انتهت عملية الانتخابات وجاء الامتحان .... وفيه يكرم المرء أويهان !!


بقلم: علــي البصــري
albasry2003@yahoo.com

في بادئ الامر اتقدم بأحر التعازي الى عوائل الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية ارض العراق في يوم الانتخابات بفعل نار الغدر الوهابية ومرتزقي البعث العفلقي ، وادعو الله العلي القدير ان يلهم أهليهم الصبر والسلوان والرحمة على جميع شهداء العراق.

وفي نفس الوقت ايضا اقدم التهاني الى الذين شاركوا في عملية الانتخاب على الرغم من الاختلافات بيننا في هذا الموضوع وطريقة الانتخابات وظروفها وما يحيط بها من ملابسات واسال الله سبحانه ان يحفظ العراق والعراقيين من كل مكروه وسوء ، انه سميع مجيب الدعاء ... وبعد.
لقد جرت عملية الانتخابات وشارك فيها اغلب شرائح المجتمع العراقي ، شارك فيها اغلب شرائح الشعب العراقي وباختلاف اديانهم وطوائفهم وقومياتهم واجناسهم واعمارهم ، لقد كانت مشاركة الملايين من العراقيين في هذه الانتخابات ليست لسواد عيون بوش او امريكا و لما يسمى عند البعض الديمقراطية الجديدة ؟؟ .... الانتخابات جرت وصوت العراقيون وكانت نسبة المشاركة هو بين 60 ـ 75% كما يقال وهذه ضربة قوية للعراقيين المقيمين في الخارج والذي لم تتجاوز نسبة من يحق لهم التصويت حتى 25% ، وهنا اشير الى ثلاث اسباب اعتبرها رئيسية في تصويت العراقيين بالداخل بهذه النسبة العالية ، وهذا تحليل شخصي وهي:

أولا : هذه هي المرة الاولى ومنذ اكثر من خمسين عاما يسمح للعراقيين باقتناء استمارات انتخابية ويعطون حق التعبير والاختيار ،وعلى الرغم من ان هذا الاختيار هو اختيار قوائم وتحالفات وليس اشخاص ، وهذه القوائم تحوي الخبيث والطيب الا انه يعتبر اختيار فردي لكل شخص ، اذن هي انتخابات صدمة( ان صح التعبير) او شيء غريب لم يكن العراقيون معتادون عليه لذلك خرجوا بهذا الكم الهائل.

ثانيا: التحدي ضد الارهابيين ، لاسيما وان المدعو ابومصعب الزرقاوي( ذلك العميل الامريكي) وقائد عصابات التكفير ابن لادن قد هددوا العراقيين في حالة مشاركتهم في الانتخابات وبالتالي فاصبحت الانتخابات حالة تحدي والمعروف عن العراقيين بالاخص قبولهم لمثل هذا التحدي ، فلذلك شاركوا بكثافة نوعا ما في الانتخاب.ويعتبر هذا التحدي هو السبب الاكثر رجوحا في المشاركة.

ثالثا: اصوات التهديد والانذار والويل والثبور والتي مارسها وللاسف الشديد بعض وكلاء السيد السيستاني مع مقلديهم ، حتى وصل الحال بان من لم يشارك في هذه الانتخابات فسيكون مصيره ,, جهنم وبئس المصير ،، وللاسف الشديد نسبت هذه التصريحات الى المرجع ، والذي مازلت اعتقد بانه بريء من هذه الفتاوى!!، ولقد اثرت هذه الفتاوى على بعض الناس الغير مثقفين دينيا ؟ وهؤلاء ينتشرون في المناطق الفقيرة في مدن العراق الجنوبية وبكثرة ، ويعتبر بعضهم ان كل ما يفرضه عليهم سيد او شيخ معمم فهو واجب شرعي !!حتى وان كان هذا السيد المعمم او ذلك الشيخ مختل عقليا!! وقد عشت شخصيا في هذه الاجواء لكوني من الارياف الفقيرة في محافظة البصرة ، وكنت اتذكر في الستينات وفي السبعينات باننا ننتظر الافطار في شهر رمضان المبارك الى ساعة متأخرة بعد الغروب ؟؟ وكنا لا نفطر الا بعد سماع آذان المغرب لراديو الاهواز!!! او ننتظر وقت افطار
مدينة النجف !! اذن وكما قلت هو الافتقار لثقافة والمام في امور الدين ، وبالتالي فقد خرج الكثير من الناس وخاصة كبار السن للمشاركة في الانتخابات ، ليس حبا بها وانما خوفا من دخول النار!!!!!!! وهذه حقيقة واقعية لايستطيع أحد ان ينكرها ؟.

