[align=right]تحيّة للجميع،
أدعو جميع الإخوة للمشاركة في صياغة رسالة باسم الشعب العراقي إلى العراقيّين بشكلٍ خاصّ، و العرب بشكلٍ عام..
إخواننا في العراق ما زالوا يتظاهرون احتجاجاً على الصفاقة الأردنيّة، و نحن إذ نحيّ هذه المبادرة الطيّبة من أهالي بغداد و النجف و الحلّة، ندعو إلى استمرار تلك المظاهرات و اتّساعها لتشمل جميع المحافظات حتّى تتحقّق مطالبهم..
لذلك ارتأى بعض الإخوة في شبكة العراق الثقافيّة توجيه هذه الرسالة باسم شبكة العراق الثقافيّة إلى الصحف و المؤسّسات و المنتديات و الشخصيّات العراقيّة و العربيّة، من أجل الاستفادة من هذه المظاهرات لكشف حقيقة الإرهاب في العراق و مموّليه و داعميه، و مساءلة المسؤولين العراقيّين في شتّى المجالات ، الأمنيّة و الاقتصاديّة و الاجتماعيّة ..
أرجو من الإخوة المشاركة في هذه الرسالة ،الّتي جمعت الكثير منها من مشاركاتٍ لكم، و خصوصاً للزميل "نصير المهدي" ، لأجل إضافة الأفكار التي يرونها و إعادة صياغة الرسالة لأنّها لم تكتمل بعد!
لم نفاجأ ، بكون المجرم الّذي قام بعمليّة الحلّة الإجراميّة أردنيّاً، و لَم نفاجأ بأنّ عائلة المجرم الهالك أقامت "عرساً للدم" احتفاءً بقتل و جرح أكثر من 250 عراقيّاً، فبينما توجِّه حكومة علّاوي أصابع الاتّهام لدول بعينها تنفيذاً لأجندة أمريكيّة واضحة، كنّا نعرف أنّ بقيّة الدول غير بريئة بل و أكثر غرقاً في الدم العراقيّ، و خصوصاً حكومة ملك تلك الإمارة البدويّة الاستعمارية، و الّتي قامت كدويلة لحماية البوّابة الشرقيّة الأطول لإسرائيل من جهة، و من جهة أخرى لتوطين الفلسطينيّين، و نُصّب عليها "الأمير عبد الله" ملكاً لذلك الكيان المصطنع كمكافأةٍ له على مهزلة عام 1948...
و لم نفاجأ أيضاً أن ملكهم قام بزيارة تلك الصحيفة الّتي احتفت مع عائلة المجرم الهالك ، بعد أيّامٍ من نشر الخبر- و هو الّذي لم يزر صحيفة في حياته - و ما في ذلك من استخفافٍ و استهزاءٍ من مشاعر الشعب العراقي..
بل أطلّت علينا الناطقة الرسميّة باسم الحكومة باستهجانها ردّ فعل العراقيّين و اعتبارها إساءة للشعب الأردني، و لم نسمع منها كلمة مواساة واحدة أو اعتذار للشعب العراقي عن هذه الصفاقة، ربّما لأنّ أنهار الدم العراقيّة ليست إساءة و لا تستحق الاعتذار، و كلّنا يتذكّر كيف انحنى الملك حسين مستجدياً رضا عائلات الصهاينة بعد أن قام جندي أردني بقتل بعض الصهاينة في وادي عربة، فهل الدم العراقي أرخص إلى هذا الحدّ من الصهيوني؟
بعد مظاهراتكم العفويّة ردّاً على وقاحة عائلة البنّا الّتي أنجبت "رائد" بعد أن كانت قد أنجبت مجرماً آخر اسمه "صبري" أو "أبو نضال"، أطلّ والد المجرم نافياً أن يكون ابنه الهالك قد قُتل في الحلّة و إنّما في الموصل، و أنّ "من مات غريباً مات شهيداً"، و كلّها أعذار لا تنطلي على الطفل العراقي البائس، رغم أنّ جريدة "الغد" الأردنيّة استقت معلوماتها من شقيق المجرم، و نفي والد المجرم لم يكن إلّا بعد أن أصبح الأمر فضيحة، و نفيه إن كان صادقاً يجعلنا نتساءل في أي مخبزٍ أو حسينيّة فجّر هذا الأردني جسده النجس، فإن كانت حكومة الأردن تملك المعلومات الّتي تؤكّد أنّ المجرم ليس هو منفّذ الحلّة فلتخبرنا إذاً أين و كيف انتحر، و ماذا لو فجّر إرهابيّ ما جسده في حشود الأردنيّين، هل كانت لتسمح لعائلة هذا الإرهابيّ بإقامة ذلك العرس و رفع اليافطات أم كانت ستجرّ عشيرته كلّها للتحقيق؟ خصوصاً أنّنا نعرف أنّ المخابرات الأردنيّة لبست دور "المحقّق القذر" في المنطقة العربيّة نيابةً عن أمريكا بعد أحداث 11 أيلول!
أيّها العراقيّون،
لن نكتفي بمثل هذه التصريحات الاستهلاكية، و إنّما يجب أن يُفتح الملفّ الأردني كاملاً، علينا أن نتساءل ما هو دور حكومة الملك الصغير في دعم ورعاية الإرهاب في العراق؟ ما هو دور الملك الأردنيّ وحكومته في التحريض على الانقسام الطائفي في العراق وهو تحريض ساهم فيه ملك الأردن شخصياً فضلاً عن أنّ مخابراته تقوم بالشحن المنظّم لشيوخ عشائر الغرب العراقي من أجل خلق المزيد من الانقسام في الوضع العراقي، لماذا السكوت عن احتضان حكومة الملك الأردنيّ الصغير للآلاف من مجرمي نظام البعث المنهار الذي يتّخذون من الساحة الأردنية منطلقا لنشاطاتهم الدموية والإرهابية في العراق ؟
وبعد ذلك يجب أن يفتح ملفّ النهب الأردني الجشع للثروات العراقية ، لماذا وقّعت حكومة علاوي اتفاقية المليار دولار لتطوير ميناء العقبة ، بدلاً من تطوير ميناء البصرة أو بدلاً من تطوير شبكة مجاري بغداد حتّى لا تشهد ما شهدته في الأيام الماضية من طوفان ؟
ولماذا يكون الأردن وحده مورداً للسلع التي يحتاجها العراق لينال عمولة الوسيط ، بينما يمكن توفير الملايين من الدولارات بالاستيراد المباشر؟
ثم ما هو مصير ما يسمى بالفاتورة النفطية ؟ وما هي كمّية النفط الذي يذهب إلى الأردن وماذا ينال العراق في المقابل سوى أن يقف شعبه في طوابير؟
ما يقال عن الأردن يقال عن دول الخليج .. فعلى سبيل المثال لماذا لم تتحرّك حكومة الكويت لردع قائد الإرهاب في الكويت "حامد العلي" مع أنه كان يواصل التحريض على القتل في العراق ، ويلفّق مواد التحريض الطائفي ضد الشيعة في العراق ، بينما ألقت القبض عليه مؤخّراً لعلاقته بالعمليات الإرهابية في الكويت ، من دون مساءلة عن دوره في التحريض على القتل الإرهابي في العراق؟
لماذا تغمض دول الخليج وخاصّة قطر عن عمليات جمع الأموال لدعم القتلة الإرهابيين مع أنّ هذه العمليّات تتم علنا؟
لماذا تحتضن قطر دون مساءلة أركان الإجرام البعثي وتحيطهم بالرعاية ؟
لماذا تسكت الحكومة السعودية عن حملات التحريض الطائفي التي يقوم بها بعض رجال دينها، ولا تتوانى عن الضرب بيد من حديد عندما يتعلق الأمر بها ؟
والسؤال الأكبر هو : لماذا يصبح العراقيّون وقوداً لقادسية بوش في مواجهة الإرهاب، لماذا لا ينازل بوش الإرهاب في السعودية مصنع الإرهاب البشري والفكري في العالم ، ويوفر على العراقيّين هذه المآسي والآلام؟
لا يكفي أن نستنكر وندين، والعراقيّون أولى بأن يأخذوا أمورهم بأيديهم ويدعوا جانباً التقاعس واللامبالاة وحتى عقدة الخوف التي ورثوها جميعا من سنوات الجور الصدّامي ، وبدون أن يبادر العراقيون إلى معالجة مشاكلهم بأنفسهم فلن يجدوا حلّاً أبداً.
تجربة لبنان وتظاهراته ، سواء من المعارضة أو الموالية ، وزخمها الكبير أثبتت حيوية الشعب اللبناني ، بينما لم نشهد مثل هذه التظاهرات ولا حتّى جزءً منها في العراق حول أيّ قضيّة من القضايا.
لا ينتظرن العراقيون من القابعين في المنطقة الخضراء أن يساهموا بوضع حدّ لهذه المعاناة ، وحدها المبادرة الشعبية من تصنع المستقبل والتأريخ معا ً![/align]