الأيديولوجية الكردية في تدمير الدولة العراقية

كتابات - قاسم سرحان

تدعم اسرائيل الفصائل الكردية لتسلم دور مركزي فى سلطة الادارة المركزية في بغداد، لأن تل أبيب تعتبر أن عزل شمال العراق عن ادارة بغداد وتشكيل ادارة شيعية فى العراق وبدعم ايرانى سيعد تهديدا خطيرا على مصالح اسرائيل. / تقرير للمخابرات التركية نشرته صحيفة البيان الاماراتية بتاريخ الخميس 18 نوفمبر 2004

كشف تقرير سياسي في بغداد انّ البيشمركة الاكراد - الصقور - يدفعون بأتجاه قيام كردستان كبيرة مستقلة , واصفين الوضع بأنه فرصة تأريخية بسبب غياب حكم وجيش في العراق , وجاء في التقرير ذاته انّ قيادات البيشمركة كان لها الضلع الاكبر في عملية تفكيك الجيش العراقي , ليس لكونه خصما فحسب , بل لتصبح البيشمركة القوة العسكرية الاكبر في العراق . / عن الموقع الالكتروني لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني / وايضا باسل محمد - بغداد - صحيفة الحياة - 13-06 – 20

لفت انتباهي مؤخرا الدور الخطير الذي تقوم به المؤسسات الكردية خارج العراق وفي واشنطن على وجه الخصوص , خاصة بعد الاتفاق الذي جمع الباججي واياد علاوي والحزبين الكرديين على تأجيل الانتخابات المزمع قيامها في نهاية الشهر المقبل , فالسادة زعماء الاحزاب الكردية استنبطوا تفكيرا جديدا في الديمقراطية الكردية , فالسيد برهم صالح اخبر زميله الصحفي الامريكي - ولييم سفيير - هذا الولييم الذي يحقد على كلّ ماهو عراقي وعربي قطعا , بأنه - ايّ - برهم صالح وحزبه يماراسان الديمقراطية في العراق الجديد , وايضا السيد ولييم سفير لم يقصر في تبريره هذا للاكراد , فأخذ يشرح للقارئ وفاء الاكراد للادارة الامريكية ومن ثمّ حقّهم في الانفصال وتكوين الدولة الكردية على حساب القوميات العراقية الاخرى التي ذبحها وهجرها الاكراد من موطنها وارضها شمال العراق الذي يطلق عليه اللاكراد الان بما يدعى - كردستان - , فالاكراد وحزبيهما اخذهما الرعب وتلبستهما الحمى والزمهرير بعد ان صرح الرئيس الامريكي من مزرعته في تكساس بأن الانتخابات ستكون في الوقت المحدد لها .

طبعا التقارير الامريكية من منطقة شمال العراق ومن الساسة الاكراد اخذت تتقاطر على اذان المسئولين الامريكان بأنّ الأكراد هم من اعظم المؤييدين للعملية الانتخابية وهم سيكونون شهداء لها طبعا طالما العمّ سام يعشق ذلك .

من ضمن التقارير التي نشرتها جريدة نيويورك تايمز الامريكية تحدث احد ممثلي الاحزاب الكردية مفضلا عدم ذكر اسمه لمراسل نيويورك تايمز الامريكية : انّ سبب دعم الاكراد لتأجيل الانتخابات هو عدم تكملة تكريد كركوك حسب المنهاج الكردي المرسوم للمدينة العراقية , وعلى هذا كان مطلب الاكراد في التأجيل الى 6 اشهر او اكثر لربما يكون كافيا في استقلال الاكراد وانفصال المنطقة الكردية عن العراق بعد ضمّ كركوك الى مايدعى كردستان وارتباطهم بالعراق بشكل كونفدرالي مؤقت الى انّ يتم ضمّ المناطق والقصبات الاخرى التي ادخلها الاكراد من ضمن كيان كردستان الجنوبية : (( - الصقور - كما يطلق عليهم بعض الاكراد , يؤمنون باستخدام القوة العسكرية لأنشاء كردستان تضم السليمانية ودهوك واربيل وكركوك واجزاء واسعة من الموصل وديالى وصلاح الدين وعاصمتها تكريت ))

عن موقع الاتحاد الوطني الكردستاني .

يذكر تقرير اعدته وكلات المخابرات التركية ونشرته صحيفة جمهوريت التركية وترجمته البيان الاماراتية مايلي :

تقرير أمنى تركي:

اسرائيل تشجع انفصال شمال العراق

أعدت أجهزة أمنية تركية رفيعة المستوى تقريرا متكاملا تضمن تقييما لما تقوم به اسرائيل فى العراق من سياسات على الأرض فى ظل استمرار الاحتلال الاميركي للعراق. وأكد التقرير أن اسرائيل تتبع سياسة فعالة نشطة منذ صيف عام 2003 من خلال قيامها بشراء أراض ومبان فى العراق حيث كشف التقرير الأمنى التركى عن قيام اسرائيل بشراء أراض فى مدينة كركوك بمساحة ستة آلاف دونم اضافة لشراء خمسمئة منزل فى محافظة الموصل وألفى دونم وثلاثين مبنى فى أربيل.

وأوضح التقرير أن اسرائيل تقوم بهذا النشاط عن طريق اليهود الأتراك فى منطقة شمال العراق اضافة لتحرك اسرائيل اقتصاديا فى هذا الاطار وتبذل مساعي مكثفة لتشجيع التجار اليهود وزيادة حجم التبادل التجارى مع العراق عن طريق الأردن.

وأشار التقرير الأمنى التركى الذى نشرته صحيفة جمهوريت امس الى أن اسرائيل تتبع سياسة تجاه العراق تستهدف تحييد أى مخاطر عراقية تجاهها فى المستقبل.. وتقوم هذه السياسة على عدة عناصر تشمل تأمين قوة سياسية واقتصادية لمنطقة شمال العراق كى تستطيع تسيير أمورها بشكل مستقل عن ادارة بغداد.

وتدعم اسرائيل فى اطار هذه السياسة الفصائل الكردية لتسلم دور مركزي فى سلطة الادارة المركزية في بغداد، لأن تل أبيب تعتبر أن عزل شمال العراق عن ادارة بغداد وتشكيل ادارة شيعية فى العراق وبدعم ايرانى سيعد تهديدا خطيرا على مصالح اسرائيل.

وتستخدم اسرائيل فى هذه السياسة حسب التقرير الأمنى التركى الأكراد كوسيلة لمعادلة القوى مع كل من ايران وسوريا اضافة لتأمين وضع خط أنابيب بترول من شمال العراق الى حيفا فى اسرائيل وتشغيله فى أسرع وقت ممكن لزيادة القوة الاقتصادية لاسرائيل.

واكد تقرير الأجهزة الأمنية التركية أن اسرائيل لم تشتر أراض ومبان منذ تاريخ سقوط صدام حسين فقط لكن هذه العمليات بدأت فعليا قبل سقوطه فى منطقة شمال العراق تحديدا وذلك اعتمادا على نص توراتى يتعلق بتوصيف الأراضى المقدسة لليهود.

وأضاف التقرير أن فعاليات اسرائيل فى منطقة شمال العراق مستمرة منذ عام 1993. مشيرا الى أن اسرائيل لا تريد مواجهة مع تركيا فى هذا الاطار لكنها لا ترغب فى الوقت نفسه فى رؤية الجيش التركى فى منطقة شمال العراق وتحاول موازنة سياستها فى هذا الشأن.



ذكر تقرير لصحيفة نيويورك تايمز الامريكية تصريح لقائد القوات الامريكية في الموصل من انّ القوات العراقية من الشرطة والجيش لاتجمع من العرب العراقيين احدا , كلّ القوات من الشرطة والجيش في الموصل من قوات البيشمركة - عدد 30 نوفمبر 2004 .

ذكر لي قائد عسكري عراقي كبير من انّ عملية الاغتيالات والتصفية الجسدية في بغداد والمحافظات العراقية تقوم بها وحدات من القوات المدربة جيدا وبأشراف وتعليمات من الموساد الصهيوني .



لم تكن القضية الكردية في العراق بمنأى عن التآمر الدولي والاقليمي على طول تأريخها , فالقضية ابتدأت في ايران في منتصف القرن التاسع عشر لتنتقل الى العراق وتصبح قضية قومية لعشائر وقبائل لاقومية لهم , فالتحالف الكردي مع الحكومة العثمانية بعد هزيمة الاتراك في حرب اليونان - ومن ثمّ استقلال اليونان مسيحية - خلف للانسانية ابشع المجازر الانسانية التي قام بها الاغوات الاكراد وقبائلهم المتوحشة في الانتقام من المسيحيين في ظلّ الدولة العثمانية , فالاغوات الاكراد استمادوا وتفننوا في قتل الارمن والاشوريين بطرق شوفينية حيوانية لم يدرك العالم لها مثيلا انذاك .



استطاعت القبائل الكردية وبدعم من الدولة العثمانية احتلال الاراضي الاشورية في العراق والارمنية في تركيا والعيش فيها باسم الدولة وعلم الدولة , الاّ انّ الاحزاب الكردية والتوجه الكردي في المنطقة لايخضع لدولة ولا علم دولة , فهم جائوا الى الاتراك وتحالفوا معهم على اساس الغنائم والمال والسلطة القبلية .

في منتصف القرن الماضي تحرك الايرانيون هذه المرة بدل الاتراك في تأجيج حرب اهلية في العراق بأسم الحقوق الكردية في العراق , وطالبوا بالحقوق الثقافية واللغوية الى ان تقدمت بمرور الزمن واصبحت حقوقا قومية ثمّ الى حكم ذاتي وكيان مستقل , الصهيونية من جانب والشاهنشاهية وامريكا من جانب آخر , العراق يتنازل الى ايران عن الاهواز ومياه شطّ العرب في سبيل - لاحظ اخي القارئ - عدم دعم ايران للتمرد الكردي في شمال العراق , يتآمر مصطفى البرزاني على الزعيم الوطني العراقي عبد الكريم قاسم مع البعثيين من اجل ضرب الشعب والامة العرقية , يتحالف مسعود برزاني وجلال طلباني مع صدام حسين على الشعب العراقي وقمع الشعب العراقي في انتفاضة الجنوب والفرات الاوسط , ينفصل الشمال العراقي عن سلطة صدام حسين بتضحيات دماء اهل الجنوب والفرات الاوسط ومعاناتهم , يتآمر الحزبان الكرديان مع صدام حسين في اذلال الشعب العراقي والشيعة منهم على وجه الخصوص من اجل مصالح انفصالية ومصالح دكتاتورية , اهل الجنوب الشيعة يذبحون زرافات زرافات في شمال العراق على يد البعثيين الاكراد وبأتفاق مع نظام الجلادين العفلقيين في بغداد .



14 عاما الشعب العراقي يعاني تحت الحصار وصدام والاحزاب الكردية تمص بدماء الشيعة واهل الجنوب والفرات الاوسط , وصل الامر بالاحزاب الكردية - امعانا في ذلّ العراقيين الشيعة ان ينصبوا لهم مخيمات لجوء في وطنهم شمال العراق , العراقيون كلّهم يتذكرون مخيمات الاكراد الكردية ومعانات اهلنا الجنوبيين هناك , مسعود البرزاني يتجحفل بجيش صدام حسين في سحق غريمه جلال طلباني , وجلال طلباني يذهب الى بغداد مقبلا وجنتي صدام حسين من اجل دحر مسعود البرزاني ووقف الجيش العراقي عند ابواب اربيل , المخابرات الكردية والبعثية الصدامية تتفوق على كلّ الانظمة الفاشية في العالم في ذلّ شعوبها وتدميرها وتهجيرها , هناك اكثر من نصف مليون كردي هارب من ديمقراطية مسعود برزاني وجلال طلباني يتسكعون على ابواب الدول الغربية والاجنبية طلبا للجوء , حتى وصل الامر انّ العوائل الكردية التي هجرها صدام حسين الى جنوب العراق ليست لها طاقة في تحمل الديكاتاتورية الكردية وقمعها لشعبها - انا هنا اسأل المغنيين الاكراد بالديمقراطية الكردية وجنّتها لماذا لايتركون مهجرهم ومنفاهم ويعودون الى مايدعى جنّة - كردستان - شمال العراق .

نعم الايديولوجية الكردية تقوم على اساس تدمير الامة والشعب والوطن العراق , فالتحالف الصهيوني الكردي امسى من القدر ان يتفاخر به بعض الجهلة الاكراد , والتحالف الامريكي الكردي وصل الى سحق اهلنا في الفلوجة وبعقوبة والموصل بأسم الارهاب والارهابيين , ووصل التحالف الكردي الصهيوني الى تدمير النجف وكربلاء ومدينة الصدر انتقاما من الشيعة ودعوتهم الى تقرير الدستور الوطني العراقي الذي يقرره الشعب العراقي وقواه الحيّة ورفض دستور الصهيونية وعملائها .

يقوم الان مسعود البرزاني وجلال طلباني بتأسيس احزاب عربية كارتونية قومية واسلامية وعلمانية في بغداد تدعم التوجه الكردي في اسقاط الدولة العراقية وتدمير الشيعة ومن يتحالف معهم - انا لااتحدث بالشأن الطائفي , لكن لدي وثائق توكد هذا المسعى للاحزاب الكردية - ففي الفترة الاخيرة دفع جلال طلباني مبالغ كبيرة لبعض رؤساء العشائر في الجنوب العراقي ووسطه في سبيل دعم اتجاه المشروع الفيدرالي للشيعة , وهذا المشروع حقيقة يدفع له مسعود البرزاني بحرارة اكبر , ولربما الان هناك سباق بين الاثنين على هذا المشروع , اضف الى هذا انّ التقارير من بغداد تقول بأن الاحزاب الكردية في بغداد وعملائها اخذت تنشر مشروع التحالف الاسرائيلي مع العراق في ظلّ الاحتلال الامريكي , وهذا الطرح حقيقة جنّد مجاميع كبيرة من الشباب العراقي الذي يعاني من ظلم الحصار الامريكي وقبله الحصار الصدامي الى جانب القوى التدميرية في العراق .

انّ القوى الكردية في العراق - الاحزاب الكردية - قد قررت مصيرها كما يدعون في انتخابات - برلمانية - جرت في شمال العراق , وهم الان لهم برنامجهم ودستورهم الذي لايمكن لهم التنازل عنه , فالاحزاب الكردية لاتقبل التدخل في شأن مايدعى برلمان كردستان او حكومة كردستان او ارض كردستان , ولا يمكن لعربي او عراقي ان يعيش في ارض كردستان او يتملك في كردستان ............. الاكراد لهم الحق في العيش في كلّ العراق والتملك في كلّ العراق والحكم في كلّ العراق , الدولة العراقية يجب ان يكون الاكراد على رئسها , والوزارات العراقية يجب ان يكون معظمها للأكراد , والبرلمان يجب ان يكون رئيسه كردي ومعظمه اكراد , للاكراد كلّ شيء في العراق , ولكن للعراقي لاحقّ في مايدعي في مخيلتهم - كردستان - .



مالعمل ياعراق ............؟



انّ الشعب العراقي بأجمعه يعلم انّ الطائفة الكردية ومنذ نزوحها الى العراق في مطلع القرن التاسع عشر وبدعم الدولة العثمانية لم يجلبوا الى العراق والشعب العراقي غير الدمار والويلات والتآمر على الوطن العراق , فبداية بتأسيس جمهورية مهاباد في ايران وضمّ شهرزور الى العراق والتنازل عن الاهواز الى ايران في اتفاقية سيفر مع الاتراك والقوى الدولية انذاك , اشتعل الخطر الحقيقي- الفارسي التركي- على العراق بواسطة القبائل الكردية الساكنة والمتنقلة في ارض الشمال العراقي , فالمنطقة الشمالية من العراق ومنذ آلاف السنين لم يحدق بها الخطر التدميري وقمع الشعب الامن فيها كما حصل عند نزوح القبائل الكردية اليها , انّ معظم واعظم مصائب العراق والشعب العراقي جائت من قبل الاكراد والقبائل الكردية النازحة اليه في القرن الاخير , فالحرب التي اشعل فتيلها البرزاني الاب لم تكن حرب من اجل حقّ كردي في العراق , والاكراد هم انفسهم يدركون هذا افضل من غيرهم , انّ مصطفى البرزاني قام بحرب ضدّ الشعب العراقي والدولة العراقية من اجل مصالح ايرانية صهيونية امريكية في العراق , اسفرت عن تنازل العراق عن معظم الاراضي العربية ونصف مياه شطّ العرب الى ايران وهذا ماوقعه صدام حسين في اتفاقية الجزائر الشهيرة التي اشعلت حرب اخرى في العراق اكلت الاخضر واليابس من العراق وشعبه .

اين الموقف الوطني الانساني للقبائل الكردية في الوطن العراق , انا حقيقة بحثت واتعبت نفسي في قضية الاكراد وقبائلهم في العراق لأجد لهم موقفا مشرفا فيه ..بحثت واتعبت نفسي لأجدهم من خيانة الى اخرى , حتى انّي ذهبت بعيدا الى صلاح الدين الايوبي لأكتشف انّه واحد من اعظم الخونة والعملاء في التأريخ الاسلامي - على الرغم من انّ صلاح الدين الايوبي لايعتبر كردي بقدر مايعتبر مسلم ترعرع بين المسلمين ونشأ بينهم , الا انّ صلبه كان فارسيا مجوسيا كما هو عهد آبائه واحفاده الفرس الحاقدين على ارض العراق وارض العرب .

انّ القضية الكردية في العراق ومنذ بدايتها في العهد العثماني لم تجلب الى العراق الشعب العراقي غير الدمار وسحق الشعب العراقي والتآمر عليه , فالاكراد واحزابهم العميلة يتعاقدون الان مع الصهيونية والموساد والامبريالية على اذلال الشعب العراقي وتمزيق الوطن العراق , فالاكراد واحزابهم العبقرية قد فصلوا شأنهم عن العراق , فالدولة العراقية في جانب وشأن اقليم مايدعى كيان - كردستان - في جانب آخر , يحقّ للكردي في العراق ان يفعل مايحلوا له من ارفع شأن في الدولة العراقية الى ادنى حقّ للمواطن العراقي يمكن له ان يمارسه , الاّ انّ هذا الحقّ لايشمل العراقي في اقليم مايدعى كيان - كردستان - فالصهيوني له حقّ التملك في شمال العراق والامريكي والبريطاني وكلّ اعداء العراق واعداء الشعب العراقي , الاّ انّ العراقي لايمكن له الاقامة في شمال العراق الاّ بترخيص من القوى الكردية , العراقي العربي لايمكن له التملك في سليمانية او اربيل او دهوك , والمنطقة هذه ستمتد الى كركوك وتكريت والموصل وديالى وبغداد والكوت , انّها كردستان الكبرى في العراق ,انّ الاكراد والاحزاب الكردية قد قطعو شوطا كبيرا في اذلال الشعب العراقي والامّة العراقية , وها هم الان في ظلّ الامريكان والصهيونية يعلنون اهدافهم الحقيقية في الدولة العراقية .

مالعمل ياعراق ....

هل من الممكن ان يتسائل ايّ عراقي بسيط مثلي ومثل الاخرين , لماذا الاكراد اوقفوا مشروع جمهورية الاكراد في ايران - خاصة - وانّ اول جمهورية كردية انطلقت من هناك ....؟!

لماذا الاكراد نسوا قضيتهم في ايران وتحالفوا مع الايرانيين في التآمر على الشعب العراقي .........!

لماذا الاكراد واحزابهم المتفطحلة نسوا قضية الاكراد في تركيا وسلموا عبد الله اوجلان بتآمر مع الوساد الى تركيا , وقمع حركة التحرر الكردي في جنوب تركيا بفيالق مسعود وجلال طلباني وقمعها هناك - في بلد يكون فيه الثقل السكاني الكردي - اكثر من 20 مليون - لماذا القضية الكردية بأجملها تكرست في العراق وعلى حساب الشعب العراقي ........؟

الاكراد في تركيا لم يحصلو على الحقوق الثقافية هناك , وهم مازالوا يطالبون في التحدث بلغتهم في تركيا , وفي ايران مازال الاكراد لايحق لهم نشر صحيفة تتحدث بمناهجهم وتفكيرهم ....................؟

اللاكراد في العراق دولة - ووضعوا علم ايضا - وهم على رأس السلطة في العراق , وهم يملكون ما لا يملكه كلّ الشعب العراقي , ..برلمان .. برلمانيين .. وآخر في سليمانية...لغة كردية في اربيل ولغة كردية اخرى في سليمانية , حكومة في سليمانية وحكمومة اخرى في اربيل , برلمانات ووزير خارجية كردي في بغداد , وآخر في سليمانية وثالث في اربيل , رئيس وزراء في اربيل وآخر في سليمانية ونائب في بغداد , دولة الاكراد وسلطة الاكراد تمتدّ ماشاء من الجبال الى الخليج .............

العراق بلد لايحكمه اهله , من اخطر الامراض السرطانية في جسد الامة العراقية , هو انّ العراقي في واد والحكومة والدولة العراقية في واد آخر , انّ الثقافة التسطيحية والثقافة الوطنية المتهرئة في العراق , والتي تقوم على اساس الطائفية وفهم السني العربي في السلطة والشيعي العربي وغيره في الخدم والمسحوقيين والاكراد وقبائلهم الغازية في التمرد وتهشيم الدولة كان سببا كبيرا في تمادي الاحزب الكردية وموجهيها من اعداء العراق , وهنا لاننسى الدور الذي لعبه رجال الدين الشيعة في اسقاط الشيعة وابعداهم عن العمل السياسي .

لهذا وجد الاكراد واحزابهم الموّجه من قبل اعداء العراق والصهيونية الملاذ الامن لهم في العراق , فهم يعتقدون بأنّ الشعب العراقي من الفرقة والطائفية مايكفي لغزه وتدميره وبناء كيان مايدعى - كردستان - فيه وهذا العمل تشترك فيه ايران وتركيا والكويت مؤخرا وبعض القوى السياسية السنيّة في العراق .

انّ القضية الوطنية في العراق الان تهدد السنّة قبل ان تهدد الشيعة في كيان الاكراد في العراق , والاخوة السنة قد ادركوا مؤخرا انّ الحراب التي وجّهت لهم في الموصل وفي بعض القصبات السنية في العراق ليست شيعية بقدر ماهي كردية معادية الى كلّ ماهو عراقي , السنّة في العراق والشيعة منهم يؤمنون في الوطنية العراقية ويؤمنون بتراب العراق وقدسه ووحدته , الكارثة في العراق الان هو التآمر الكردي على العراق وتقسيم العراق .

العمل الذي يجب ان تتخذه القيادات السنية والشيعية وبالتحالف مع التركمان والاشوريين والكلدان واليزيدين والفيليلة اللوريين هو ابعاد كلّ من يعمل على طعن العراق والهوية العراقية , ويجب اتخاذ الخطوات التالية :



1- ابعاد الاحزاب الكردية في لعب ايّ دور في الانتخابات المزمع اجرأئها في 30 من الشهر المقبل .

2- عدم السماح للأحزاب الكردية في السيطرة على مؤسسات الدولة العراقية في بغداد والمحافظات الاخرى الخارجة عن سيطرة حزبيهما .

3- الغاء منصبي نائب رئيس الجمهورية والوزراء , وسحب التمثيل الدبلوماسي الى كلّ من ينتمي الى الاحزاب الكردية .

4- البرلمان العراقي لايسمح فيه الدخول للأكراد - بأستثناء الاكراد اللذين يعيشون في المحافظات الخارجة عن سيطرة الاحزاب الكردية - وهنا لابدّ من التوضيح من انّ الفيليلة اللوريين لايمكن حسابهم على الاكراد بأية صورة كانت .

5- يعلن في البرنامج السياسي للاحزاب السياسية من انّ منطقة شمال العراق تعزل عن الانتخابات الوطنية لفترة مؤقتة .

6- يعتبر الدستورالمؤقت - الذي اقرّه الصهاينة وعملاء الاكراد لاغيا في المفهوم الوطني العراقي وفي الفكر الانتخابي .

7- تجمع البرلمان العراقي الذي اقّره فوآد معصوم يعتبر ملغيا في الانتخابات الوطنية .

8- ترحيل جميع الاحزاب الكردية المقيمة في بغداد الى شمال العراق وتعليق العمل السياسي معها الى انتهاء الانتخابات الوطنية .

كلام فنطازي هذا الذي اكتبه انا الان , لكن الحكومة الامريكية تنظر الى الاكراد كوسيلة لاقضية كما يتوهم بعض المغفلين السياسيين , فأمريكا تعرف تأريخ القضية الكردية في العراق وهي تدرك من انّ الاكراد في العراق دائما هم اداة بيد من يقدم لهم المال والثروة , الحكومة الامريكية تملك الان كلّ ملفات الاحزاب الكردية وعلاقاتها مع صدام حسين ودول الجوار في سبيل تحطيم الشعب العراقي والدولة العراقية , والامريكان قد قطعوا عهدا للاتراك بأن القضية الكردية في العراق هي مجرد وقت , والاكراد هم انفسهم يدركون هذا على الرغم من النصب على شعبهم في سبيل استمراهم في السلطة والهمينة على مقدارت الشمال العراقي .

امريكا في العراق لاتعرف هناك سنّي وهناك شيعي , وهي لاتدرك بأنّ هناك اكراد وعرب وتركمان بقدر ماتريد أن يستقر العراق الى مصلحتها وخطّها السياسي , الاكراد بدأوا في الفترة الاخيرة تمثيل دور لايمكن لهم ان يحقّقوه , خاصة بعد ان ادخلوا في مخيلة الامريكان من انّهم اكبر عددا وعديدا من السنّة العرب في العراق , فالاكراد اخبروا الامريكان بأنّ عدد السنّة العرب في العراق لايزيد عن 10% من الشعب العراقي , وقدم الاكراد انفسهم على انّهم 20% من الشعب العراقي , ايّ انّ الاكراد هم الاغلبية في العراق بعد الشيعة .............مصيبة هو العراق وسيستمر على ماهو عليه طالما انّ العراق والشعب العراقي صامت على ماهو عليه ..................... مقالنا المقبل سيكون بعنوان : الفيدرالية هي القشة التي ستقصم ظهر الاكراد في العراق .



sarhan@gbronline.com