المعارض البحريني عبد الجليل السنكيس: الشيعة عاجزون عن التعبير عن مذهبهم في الوسائل الإعلامية المتاحة لغيرهم من الطوائف




22/04/2005 19:31 (توقيت غرينتش)



قال عبد الجليل السنكيس العضو القيادي ومسؤول العلاقات الدولية في جمعية الوفاء الوطني الإسلامي في البحرين إن الطائفة الشيعية عاجزة عن التعبيرعن مذهبها في الوسائل الإعلامية المتاحة لغيرها من الطوائف. وأضاف في مقابلة مع "العالم الآن" أنه بعد إحداث التغييرات الدستورية في البلاد والتي من خلالها ألغي دستور 73 وجاء رأس الدولة بدستور غير متفق عليه تدنت مستويات الحريات بشكل تدريجي.
وفيما يلي نص المقابلة التي أجريت معه في 21 أبريل/ نيسان:

س- كيف تقيمون الحرية والديموقراطية في البحرين وهل ارتقت إلى مستوى الديموقراطية في العالم؟
ج- بدون أي شك، هناك فرق في نسبة الحرية ما قبل الميثاق وما بعد الميثاق حيث تم خلال فترة الميثاق إطلاق سراح معتقلين سياسيين والسماح بعودة المنفيين وإلغاء القانون الذي اجازته محكمة أمن الدولة ولكن لم يهنأ لشعب البحريين الاستمرار في تلك المرحلة التي اتسمت بانفتاح سياسي نسبي معقول ولكنه أفضل بكثير من الفترة السابقة. وبعد إحداث التغييرات الدستورية التي من خلالها ألغي دستور 73 وجاء رأس الدولة بدستور غير متفق عليه وتدنت مستويات الحريات بشكل تدريجي وخلال الفترة بين عامي 2003 و 2005 تم انتهاك الحريات ولكن هذه المرة باستخدام القوانين التعسفية ، تلك القوانين التي صيغت ووضعت موضع التنفيذ وتم تفعيلها إبان فترةتدابير أمن الدولة.

س- هل تندرج مسألة إقالتك من الجامعة ضمن أعمال الاضطهاد هذه؟
ج- بلا شك ومنذ رحلتي الأولى إلى واشنطن، تعرضت لأنواع مختلفة من الضغوط ووصلتني تهديدات شفهية من أكثر من مسؤول أمني أدت الى تنحيتي من رئاسة قسم الهندسة الميكانيكية بجامعة البحرين وحاولت الإدارة أن تغلفه بغلافات إدارية وتزعم إنني أخالف قوانين ولوائح الجامعة في حين أنه تم تجديد رئاسة القسم للمرة الثانية على التوالي ولم يحدث أن أثبتت أي مخالفات إدارية.

س- هل نفهم من ذلك أن النظام في البحرين يرفض أن تتلقى المعارضة أي معونة خارجية؟
ج- لتقل المعارضة ما تشاء ولكن على أرض الواقع فإن للنظام في البحرين خططه وبرامجه كما قام النظام بالتمييز الطائفي والتغيير الديموغرافي لشعب البحرين وحين يكتشف النظام أن أشخاصا يتوجهون الى الخارج لشرح قضية الشعب البحريني لبقية المنظمات العالمية والمؤسسات الإعلامية ومواقع صنع القرار في العالم فإنه يستخدم جميع الأدوات الممكنة لمنعهم من ذلك.

س- هل الاضطهاد الذي تعرضت كان نتيجة انتمائك للطائفة الشيعية أم لمجرد أنك معارض؟
ج- أنا أتحدث علنا وأقول أن هناك مواقع كبيرة في النظام أينما تذهب تقول أن أبناء الطائفة الشيعية تمثل الأغلبية الساحقة وهم مثل "السجاد الإيراني" كلما وطأته كلما ما كان أفضل. انني كثيرا ما أسمع هذه المقولة من المسؤولين في البحرين. ولكنني تعجبت حينما سمعتها من مسؤول كبير في إحدى المؤسسات الكبيرة في الولايات المتحدة الأميركية أثناء زيارته إلى البحرين. ومنذ ذلك الحين وأنا أقول إن الطائفة الشيعية هي وللأسف الشديد عاجزة عن التعبير عن مذهبها وما تؤمن به من خلال الوسائل الإعلامية التي تتاح لغيرها من الطوائف. وجميع هذه الأمور أنقلها من البعد القانوني إذ إن هذه الطائفة تتعرض من ناحية إلى التمييز ومن ناحية أخرى إلى التهميش وتتعرض من جانب آخر إلى عملية ما يسمى بالتمييز الطائفي وقد يعجب المرء من هذا ولكن هذا ما يحدث عندما يجنسوا بالآلاف دون استيفاء المتطلبات القانونية ودون حاجة الدولة لهم ويتم اختيارهم لأنهم من طائفة معينة ومن خلفية معينة ويخوضون الانتخابات ويقومون بجميع هذه الامور بهدف تحويل الطائفة الشيعية من شريحة الاغلبية إلى الاقلية. في الحقيقة فإن هذا من الناحية القانونية غير أمر غير منصف وغير عادل وغير إنساني لأن أبناء الطائفة الشيعية يتعرضون للظلم والحيف في هذا البلد الكريم. الحق حق والباطل باطل.

س- هناك اتهام صريح للنظام في البحرين بأنه يضطهد الشيعة ويغير ديموغرافية البلد لجعل الطائفة السنية تكون أكثر من الطائفة الشيعية فهل هذا صحيح؟
ج- نعم، هذا صحيح وفي فترة بسيطة لا تتجاوز 10 سنوات تم منح الجنسية لأكثر من الـ100 ألف وتم توظيفهم هؤلاء في المؤسسات الأمنية وفي الحرس الوطني ووزارة الدفاع. وفي الوقت ذاته يتم توظيف العاملين من أبناء الشعب وهم من أبناء الوطن وأغلبيتهم من الطائفة الشيعية ويوظف الذين يجنسون بطرق غير قانونية.

س- كيف يؤثر ما يجري في العراق من بناء الديموقراطية على صراعكم في تحقيق الحرية والديموقراطية؟
ج- ما حدث في العراق شيء جد ايجابي وهو أن الشعب العراقي قد رشح ممثليه وهو الذي سيضع دستوره الدائم وهو الذي سيدير أموره وتكون له في نهاية الأمر السيادة الكاملة على أرض العراق. وهذا ما تطمح إليه جميع شعوب العالم بشكل عام وشعوب المنطقة بشكل خاص ولا يمكن استثناء البحرين من خلال هذه التوجهات أو هذه المطالب.



/راديو سوا