النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    50

    افتراضي تعقيب حول محاضرة أية الله الشيخ الاصفي في مؤتمر الامام المهدي (عج)

    القسم الاول :


    رغم ان محاضرة سماحة أية الله الشيخ الأصفي ( حفظه الله ) التي اوردها في مؤتمر الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف جاءت واضحة الى الحد الذي يفهمه الجميع حتى من قبل غير ذوي الاختصاص ولم تعد بحاجه الى توضيح الا ان بعض الناس عن قصور او تقصير اثار بعض التساؤلات التي جعلتني ان اذكر هذه النكات كتوضيح مجمل لما ذكره سماحة الشيخ الاصفي :

    انكتة الاولى :

    ان سماحة الشيخ الأصفي (حفظه الله ) لم يكن بصدد بحث مسالة الامام الثاني عشر عجل الله فرجه من زاويه فلسفيه او برهان عقلي وان كان لمتكلمي الشيعة و مفكريهم البحث العريض في هذا المجال لاثبات الامامة و ضرورة وجود الامام الثاني عشر عجل الله فرجه .. وانما كان بصدد اثبات ضرورة فكرة وجود الامام الثاني عشر بشكل مجمل و بغض النظر عن ان يكون هو المهدي من ولد الامام الحسن العسكري عليهما السلام و ذلك من خلال مجموع روايات متسالم عليها لدى الفريقين سنة وشيعة فكانت من زاوية السند وحجية الصدور لا يشوبها شك ، و من ناحية المتن و الظهور اللغوي لا غموض فيها بل كانت نصا في المعنى ، وبما ان هذه الروايات بمجموعها لا تنطبق في الخارج الا على الائمة الاثني عشر من ائمة اهل البيت عليهم السلام من ناحية ، و بضم فكرة انحصار التطبيق بهم و عدم وجود حالة اخرى يمكن أن تنطبق تلك الروايات عليها من ناحية ثانية لا يبقى شك لكل متامل معتدل في تفكيره في انها تثبت ما ذهب اليه الامامية من فكرة الاعتقاد بالائمة الاثني عشر و ضرورة كون الامام الثاني عشر قد ولد بالفعل، و ليس هو الا الامام محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام ضرورة .


    النكتة الثانية :

    ان فكرة ضرورة انطباق مفاد الروايات بطوائفها الاربع على ائمة اهل البيت الاثني عشر عليهم السلام مما يعتقد به الامامية ترجع الى قضيتين ؤاضحتين :

    القضية الاولى : كون ائمة اهل البيت مصداقا لمجموع تلك الروايات .
    القضية الثانية : كونهم المصداق المنحصر ، بمعنى نفي و جود بدل يمكن ان يصار اليه كمصداق لتلك الروايات .

    ولم يتردد متردد في صحة القضية الاولى لوضوحها بل لبداهتها ، و انما شكك بعض الناس عن قصور في الفهم او تقصير و سوء سريرة في القضية الثانية ، وتصور ان هناك بعض البدائل او امكان اتمام سلسلة ائمة اهل البيت بغير الامام محمد بن الحسن العسكرى عليهم السلام ممن اعتقد بشانه المهدوية لرد ان يكون ما يعتقده الامامية بالائمة الاثني عشر مصداقا منحصرا لتلك الروايات .

    و لدفع هذا التوهم نلفت الانظار الى ان دعوى وجود البدل و نفي الانحصار لا تثبت بمجرد سرد ارقام و تخبط عشوائي في عرض البدائل شان حاطب الليل لا يميز بين ما يحتطب ، لانه لم يدع ان ائمة اهل البيت كانوا مصداقا لتلك الروايات اعتباطا و تخبطا و بسرد انشائي اجوف بل كان على اساس قائم على اثبات و بحث مفصل ينتهي الى نتائج قطعية ، فاذا اريد افتراض و توهم البدل لائمة اهل البيت بدعوى ان ائمة الطائفة الاسماعيلية او الزيدية او اي طائفة اخرى يمكن ان تكون بدلا لائمة اهل البيت في انطباق مفاد الروايات عليها فلابد من اثبات يقيني يفيد ان تلك الائمة المفترضة واجدة لخصائص اقلها ما اشارت اليها روايات الطوائف الاربع كي تصلح لان تكون مصداقا لها ، والا فلا يكفي مجرد الادعاء و الاحصاء غير المدروس لبعض من اعتقدت الامامة او المهدوية بشانه.

