 |
-
حرب الأخرين على المرجعية الرشيدة
حرب الأخرين على المرجعية الرشيدة
من المسؤول عن السلفيّة التكفيرية الجديدة
علي فقيه - جريدة النهار اللبنانية
لم يُفاجأ العالم الإسلامي عموماً والشيعي على وجه الخصوص بشراسةِ الحملة المنظّمة والمبرمجة على المرجع الإسلامي الشيعي السيّد محمد حسين فضل الله، ولكنّه فوجئ بحجم “اللاتقوى”الذي بلغته وتيرة التيار السّلفي الشيعي إن على صعيد الأفراد أو الحوزات الدينية، في التعاطي مع الأعلام الكبار من المذهب المعرّف بأنه مدرسة أهل البيت”ع”الذين ما كانوا ليعطوا حصرية التحدث باسمهم لأحدٍ أيّاً يكن هذا “الأحد” لأنّ دأبهم كان الحوار والمحاججة والالتزام بكتاب الله وسنّة رسوله إحقاقاً للحق وازهاقاً للباطل، وا لغريب أنّ تنامي هذا التيار السلفي الشّيعي القائم على التكفير والتضليل لم يرحم أحداً من العمالقة الكبار الذين غيّروا وجه التاريخ وقلبوا الموازين واسسوا لفكر إسلامي حركي أصيل:كالإمام الخميني الذي عانى ما عاناه وقاسى ما قاساه من مدّعي القدسية، والذي انطلقوا في السّاحة الداخلية ليوجّهوا سهامهم إلى الإمام الخميني بحجة الدفاع عن المذهب والتشيع وتحت عناوين كثيرة قائمة على الخرافة والجهل ، ما دفع الإمام ليصرح بصريح القول كما في :صحيفة النور،ج1، ص” 91عندما يئس الاستكبار من القضاء على العلماء والحوزات العلميّة قضاء ً مبرماً، إختار طريقتين لمحاربتهم الأولى الإرهاب والقوة والثانية، الخداع والإتهام إلى أن قال سماحة الإمام الراحل”في المدرسة الفيضية وبعد أن شرب ولدي مصطفى من كوز الماء ـ وكان صبيّاً ـ تقدّموا لتطهير الكوز، "والسّبب لذلك ـ على حدّ زعمهم ـ هو أنني كنتُ أدرس الفلسفة.
واليوم، ومع تنامي السلفية الشيعية الجديدة والتي تعدّ الأخطر عن السلفيّات السابقة لأنها تعمل على تحطيم العلماء الأعلام وإتهامهم، وتشويش أذهان العامّة من الناس بما يحيكونه من حملات باتت مكشوفة الأهداف
ومعروفة النتائج، يأتي السّوال الذي لا بدّ منه
من المسؤول عن تنمية هذه السلفيّة الجديدة والتي دأبها البحث عن بذور الخلاف والفرقة بين المسلمين غير عابئة بمصير أمة جهد رسولها والأئمة من أهل بيته على أن تكون خير أمّة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله؟
هل المسؤول هي هذه الأجهزة الأمنية المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالمستكبرين والطّغاة والسّاعين إلى إذكاء جذوة التكفير والتضليل بين أبناء الأمة الواحدة والمذهب الواحد؟
هل هي الحوزات الدينية التي باتت مكشوفة في كلّ مكان تعمل فيه على توزيع الكتيبات والمنشورات والأشرطة المفسقة ليلاً ونهاراً وسراً وإعلاناً؟ وهذه الحوزات مدعومة حتى من مرجعيات دينية وسياسية ترتبط بها تعمل على قدم وساق بعد صدور وبروز نجم العلامة فضل الله على سدّةِ المرجعية الشيعية والإسلامية محليّاً وعالميّاً؟
إنّ هذه الحملة ليست بعيدةً عن سياقها التاريخي، فعلى مدار التاريخ كان العلماء والفقهاء حُرّاساً لمدرسة أهل البيت التي هي مدرسة التشيّع والإسلام الأصيل الذي دأب السيد فضل الله على تغذية تياره ورفده والتنظير له والدفاع عنه ودرأ الخرافة والجهل والعصبيّة التي باتت تستحكم في عقول العامّة من أبناء الأمة والخاصة وهو ما جعل الكثيرين من العلماء العظام يتعرضون للمصاعب والمصائب في طريق ذاتِ الشوكة المملوء بالعقبات والمطبّات فدخلوا السجون وتحمّلوا العذاب وارتقوا اعواد ال مشانق واعطوا رؤوسهم طعمة للسيوف وصمدوا أمام الجبارين والمستكبرين في سبيل تأدية واجبهم المقدّس، وحفظ الفكر الأصيل لآل بيت محمد، وتعرّض فريق منهم إلى حملات السلفيّة وإتهاماتها وتشويه الحقائق