لهذه الاسباب وغيرها صوت العراقيون، وصوتوا وانتخبوا قوائم تضم بين صفحاتها اسماءا غالبيتهم كانت تحكم ومازالت في سدة الحكم ؟، انتخبوا اسماءا وشخصيات بعضهم يبحث عن مصالح شخصية ، وبعضهم بعثيون كبار وبعضهم ايديهم ملطخة بدماء العراقيين وبعضهم وبعضهم وبعضهم .... الخ؟؟؟ ، نعم صوت العراقيون وانتخبوا وهذا ليس كل شيء ، والانتخابات ليست اهم شيء ، والانتخابات لاتعني انتهى كل شيء ، والانتخابات التي حصلت والتي استغلها جورج بوش ليشرعن احتلال امريكا للعراق في اول تصريح له بعد غلق صناديق الاقتراع ، ليقول للعراقيين وللعالم ها هي قوات الاحتلال فعلت ما فعلت ، ليبرر وجوده في العراق ، نعم استغلها الرئيس الامريكي واستغلتها قوات الاحتلال لتقول للعالم هاهو العراق محتل وها هي ديمقراطية الاحتلال ؟ كنا نكتب ونقول حذاري من ورقة الانتخابات ، فقد يستغلها المحتل لصالحه، وبالفعل تم ذلك، والان انتهت الانتخابات ، وصعد الفائزون واختارهم الشعب ليعملوا من اجله وليس لمصالهم الشخصية والان هناك متطلبات واستحقاقات على السادة الفائزين في الانتخابات ان يجيبوا عليها:

اولا: الوضع الامني وهو اهم شيء ،،، متى تنتهي مسرحية الزرقاوي!! فهل سياتي الوقت لكشف هذه الشخصية الخيالية ( افلام رامبو) والقضاء عليها ، أم ان الوقت يتطلب بقاء الزرقاوي حرا لفترة زمنية اخرى ، وهذه العملية منوطة بكم ايها الاعضاء القدماء الجدد وما عليكم الا ان تفاوضوا المحتل حول هذا الموضوع ..والحليم تكفيه الاشارة.

ثانيا: جميع الخدمات التي تخص المواطنين ، ماء ، كهرباء ، بنزين ، نفط ، غاز ، رعاية
صحية ،ووووووو غير ذلك ،،،،، متى تجدون لها حلا يرحمكم الله .

ثالثا: متى تطلبون من الاحتلال ان يضع جدولا زمنيا لانسحابه من العراق ؟ وهل تستطيعون
ذلك ؟ .....

رابعا: هل ستطردون بعض نماذج البعث المنقرض من امثال حازم الشعلان ، وقاسم داوود وفلاح النقيب ووووو ... والقائمة طويلة ؟

هذه باختصار مطالب عليكم تنفيذها وهناك مئات المطالب الاخرى والتي لايسع المقال لذكرها ، فهل انتم اهلا لتنفيذها ، ولخدمة شعبكم ، فيجب عليكم فعل كل شيء من اجل العراق ومن اجل العراقيين ، وتذكروا قول الله العلي القدير(( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون أيمانكم دخلا بينكم أن تكون أمة هي أربى من أمة إنما ليبلوكم الله به وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون)) .. 92 سورة النحل. وعلى الاسلاميين الفائزين وهم كثر ان يتذكروا أيضا قول الحق سبحانه وتعالى في سورة المائدة(( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون)) ،(( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون)) ،(( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون)) ،، وقال جل شأنه(( وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ولا تتبع أهوائهم عما جاءك من الحق ،لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ولكن ليبلوكم في ما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون)) ..48 سورة المائدة أيضا. إذن عليكم ان تحكموا بشرعتكم وهي الاسلام وليس بشرعة بوش وما يمليه عليكم!!،،، انتم الان في قاعة امتحان وامتحان صعب ...... وفي الامتحان يكرم المرء أو يهان...... اللهم اشهد اني بلغت.