    و يمكن اجمال تلك الخصائص الواردة في تلك الروايات بالمفردات التالية :

    1- العدل للكتاب و الثقل الاصغر بكل ما لهذا الفظ من مدلول حسب ما ذكرته روايات الطائفة الاولى من حديث الثقلين( اني تالاك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي اهل بيتي ) .

    2- التمسك بهم يوجب عصمة الامة عن الضلال بمقتضى كونهم عدل للكتاب الكريم بحسب مفاد حديث الثقلين و ورد في بعض النقول : ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابدا .

    3- كونهم معصومين عن الزلل حتى يعقل فيهم القدر على ان يكونوا امانا من الضلال فضلا عن أيه التطهير التي نزلت بهم .

    4- كونهم اعلم الناس بغير تعليم من الناس بحسب مفاد حديث الثقلين ( فتعلموهم فانهم اعلم منكم ).

    5- ان التقدم عليهم موجبا للضلال و التاخر عنهم موجبا للهلاك بحسب مفاد حديث الثقلين ( فلا تسبقوهم فتهلكوا ).

    6- ان لا يخلو منهم زمان ، بمعنى ان احدهم حي موجود فعلا بحسب مفاد حديث الثقلين ( و انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ) و بحسب مفاد حديث ( لا تخلوا الارض من حجة )و حديث ( من مات ولم يعرف امام زمانه ) .

    7- ان من مات على غير بيعة منهم مات ميتة جاهلية بحسب حديث ( من مات و لم يعرف اما م زمانه مات ميتة جاهلية) .

    8- ان يكون عددهم اثنا عشر امام بحسب حديث ( اائمة اثني عشر) .

    9- ان يكون كلهم من قريش بحسب حديث ( الائمة اثنا عشر) .

    10- ان تلحظ سلسلة الائمة ـ المفترضة كبديل ـ سلسلة متصلة لعدم خلو الارض منهم ، وان يكونوا وجودا واحدا غير قابل للتبعيض لان غير الحجة لا يقوم مقام الحجة .


    و هذه المواصفات لابد من توفرها بمن تدعى له البدلة عن ائمة اهل البيت كي تستقيم دعوى البدلية و عدم الانحصار بهم و من ثم يدعى وجود مصداق اخر غير اهل البيت يمكن ان تنطبق عليه الروايات المذكورة ، و هذا امر يكاد ان يكون مستحيلا في تاريخ المسلمين ، اذ لا يوجد هكذا ائمة بهذه المواصفات، و ما ادعاها لنفسه احد ابدا غير ائمة اهل البيت ، فلا يمكن اثباتها لغيرهم ، فيثبت بذلك ان مفاد الطوائف الاربع من الروايات منحصر بائمة اهل البيت الاثنا عشر عليهم السلام لانعدام البدل و ثبوت الانحصار بهم ، و به تثبت ضرورة وجود الامام الثاني عشر من ائمة اهل البيت و انه لابد قد ولد بالفعل .


    النكتة الثالثة :

    بما ان الوقت لم يكن كافيا لكي يتم سماحة الشيخ بحثه الشريف و بقي ناقصا من حيث الدليل الخاص على ولادة الامام الثاني عشر عليه السلام و وجوده الفعلي و ددت ان اذكر ما ذكره العلماء الاخرون في هذا المجال وان كان سماحة الشيخ وعد باتمام بحثه في مناسبة اخرى الا انني لا اعرف ما اذا اتم سماحته ما وعد به او لا .

