المتحدث بأسم حزب الدعوة الاسلامية السيد جواد المالكي
بغداد / عدنان شيرخان ـ فيصل عبدالله:
قال المتحدث بأسم حزب الدعوة الأسلامية السيد جواد المالكي أن منعطف الانتخابات خطير وحساس ، وستترتب عليه أمور مهمة للغاية كصياغة الدستور الدائم ومعالجة الاحتلال وأعادة بناء العراق ، والشرعية والاعتراف الدولي .
ووصف قائمة ( الأئتلاف العراقي الموحد ) الأنتخابية بالقائمة الوطنية ، وقال : أنها تضم مختلف أطياف الشعب العراقي ، الا أنه لم ينكر أن الشيعة يشكلون عمودها الفقري ، مشيرا الى أن خطابها سيكون وطنيا وليس شيعيا . وتحدث عن دور (اللجنة السداسية) في تشكيل القائمة، قائلا أن دورها تمثل في الأتصال والحوار والتنسيق، وأنها ألتقت بجميع مكونات القائمة ، مشيرا الى أنها واجهت العديد من الصعوبات ، وأرادت في بعض المراحل الانسحاب ، وعد ذلك دليلا على أن القائمة لم تفرض من الاعلى ، وانما جاءت عبر عملية ساهم بها الجميع . ووصف السيد المالكي المرجعية الدينية بأنها خيمة ومساحة يلتقي عندها كل العراقيين وليس الشيعة فقط ، وقال أنها ليست طرفا حزبيا أو حركيا في العملية السياسية ، وأنما تمثل مقاما رفيعا يحظى بقبول وأحترام جميع العراقيين . وأكد على أن المرجعية تشجع جميع العراقيين على المشاركة بالانتخابات ، وتدعوهم لأنتخاب الأصلح . واكد على أن امر الانتخابات قد حسم لصالح أجرائها ، وأن الاحزاب قدمت قوائم مرشحيها للأنتخابات ، ولم نعد نسمع عن ضرورة التأجيل . ونوه الى وجود محاولات من أطراف عدة لأقناع بعض القوى الرافضة للأشتراك بالانتخابات .
قائمة الأئتلاف العراقي الموحد
* ما هي القواسم المشتركة التي جمعت الأحزاب والحركات والشخصيات المستقلة التي ضمتها (قائمة الأئتلاف العراقي الموحد) ؟ وهل صحيح أن هذه القائمة حظيت بدعم ومباركة المرجع الأعلى السيد السيستاني ؟
ـ أعتدنا في الحركة الاسلامية خصوصا ، والحركة الوطنية عموما أن نلتقي ونتشاور عندما نكون أمام مفصل أو منعطف مهم ، ثم ينتج عن هذه اللقاءات والمشاورات أشياء مشتركة ، وهذا ما حصل في مؤتمرات بيروت ولندن وصلاح الدين ، عندما كنا نعمل في صفوف المعارضة العراقية لنظام صدام البائد . وهذه من الصفات الجيدة التي تسجل لجميع فصائل المعارضة ، حينما تلتقي وتتفاهم سواء كان في دوائرها المغلقة أو الدوائر التي تنفتح على الدوائر الأكبر ، يعني الشيعة مع الشيعة والسنة مع السنة والكرد مع الكرد ، ثم تنكسر الاطواق وتنفتح الدوائر على بعضها البعض . هذه الصيغة هي التي حكمت الواقع الجديد أمام أستحقاقات الانتخابات ، بأعتبارها أستحقاق عمل وتحدي . أن منعطف الانتخابات خطير وحساس ، وسترتب على الانتخابات أمور مهمة للغاية كالدستور الدائم ، ومعالجة الاحتلال وأعادة بناء العراق والحكومة الجديدة والشرعية والاعتراف الدولي وغير ذلك من أمور ، وتعاملنا مع الانتخابات بصراحة وواقعية ، وحصلت بعض المطالب التي لا نعتبرها مشروعة ، وانما هي وجهات نظر طرحها هذا المكون أو ذاك بشأن النسب أو الحصص أو الطريقة والآلية ، وحصل أتفاق في كيفية صياغة القائمة ، والجميع موقنون بأهمية الانتخابات التي يمكن تصويرها كجسر تعبر عليه كل القوى والمكونات العراقية الى الشاطئ الآخر ، وهناك من يريد أن يعبر الجسر على الحافة اليمنى أو اليسرى أو في وسط الجسر ، أو برفقة (س) أو (ص) ، وكل هذه وجهات نظر لم تؤثر على الوئام والوفاق الوطني العام ، والأتفاق حول ضرورة أجراء الانتخابات في وقتها المحدد ، وقد أختفت الى حد كبير الأصوات التي طالبت بالتأجيل ، وهذه صفة أيجابية أن تكون هناك واقعية وأستجابة لما شاهدوا من أن معطيات أخرى تطرح بالمقابل ، وهذا أمر نعتز به . بشأن القوائم الانتخابية ، أصبح الاتجاه الى حد ما أن ينفرد أو يتجه كل مكون مع مكونه أو مفردات مكونه ليشكل قائمته ، وكان في أطار هذا البحث للمرجعية أيضا رأي فيه ، وهي تمثل الجزء الأساس من المكون للوضع الشيعي ، ولكنها ليست مقاما حزبيا أو حركيا حتى يقال أنها جزء من آلية حركية ، لوجود أحزاب وحركات وقوى شيعية . المرجعية هي خيمة ومساحة يلتقي عندها كل العراقيين وليس الشيعة فقط ، وهذا ما حدث عندما دخل معنا في القائمة من غير الشيعة كالصابئة والازيديين ، صحيح أن الشيعة يشكلون العمود الفقري ، ولكن المرجعية حرصت في فتح باب الحوار مع الآخرين ، وهي ليست طرفا وأنما جهة لها مقام رفيع وتحظى بقبول وأحترام الجميع ، وتمثل دور (اللجنة السداسية) بالأتصال والحوار والتنسيق ، وألتقت معنا جميعا وأستمعت الى وجهات نظرنا ، وكانت تمثل المطبخ الذي من خلاله تدار عملية التوافق ، وأرادت في بعض المراحل أن تنسحب لأن عملها كان صعبا وشاقا ، وواجهت صعوبات عديدة ، وهذا يؤكد أن الجو كان مفتوحا لمختلف الاحتمالات ، ولم يكن الأمر مفروضا من الاعلى ، وأن العملية ساهم بها الجميع . لا نستطيع القول أن ما أنجز يمثل كل الطموح وغايته النهائية ، ولكنه أصاب قدرا جيدا من النجاح ، ويمكن أن يكون أساسا مهما للمراحل التالية . وبطبيعة الحال تعتبر هذه اللجنة من ضمن من يرجع أليهم ونتشاور معهم أو مع بعضهم ، لأن المرجعية وضعت نفسها أمام ألتزام تجاه هذه اللجنة والمكونات التي تمثلها ، ونحن لا نعرف أن المرجعية قد ألتزمت قائمة أخرى سواء وطنية أو شيعية أو غير ذلك بقدر ما ألتزمت بهذا المقدار الادبي والتعاوني ، ونأمل أن يكون ثقلهم بالقدر الذي يشجع العراقيين على ضرورة الانتخاب أولا ، ثم أنتخاب الاصلح ثانيا ، ولا أتوقع أن تقول المرجعية كلمة سيئة أو سلبية بحق مكونات أو قوائم أخرى ، ولا نتوقع أن يكون ذلك لأننا أئتلفنا في قائمة تحظى بهذا الدعم ، أو أن يعني ذلك أن الاخرين فقدوا الشرعية ، وفقدوا حقهم في أن يمارسوا حقهم في هذه الانتخابات ، بل ننظر أليهم بمنتهى الاحترام ، ولايمكن أن يتهم أحد فيما يمارس من دور وطني ، ولى الزمان الذي كان يفرض فيه البعض أو ينفرد فيه طرف واحد على الاطراف الاخرى .
صياغة الدستور الدائم
* يطلق على هذه القائمة ( القائمة الشيعية ) ، فما مدى أنطباق ذلك عليها ؟ ولمن يتوجه مكونات هذه القائمة بخطابها ؟ وكيف سيكون توجهكم في حالة الفوز في كتابة الدستور الدائم ؟
ـ خطابنا ودعوتنا هي لكل العراقيين على مختلف أطيافهم سواء أكانوا مسلمين أو مسيحيين ، عربا أو كردا أو تركمانا أو بقية الأطياف ، نأمل أن نحصل على أصوات مختلف هذه المكونات ، وهذا حق مشروع لهم أن ندعوا لمن يشترك معنا ، كما هو مشروع لهم أن يدعوا لمن يشترك معهم فخطابنا سيكون وطنيا وسيوجه لكل العراقيين ، ولن يكون خطابا شيعيا ، نحن ندعوا الجميع للمساهمة على هذه الخلفية للمساهمة في عملية صياغة الدستور وتشكيل الجمعية الوطنية ومن ثم تشكيل الحكومة الانتقالية المقبلة . حملتنا لن تكون شيعية ، ولن نتنافس على هذه المساحة فقط ، وانما سنتنافس تنافسا أيجابيا وشريفا مع كل القوائم الاخرى على كل المساحات ، كما هو حق الاخرين أن ينافسونا على مساحتنا أيضا ، وهذه من الظواهر الايجابية ، ان ينفتح المجال واسعا أمام المتنافسين ، (وفي هذا فليتنافس المتنافسون) أما برنامجنا المقبل بعد تشكيل الجمعية الوطنية ، فسيكون بالدرجة الاولى الدستور ، وهو عقدة تأريخية عاشها الشعب العراقي ، أنهينا حياتنا ويحكمنا دستور مؤقت ، والحاكم يستند الى الفقرة( آ ) من المادة (41 ) ، وهي بيده كعصاة سيدنا موسى ( ع ) ، يشرع ويعطي ويمنع ويقتل ويقاتل ويحارب ويغزو ويصالح استنادا الى هذه المادة العجيبة الغريبة ، ولذلك فأن أول وأهم أشكال تأريخي ستتصدى له الجمعية الوطنية المنتخبة هو كتابة دستور دائم للعراق ، لأن مستقبل وسعادة أبنائنا والاجيال المقبلة ستعتمد على هذا الدستور ، سيحدد الدستور قضايا مهمة تتعلق بالحياة السياسية وبناء الوطن ، هويتنا العامة والخاصة ، وهو مهمة ليست سهلة ، ولأنها كذلك أعطي المجال لصياغته من يوم تشكيل الجمعية الى 15 آب المقبل ، وربما تمدد المدة المخصصة لصياغته ، نحن مع ضرورة عدم حصول تسرع في صياغته ، ونحرص أن يجد فيه كل عراقي وعراقية سواء أعاشوا الان أم سيولدون غدا حقه مضمون ومصان . البرنامج الانتخابي الذي نفكر فيه ( أتحدث هنا فيما يتعلق بحزب الدعوة) ، ان يحقق لنا جملة من الثوابت والمطالب ، أهمها أن يتمتع جميع العراقيين وبلا تمييز بحقهم في الحياة الكريمة ، وان يتمتعوا بخيرات وطنهم التي طالما حرموا منها ، وذهبت لشراء الذمم والضمائر والاقلام والعملاء . نريد للعراق نظاما سياسيا تعدديا قائما على الانتخابات واحترام الرأي الآخر وعدم تهميش الاخرين ، وأن يتم تدوال السلطة بالطرق البرلمانية ، وأن نؤسس لجو ديمقراطي حقيقي ، ونضع كل الآليات لمنع وصول الديكتاتورية الحزبية او الفردية الشخصية . نحن نركز كثيرا على مسألة توفير الاجواء الامنة للعراق ، وتترب على مسألة الامن قضايا عديدة كأعادة الاعمار والبناء واستقرار النظام السياسي ، نريد سياسية داخلية واضحة المعالم تتعامل مع كل المكونات الوطنية بنفس العدل والتساوي ، ونريد لسياستنا الخارجية أن تكون مبنية على مبادئ حسن الجوار واحترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، نريد عراقا محترما يتفاعل مع محيطه العربي والاسلامي والدولي . نريد بناء عراق حر وقوي ، لقد أنتهى الزمان الذي كان العراق فيه مادة يتنافس عليه المتنافسون سواء أكانوا عثمانيين أو صفويين أو بعض الدول التي تريد أن تكون وريثة العثمانيين أو الصفويين . هذه قضية ولت وأنتهت ، والعراق اصبح راشدا بأهله وتأريخه ، ولن نسمح لأحد بالتدخل بشؤونه .
تأجيل الانتخابات
* هل بالامكان الأستنتاج من مجريات الامور أن أمر الانتخابات حسم لصالح أجرائها في موعدها المحدد ؟ وأن فتورا قد أصاب دعوات تأجيلها ؟
ـ نعم ، وأعتقد أن أي مراقب يستطيع أن يلاحظ اليوم أن الكل يتحدث عن ضرورة الأشتراك في الانتخابات ، وقد قدم العديد من الاحزاب قوائم مرشحيهم ، ولم نعد نسمع عن ضرورة التأجيل ، بل نسمع عن أهمية تكثيف الجهود لأجراء الانتخابات في موعدها المحدد .
وأعتقد أن الموضوع حسم لصالح الاجراء بالنسبة للمكونات التي تريد أن تدخل بالانتخابات ، وكان في نيتنا أن نطرح الموضوع للمناقشة في المجلس الوطني ، ولكن لم يأتينا أحد ليطرح موضوع التأجيل ،. وجاءت تصريحات بضرورة أجراء الانتخابات من رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء والاحزاب والبرلمان ، وحتى من الدول التي كانت تدس أنفها في بعض الاحيان في هذا الملف . أما أن تتداعى الامور أو تحدث تطورات مستقبلية ، فأن لكل حادثة حديث كما يقولون ، وهناك أستعدادات وتهيئة للمشاركة بالانتخابات برغم التحدي الامني ، وأن جهودا تبذل من قبل الحكومة وكل القوى الوطنية الخيرة والمخلصة لملاحقة بؤر التوتر والأرهاب ، ومن أجل ترتيب الاوضاع الامنية لأجراء الانتخابات ، وهذا عامل مشجع يدعو الى التفاؤل.
رفض المشاركة بالانتخابات
* ألم تحاولوا في المجلس الوطني أجراء حوار مع الرافضين المصرين على مقاطعة الانتخابات ؟
ـ نعم ، جرت عدة محاولات ، واليوم كنا نتحدث في هذا الموضوع ، وضرورة أن تقوم لجنة العلاقات الوطنية (في المجلس الوطني) بدور في هذا الاتجاه ، وسنحاول كل جهدنا لأقناع بعض هذه القوى الرافضة لأجراء الانتخابات ، ونحن هنا نميز بين نمطين للرافضين ، نمط لا يعترض على المسيرة السياسية ولم يرفع السلاح ولم يفخخ السيارات ، لديهم وجهة نظر ونحن نحترمها ، نتحاور معهم ، ونحاول اقناعهم بأن المشاركة بالانتخابات أولى من مقاطعتها ، وعلى أية حال فهؤلاء يستحقون التقدير ، ولكل أنسان رأيه الذي يراه صحيحا .
أما الجزء الثاني فأرادته تخريبية وتصميمه أجرامي ، وهؤلاء لا يريدون للعملية السياسية في العراق أن تنجز ، لا الانتخابات ولا أية خطوات أخرى ، يحاربون ويقاتلون من أجل أن يدمر العراق ، ومنهم أزلام النظام السابق الذين يريدون أن يعود الطاغوت وحزبهم المنهار للحكم مرة أخرى ، ويرجعوا العراق الى ما قبل السقوط ، وهؤلاء لا حوار معهم ، كما لا نحاور من أنحرفت عندهم ( بوصلة العقيدة) ، الذين يعتقدون أن قتلهم الاطفال والمدنيين الأبرياء سيدخلهم الجنة ، وهذه الفئة الأرهابية المتطرفة أحلت دمنا وأجازت قتلنا وأعتبرتنا كفرة.
أداء المجلس الوطني
* هل أنت راض عن أداء المجلس الوطني خلال هذه الفترة ؟
ـ المجلس الوطني تجربة حديثة ، وعليه العديد من الملاحظات ، والوضع السياسي الحالي يعاني من ميراث وتركة عقود من الممارسات الخاطئة ، التي لايمكن أن تمحى باشهر قليلة ، ففي العراق لم يكن هناك برلمان حقيقي ، كان عندنا جوقة من المهرجين والمصفقين والمؤيدين والموافقين بنسبة مئة بالمئة . نحن نسعى وبعد 35 عاما من الدجل والنفاق الذي كان يسود أجواء ما يسمى ( المجلس الوطني) للنظام السابق ، أن نؤسس برلمانا له صلاحياته ومهامه التشريعية ومراقبته للسلطة التنفيذية ، وهذه مهمة صعبة ، وتحتاج الى وقت ، المجلس الحالي جاء بطريقة لا هي أنتخابات ولا تعيين ، وأنما جمعت بين التعيين والأختيار والانتخاب ، وأني أعترف بأنه يستبطن ضعفا من حيث الصلاحيات ، للظروف الأنتقالية المعقدة التي يمر بها البلد . ولكن الجو العام في المجلس منسجم وايجابي وفيه تفاهم ومن الممكن أن يؤسس لأنسجام أكبر من المستقبل ، بغض النظر عن وجود صوتين أو ثلاثة تتعمد الأثارة المقصودة ، وهؤلاء لهم حساباتهم الخاصة .
وأعطت بعض اللمحات من أداء المجلس كاستدعاء رئيس الوزراء أو وزراء ، عما ستكون عليه أمور البرلمان الدائم في المرحلة القادمة ، صحيح أن هناك مشاكل لا المجلس ولا الحكومة تستطيع أن تجد لها حلولا سريعة ، ولكن لننظر أليه كظاهرة سياسية وشراكة وأحترام وجهات نظر ، كان هناك أداء من المجلس جسد برغم قصر الفترة معالم تجربة ديمقراطية . لقد تحدث الجميع وأمام كاميرات التلفزيون وبنقل حي وبدون قيود أو خوف ، واعتقد ان العديد من شعوب المنطقة تتمنى وتطمح أن ترى برلماناتها تتحدث الظواهر السلبية وتنتقد حكوماتهم ، كما حدث عندنا خلال الفترة القصيرة .
ناقشنا تحت قبة المجلس قضايا الامن والسياسة والأقتصاد ، وتابعنا الطلبات والأعتراضات ، وكل ما يتعلق بالانتخابات ، وحتى فيما يتعلق بموضوع محاكمة صدام واركان نظامه ، طالبنا المحكمة بتوضيح موقفها عن التأخير في محاكمتهم ، لم ندع بابا الا ودخلناه ، برغم قصر المدة والعدد المحدود لأعضاء المجلس ولجانه . لا يمكن التحدث عن نسبة النجاح في عمل المجلس ، ولكن بصورة عامة أستطيع القول أن عمله أصاب نجاحا، خاصة فيما يتعلق بتأسيس ظاهرة فيها ملامح قوية لما يجب أن يكون عليه البرلمان المقبل . الشيء المهم أن المجلس أحترم مسؤوليته ومهمته ، ولم يكن مستعدا أن يجامل على مصلحة الشعب العراقي .
حوار ومصالحة أم أجتثاث البعث
* هناك آراء متضاربة بشأن جدوى عمل ( هيئة أجتثاث البعث ) ، وما يمكن أن يترتب على أعمالها ، وظهرت دعوات عديدة الى طي صفحة الماضي والبدء بحوار وطني يفضي الى مصالحة وطنية ؟
ـ هناك لغط وتشويش حول المواضيع التي ذكرتها ، والشيء المؤسف والذي يحز في النفوس أن يتناسى العرب أن (حزب البعث) أضر وتاجر بقضايا العرب والمسلمين ، شق الصف العربي ، ودمر العراق والعراقيين ، وحارب أيران وغزا وأحتل الكويت ، وجلب القوات الاجنبية الى المنطقة ، فكيف يصبح البعثيون أيتام الجريمة مقربين ومرحب بهم حتى في الدول العربية التي عانت من صدام وازلامه . علينا التفكير في الدوافع التي تقف وراء مساندة هذه الدول التي طالها شر صدام ، أيتامه وبقايا نظامه . النقطة الاخرى أن هناك تفخيم ومبالغة وعملية بكاء وعويل على نساء البعثيين وأبناءهم الذين جاعوا خلال سنة واحدة بعد سقوط النظام ، وهم الذين أتخموا بالمال الحرام ، أين العدل والأنصاف من أبناء الشهداء الذين مر عليهم عقود وعقود وهم يعانون من السجن والفقر والملاحقة والتشرد ؟ ونحن وللتأريخ نقول أن الهيئة لم تمنع عنهم راتبا .
ولم تطالب بطرد أحد من أبنائهم من الجامعات ولا أعتقلنا أمرأة واحدة من نسائهم ولا تسلقنا الجدران ولم ننتهك حرمات البيوت ، ولم ينتهك عرض أي بعثي ، ولم تمنع عائلة أي بعثي من السفر ، وأولها عائلة رأس النظام .
ونحن على علم ويقين بانهم يخططون ويتأمرون ويدعمون الأرهاب بأموال الشعب العراقي التي سرقوها ووضعوها في الخارج ، وقلنا لهم ايها البعثيون عندما تشعرون بوجود مثل الممارسات التي مارستموها ضدنا وضد عوائلنا وأقاربنا حتى الدرجة الرابعة ، تعالوا ألينا وسنكون معكم ضد من يمارس مثل هذه الأفعال .
هناك تشويش وتهويل لعمل هيئة الأجتثاث .
وهناك أطراف عربية تمتلك وسائل أعلام وفضائيات تورد أرقام وحقائق غير صحيحة ، في العراق كانت كوادر (حزب البعث) من أقل رتبة الى عضو عامل تشكل بين 90 الى 95 بالمئة كلها لم تمس ، بقوا في دوائرهم وعلى رواتبهم ، وتنعموا ( بالدش والموبايل) الذي كان رفيقهم صدام يمنعهما . أذن 95 بالمئة من البعثيين لم تمس شعرة منهم ، الا أستثناء واحد منع من كان برتبة عضو عامل من أن يكون مديرا عاما . أما الخمسة أو العشرة بالمئة ، وهم المراتب الأربعة العليا في الحزب ، كانت الهيئة في قمة السماحة والعفو معهم ، واستثنت منهم أكثر من ثمانية آلاف أرجعتهم الى وظائفهم ، وهناك نسبة كبيرة منهم هاربين داخل وخارج العراق لأنهم أرتكبوا فضائع ويخشون من المحاكمة . قضية البعثيين أصبحت قضية بكائية دعائية ، المقصود اضفاء بعد سياسي وطائفي عليها ، وكل ما يقال غير صحيح ، فانا من حزب الدعوة الاسلامية الذي كان نظام البعث وصدام يعدم كل من أنتسب للحزب أو روج بأثر رجعي لأفكاره ، أستثني كل مرة بجرة قلم 500 بعثي من أعضاء الفرق ، ولو كنت أريد الانتقام لأنتقمت ، ولكن أردنا أن نكون بكبر وعظمة المبادئ التي آمنها بها ، وأن نضع رسول الله (ص) أمام أنظارنا ، ونتذكر مقولته يوم فتح مكة عندما سمع البعض يقول ( اليوم يوم الملحمة ، اليوم تسبى الحرمة ) ، فقال (ص) : ( لا قولوا اليوم يوم المكرمة ، اليوم تحمى الحرمة ) . نحن جئنا نحمي أعراضهم وأولادهم ، وقد حميناها ، وكنا معهم من السمو والرفعة ما أخجل بعضهم ، وقالوا لنا صراحة لم نكن نتوقع الا القتل جزاء ما فعلنا بكم وبعوائلكم . ولكن العفو والصفح لم يفد مع كثير منهم ، وثبت من الاعمال التي حدثت في الفلوجة واللطيفية ان العديد من الذين أستثنوا كانوا يقودون العمليات المسلحة.
أما المصالحة التي نسمع عنها هذه الأيام هنا وهناك ، فهي في عمقها وحقيقتها تعني المصالحة مع حزب البعث المنحل ، فلا وجود لمشاكل بين العراقيين ، فقد التقينا عندما كنا نعمل في فصائل المعارضة ، وفي مجلس الحكم والوزارة السابقة والحالية والمجلس الوطني .
وبيننا تفاهم وحوارات وود ومحبة وعلاقات وطيدة ، فعليه قلنا بصراحة في المجلس الوطني أننا نرفض كلمة ( مصالحة) لأنها تعطي فكرة وصورة خاطئة عن وجود خلافات ومشاكل بين مكونات الشعب العراقي ، والحقيقة التي يعرفها العدو قبل الصديق أن الشعب العراقي بقى وبرغم كل سياسات النظام السابق القومية والطائفية السياسية موحدا ، وأستطاع بوعي عال أن يدوس فوق محاولات التفرقة والتمييز .
وبأمكان الذين يريدون أن يلتقوا بنا ، أن ياتوا ألينا ونتحاور معهم ، ولكن بشرط أن لايكونوا من المجرمين الذين تلطخت أيدهم بدماء العراقيين.