انـا وأنتـم ... بين دستور بريمر والدستور الموعود!!
بقلم:علـي البصــري
albasry2003@yahoo.com
ليس استباقا للاحداث ولاتنبؤات مستقبلية ، فلست فتاح فال!! ولست منجما ، انما الواقع السياسي والتخبط لساسة العراق الجدد ، او محافظوا العراق الجدد( ان صح التعبير) تيمنا بالمحافظين الجدد في البيت الابيض!،وشتان بين الاثنان، وكذلك الحالة المأساوية التي مازالت تسير بازياد مضطرد ،والتصريحات المتناقضة بين الحين والاخر والارتباط المباشر مع الاملاءات الامريكية والرضوخ لابسط الاشياء الى تلك الاملاءات ، والاستقراء المستقبلي للحال المرتقب القادم والمعقد ،اضف الى امور كثيرة جدا لايسعنا المجال للتحدث عنها الان! ناهيك عن فقدان المصداقية عند اغلب السياسيين والستراتيجيين الحاكمين ضمن جدار جمهورية المنطقة الخضراء الفدرالية الديمقراطية!! ، كل هذه الامور والاشياء وغيرها تجعلنا ان نقطع جازمين ،بان دستور العراق القادم والموعود ماهو الا رتوشات بالوان زاهية لدستور بريمر المشؤوم ، وهو نسخة مكبرة لذلك الدستور ، وما مسألة لجان صياغة الدستور والهرولة الاعلامية والصحافية والاعلانات التي تشاهد يوميا على قنوات التلفاز ،والطلب من المواطنين ومن له الخبرة بابداء رأيه ، كل ذلك استهلاكات تلفزيونية ومضيعة متعمدة للوقت ، وذر للرماد ، وتخديرللعباد!!، فالاخوة الدستوريون والسادة الحاكمون بالاسم فقط في المنطقة الخضراء، والذين لانرى طلعتهم البهيـة الا من خلال الكامرة الخفيــة والمحصنة بالمتاريس الكونكريتية، فهؤلاء المحترمون يعلمون علم اليقين بانهم لايستطيعون الاخلال ببنود دستور بريمر المؤقت ـ الدائم بدوام الاحتلال ،ويعلمون جيدا بان الخروج عن اي بند من بنوده´او رفضه سيكلفهم ثمنا غاليا ، وهو فقدانهم لذة الكرسي ومايتعلق به من اوراق خضراء زاهية!، ولذلك فقد تحفظ بعضهم في البداية على بعض بنود الدستور ، والان حتى هذا التحفظ اليتيم قد تـم التحفظ عليــه!؟ ، انها كارثة حقـا بل مهزلـة يدفع ثمنها شعبنا المسكين مهزلة سببها الرئيس فقدان الحنكة السياسية(ان وجدت) والهرولة باسرع مايمكن وراء المصالح الشخصية، و الامساك بقوة في القيادة الحزبية حتى الرحيل عن الحياة ،فلا انتخابات حزبية ديمقراطية كالانتخابات البنفسجية،ولاتغييرات جوهرية في القيادات الحزبية ، كتلك التي نرقبها في المواد الدستورية!!كل هذا وغيره مما هو مخفي عن الانظار ومكشوف للاقارب والانصار، يجعلنا ان لا نأمل خيرا بدستور موعود ، بل سنكون متشائمين حتى في حالة اقرار الدستور والتصويت عليه( وانا شخصيا استبعد الاتفاق على دستور مرتقب) فجميع الدلائل تشير بان الدستور فاشلا قبل طرحه للتصويت ، الا اللهم ظهورفتاوى توجب على المواطن البسيط التصويت بنعم،كما حصل في الانتخابات البنفسجية!وحتى في هذه الحالة فان وجوب التصويت بنعم ان حصل فانه لايجدي نفعـا ابدا ، لان فتوى السيد بريمر والمتمثلة(اعتراض ثلثي ثلاث محافظات يلغي الدستور) فهذه الفتوى اصبحت لدى السادة الحاكمين والدستوريين عهدا في رقابهم ولايستطيعون التخلي عنه ابدا حتى لو عارض ذلك مبادئهم وعقيدتهم الدينية وشعاراتهم التي تخلوا عنها، فاصبح دستور بريمر وفقراته المشؤومة وخاصة فقرة الثلثين من الثلاثة والمادة الثامنة بعد الخمسون ، اصبحتا فتاوى لايمكن التخلي عنها بل الواجب شرعا التمسك والالتزام والانصياع لهذا الدستور ،لاسيما وان من ينقلب عليه او على احدى بنوده سيحرم من لذة العيش في ظلال قصور المنطقة المباركة الخضراء!وسيفقد نعيم الدنيا ولذاتها ، وسيعرض نفسه الى عقوبات اقل مافيها الاستغناء عن خدماته ،والرحيل خارج العراق كما رحل السابقون الافندية والمعممون!!، والا مالذي منعهم من الاعتراض على هذا الدستور والذي يهدف الى تقسيم العراق وتمزيقه الى دويلات فدرالية!! ، الم يكونوا جزءا وورقة مؤثرة بالمصادقة على بنوده؟؟ اما تحفظهم المبارك فهذا دعاية اعلامية حدثت حينها ؟، لقد صرح السيد الدكتور رئيس لجنة صياغة الدستور قبل يومين بانه سيطبع خمسة ملايين نسخة من الدستور الموعود وسيتم توزيعها على خمسة ملايين بيت عراقي ليطلع ابناء الشعب العراقي على بنود هذا الدستور ،وانني من هنا وبهذه المناسبة ادعو السيد رئيس لجنة صياغة الدستور ان يطبع ايضا خمسة ملايين نسخة من قانون ادارة الدولة للمرحلة الانتقالية(دستور بريمر) ويوزع على ابناء الشعب العراقي ،لكي يطلعوا على بنود دستور بريمر والذي تم اخفائه عنهم اولا ، وثانيا لكي يقارنوا بينه وبين دستورهم الموعود ، عسى ان يجدوا نوعا من الاختلاف بين الاثنين .... نكتفي بهذا القدر
وللحديث بقية باذنه تعالى.