    اقول : قد اتبع اعلام الطائفة طرقا مختلفة اثبتوا من خلالها وجود الامام محمد بن الحسن العسكري عجل الله تعالى فرجه الشريف، كان منها طريق احصاء الروايات التي أخبرت بولادته او التي اخبرت باسمه و اسم ابيه او التي و ردت عن بعض الثقات من اصحاب الامام العسكري الذين اخبروا برؤيتهم لطلعته المبارك او غير ذلك من الروايات مما فاقت حد التلااتر على مختلف التعاريف المذكورة للتواتر .. ومنها طريق الاستقراء و حساب القيم الاحتمالية الذي يورث القطع بوجود الامام الثاني عشر و ولادته عليه السلام .. و منها الاستشهاد بما شهد به علماء ابناء العامة من بيان ولادته و ذكر نسبه الشريف او ما ذكره علماء الانساب فيه و هناك طرق اخرى غير ذالك .. و اليك بعضا من هذه الطرق :


    الطريق الاول : النقل عن علماء ابناء السنة :

    وهو يتضمن عدة فروع :


    الاول : شهادة علماء أهل السنّة بولادة الإمام المهدي عليه السّلام


    سجّل الكثير من علماء أهل السنّة اعترافات ضافية بولادة الإمام المهدي عليه السّلام، ونقتصر في هذه العجالة على ذكر أسماء بعضهم، ونُحيل الراغب في المزيد على المصادر التي استقرأت هذه الاعترافات في بحوث خاصّة:

    1 ـ ابن الأثير الجزري، عزّالدين ( ت 630 هـ ) في كتابه «الكامل في التاريخ»
    2 ـ ابن الخشّاب البغدادي المؤرّخ ( ت 643 هـ ) في «تاريخ مواليد الأئمّة».
    3 ـ محمّد بن طلحة الشافعي ( ت 652 هـ ) في « مطالب السَّؤول في مناقب آل الرسول ».
    4 ـ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي ( ت 658 هـ ) في « البيان في أخبار صاحب الزمان ».
    5 ـ ابن خلِّكان ( ت 681 هـ ) في « وفيات الأعيان »
    6 ـ شمس الدين الذهبي ( ت 748 هـ ) في كتبه: « العبَر »، و « تاريخ دول الإسلام »، و « سير أعلام النبلاء »
    7 ـ ابن الوردي ( ت 749 هـ ) في ذيل تتمّة المختصر، المعروف بـ « تاريخ ابن الوردي ».
    8 ـ ابن الصبّاغ المالكي ( ت 855 هـ ) في « الفصول المهمّة »
    9 ـ عبدالوهّاب الشعراني ( ت 973 هـ ) في « اليواقيت والجواهر »
    10 ـ ابن حجر الهيثمي الشافعي ( ت 974 هـ ) في « الصواعق المحرقة ».
    11 ـ الشبراوي الشافعي ( ت 1171 هـ ) في « الإتحاف بحبّ الأشراف »
    12 ـ القندوزي الحنفي ( ت 1293 هـ ) في « ينابيع المودّة ».
    13 ـ مؤمن بن حسن الشبلنجي ( ت 1308 هـ ) في « نور الأبصار ».
    14 ـ خير الدين الزركلي ( ت 1396 هـ ) في كتابه « الأعلام ».




    الثاني : شهادات علماء الأنساب بولادة الإمام المهدي عليه السّلام

    وردت جملة من اعترافات علماء الأنساب بولادة الإمام المهديّ عليه السّلام، نورد بعضها من باب تأكيد الحجّة، ضرورة لزوم الرجوع في كلّ علم إلى أهله:
    1 ـ النسّابة الشهير أبو نصر البُخاري، من أعلام القرن الرابع الهجري، وهو من أشهر علماء الأنساب المعاصرين لغيبة الإمام المهدي الصغرى التي انتهت سنة 329 هـ.
    2 ـ السيّد العمري النسّابة، من أعلام القرن الخامس الهجري.
    3 ـ الفخر الرازي الشافعي ( ت 606 هـ )
    4 ـ المَروزي الأزورقاني ( المتوفى بعد سنة 614 هـ ).
    5 ـ السيّد جمال الدين أحمد بن عليّ الحسيني « ابن عنبة » ( ت 828 هـ )
    6 ـ السيّد أبو الحسن محمد الحسيني اليماني الصَّنعاني، من أعلام القرن 11، وهو نسّابة زيدي.
    7 ـ محمّد أمين السُّوَيدي ( ت 1246 هـ ).
    8 ـ محمّد ويس الحيدري السوري ( معاصر ).


    الثالث : تصريح علماء أهل السنّة بأنّ المهدي هو ابن الإمام العسكري عليهما السّلام :

    صرّح جمع كبير من العلماء والمحدّثين من أهل السنّة بخصوص كون المهدي الموعود ظهورُه في آخر الزمان إنّما هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السّلام وهو الإمام الثاني عشر من أئمّة أهل البيت عليهم السّلام، ومن أشهرهم:

    1 ـ أحمد بن محمد بن هاشم البلاذري ( ت 279 هـ ).
    2 ـ أبو بكر البيهقي ( ت 458 هـ )، في « البعث والنشور ».
    3 ـ ابن الخشّاب ( ت 567 هـ )، في « تاريخ مواليد الأئمّة ».
    4 ـ محيي الدين بن عربي ( ت 638 هـ )، في « الفتوحات المكّيّة ».
    5 ـ محمد بن طلحة الشافعي ( ت 652 هـ )، في « مطالب السَّؤول ».
    6 ـ سبط ابن الجوزي الحنبلي ( ت 654 هـ )، في « تذكرة الخواصّ ».
    7 ـ محمد بن يوسف الكنجي الشافعي ( ت 658 هـ )، في « البيان ».
    8 ـ عمر بن الوردي المؤرّخ ( ت 749 هـ )، في « تاريخ ابن الوردي ».
    9 ـ صلاح الدين الصفدي ( ت 764 هـ )، في « شرح الدائرة ».
    10 ـ شمس الدين ابن الجزري ( 833 هـ ).
    11 ـ ابن الصبّاغ المالكي ( ت 855 هـ )، في « الفصول المهمّة ».
    12 ـ جلال الدين السيوطي ( ت 911 هـ )، في « العَرف الوردي ».
    13 ـ شمس الدين محمد بن طولون الحنفي مؤرّخ دمشق ( ت 953 هـ )، في « الأئمّة الاثنا عشر ».
    14 ـ عبدالوهاب الشعراني ( ت 973 هـ)، في « اليواقيت والجواهر ».
    15 ـ ابن حجر الهيثمي ( ت 974 هـ )، في « الصواعق المحرقة ».
    16 ـ علي القاري الهروي ( ت 1013 هـ )، في « المشرب الوردي في مذهب المهدي ».
    17 ـ أحمد بن يوسف القرماني الحنفي ( ت 1019 هـ )، في « تاريخ الدول ».


    الطريق الثاني : النقل من المصادر الشيعية :

    و نقتصر فيه على فرعين تجنبا عن الاطالة :

    الاول : ماتواتر في كتب القدماء من الاصحاب :

    لقد تواترت الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام في أن المهدي عجل الله فرجه الشريف هو الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام والتاسع من ذرية الحسين عليه السلام ، وابن الحسن العسكري بن علي الهادي عليهما السلام ، المولود بسامراء سنة 255 هـ. .

    وقد رويت هذه الروايات في كتب القدماء من أصحابنا مثل الكافي لمحمد بن يعقوب الكليني المتوفي 329 هـ. ، وغيبة النعماني لتلميذ الكليني ، وكامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه المتوفي سنة 368 هـ.، وكمال الدين وتمام النعمة ، وكتاب الأمالي ، وكتاب عيون أخبار الرضا ، وعلل الشرائع لأبي جعفر محمد بن علي الصدوق ابن بابويه القمّي المتوفي سنة 381 هـ. ، وكفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثنى عشر للخزازي الرازي القمي من تلاميذ الصدوق ، وكتاب الارشاد لأبي عبد الله محمد بن النعمان المفيد المتوفي 413 هـ. ،وكتاب الغيبة لأبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي 460 هـ. ، ودلائل الإمامة للطبري المعاصر للشيخ الطوسي ، وغيرهم من قدماء أصحابنا المعروفين بالدقة في الرواية والنقل .


    وهذه الروايات تبلغ بالتأكيد حدّ التواتر في كتب أصحابنا القدماء في جميع طبقات إسنادها ، وفي مختلف ادوار المعصومين عليهم السلام .

    وقد جمع طرفاً من هذه الروايات السيد صدر الدين الصدر في كتابه المهدي ، والتجليل التبريزي في كتابه ، والصافي الگلبايگاني في منتخب الأثر ، والشيخ علي الكوراني في معجم أحاديث المهدي .

    والذي يراجع هذه الأحاديث بأسنادها لا يشك في تواتر هذه الأحاديث في مختلف طبقات إسنادها ممن أسميناهم من المحدّثين القدماء إلى المعصومين عليهم السلام .





    الثاني : مَن شاهد الإمام المهدي عليه السّلام في حياة الإمام العسكري عليه السّلام وبعد وفاته:

    شهد عدد كبير من أصحاب الإمام العسكري عليه السّلام وأبيه الهادي عليه السّلام برؤيتهم للإمام المهدي عليه السّلام في حياة أبيه العسكري عليه السّلام وبإذنٍ منه، كما شهد آخرون منهم برؤية المهدي عليه السّلام بعد وفاة أبيه العسكري عليه السّلام.
    وسوف نقتصر على ما ذكره مشايخ الشيعة المتقدّمون، من أمثال الكُليني ( ت 329 هـ ) المعاصر للغيبة الصغرى ( التي بدأت سنة 260 هـ وانتهت سنة 329 هـ )، والشيخ الصدوق ( ت 381 هـ ) الذي عاصر عشرين عاماً من الغيبة الصغرى، والشيخ المفيد ( ت 413 هـ )، والشيخ الطوسي ( ت 460 هـ )، دون ما ذكره سواهم؛ رعاية للاختصار.

    فمِن الذين رُويَ أنّهم شاهدوا الإمام المهدي عليه السّلام:

    1 ـ أبو عمرو عثمان بن سعيد العَمري، السفير الأوّل للإمام المهدي عليه السّلام في الغيبة الصغرى.
    2 ـ أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العَمري، السفير الثاني له عليه السّلام.
    3 ـ أبو القاسم الحسين بن روح، السفير الثالث له عليه السّلام.
    4 ـ أبو الحسن عليّ بن محمّد السَّمَري، السفير الرابع له عليه السّلام.
    5 ـ السيّدة حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السّلام.
    6 ـ أبو إسحاق إبراهيم بن مهزيار الأهوازي.
    7 ـ أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري.
    8 ـ أحمد بن محمّد بن المطهّر، من ولد العبّاس.
    9 ـ إسماعيل بن علي النوبختي.
    10 ـ عليّ بن إبراهيم بن مهزيار الأهوازي.
    11 ـ كامل بن إبراهيم المدني.
    12 ـ محمد بن إسماعيل بن الإمام موسى بن جعفر عليه السّلام.
    13 ـ علاّن الكليني.
    14 ـ أبو محمّد الحسن بن وَجْناء النَّصيبي.
    15 ـ أبو أحمد إبراهيم بن إدريس.
    16 ـ إبراهيم بن عبدة النيسابوري.
    17 ـ إبراهيم بن محمّد التبريزي.
    18 ـ سعد بن عبدالله بن أبي خلف الأشعري.
    19 ـ علي بن محمد الشمشاطي رسول جعفر بن إبراهيم اليماني.
    20 ـ السيّد محمّد بن القاسم العلوي العقيقي.

    هذا غيضٌ من فَيض، ويمكن للراغب في المزيد أن يرجع إلى المصادر التي تحدّثت بتفصيل أكثر.

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    50

    افتراضي تعقيب حول محاضرة أية الله الشيخ الاصفي في مؤتمر الامام المهدي (عج)

    القسم الثاني :




    الطريق الثالث : اعتماد اسلوب حساب تراكم القيم الاحتمالية :

    و نقتصر على ما نقلناه سابقا عن سماحة العلامة الاستاذ الشيخ الايرواني (حفظه الله ) لكن بشكل مختصر و ان كانت محاضرة سماحته تتضمن الاستدلال بالتواتر ايضا.

    قد يشكك في ولادة الامام سلام الله عليه، بمعنى أن يقال: نحن نسلّم بهذه الفكرة وأنّه سيظهر شخص، لكن هذا الشخص لا يلزم أن يكون هو الامام المهدي، ولا يلزم أن يكون مولوداً الان، ولعلّه يولد في المستقبل ، فكيف نتمكن أن نثبت ولادة الامام المهدي الان وأنّه قد تحققت ولادته؟

    وقبل أن اشرع بالبحث أودّ أن أبيّن أربع قضايا كمقدمة لتحقيق الهدف:


    القضية الاولى:

    أي مسألة تاريخية إذا ما أردنا إثباتها بشكل يقيني فهناك طريقان لذلك:

    أحدهما: التواتر.
    ثانيهما: حساب الاحتمال.


    والتواتر يعني: أن يخبر بالقضية مجموعة كبيرة من المخبرين بحيث لا نحتمل اتفاقهم وتواطئهم على الكذب، فإذا كان خبر من الاخبار جاء ثلاثمائة شخص أو مائتا شخص أخبرونا به، وكلّ واحد نفترضه من مكان غير مكان الاخر، في مثل هذه الحالة لا نحتمل تواطؤ الجميع واتفاقهم على الكذب، مثل هذا الخبر يقال له الخبر المتواتر.

    هذا طريق لتحصيل اليقين بالقضية والمسألة التاريخية.

    الطريق الثاني: أن نفترض أنّ الخبر ليس متواتراً، كما اذا أخبر به واحد أو اثنان أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة من دون تواتر، ولكن انظمّت إلى ذلك قرائن من هنا وهناك، يحصل اليقين بسببها على مستوى حساب الاحتمال.

    فلنفترض أنّ هناك شخصاً مصاب بمرض عضال، وأخبرنا شخص اخر بأنّ فلاناً قد شوفي من مرضه، يحصل احتمال أنّه شوفي بدرجة ثلاثين بالمائة مثلاً، لكن إذا انضمّت إلى ذلك قرائن فسوف ترتفع القيمة الاحتمالية من ثلاثين إلى أربعين وإلى خمسين وإلى أكثر، افترض أنّنا شاهدنا المريض لا يستعمل الدواء بعد ذلك وكان سابقا يستعمل الدواء، فهذا يقوّي احتمال الشفاء، وإذا كانت القيمة الاحتمالية للشفاء بدرجة ثلاثين الان ترتفع وتصير بدرجة أربعين مثلاً، وأيضاً شاهدناه يجلس في المجلس ضاحكاً مستبشراً، هذه الظاهرة أيضاً تصعّد من القيمة الاحتمالية لهذا الخبر، وهكذا حينما تنضمّ قرائن من هذا القبيل، فسوف ترتفع القيمة الاحتمالية للخبر إلى أن تصل الى درجة مائة بالمائة.

    هذا الخبر هو في الحقيقة ليس خبراً متواتراً، لكن لانضمام القرائن اوجب اليقين.




    القضية الثانية :

    لا يلزم في الخبر المتواتر أن يكون المخبر من الثقات، فان اشتراط الوثاقة في المخبر يلزم في الخبر غير المتواتر، كما إذا جاءنا شخص واحد أو اثنان أو ثلاثة وأخبرونا بقضية، هنا يشترط أن يكون المخبر ـ لاجل أن يكون هذا الخبر حجة ـ عادلاً، أما لو كانت القضية أخبر بها مائة أو مائتان أو ثلاثمائة، يعني العدد كان يشكّل التواتر فليس من الضروري عدالة المخبر ، فالعدالة والوثاقة هي شرط في الخبر غير المتواتر.

    النكتة انه لا نشترط في الخبر المتواتر العدالة و الوثاقة هي: أنّ الخبر المتواتر حسب الفرض يفيد اليقين، لكثرة المخبرين، وبعد ما أفاد اليقين لا معنى لاشتراط الوثاقة والعدالة، إذ المفروض أنّ العلم حصل، وليس بعد العلم شيء يُقصد، وهذه قضيّة بديهيّة وواضحة في سوق العلم.

    وعلى أساس هذه القضيّة ليس من الحق وليس من الصواب أن نأتي إلى الروايات الدالة على ولادة الامام المهدي (عليه السلام) أو أي قضية ترتبط بالامام المهدي سلام الله عليه ونقول: هذه الرواية ضعيفة السند، الرواة مجاهيل، هذا مجهول أو ذاك مجهول، هذه الرواية الاولى إذن نطرحها، الرواية الثانية الراوي فيها مجهول إذن نطرحها، والثالثة كذلك، الرابعة هكذا و... هذا ليس بصحيح، فان هذا صحيح لو فرض أنّ الرواية كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاث أو أربع أو خمس أو عشر، أما بعد فرض أن تكون الروايات الدالة على ولادة الامام المهدي سلام الله عليه قد بلغت حدّ التواتر فلا معنى لذلك .

