تعقيب على ما نقله الاستاذ نجاح محمد علي في قناة أبو ظبي


م/الأسدي


المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق , بات يشعر بخيبة امل من انحسار نتائج مؤتمر لندن للمعارضة الذي عقد الشهر قبل الماضي بتوجيه مباشر من الادارة الأمريكية ،ومن الانتقادات التي وجهت اليه من الادارة الاميركية في الاسبوع الماضي وما قيل عن وجود شعور لدى الاميركيين , وخاصة وزارة الخارجية الاميركية , بالصدمة وعدم الرضى من طريقة تعامل المجلس الاعلى والاكراد في مؤتمر لندن واستحواذهم على تسيير اموره وتغييب قوى في المعارضة, والوصول به الى تلك
النتائج التي سببت خلافات اكثر في صفوف المعارضة.

والمراقبون بدأوا يلمسون هذه الايام, ان لدى المجلس الاعلى شعورا , بان الدور الذي حظي به مؤتمر لندن بدأ ينتزع منه , وان كثيرا من تفاصيل العمل السياسي الحالي والمستقبلي للقضية العراقية , باتت خارجه من يده ولايعلم بها الا من خلال حلفائه , وليس متاكدا من صحتها ودقتها , وأن حلفائه من بعض الاطراف الكردية , بدت موضع تشكيك من قبل اوساط محسوبة على المجلس الاعلى التي تتساءل
عن جدية وعودها او بقائها على تحالفاتها السابقة, وخاصة بعدما ابدى الاتحاد الوطني الكردستاني(بزعامة جلال الطالباني) مؤخرا موافقة على مقترح اميركي قدمه السفير المفوض في القضية العراقية الدكتور زلماي مطلع الشهر المنصرم والقاضي بتوسعة دائرة ماتسمى بمجموعة الستة(التي أدارت مؤتمر لندن) لكي تضاف لها اسماء وتنظيمات اخرى , في حين رفض المجلس هذا المقترح.

وتشير المعلومات المترشحة هنا في طهران الى ان علاقات رئيس المجلس الاعلى محمد باقر الحكيم , بالمعارض العراقي احمد الجلبي(من المؤتمر الوطني العراقي) شهدت تدهورا , وذلك نتيجة شعور المجلس بالاحباط من الموقف الاميركي , وان الجلبي يمثل بشكل او باخر جزءا غير قليل من الموقف الاميركي او لااقل يتمتع بنفوذ كبير لديهم وانه اصطحب معه الى طهران ,اثنين من الثلاثة الذين استقبلهم
الرئيس الأمريكي جورج بوش وهما كنعان مكية وحاتم مخلص , وهذا الاصطحاب لهما في زيارة الجلبي لطهران والى كردستان انما يفسره المجلس على انه " تسويق" لهما لتجاذب اطراف الحوار مع طهران والمعارضة على مستوى عال , وخاصة كنعان مكية الذي بدا بشكل جلي انه مدعوم من الادارة الاميركية , وهو بنفس الوقت احد انصار
احمد الجلبي المخلصين, على العكس من حاتم مخلص التكريتي الذي لايتمتع بذات المكانة التي يتمتع بها كنعان في واشنطن.

وجاء الخبر الذي نشرته صحيفة " ايران " الأحد ليؤكد هذه الانباء المترشحة عن خلافات بين الجلبي والمجلس , حيث اشارت الصحيفة الى " أن الجلبي لم يكن مرحبا كثيرا من قبل الحكيم وأنصاره".

كما ان مصادر مطلعة اكدت على ان المجلس يدرس مقترحا لعقد مؤتمرعاجل للقوى والاحزاب الاسلامية في المعارضة العراقية , وذلك في محاولة لـ " تعزيز" وحدتها التي تصدعت بسبب ممارسة المجلس قبل واثناء مؤتمر لندن , والتحضير لموقف موحد يستطيع ان يواجه به المفاجئات التي قد تظهر في مؤتمر اربيل المقبل في كردستان العراق الذي من المقرر عقده بين الخامس عشر والعشرين من شهر شباط فبراير الحالي.

ان هذا المسعى يدل على ان المجلس يشعر الان وبقوة بانه فوت عليه استثمار فرصة مشاركته في مؤتمر لندن بالشكل الصحيح , حيث كان بامكانه ان يدعو الى المؤتمر احزابا وشخصيات اسلامية , غابت عن المؤتمر او غيبها المجلس , ليعزز موقفه وموقف الخط الاسلامي في المعارضة العراقية , ولكنه كما وضح من انتقادات اطراف عديدة من هذه الاحزاب والقوى , اثر ان يستاثر بكل القرارات بل وانه عمد الى منع
مشاركة العديد منهم واستخدم حق الفيتو الذي اتفق اعضاء مجموعة الستة التي حضرت لاعمال المؤتمر, على استخدامه لتكريز نفزذهم على حساب مجموع المعارضة العراقية .

ومثل هذا الشعور بحراجة موقف المجلس الاعلى وضعف اداء فريق عمله الذي تصدى للاعداد لمؤتمر لندن ,بات غير محصور الان بين الجدران , بل ان اعضاء في المجلس ومقربون من السيد الحكيم وحلفاء لهم يشعرون بهذا الامر ويتحدثون عنه بمرارة .

فهل يستطيع المجلس الاعلى حقا ان يصلح ماتسبب به من تصدع في الخط الاسلامي في المعارضة العراقية , ام انه سيكون عاجزا عن ذلك, خصوصا وانه لم يعد يملك تلك الامتيازات التي تصورها بانها ستكون دائمة وواعدة ..!! عندما فتحت له ابواب واشنطن وكانه فعلا يمثل الخط الاسلامي , وفي وقتها طالبه اكثر من طرف اسلامي بان يقوم بدور الاخ الاكبر , وان لا تغريه الامتيازات السياسية الانية, لانها سرعان مايثبت كونها سرابا ليس الا؟؟!!
إن الايام المقبلة هي التي ستحكم على ذلك .. " ونامل ان ينجح المجلس في مسعاه ويتحرك ضمن الدائرة الاسلامية في المعارضة العراقية باعتباره اخا لهم وليس اكثر من ذلك, لان لكل طرف بالتالي خصوصياته وامكاناته , والعاقل من لايستخف بقدرات الاخرين حتى مهما بدا الاخر, للعيان.. صغيرا او متواضعا, فربما هين في العين ... عظيم في العون" ...؟!!