عندما كانت سيارات التفجير البعثي الوهابي تحصد أرواح العراقيين الأبرياء .. وتنتقم من الاحتلال الأمريكي بالدم العراقي .. دم الأطفال والنساء والشيوخ .. دم العمال والكسبة والفقراء .. كان الإعلام العربي .. ووعاظ السلاطين من كل لون ونوع تتراوح ردود أفعالهم بين تبرير لتلك الأعمال الهمجية الإجرامية او اللوذ بالصمت المشبوه الموافق ضمنا على ما يرتكبه هذا التحالف المجرم من جرائم .. وفي الصحافة العربية وخاصة المصرية الكثير الكثير من المقالات التي مجدت المجرمين وأفعالهم .. وقلة قليلة هي التي أدانت ونبهت الضمير الغافي الى حقيقة ما يجري في العراق من إجرام يتضافر فيه الاحتلال مع الإرهابيين في تسفير العراقيين الى الآخرة كل يوم .. والطريف ان كتبة الأنظمة ووعاظ السلاطين يتباكون على دم المسلمين المهروق ويصدرون الفتاوى التحريمية عندما ترتكب جريمة في اي بلد غير العراق .. هكذا رأينا القرضاوي يتصدر تظاهرة تنديد بتفجير إرهابي في الدوحة .. وهكذا نرى علماء السوء من معتدلهم الأعوج المدعو محسن العواجي الى شيخ الإرهابيين سلمان العودة يشهرون فتاوى التحريم والإدانة عندما يتعلق الأمر بعملية إرهابية في السعودية مثلا .. لكنهم يبررون الإجرام المستفحل في العراق بذريعة دعم المقاومة والجهاد .. مع ان فئة المجرمين في الحالتين هي نفسها .. والأغراض هي ذاتها .. وطريقة الإجرام وضحاياه هم هم من المدنيين الأبرياء في العراق كما في السعودية .
عمليات الأمس التي طالت الدبلوماسيين والتي أثبتت التعاون الوثيق بين عصابات التكفير وعصابات البعث .. ما كانت لتلقى الإدانة والإستنكار والثورة التي بدأت تغلي لولا ان من بينهم دبلوماسيا مصريا .. وبهذه يبدو الزرقاوي وكأنه لا يخلو من حسنة .. فعلى الأقل بهذه العملية وتهديده بإعدام الديبلوماسي المصري سيهيج وكر الدبابير .. وقد تعودنا من المصريين الا يهيجهم اي شئ مثل التعرض لمصري .. وهو بهذه العملية لفت أنظارهم الى ما يفعله الإجرام الإرهابي بالعراقيين .. وشد تفكيرهم الى نهجه التكفيري حينما أعلن بأنه سيقيم على دبلوماسيهم حد الردة .. فإستنهض بذلك العلماء والكتاب والصحفيين الذين صاروا اليوم يستنكرون تكفير المسلم وإباحة دمه .. وانتبهوا الى هذا العبث بقيم الإسلام ومثله وجوهره ..
فالى المزيد من هذه العمليات الرائعة والعظيمة ياابا مصعب .. ولا يملك الإنسان وهو يستنكر تعريض المواطن المصري لمثل هذا المصير تحت ظل سيوف عصابة مجرمة .. الا ان يقول .. اللهم لا شماتة ..