وذاكرة التّاريخ لا تزال تحتفظ باستشهاد المحقّق الكركي والشهيد الأوّل والشهيد الثاني والشيخ فضل الله النوري والآخوند الخراساني
وأمّا من المحدثين فإضافة إلى الإمام الخميني، فإنّ السلفيّة الشيعية لم توفّر مفكر الإسلام وشهيده ومظلومه مطهّري والذي لم يمضي على شهادته الكثير حتى اتهم بتزوير الحقائق، وبأن ما تركه من ثرات بين أيدينا هو نسبة له علماً أنه مسجل بصوته وتعمل على إحيائه لجنة خاصّة من عائلته الكريمة فمن ينسب للشهيد مطهّري ما ليس له، ترفده ما صدر في حوزةِ قمْ من كتاب يشنّع على شهيد الإسلام والفكر الشهيد الصّدر الأوّل والذي اتهمته السلفية الشيعية بعدم الوضوح في ولايته وبأنه صاحب فكرٍ التقاطي كلّ ذلك وتراث هؤلاء الاعلام بين أيدينا وتحت مطابعنا
وأمّا السيّد محسن الأمين فليس خافياً على أحد إتهامه بالزندقة لرأي تاريخي قال به صدم سلفيّة التقديس للعادات والتقاليد، وهكذا صاحب الجواهر، والسيّد الحكيم وغيرهم
واليوم، وبعد بروز نجمه واقتحامه للعقول والألباب فقهاً وسياسة وفكراً وعملاً ووحدة وريادة في البحث والتمحيص، تتعرّض شخصيّة لامعة في دنيا العلم والجهاد والسياسة هي شخصيّة المرجع الشيعي السيّد محمد حسين فضل الله لحملةٍ من الإتهامات الهادفة إلى هتكِ حرمته وتسقيطه في الحوزات والأوساط العلمية الشيعية، ليس آخرها ˜الشريط المدبلجŒ
الذي شغل ˜حوزة قُمŒ
والتي نقل أحد العلماء فيها وعقب التحقق من الشريط الأصلي أنّ السيّد فضل الله سيدخل قُمْ فاتحاً، وبأنّ الكثيرين يردّدون إذاً كان ضلال السيّد فضل الله هو ما ذكر فإنّ جميع معاصرية وسابقيه هم ضالون مضلّون لأنهم يقولون ما قاله السيّدŒ
:يبقى السّؤال
لماذا تريدُ السلفيّة الشيعيّة إسقاط الفكر الأصيل لمذهب أهل البيت؟ ولماذا تعمل على تركيز الأساطير والأفكار البعيدة عن الواقع في أذهان الناس البسطاء؟ ولماذا تحاول بشكل دائم إخراج أهل البيت سلام الله عليهم عن طبيعتهم التي
ستوحى قائد الجمهورية الإسلاميّة السيّد الخامنئي
حفطه الله منها سيرةً وسلوكاً إنسانيين فمّما ذكره سماحته في كتابه ˜مكانة المرأة في الإسلامŒ
وفي مجال التكامل والنموّ والترقي المعنوي للمرأة
إنّ المرأة لا تختلف عن الرجل في هذا المجال يعني تستطيع المرأة أن تصل إلى أعلى درجات الكمال المعنوي ،
كذلك الرّجل يستطيع أن يصل إلى هذه الدرجات الرفيعة من النموّ والتكامل المعنوي،
فالمرأة تستطيع أن تصل إلى مستوى السيّدة الزهراء
ع، والرجل أيضاً يستطيع أن يرتقي درجات الكمال حتى يصل إلى مستوى الإمام علي
، وممّا يدفع للريب والشكّ في السلفيّة وارتباطها بما لا نعلم أن على مستوى الأفراد أو الحوزات أنّ عبارة تتضمّن إيحاءً للسيد˜ فضل الله لا تصريحاً كما ذكر آنفاً أقامت الدنيا ولم تقعدها، وكانت كافية لتنشر الكتب ردّاً ودعاءً وبهتاناً وتضليلاً وتكفيراً، فمتى تنطلق الأصوات لتقول اسكتوا هذا المنكر لأنّي أكلت يوم أكل الثور
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |