الثقافـــة والعلم الحقيقي يحمل مع الايمان ، يحمل مع الدين


بقلم: علــي البصـــري
[email protected]

يشرفني بان يكون عنوان مقالتي كلمات شهيدنا الصدر الاول ( رض)
واكتب هذه المقالة الى المرأة العراقية الفاضلة ، لانني وللاسف الاحظ في هذه الايام حملة اعلامية شعواء ضد المرأة المسلمة الملتزمة بدينها وبعقيدتها وبحجابها ، وهذه الحملة الشعواء تتناقلها صحف ومواقع الانترنت ويقوم بهذه الحملة نفر من العراقيين والعراقيات ، يريدون من المرأة المسلمة الملتزمة ان تنزلق الى متاهات الطرق المظلمة ، فنراهم يحاربونها على حجابها ويعتبرونه هو العائق في وجه الثقافة الغربية والعولمة الامريكية ، حتى وصل الحال بالبعض منهم ان يشهر بالعراقيات المحجبات مستعملا القذف بكلمات لا تليق ان تنشر في موقع اليكتروني ، والبعض الاخر اعتبر المرأة هي سلعة للجنس فقط ولاشباع غريزتها ووووو لخ من المقالات والتي يروج اصحابها لثقافة المحتل الامريكي ؟؟

انني هنا اذكر اخواتي العراقيات الفاضلات بكلمة الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر ( رض) ، تلك الكلمة القيمة في حق المرأة ، فقال شهيدنا :

بســــــم اللـــــــه الرحمـــن الرحـيـــــــم

المشاعر التي احس بها في قلبي اتجاهكم ، اتجاه البنات من امثالكم ،مشاعر لا حد لها ، احساس بمسؤوليتكن في العصر الحاضر كبير جدا

يابنات فاطمــة الزهـراء ...
انتن المثل الاعلى لمرأة اليوم ..
اليوم انتم تقدمون المثل الاعلى للمرأة التي تحمل باحدى يديها إسلامها، ودينها وقيمها ، وحجــابها ، وإصرارها على شخصيتها الاصيلة القوية الشريفة النظيفة التي حفظها الاسلام لها ، وتحمل بيدها الاخرى العلم والثقافة ، لكن لا هذه الثقافـة التي ارادها المستعمرون لنا منذ ان دخل المستعمرون عالمنا الاسلامي قبل ستين سنة ، أرادوا ان يقنعوا شبابنا وشاباتنا بان الثقافة عبارة عن لون من المجون .. عبارة عن ألوان من السفور والاختلاط ... عبارة عن السعي وراء الشهوات والنزوات .. عبارة عن الابتعاد عن المسجد ، وعن الاسلام ، وعن المرجع ، وعن الصلاة ... قالوا لشبابنا وشاباتنا بان الانسان التقدمي والانسانة التقدمية المثقفة هي من تقطع صلتها بهذه الامور ، وتنغمس الى رأسها في الشهوات والملذات .. هكذا أراد المستعمرون منذ ستين سنة ان يسربوا الى نفوس بناتنا الطاهرات ، وفي نفوس شبابنا الزاكين هذا المفهوم الخاطئ للتقدمية والثقافة ... انتن يابنات الزهراء تقع عليكن مسؤولية ان تعرفوا العالم ان الثقافة والعلم الحقيقي يحمل مع الايمان ، يحمل مع الدين ، يحمل مع رسالة السماء كما حملتها فاطمة الزهراء ... أمكن العظيمة فاطمة الزهراء كانت مثلا أعلى في الاسلام ،في الجهاد عن الاسلام .... في الصبر على محن الاسلام... كانت مع أبيها في كل شدائده ، في كل محنه ...كانت تخرج معه في الحروب ، كانت تواسي جروحه ،كانت تلملم محنه ، كانت دائما الى جنبه،كان يستمد منها سلوة في اللحظات العصيبة ، كان يستمد منها طاقة في لحظات صعبة جدا ، كانت امرأة مسلمة مجاهدة بكل معنى....هذا من جانب ، ومن جانب آخر ان فاطمة الزهراء كانت إمرأة عالمة وكانت المثل الاعلى في العلم والثقافة ، لكن لا هذه الثقافة التي أرادها المستعمرون لنا ، لا ثقافة المجون والسفور ، لا ثقافة الاختلاط والتميع لا ثقافة التحلل ، وانما الثقافة الحقيقية ، انطلقت فاطمة الزهراء ،انطلقت الى مسجد ابيها حينما اقتضى منها الواجب ان تخرج الى مسجد أبيها ، وخطبت تلك الخطبة العظيمة التي لا يقدر عليها الكبار من العلماء ....كانت البلاغة والفصاحة والحكمة تتدفق من كلماتها كما يتدفق السيل من البحر ، وكان عمرها الشريف أقل من عشرين سنة ، لكنها علمت العلماء ، علمت الحكماء ،ضربت المثل الاعلى الذي لم تصل اليه حتى الان المرأة الاوروبية .
هذه هي فاطمة الزهراء التي استطاعة ان تثبت في تأريخ الاسلام ان العلم يجتمع مع الدين ، وأن الثقافة توأم مع الايمان بالله ، ومع التمسك بالحجاب ، ومع التمسك بشعائر الدين .. أنتن حملتن رسالة فاطمة الزهراء ، أنتن من سوف يعرف العالم عن طريقكن ان العلم يجب ان يكون الى جانب الايمان ، وانه ليس من العلم في شيء السفور ، وليس من الثقافة في شيء الاختلاط والتحلل . ان المرأة يمكن ان تصل الى اعلى مدارج الكمال والرقي في كل الميادين ، من دون ان تتنازل عن قيمة من قيمها الاسلامية ، وعن شيء من تراثها، ومن رسالة ربها رب العالمين .
الاوروبيون حاولوا أن يثنوكم ، وعليكم انتم أن تفهموا العالم كله أنهم
على خطأ ، وأنكم على حق ..
نسأل الله ان يوفقكم جميعا إن شاء الله ويرعاكم بعينه )) ـ 1 ـ

نعم اخواتي العراقيات الفاضلات هذه كانت كلمة الشهيد السعيد محمد باقر الصدر( رضوان الله عليه) ، كتبتها هنا وبنصها من مصدرها الاصلي لكي تكون ردا وحجة دامغة على بعض الاقلام المتأمركة والمثقفة بثقافة الغرب والتي تحارب الحجاب والثقافة الاسلامية وتعتبرها حجرة عثرة في طريق التقدم الحضاري الامريكي!! اخواتي الفاضلات لاتدعن لتلك المقالات ولتلك الافكار الهدامة ان تاخذ طريقها في حياتكن وثقافتكن الاسلامية ،لانها افكار هدامة يريد منها الغرب والشرق القضاء على ديننا وثقافتنا الاسلامية باستغلال بعض الاقلام لتصبح بوقا له ..... اسال الله العلي العظيم ان يقينا تلك الثقافة المنحرفة وان يجعلنا متمسكين بديننا الاسلامي والذي هو اعظم دين

ـــ 1 ـــ المصدر / الشهيد الصدر ( سنوات المحنة وايام الحصار)
لمؤلفه / الشيخ محمد رضا النعمانـــــي