد كانت أول اطلاقة دبابة عراقية على صورة الطاغية ،لتتحول الى ثورة عارمة تجتاح الجسد العراقي وتتهاوى حصون النظام الداخلية ،فيكون القصاص من الجلادين وأزلام الحزب الفاشي ،وتعلن معارك التحرير بدا" بالبصرة حيث الثغر الذي نعى نخله موت الأمل فيه ،وحيث المد الذي أفاض ينابيع الحياة لتمتد الثورة الى مدن الجنوب والوسط ،هذا الوطن الذي سكنه اهل العراق فحباه الله تعالى بكل الخيرات والثمرات لكن سكانه باتوا جياعا خماص محرومين من ابسط حق لهم ومقتولين كل حين ،لقد كانت انتفاضة للجياع ،لكنها لم تذهل الطاغية وقيادته التي أوكل لها قواطع عمليات وأطلق يدها في استخدام كل ما يمكنا من إخماد هذه الانتفاضة ،فيما كان الذهول من قبل قوات التحالف إزاء نهاية شعبية وشيكة لنظام صنيع للعوامل الدولية المعروفة،لذا فقد كان لابد لها من الإبقاء على نظام مهزوز رعديد مكبل بوثيقة دولية أملت عليه شروط الهزيمة ،بدلا من نظام شعبي إسلامي يمكن ان يقض مضاجع الأنظمة العربية ويعيد توزيع مراكز المعادلة السياسية العالمية ،مما اضطرها ذلك الى السماح للقوة الجوية العراقية ببسط نفوذها في الأجواء الملتهبة ،كما ترك الباب مفتوحا لقوات الحرس الجمهوري التي لم تدخل في أي اشتباك في حرب الخليج لكي تمارس بطشها بالشعب الأعزل ،فيما شرعت صواريخه الإستراتيجية والتكتيكية التي بقيت محصنة طيلة الحرب لتضرب فيما بعد مدن البصرة وكربلاء والنجف المقدستين ،حيث استهدفت المراقد المطهرة وأحالت تلك الرياض القدسية الى ركم وخرائب وتحولت الصحون الشريفة الى ثكنات عسكرية ومراكز إعدامات ،بعد ان شهدت اروع صفحات البسالة والتضحية والصمود ،حتى ان المجاهدين فيها قد صمدوا اكثر من ستة عشر يوما امام اكبر قوة عسكرية في الشرق الأوسط .

    مخابرات الطاغية وأمنه الخاص والعام كانوا جميعا معبأين لمثل هذا الأمر ،فاخترقوا صفوف المنتفضين حيث شنوا صفحة الغدر والخديعة وقاموا بطعن الشعب من الخلف ،فتضافرت الخديعة مع القوة المفرطة جدا ،لتجهض الانتفاضة بعد ان وصل توهجها الى بغداد ، والى كردستان ،حيث الإبادة البشرية والمقابر الجماعية ،اكثر من ثلاثمائة الف ضحية دفنوا بعد ان أريقت دماء معظمهم ودفن الآخرين أحياء .

    بام عينه شاهد صديق لي طوابير الأبرياء من كلا الجنسين في مخيم على ضفاف الفرات عند المسيب ،قد شقت لهم خنادق وأوقفوا صفوفا ليلقوا في تلك الخنادق وليهال عليهم التراب وهم يستغيثون فلا مغيث لهم..

    مستشفى الحسيني في كربلاء قد غط محيطه بالجثث ليداريها الجيش في مقبرة عند حديقة المستشفى .

    قال لي احدهم انه كان يسمع أنينا ينبعث من داخل الروضة الحسينية في الليل ،ولم يعرفوا سبب ذلك حتى أصيب كثير منهم بالرعب ،جثث القتلى في البصرة جمعت على شكل ساتر واهيل عليها التراب ،ومسارح الإعدام رميا بالرصاص في كل مكان ،قصص لا تنتهي لدى كل أبناء تلك المدن تروي الوحشية التي استعاد بها صدام حكمه ،لكن لا امم تبكي شعبنا ولا منظمات دولية ليدوم الظلم أكثر من اثني عشر عاما .

    أخيرا انتصر شعبنا وتحررت أكثر من أربعة عشر محافظة عراقية ،فلم نتمكن من الحفاظ على هذا النصر لأسباب كثيرة،وانتصرنا اليوم بنفس تلك المحافظات وتخلف عنا من تخلف سابقا ،أفلا يحق لنا الجهاد من اجل الحفاظ على هذا النصر؟

    الجواب على ذلك لدى كل من بصم بإصبعه البنفسجي على رفض الظلم ،ولدى القوى التي أوليناها ثقتنا وهي المسؤولة عن المستقبل العراقي ..








ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني