الحزب الشيوعي..يتخلى عن العنف الثوري.. ويدخل الانتخابات.
بالرغم من اغتيال عضوين من الحزب الشيوعي مؤخراً، ذهب باقي الأعضاء الى قلب بغداد حيث أقاموا تجمعاً انتخابياً.. ورفعوا الأعلام الحمراء..
والحق يقال: قلة من الأحزاب العراقية تجرأ اليوم على إقامة تجمع انتخابي في الشارع.. والشيوعيون لم يتخلوا عن عنادهم المعروف. وبرغم انهم فقدوا الأمل في كسب الكثير من المقاعد في يناير 30، الا انهم يريدون ان يكون صوتهم مسموعاً في ساحات السياسة العراقية.
وأهم مبادئ الحزب فصل الدولة عن الدين، مما يميزهم عن الباقين. ومن الممكن ان يساهموا في صناعة توازن بين المجموعات الشيعية والسنية المنتخبة.
يقول شاكر الدجيلي، وهو من أعضاء الحزب القدامى، "نعرف أننا لن نصل للأغلبية. ما نريده هو ان نصير جزءاً من الدولة الجديدة والا نغيب عن صناعة الدستور.
وشعارات الشيوعية تذكر المفكر بالدولة السوفيتية.. الصور حمراء اللون. المطرقة والسندان. أيادي العامل والفلاح تتصاعد الى السماء.. الشعار: سلام ديمقراطية اخوة وطنية . والأعلام الحمر.
ولكنهم صنعوا ماركسية خاصة بهم. فهم يتعاونون اليوم مع الحركات المعتدلة، ومنها الأحزاب الكردية، وحتى حزب الدعوة والمجلس الأعلى للثورة الإسلامية.. وهم اليوم يعترفون بما اعترفوا به دائماً.. وهو دور الدين في السياسة العراقية. بل ويبتعدون عن صورة حزب بلا رب.. ويؤكدون على احترامهم للإسلام والتراث العربي. . يقول الدجيلي: عملنا في هذا المجتمع ونحترم دينه وثقافته وقيمه.. وسنبقى نحترمها. ودورنا هو التأكيد على احترام حقوق الجميع بلا تفرقة.
يقول المحلل السياسي إبراهيم الإدريسي: هذه الانتخابات ستوضح مدى تقبل الحزب الشيوعي للتعددية.. ولو امتلك الحزب المرونة الكافية، سيكون لهم دور لا بأس به في المستقبل.
والواقع هو ان هناك مجموعات علمانية أخرى صنعت قوائمها.. منها قائمة السيد د. علاوي. ولكن الكثير منها يعتمد على تأييد رجال الدين.. وقد صنع الحزب الشيوعي قائمة بعنوان: "تحالف الشعب" تحوي القوميين ، الأكراد، والتركمان، والآشوريين، والسنة والشيعة والمسيحيين. يقول الدجيلي: أردنا ان نجسد تنوع العراق في القائمة التي تحوي أفرادا من جميع الأقاليم والأعمار...وتشمل المرأة أيضا. شعار القائمة هو: "عراق فدرالي ديمقراطي يضمن حقوق الشعب العراقي ويحرره من العنف والإرهاب." وربما بسبب هذا الشعار وصل الحزب الشيوعي لكرسي في مجلس الحكم الانتقالي، وهو كذلك جزء من الحكومة الانتقالية حيث اصبح عضو الحزب مفيد الجزايري وزيراً للثقافة.
والحزب الشيوعي اقدم أحزاب العراق.. فقد تأسس عام 1934، ومنعه الانتداب البريطاني.. وفي زمن لاحق، دعم الحزب عبد الكريم قاسم.. وحين جاء البعث، بمعاونة السي اي ايه، للسلطة، قام بتدمير خلايا الحزب، وقتل الالاف من اعضائه في مطلع الستينيات.
في السبعينيات، فرت قيادات الحزب الى كردستان، حيث كونت مجموعة حاربت صدام مع الاكراد..وكان لهم بعض الخلايا في المدن.. حيث عاشوا خوفاً من استخبارات النظام.. وتعرض الحزب مؤخراً لهجمات ارهابية بسبب موقفه الداعم للانتخابات.
الحزب الشيوعي متفائل: تضحياتنا تؤدي لنتيجة.. ولكنهم قد لا يقدرون على مواجهة المد الاسلامي في عصرنا..