[align=center]فرقة البصرة للفنون الشعبية تركن إلى الصمت.. بانتظار انجلاء الموقف الدستوري
فنانوها يخشون الاعتداءات في ظل الفوضى الإدارية والأمنية [/align]

الثلاثاء 12/7/2005 "الشرق الأوسط" البصرة: جاسم داخل- اشتهرت فرقة البصرة للفنون الشعبية على مدى ربع قرن بعروضها الفنية المستوحاة من فلكلور البصرة وموروثها الحضاري الذي جسدته بأداء متناغم بين رقص إيحائي وكلمات عذبة والحان جميلة في لوحات من ابرزها: الهيوة والخشابة والسامري والخماري والنوبان والنهم وعشق صياد والجنية والكاسور.
وباتت الفرقة أحد المعالم الحضارية للمدينة، تستقبل المشاركين في مهرجانات المربد السنوية بكل جديد. كما عرفتها مسارح موسكو وبرلين ولندن وباريس ومدريد، ونالت الجوائز في المهرجانات العالمية وصفق لها متذوقو الفنون الشعبية في شمال أفريقيا وانتزعت إعجاب الناس في دول مجلس التعاون الخليجي. وبالرغم من ان الفرقة من الدوائر الفنية التابعة لوزارة الثقافة العراقية فإنها التزمت الصمت خلال العامين الماضيين ولم تقدم عروضها الموسمية التي اعتاد عليها اهل البصرة، ربما خشية من توصيف غير مناسب لها أو اتهام من قبل الآخرين، في ظل التداخلات الادارية وتعدد مراكز القرار وعدم استتباب الامن.
«الشرق الأوسط» التقت عددا من أعضاء الفرقة، وبينهم شاكر العطار مدير المسرح واحد كتاب الأغنية والأوبريت المعروفين، حيث قال عن نشاط الفرقة الحالية: الوضع السياسي والاجتماعي الجديد فرض على الفرقة، غيرها من الفرق الفنية الأخرى في بغداد والمحافظات، الركون الى حالة الانتظار لحين صدور دستور جديد وتشريعات تنظم عملية الإبداع الفني. وقد نلجأ الى خيار إلغاء الفرقة ودمجها بالفرقة المسرحية.
وأكد جاسم حمادي معاون المدير على ان الفرقة لم تتعرض الى التهديد او الطلب منها إيقاف عملها ولكنها التزمت الصمت بعد تعرض عدد من المكاتب الاهلية لآلات الموسيقى الهوائية التي تحيي الأفراح والمناسبات للاعتداءات كالتفجير والحرق. كما قتل مجهولون اثنين من أعضاء الفرق النسوية الشعبية التي تسمى بـ(الدقاقات) ويتم تأجيرها لإحياء الحفلات للنساء داخل البيوت، وهي فرق عرفت بأسماء صاحباتها، وبينها فرقة ام علي وفرقة مناهل. واشار الى سعي الفرقة للحصول على حقوق أعضائها ومساواتهم في الرواتب بأقرانهم من موظفي الدولة، وعدم ربط الفرقة بالتمويل الذاتي من موارد حفلاتها.
واوضح مدرب الفرقة جبار عبود ان عملهم الحالي ينحصر فى التدريب على اللوحات الفنية القديمة لكي لا ينساها المشاركون فيها، وهي التي من خلالها امكن المحافظة على الموروث الغنائي الأصيل وكل ما يردده أصحاب الحرف وربات البيوت من أهازيج خلال العمل إضافة الى ما ينشده الأهالي في طقوس الأفراح ومواسم الحصاد ورحلات الصيد في أعالي البحار بإطار فني جميل. وأضاف المدرب انه يستمر في تدريبات اللياقة البدنية لـ 22 راقصا من كلا الجنسين بالاشتراك مع التدريبات المشتركة مع الفرقة الموسيقية.
وتضم فرقة البصرة للفنون الشعبية عناصر من خيرة العازفين على الآلات الشعبية والحديثة، وبينهم ملحنون متميزون مثل طارق شعبان وذياب خليل وكاظم كزار ويوسف نصار، اضافة الى نخبة من كتاب الأغنية والأوبريت المشهورين مثل مهدي السودانـي.