هل إنها حقاً وزارةً جعفريةً!!!!؟؟؟؟؟
أم حكومة إصلاح وإعمار!!!



د.حارث الأعظمي
drharithaladamie@yahoo.ca



خلال زيارتي الأخيرة للوطن كانت ذكريات الأمس ترسم في الخافق سنوات القهر والعبودية التي مجدت القائد الرمز وشطبت الآلآف السنين من عمر بلاد الرافدين.....
منذ عصر حمورابي وحتى عصر المنصور بالله صدام حسين الذهبي كان المواطن العراقي عبد لقرار السلطان الجائر والحاكم الظالم والضحية هو أبن العراق في شماله وجنوبه وكأن الأفلاك لاتدور الا في سماء بغداد التي ماعرفت يوماً طعم الحرية والراحة ولا الهناء والأسترخاء على ضفاف دجلة الحزين في كرخٍ ما عرفت شرفاته لون الصبح والأشراق وفي رصافةٍ عانقتها دماء الضحايا والأبرياء وكأنها جداول وغدران من دمٍ أحمرٍ قانٍ!!!
فمن هولاكو وحتى جنكيزخان مروراً بمستعمرٍ فارسي بغيض أمتد حتى الأستعمار التركي العثماني ثم البريطاني ثم الأميركي كان الدم العراقي أرخص من التراب......

قادة فجرة طغاة..... مستعمرون غلاظ القلوب وبلا رحمة....... أطفال ونساء غلفت سحناة وجوههم الفاقة والحرمان والعوز والمرض.......دول جوار بائسة تتربص بالعراق وخيراته شراً....... شعب تهالكت قدراته الذاتية بفعل الأمية والجهل ....... مثقفوا العراق يتركون الأغراب والأعراب يعبثون بأمنه وسيادته تحت مسمى الدين والوطن والقومية الزائفة والسيادة التي ماعرفناها حتى يومنا هذا.....

هاهي بغداد تتنفس طعم الحرية لأول مرةٍ ولكن تحت سرفات الدبابات التي جاء بها صدام....... مستعمر جاء من وراء البحار ليقول للطاغية كفى والجامعة العربية لازالت تبكي وتنوح على مكارم القائد الرمز وهباته السخية......... أطفال يجوبون الطرقات بحثاً عن لقمة عيشٍ منذ زمن القائد الضرورة وحتى الأسبوع الماضي يوم عزمت على مغادرة بغداد والقلب يعتصر حزناً على ضحايا الأرهاب ولكن على أملٍ في العودة لخدمة هذا الشعب الجريح........ ثلاثة عقود حكمها الطاغية بلغة النار والحديد والكل ساهم في ذبح هذا الشعب المسكين......... مقابر في كل ركن من أركان الوطن والقادة لازالوا يتحدثون عن حقوق الأنسان القاتل الفاجر الذي جاء من وراء الحدود ولايذكرون ممن توسد التراب يوم نادى بكلمة الحرية والأنعتاق......

مثقفون درسوا ونهلوا من مدرسة القائد المؤسس واليوم أصبحوا يتحدثون بأسم الشعب وحقوقه المهضومة....... رجال فكر شمولي تغنو بالقائد المقدام وخصاله الحميدة في الذبح وخنق الحريات واليوم ينادون بخروج المحتل الذي جاء ليفتش عن مقابر النساء والأطفال والشيوخ وهم أول من هللوا للفكر العفلقي في ساحة الأحتفالات الكبرى........

مسكين هذا الشعب الجائع الذي يجلس على أكبر بحيرات نفطية في العالم ولازالت قناني الغاز وبراميل النفط الأبيض توزع على المساكن والبيوت بعربات تجرها الحمير في أيام الرخاء وأما في أيام التعاسة والبؤس والشقاء-وهي ماأكثرها- فعلى العراقي المسكين أن يصطف في طوابير لساعات بل أحياناً لأيام لكي يحصل على خمسة التار من النفط للطبخ أو التدفئة أو لبضعة التار من البنزين منذ أيام مكرمات القائد وحتى عصر التحرير الذهبي وهروب القائد المغوار..!!!!!

بلد علم البشرية فن كتابة الحرف والكلمة والأمية تستشري فيه...... مدن أسحرت العالم منذ زمن البابليين في أسلوب فن الري والبزل ونهرانه وغدرانه يملؤها الغرين والطمىء....... علماء وأطباء شهد لهم العالم بالثقافة والعلم والمعرفة وشعب يبحث عن كتاب وحبة دواء.... علماء دين دوخوا العالم بأسره من صدر الأسلام ورسالته السمحاء وقادة اليوم تكفيريين قتلة يحللون أراقة دم العراقي بأوامر من الخارج تحت وقع الدولار الأميركي والمارك الألماني...... اساتذة جامعات تخرجوا في مختلف العلوم والأختصاصات يبكون قائداً أرعناً جباناً رعديداً ويوم هوى عرشه الكارتوني أتخذوا من خريج دراسة أبتدائية جاء من مخيمات الزرقاء ليكون ولياً عليهم وأميراً على قراهم ومدنهم وحواضرهم الخربة البائسة التي تجلب الشفقة وتستحق عليها الرحمة.....

أسماء ظهرت على المسرح العراقي ما كنا نسمع بها من قبل وحتى يوم 9 نيسان 2003 يوم سقوط الصنم حينها ظهرت لنا ببرقع الوطنية والسيادة والعروبة والدين والوحدة الوطنية......

عجبي كل العجب من مثقفي العراق في الداخل والخارج أنهم يرون العراق يذبح في كل يوم آلآف المرات وهم يبررون حمامات الدم وينسبونها للمحتل الأميركي وللعدو الصهيوني كما ترددها أسطوانات دمشق وعمان والدوحة والقاهرة والرياض وطهران المشروخة التي مللنا سماعها وكأن شعب العراق مغفل جاهل لايعي مايدور بالذي حوله.....

أن قلنا ذهب القائد الضرورة لمزابل التأريخ قالوا لنا أنكم تباركون الأحتلال.. وإن قلنا أن عهد النظام الشمولي قد ولى وإلى غير رجعةٍ قالوا لنا أنكم جئتم بالحرية وبالديمقراطية على ظهر دبابة أميركية...... وإن قلنا دعونا نذهب لصناديق الأقتراع قالوا لنا كيف ننتخب والمحتل لازال باقٍ في بلاد الرافدين..وإن قلنا ليحكم البلد طبيب أو مهندس أو عالم ذرة قالوا لنا وماذا عن عراقي الداخل ممن عانوا الظلم والأستبداد وهم أهلاً بالحكم ممن جاء من الخارج..... وإن قلنا ليحكم من فاز بالأنتخابات قالوا لنا وماذا عن الذي جلس في يوم الأنتخابات في داره خوفاً من شبح الأرهاب ولم ينتخب فهو له الحق كما لمن خرج وصوت وتحدى القاذفات والهاوانات وسيارات التفخيخ.....وإن قلنا دعونا نتقاسم رغيف الخبز بين أهالي تكريت والمشخاب قالوا لنا كيف يجلس الفريق الركن مع العريف على نفس الطاولة...... وإن قلنا ليكن السفير من أهالي الفاو وكاتب الطابعة من أهالي الأنبار قالوا لنا كيف تتم المساواة بين عضو قيادة الشعبة وبين المؤيد أو النصير في الحزب.... وإن قلنا لتكن الوزيرة الجديدة من أهالي الأعظمية أو من أهالي الكاظمية قالوا لنا أن ساجدة طلفاح أو منال يونس عبد الرزاق سوف تزعل وتقاطع الأنتخابات...... وإن قلنا ليكن رئيس الجامعة أو عميد الكلية ممن اعتمر قلبه بالأيمان وحب الوطن قالوا لنا أن الرئاسة والعمادة تحتاج لموافقة مكتب أمانة سر القطر...... وإن قلنا دعوا السلاح والتفخيخ ولنبدأ بلغة الحوار والتسامح الديني من أجل أنقاذ هذا الشعب المظلوم قالوا لنا أنكم تتآمرون على أبناء جلدتكم وتتخذون من الفرس والصفويين أولياءً عليكم..... وأن قلنا دعوا العروبة والقومية لمحبيها ولنشرع ببناء العراق المهدم قالوا لنا أنكم شعوبيون ترددون مايردده الأميركان والأنكليز..... وإن قلنا من سيبني العراق ويعيد أعماره أذا خرج المحتل غداً قالوا لكل حادثٍ حديث......... وإن قلنا هل الزرقاوي فعلاً أميراً على بلاد الرافدين قالوا نعم أنه زعيم الجهاد في بلاد الرافدين!!!!! فتباً لكم وله ياجهلة العصر وياشيوخ الأمية والكفر والرذيلة.....

في مقالة للكاتب والمؤرخ سيار الجميل على أحدى المواقع الأليكترونية سرد الكاتب في وصفٍ أفلاطوني تأريخي سرمدي-مع أحترامي الكبير لكل حرف كتبه وأنا الذي أليت على نفسي على عدم الرد على أي كاتب يدلو بدلوه خدمة للعراق قرة العين وأهله المساكين- مجد فيه العهد الملكي وتغنى بفترته الذهبية 1921-1958 وبالوزارات وفطاحلها وممن تولوها حتى وصفها بلذهبية وهي الصنمية التي تذكرنا بأكذوبة العصر صدام فأطلق عليها الوزارة السعيدية والعسكرية والسعدونية والهاشمية والسويدية والباجه جية والجمالية والمرجانية..و..و..و وكيف سرت العادة آنذاك أن يكلف الملك أحد القادة-ولست أعلم أية قادة ومن كانوا يقودون- المعروفين بتشكيلة وزرائه فيبدأ بأختيار وزرائه خلال أيام وربما خلال ساعات .... مذكرنا كاتبنا العزيز بقرارات مجلس قيادة الثورة الموقر بتوزير بائع الثلج أو النائب ضابط أو نائب العريف أو سائق الدراجة في الطبابة العسكرية أو الجزار أو الرفيق المناضل حامل الشهادة الأبتدائية أو بقاطع التذاكر بالمستوصف الصحي في طويريج أو..أو..أو.... أو بالقرارات التي عدمت خيرة أطباء العراق أمثال عزة مصطفى , رياض أبراهيم حسين الدليمي , راجي التكريتي وأخرون بجرة قلم ...... ليستمر الكاتب بسرد خصال أولئك القادة العظام-والعظمة لله وحده- حيث كان الوزراء من الشخصيات المعروفة –طبعاً في صالات القمار وباحات الرقص والرذيلة والفجور حتى ساعات الصباح الأولى- كونهم قد أشتهروا لاسباب سياسية أو عمرانية أو بلدية أو أقتصادية أو أجتماعية أو عسكرية أو..أو..أو.. وحتى المعارضة كانت معروفة بعراقيتها مهما تنوعت أفكارها وتياراتها الليبرالية والراديكالية والقومية.......... ناسياً كاتبنا المحترم أن أول من وضع اللبنات الأساسية للطائفية البغيضة هم أركان الملكية ومن طبل لهم ..... فحين جاء الأنكليز بتلك العائلة الهاشمية من الحجاز لتحكم العراق كانوا هم أول من همشوا أهالي الوسط والجنوب وأعيان المراكز الدينية في كل من سامراء والدجيل والنجف والكوفة وكربلاء والأعظمية والشيخ عبد القادر الكيلاني والشيخ معروف وشيوخ ومشايخ الفرات الأوسط وأهالي بغداد الأقحاح وأعيان البصرة وعموم مناطق كردستان حيث كان جل الأعتماد في أدارة البلاد على ثلة العسكر وبالتحديد على أهالي الموصل والتي نفتخر بها جميعاً وبتأريخها المشرق الوضاء ولكن الحقيقة يجب أن تقال للأمانة والتأريخ....

فبعد الأستعمار العثماني-وقد لايروق هذا المصطلح للكاتب سيار الجميل- لأنه قد يعتبر مدحت باشا مصلحاً حين أحتل بغداد لأنه بنى ساعة القشلة ببغداد ولايعتبر الأميركي مصلحاً وبنفس المعيار الذي يكيل به وهو الذي خلصه من صدام وزبانيته يوم كان يطارده وهو يتابع تحركاته في الأردن وفي قاعات الدرس..... أن الأميركي جاء لينشر أفكار وودرو وولسون وأيزنهاور وروزفلت ومارتن لوثر كما نشرها من قبل في المانيا واليابان بعد أزاحة أدولف هتلر من الأولى وبعد أن تم القضاء على الحكم الأمبراطوري النازي العنصري الفاشي في الجزر اليابانية...... فالمحتل محتل سواء كان فارسي أو عثماني أو أنكليزي أو أميركي .....

فياسين الهاشمي وبكر صدقي وتحسين العسكري ورفعت الحاج سري وناظم الطبقجلي ومدحت الحاج سري ومولود مخلص و..و..و ولسنا هنا بموقع الخوض بمحاضرة تأريخية كلهم من أصول عثمانية ومن سكنة الموصل ولنا الفخر والأعتزاز بتأريخ معظمهم ولكن مرةً أخرى نعود لنقول أين العقول التي كانت تحفل بها محافظات ومدن الوسط والجنوب بل أين أعيان بغداد والبصرة ووجهائها؟؟؟؟ أيعلم كاتبنا المحترم من أن الكلية العسكرية ومنذ عشرينيات القرن الماضي بل بالتحديد منذ أن تشكل الجيش العراقي الباسل في 6 كانون الأغر 1921 كانت لاتقبل سوى اللذين كانوا من أصول تركية-عثمانية-متعصبة ليبعثوا للباب العالي في أسطنبول ليدخلوا مدرسة الخيالة ومدرسة المشاة ثم بعد ذلك مدرسة الدروع الى أن تشكلت تشكيلات القوة الجوية العراقية في آواخر ثلاثينيات القرن الماضي وليعودوا كأمراء فصائل وأمراء سرايا وأفواج......!!

نعم كانت التشكيلة الأولى للجيش العراقي هو فوج موسى الكاظم ولكن بالأسم فقط وحري بنا أن نذكر من أن أمر الفوج وأمراء السرايا والفصائل فيه كانوا جميعاً وبدون أستثناء -حيث كان جدي من الرعيل الأول في تلك التشكيلة - من بلدة كاتب المقال وهو المؤرخ فلاحاجة للخوض بالتفاصيل في هذا المضمار...

يتهم كاتب المقال الموسوم:" الوزارة الجعفرية:ملاحظات عراقية..!!" الحكومة الجديدة الجعفرية التي أسماها وقد أسفت على وقوعه في فخ الطائفية البغيضة وهو الذي يبكي وينحب على العراق وأهله وأنا أشاطره هذا الحزن ...... " بأنها حكومة شعارات عاطفية ومحاصصة طائفية ناسياً أن هذه الوزارة تضم ولأول أول مرة كافة ألوان الطيف العراقي وفيها 38 عضواً :هم رئيس الجمهورية وهو كردي ولأول مرة في التأريخ يكون رئيس لبلد عربي كردي فلنا الفخر في هذا ونائبيه ورئيس الوزراء وهو دكتور بارع خريج نفس الجامعة التي تخرج منها صاحب المقال ونوابه وكلهم حملة شهادات عليا من جامعات أوروبية رصينة وتضم بينها 17 عضواً يحملون شهادة الدكتوراه و6 آخرين يحملون شهادة الماجستير تتوزع بين السياسة والأقتصاد والهندسة المدنية والمعمارية والكهربائية والرياضيات وعلم النفس والكيمياء وسيطرة النظم والطب والأحصاء والزراعة والأتصالات والقانون والعلوم العسكرية والتخطيط الحضري والعمراني أما الباقون وهم قلة قليلة فهم من حملة شهادة البكالوريوس حيث يقول:"آليت أن أسميها وزارة جعفرية تيمناً برئيسها الأخ د.إبراهيم الجعفري الذي وعد الناس من أنه سيعمل من أجل العراق وأنقاذ العراقيين وقد نجح في تشكيل حكومته ووزارته الصعبة من أسماء عرفناها فمنهم من كان وزيراً سابقاً ولكن منها ماهو غير معروف –وكأن كاتب المقال يريد أن يعرف كل عراقي جاء من خارج محافظة نينوى ناسياً أنه العراق الجديد عراق الجميع وليس عراق العوجة القلعة-والحارة فقط - ومنها ماهو غير مؤهل أبداً متبعاً –طبعاً هنا أتهام واضح للدكتور الجعفري- مبدأ المحاصصة الذي بات وكأن العراقيين ليس بأستطاعتهم الفرار منه, .....

هل حدثنا كاتب المقال عما أذا كان الرفيق مشعان الجبوري ا[ن الموصل -خادم رغد ثم رنا ثم حلا في قصر السجود- أبن بلدته يؤمن بنظام المحاصصة أم لا؟؟ وهل سعد البزاز أعترف بالتشكيلة الجديدة للوزارة أم لم يعترف لحد الأن؟؟ والله أنها أيام العز التي ضاعت من مشعان أيام كان يحمل حلا على كتفيه ليرضعها الحليب المطعم بالعسل وأطفال العراق يشربون الحليب المجفف المستورد من أردن الشر والمنتهي الصلاحية؟؟؟؟والله أنها الأيام الخوالي التي يبكيها سعد البزاز عراب عدي صدام حسين وزير نسائه أيام جزيرة الأعراس وجزيرة أم الخنازير في دجلة الجريح حيث ساعات الفجر كانت تكبر للصلاة وكؤوس الراح والخمرة تثمل حتى ندلان ساقيها....... اهو مرسى الزوارق النهرية الذي أشتاق اليه سعد البزاز والرقص حتى الصباح أم أن العطايا والهبات التي كانت تبعث اليه وهو المستشار الصحفي في سفارة جمهورية العراق بلندن ليتم شحن الراقصات بالجملة ومن مختلف الجنسيات من توتنهام كورت رود في غرب لندن الى مزارع وضيعات قصي ووطبان وبرزان وسبعاوي في قرية أم المكاسب وأبو غريب وتكريت والدور والكمالية والصويرة والدورة واليوسفية والنهروان والمشروع والثرثار والحبانية وسد صدام...... ألم يخصص كاتبنا العزيز ولو مقالة واحدة عن فحش هؤلاء القتلة الفجرة وهو الكاتب المفرط في كافة الصفحات الأليكترونية من مشرق الأرض ومغربها........

كم كنت أتمنى لو كان هناك ذكراً بسيطاً لقدوة عدي صدام حسين في الفحش والرذيلة ومعاقرة النساء –صباح نوري السعيد- بين سطور مقالته!!!!! هلا علمت ياسيدي الفاضل من أن الوزارة السعيدية-نسبة لنوري السعيد اللعين عميل الأنكليز- والتي وضعتها كأول كلمة في مقالتك المطولة كانت تتخذ قراراتها من قاعات البلاط الملكي والذي أحتل نصف منطقة الكسرة والعيواضية-التي سكنتها عائلتي منذ أكثر من 900 سنة حين نزحت من الموصل الحدباء لتجاور النعمان بن ثابت –أبي حنيفة في بغداد والذكرى هنا تمتد للأخ العزيز أبن الأعظمية البار سمير السامرائي وكيف حرمنا منها - حيث كان البلاط الملكي بأجنحته وأواوينه الشاسعة وشرفاته المطلة على نهر دجلة الخالد عبارة عن مجموعة بارات وديسكوات وصالات للعب القمار والنرد والروليت لتسرح فيها الحسان الغوانج القادمات من ليفربول وكنت وسري وبرمنغهام ومانجستر وبورت سموث وليل وسافوي ومنت كارلو وروما وجنوة وأثينا في حين كانت نرجس شوقي تشدو الحان الشرق على أنغام الروك أند رول لتجاوبها نهاوند -عشيقة رئيس الوزارة السعيدية التي تتغنى بها اليوم – مغردةً وآذنة بطلوع فجر جديد ليوم جديدوهي تقول:" أين ياليل صباباتي وأحلامي وكأسي أيناه؟؟؟؟

أين ياسمار ندماي وأحبابي وعرسي أيناه؟؟؟؟

ذهبا السمار والكأس وآمالي ونفسي!!!!!!!!

وتأسيت فلم يرضى فؤادي بالتاسي!!!!!!!!!

أهذه الوزارة التي نتغنى بها ياسيدي الفاضل ويامؤرخنا الجليل؟؟؟؟؟؟؟

عذراً لم نذكر مآثر كوكب الشرق أم كلثوم في البلاط الملكي لأن الحكاية تطول هنا.............

أن أحلام العصافير التي ذكرتها في مقالتك الغراء لن يعكر صفو أعشاشها الدكتور الجعفري بل لوثها حارث الضاري ومقتدى الصدر ومن لف لفهم من رعاع ورعيان البعث النافق والذي أنت وأنا وملايين العراقيين الأشراف والعلماء من ضحاياهم.....

بالله هل أخبرتني ياسيدي الفاضل كيف يعمر المحتل أذا كان المهندس يختطف على يد سوداني في الموصل والمهندس المعماري الذي جاء لترسيم المدن يذبح على يد مصري في الفلوجة ومهندس الري والبزل تجز رقبته في مبازل اليوسفية على يد سوري والطبيب الأخصائي يمثل بجسده على يد فلسطيني-أردني في المحمودية والسائق الفلبيني الذي يجلب الطعام لجياع العراق يحرق وهو في شاحنته على يد سعودي وأن الخدم الفلبنيين من الرجال يصولون ويجولون في دور السعوديين مع نسائهم وبناتهم حيث لاحسيب ولارقيب في حين جاؤا هؤلاء الصبية المراهقين من شذاذ السعودية واليمن ليعطوا أشراف العراق دروساً في حب الوطن والوطنية والأيمان بالرسالة المحمدية السمحاء..أية مهزلة هذه ياأخي الفاضل؟؟؟؟؟؟

هاهو شعب العراق اليوم برمته ضحية من جاؤا من وراء الحدود ليقطعوا رؤوس الأبرياء في موصلنا الحدباء وفي تكريت وفي بغداد الجديدة والمدائن وبابل والصويرة وألأسكندرية واللطيفية والفلوجة وسامراء والصقلاوية والكرمة والقائم وبلد والدجيل وحمام العليل وبيجي وأربيل وكفري وبلدروز والقائمة تطول.........

هل كتبت عن هؤلاء الغجر ممن جاؤا بمساعدة أنجاس الرياض والدوحة وعمان ودمشق والقاهرة والخرطوم ومخيمات السفح والرذيلة في الضفة والقطاع وطهران وخوست وقندز وقندهار ....... أم أنكم تتحدثون عن التغييب المفجع في مقالتكم التي شابتها الكثير من المغالطات التأريخية والواقعية والأجتماعية والسوسيولوجية والتي جاءت بمردود سايكولوجي مبطن فيه النفس الطائفي البغيض المغلف بحب العراق وأهله من شماله وحتى جنوبه.....

لنقرأ ماذا تقول في ملاحظتك الخامسة وتحت باب:"

الأنتخابات وتجربة الطرف الآخر:

"ذاك التغييب المفجع عن الأنتخابات الأولى من قبل الملايين مهما كانت طوائفهم هو الذي أخل بالتوازن السياسي في البلاد والذي لم يقدره البعض حق قدره ولا الأعتراف بأسباب الحقيقة التي زادت في تفاقم الوضع سوءً. هذا التغييب الذي بات في تفكير البعض شبهة لم يكن نتاج مقاطعة قد حدثت عن قصد وسبق أصرار , بل لأن ملايين العراقيين وفي مدن وقصبات وأحياء كاملة كانت معتقلة في قبضة الأرهاب .......

أذن أين نداءات المقاطعة التي اعلنتها والتي راهنت عليها هيئة علماء المسلمين تحت ضغوط المد الوهابي-السلفي-العفلقي العفن........هلا أشرت الى سماحة شيخ الفتنة والطائفية حارث الضاري وذنبه عبد السلأم الكبيسي راعي الغجر من عابري الحدود ومهرب السيارت المفخخة بين القائم-حصيبة-ديرالزور-البوكمال حيث يدفع أهلنا في تلك القرى الأمنة ثمن رعونة قيادة خرفة ندبت حظها منذ يوم عثور المحتل على صدام في تلك البالوعة النتة وحتى هذه اللحظة.....

أن التراشق الطائفي الذي تتحدث عنه أول من أوجده في العراق هم الفرس والعثمانيين معاً وأنت المؤرخ والكاتب الذي نتوخى منك الدقة والحذر في سرد المعلومة التأريخية أن أردت أن ينصفك التأريخ في يومٍ ما و أن كنا منصفين بحق هذا الشعب والوطن...... فمقتدى الصدر والشيخ أحمد البغدادي وجواد الخالصي وحسن الزرقاني هم أمتداد للضاري وولده مثنى- مسؤول مكتب منظمات خارج الوطن لحزب البعث- والى محمد عياش الكبيسي ومسؤوله الحزبي عبد السلام الكبيسي والكل تشفط من مليارات العراق المنهوبة والمودعة بمصارف دمشق وعمان وبيروت حيث الرفيق محمد ذياب الأحمد أمين السر الحالي للحزب في المهجر و هو من يمول ويجند ويعبيء ويرسل لذبح هذا الشعب المنكوب........... مع أحترامي وتقديري لكل صرخاتك التي تنادي بالشفقة على العراق وأهله.......

اليوم و في لحظة كتابة هذه السطور تم العثور على 34 جثة في الأسكندرية والرمادي وكسرة وعطش.....

قاسم الغراوي رجل دين تم أغتياله في بغداد الجديدة ..

شائعات تم نشرها في بغداد عن تأجيل الأمتحانات الوزارية ......تفجيرات في بعقوبة راح ضحيتها العشرات من شيعة وسنة ...مدير عام الأدارة العامة بوزارة الخارجية جاسم المحمداوي أغتيل في حي الجهاد.....

في الكيارة أكتشاف مخابيء للأسلحة والذخائر المعدة لقتل شعبنا وأطفالنا وشيوخنا في مختلف أرجاء الوطن........مدير عام أمن منشأءات وزارة الصناعة يقتل في حي الغزالية.....مدير عام تربية اللطيفية يذبح......... والشيخ حميد الدليمي يقتل والشيخ حسن النعيمي يسجن و..و..و.. من الخاسر في كل هذا وذاك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

اليس العراق بأكمله بشيعته وسنته؟؟؟؟؟؟ بعربه وأكراده؟؟؟؟؟؟ بصابئته وتركمانه؟؟؟؟؟ بكلدو أشوريه ويزيديته؟؟؟؟؟؟؟

من يخرب الأقتصاد الوطني ويحرق آبار النفط؟؟؟؟؟ من يحرق شبكات الماء والكهرباء ليرجع العراقيين الى أيام الحصار الجائر الذي لولا طيش صدام وحروبه العبثية لما كان المحتل يتجول في رأس الحواش والسفينة والعيواضية والباب المعظم والميدان!!!!!!

أن الذي يريد أخراج المحتل عليه أن يفاوضه لأن أن يقاتله وهو الأعزل من السلاح والعدو في ترسانة عسكرية جبارة تهابه دول العالم مجتمعةً!!!!!

أين الأصوات التي كانت تنادي وتدعم المقاومة؟؟؟؟ أين الفيتو الفرنسي-الألماني الذي قامر عليه صدام؟؟؟؟ أنها المليارات التي أخذوها منه وهو اليوم في حفرة بائسة يستجدي الشفقة والرحمة من جلاده الذي طالما توعده من أنه سينتحر على أسوار بغداد؟؟؟؟؟

أين القيادة السورية التي أغرت مجاهدي الفلوجة بمواصلة الدعم اللوجيستي حتى أخراج المحتل؟؟؟؟ أين تصريحات فاروق الشرع وعبد الحليم خدام الرنانة وخطب حسن نصر الله المهلهلة وسرفات دبابات المحتل دخلت الأراضي السورية وسوريا تسلم أبنائها كالنعاج للمحتل الأميركي حفاظاً على كرسي بشار الأسد الأيل للسقوط بعد حين وأن عقد المؤتمر القطري العاشر للحزب في شهر آيار الصمود والتحدي كما يسميه الرفاق؟؟؟؟؟؟

أين الجموع المليونية –من الأنتحاريين ممن تطوعوا عند أبواب مساجد طهران وقم لدفع الأميركان من بوابة المنذرية-خسروي الحدودية يوم كان رفسنجاني يهدد وخامنئي يتوعد ضحكاً على مقاومة العراقيين وليغرقوهم في حمامات من الدم أكثر حمرةً وأشد ضراوة عل حرباً طائفيةً لعينة تنشب في العراق وحينها سيشد الرحيل الأميركان وليتم بناء مفعل بو شهر النووي المخصص أصلاً لضرب أهالي العراق من شيعة وسنة وبئساً لهذه التسميات التي ألعنها ليل نهار ً؟؟؟؟

هاهو نبيه بيري يعانق خصوم الأمس ليتحد مع نصارى لبنان على ذبح شيعة العراق... وهاهو وليد جنبلاط حبيب صدام السابق يتحد مع سمير جعجع عدو صدام ليكونا أتحاداً قوياً لنصرة الوطن ضد الأغراب والمتدخلين في الشأن اللبناني.......فهل يستوعب الدرس حارث الضاري ومقتدى الصدر؟؟؟؟

هاهو محمود عباس يعقد الصفقات مع شارون خدمةً لأبناء الوطن الواحد ومن أراد منهم القتال بعثوه للعراق ليقبض الدولارات السعودية عبر وسطاء سوريين-أردنيين والضحية آبار نفط العراق وعمال النظافة في منطقة الدورة......

من الذي يأتي بأبن دار فور أو الخرطوم أو سوهاج أوالفيوم أو نابلس أو أريحا أو الزرقاء أو الرمثا أو أربد أو معان أو السلط أو الكرك أو اللأذقية أو طرطوس أو درعا الى المسيب والى أربيل والى بابل أو اللطيفية أو الأسكندرية؟؟؟؟؟؟؟؟ أليس ذلك النذل العراقي الخسيس الذي يأويه ويدله ويرشده ويكسيه ويطعمه ويجعله ينام بين ظهراني زوجته وأبنته وأخته بحجة المقاومة وطرد المحتل الذي كان له زمان قد رحل لولا هذه الجموع من المطاريد والأوباش التي لبت نداءات شيوخ الفسق والرذيلة ممن يئمون الجموع في مساجد الكفر والأرهاب في الرياض وجدة وصنعاء والزرقاء وعمان ودمشق وحلب وبتسهيل من حكوماتهم تخلصاً من تلك الجموع الضالة وطمعاً بمليارات أمراء آل سعود العفنة ليذبحوا أطفال العراق وهم في طريقهم في كل صباح لقاعات الدرس أو لكي يلطخوا شوارع بغداد وأرصفتها بدماء نساء العراق من ثكلى وأرامل........

أن الذي يريد حرباً طائفية في العراق هو ذلك المجرم التكفيري-السلفي-البعثي الذي يتحدث بأسم أهل السنة ونحن منه براء.......

لقد قالوا أن الأنتخابات سوف لن تتم.. وحين تمت قالوا من أنها غير شرعية....... وحين شرعنتها الأمم المتحدة قالوا لفئة ضالة ونفر قليل قاطعوها فسوف تفقد شرعيتها وحين أعترفت الأمم المتحضرة بها انبرى عمرو موسى وقزم الأردن وديناصور سوريا لها وقالوا من أننا ننتظر أن تتضح الرؤيا وحين سخنت العصا الأميركية الغليضة وصارت تحت كراسيهم سارعوا للملتقى في شرم الشيخ فهاهو حسني مبارك يرتعد من عشرات من القضاة هزوا بالأمس ولأول مرة كرسيه وهاهم مطالبي حقوق الأنسان في دمشق يقضون عرش المراهق بشار الأسد ...ولكن هل يرعوي حارث الضاري ومقتدى الصدر ويتركوا أهل الأمر ليطردوا المحتل بأقرب وقت؟؟ أم أن عنترياتهم سوف لاتزيد العراق الا خراباً ودماراً..!! أن الذي يعشق العراق ويريد الخير له لايبدد ثرواته النفطية حرقاً ونهباً وسلباً وتهريبا....... أن الذي يقتل أي عراقي ستحل عليه لعنة الأجيال والتأريخ وستطارده دماء الشهداء الى يوم الدين..........

أين شعراء العراق اللذين كانوا يمجدون ويألهون حفيد القعقاع؟؟؟؟؟ أين الكتاب والمثقفين اللذين أقسموا على أن يكون القائد في ضمائرهم, نراهم خرسوا يوم جف الدولار وأنكفأت العطايا والهبات........

أين اللذين يدعون بمكافحة الفساد الأداري وهم يطاردون عشرات الدنانير العراقية في الداخل ويتركون مليارات الدولارات المنهوبة في الخارج لتعبث بها رغد ورنا وحلا من أجل تمويل الفضائيات العربية المنافقة-المنار-الجزيرة-العربية-العالم-الشرقية-السورية-الأردنية-المصرية- من أجل تلميع صورة القائد الرمز وقيادته التأريخية البالية...........

أن من يريد أطعام وأكساء جياع العراق عليه بمطاردة الأموال المنهوبة والمودعة في دول الجوار لتجفيف منابع الأرهاب ولتوزيع تلك الخيرات على أبناء هذا الوطن بالعدل والقسطاس....... لقد حان الوقت للعراقي أن يتنعم أسوةً بأبناء تلك الدول التي تساهم بذبح أبناء الشعب العراقي المنكوب......

كان الله بعونك ياعراق... الكل ذئاب تريد أن تنهش لحمك ولكن كان الله لهم بالمرصاد........

وأعلم ياعراق " إن ربك لبالمرصاد (14:الفجر)....

صدق الله العظيم.....