هنالك خبر يفيد أن وفداً يمثل الفلسطينيين المقيمين في العراق إلتقى مقتدي في النجف. تبادل خلالها الطرفان كلام الحب والغرام، ولم يصدق مقتدي نفسه فأطلق لهم تصريحاً مجانياً صبيانياً أن تحرير فلسطين يحدث عن طريق تحرير العراق !
السؤال الذي يطرح نفسه لماذا إختار الوفد الفلسطيني الذي كان يهوس للبعث ويرفع صور صدام حتى بعد سقوطه، أن يذهب إلى مقتدي بالذات، ولم يتحرك للقاء أي طرف شيعي آخر؟
هل هي نتيجة تنسيق واضح بين الطائفة المقتدائية وأمرائها وبين هيئة الضارط للسفاحين، من خلال تبني قضايا الزلمات في العراق وإختلاق أكاذيب حول أنهم مظلومون ومن جميع النواحي، مع أنهم كانوا يمثلون بحق أزلام صدام والبعث في إرتكابه لجرائمه ضد أهلنا في العراق، ومازالوا !، ولأن الفلسطينيين يعرفون مع من يتكلمون فقد ركزوا على أنهم تبرعوا بالدم لأهالي مدينة الصدر -الثورة سابقاً-.
هل يعد هذا تنسيقاً ذا سابقة خطيرة بين الزلمات في العراق والطائفة المقتدائية على مستويات الحالة العسكرية والإعلامية ؟
سنرى الزلمات يرفعون صور السيد القائد بدلاً من صور عرفات وصدام، وكما قال صاحب المثل
على دق الطبل هزن يا رجليه !
بسم الله الرحمن الرحيم
ملخص لقاء الوفد الشعبي الفلسطيني بسماحة السيد مقتدى الصدر
الوفد الفلسطيني .. تقديم مصحف وبوستر الاقصى مكتوب عليه "يا قدس .. انا قادمون" ورئيس الوفد يضع الاقصى امانة في عنق السيد الصدر وكتاب الله هو رباط العلاقة بيننا .
بعد حمد الله والصلاة والسلام على نبيه واله وصحبه
الوفد الفلسطيني : سماحة السيد نشكر لكم دعوتكم لنا ونشكر لكم حسن ضيافتكم وندعو لكم بالخير والتوفيق لكل ما يحبه الله ويرضاه ، وننقل لكم تحيات ابناء الجالية الفلسطينية
الوفد الفلسطيني : سماحة السيد نحن الفلسطينيون قدمنا الى العراق عام 1948 من قرى قضاء حيفا بعد مقاومة استمرت الى ما بعد الهدنة بشهرين حيث انسحبت هذه القرى الى مناطق تواجد الجيش العراقي في جنين ومن هناك أمرت الملكة عاليه بسحب النساء والأطفال والشيوخ الى بغداد ليحلوا ضيوفا على العراق وبقي في جنين كل من كان قادرا على حمل السلاح حيث تشكل فوج الكرمل للجهاد وكان مقره في جنين حيث امتزج الدم العراقي مع الدم الفلسطيني في قتال اليهود ، استقبلنا الشعب العراقي المضياف وعشنا معه افراحه واحزانه بل ان العلاقة تطورت بين الشعبين الى المصاهرة ليس هذا غريبا فنحن تربطنا بالشعب العراقي علاقة الدين والدم فنحن مسلمون عرب ولنا تقاليدنا التي نعتز بها والتي تطورت بالاحتكاك بالطبائع اليعربية العراقية وعلى هذا فمن المستحيل ان تمتد يد فلسطينية لتقتل الابرياء العراقيين من الشيوخ والنساء والاطفال قال تعالى "هَلْ جَزَاءُ الْأِحْسَانِ إِلَّا الْأِحْسَانُ "(الرحمن:60) نحن نعيش هنا منذ سبع وخمسون عام وعشنا في هذا البلد اكثر مما عشنا في فلسطين فكيف نجازي هذا الشعب بمثل هذا العمل …نحن نبرء من هذه الاعمال ومن يقوم بها ونقول اما وان اتهم من ابنائنا بتهمة فاننا لسنا ملائكة ولكن يجب ان توفر محاكمة عادلة للمتهمين فيها محامون وتحقيق عادل قال تعالى:"إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً" (النساء:58) فان اثبت بعد التحقيق ان التهم الموجهة لهم صحيحة فأن القصاص العادل مصيرهم قال تعالى :" وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة:179)
اما اسلوب العقاب الجماعي واعتقال الناس عشوائيا على خلفية التحريض الاعلامي الذي تبنته بعض الفضائيات والصحف بعد احداث بغداد الجديدة وجعل فلسطينية الفلسطيني تهمة بحد ذاتها فان هذا يخالف قول الله تعالى : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" (المائدة:8)
الوفد الفلسطيني : سماحة السيد لا بد ان نقول اننا مع خيارات الشعب العراقي واننا لم نكن في يوم من الايام محسوبون على احد وكل الافتراءات التي تقال اننا من اتباع النظام السابق واننا كنا متنعمون وان لنا تخصيص خمسة وعشرون الف دولار وكلام كثير عن اننا نسكن في بيوت المرحلين وغيرها من التهم كلها اتهامات باطلة ويا حبذا لو تخصص سماحتكم وفدا يقوم بزيارة التجمعات الفلسطينية ويرى الحقيقة على ارض الواقع
الوفد الفلسطيني : سماحة السيد نحن نتمنى عليكم ان تذكروا الحقائق في خطبكم وكذلك خطب السادة من ممثليكم في المناطق المختلفة وان تقابلوا الاعلام الموجه ضدنا بأعلام صادق يذكر مظالمنا ويبرز الحقيقة التي نعيشها فنحن نعاني من مشاكل السكن منذ وجودنا هنا وخير ما نستشهد به هو الكتاب الموجه من قبل رئيس دائرة شؤون الفلسطينيين احمد الحبوبي عام 1968 الى رئاسة الوزراء بعد زيارة قام بها الحبوبي الى الملاجئ التي يسكنها الفلسطينيون والذي يذكر فيه ان سكنهم لا يصلح للسكن البشري وكذلك المعانات التي نعاني منها في مديرية الاقامة من تأخير واعطاء اقامة لمدة شهر او ستة اشهر فهل من يقيم في بلد وولد فيه وعاش فيه سبع وخمسون عام ان يعطى اقامة لمدة شهر
الوفد الفلسطيني: سماحة السيد انتم معروفون بمواقفكم في نصرة المظلومين وعائلتكم مشهود لها بالمواقف الشجاعة شكرا لكم مرة ثانية ووفقكم الله وسدد خطاكم .
كلام سماحة السيد الصدر
بعد حمد الله والصلاة على نبيه
مرحبا بكم وانتم وسط اهلكم وحياكم الله
الشعب العراقي شعب جريح شعب عانى كثيرا من الحروب ومن الطغيان شعب لا زال يعاني ولا زال القتل فيه ..ما نريده منكم ان يشعر الشعب بأنكم تؤازروه في محنه ويشعر انكم تحبوه كما يحبكم .
انا اخذت عهد على نفسي امام الله ان انصر كل مظلوم وادافع عنه وانتم مظلومين وكل ما تطلبونه واستطيع ان افعله انا ،ان شاء الله سأفعله سواء في الخطب او المحاضرات او عن طريق الوكلاء فانتم اهلنا ويجب ان يكون الدعم والنصرة لكم مضاعف فأنتم مسلمين ، هذا واحد، وانتم مظلومين ،هذا ثاني .
الوضع في فلسطين مشابه للوضع في العراق وتحرير العراق طريق لتحرير فلسطين وتحرير فلسطين طريق لتحرير العراق والوضع متشابه ففلسطين دولة مسلمة والعراق دولة مسلمة وفلسطين دولة عربية والعراق دولة عربية وفلسطين دولة محتلة والعراق دولة محتلة وفلسطين مقدسة والعراق مقدس فالامر متشابه
الوفد الفلسطيني : هناك من يحسبنا على طائفة ونحن لانريد ان نذكر الموضوع الطائفي لاننا كلنا مسلمون ولكن نحن مضطرون ان نذكر هذا لايضاح الحقيقة ، الفلسطينيون تربطهم علاقات طيبة بالشيعة سواء في العراق او لبنان فحزب الله في لبنان له علاقات طيبة مع المخيمات الفلسطينية وكلامه يشهد بذلك وفي العراق هناك من الشيعة من تطوع للعمل الفدائي في فلسطين وهناك فتاوى من المرجعيات الشيعية في النجف بالجهاد من اجل فلسطين . لقد قام الفلسطينيون في العراق بالتبرع بالدم لاخوانهم العراقيين في مدينة الصدر عندما احتاجوا لذلك وكتبنا بيانا نستنكر فيه تفجير حسينية كما وقمنا بمظاهرة نستنكر فيه تفجير بغداد الجديدة .
السيد الصدر : نريد منكم تحرك شعبي اكبر ونريد منكم كتابا تستنكرون فيه اعمال التفجير مثل ما حصل في بغداد الجديدة وتذكرون فيه ما يحصل لكم من مظالم وعليه تواقيع الفلسطينيين نحتج به امام كل من يتهمكم بهذه الاعمال وانتم ابعد ما تكونوا عنها وانا اعلم بذلك ولكن هذا ينفع .وانا ان شاء الله كما قلت لكم سأفعل كل ما استطيع لاجلكم
الوفد الفلسطيني : سماحة السيد وفقكم الله وسدد خطاكم وشكرا لكم على حسن ضيافتكم واسمحوا لنا بالمغادرة
السيد الصدر : حياكم الله واهلا وسهلا
ندعو الله ان يجعل هذا في سبيله وان يوفقنا لا براز الحقيقة دائما وان يبعد عنا الظلم