    القضية الثالثة :

    إذا فرض أنّ لدينا مجموعة من الاخبار تختلف في الخصوصيّات والتفاصيل، لكن الجميع يشترك في مدلول واحد من زاوية، كما لو فرضنا أنّه جاءنا مجموعة كبيرة من الاشخاص يخبروننا عن تماثل ذلك الشخص المريض للشفاء، لكن الشخص الاوّل جاء وأخبر بالشفاء في الساعة الواحدة، والثاني حينما جاء أخبر بالشفاء أيضاً لكن في الساعة الثانية، والثالث حينما جاء أخبر بشفائه لكن في الساعة الثالثة، فاختلفوا في رقم الساعة، لكن الكلّ متفق على أنّه قد شوفي، والخامس أو السادس جاء وأخبر بالشفاء لكن بهذا الدواء، والاخر قال بذلك الدواء، فكان الاختلاف بمثل هذا الشكل، أي: اختلاف في الخصوصيّات، لكن الكلّ متفق من زاوية واحدة، وهي أنّه قد شوفي.

    في مثل هذه الحالة هل يثبت الشفاء؟
    نعم أصل الشفاء يثبت بنحو العلم .و النكتة في ذلك، أنّ المخبر الاوّل في الحقيقة يخبر بخبرين لا بخبر واحد: الخبر الاول الذي يخبر به أنّه شوفي، والخبر الثاني أنّه شوفي في الساعة الاولى، الثاني حينما يخبر أيضاً يخبر بأنه شوفي، والثالث حينما يخبر أيضاً يخبر بأنّه شوفي، إذن هم متفقون في الاخبار الاول أنه شوفي، لكن يختلفون في الاخبار الثاني، إذن في الاخبار الاول التواتر موجود والاتفاق بين الجميع موجود.
    ومن هنا نخرج بهذه النتيجة: أنّ الاخبار الكثيرة إذا اتفقت من زاوية على شيء معيّن فالعلم يحصل بذلك الشيء، وإن اختلفت هذه الاخبار من الجوانب الاخرى في التفاصيل.

    وبعد هذا فليس من حقّنا أن نناقش في روايات الامام المهدي (عليه السلام)ونقول: هذه مختلفة في التفاصيل، واحدة تقول بأنّ أم الامام المهدي اسمها نرجس والثانية تقول أنّ أم الامام اسمها سوسن والثالثة تقول اسمها شيء ثالث، أو أن واحدة تقول وُلد في هذه الليلة والثانية تقول وُلد في تلك الليلة أو واحدة تقول وُلد في هذه السنة والاخرى تقول في السنة الاخرى ، لان المفروض أن كل هذه الاخبار متفقة في جانب واحد، وهو الاخبار بولادة الامام سلام الله عليه، ولئن اختلفت فهي مختلفة في تفاصيل وخصوصيات اُخرى، لكن في أصل ولادة الامام هي متفقة، فالعلم يحصل والتواتر يثبت من هذه الناحية.


    القضية الرابعة :

    انه ليس من حق شخص أن يجتهد في مقابل النص، فإذا كان عندنا نص صريح الدلالة وتام السند من كلتا الجهتين، فلا حق لاحد أن يأتي ويقول أنا أجتهد في هذه المسألة.
    فالله عزوجل يقول: (وَأقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) ، وهذه الاية بوضوح تدلّ على الطلب، غاية ما في الامر ليست صريحة في الطلب الوجوبي، لكن في أصل الطلب ـ طلب الصلاة وطلب الزكاة ـ دلالتها صريحة وسند القرآن لا مناقشة فيه.
    فلا يحق لاحد أن يقول: أنا أريد أن أجتهد في هذه المسألة وأقول هي لا تدل على الطلب!! ليس له هذا الحق، وهذا يسمونه اجتهاد في مقابل النص.
    نعم إذا كان يجتهد في الدلالة ويقول لا تدل على الوجوب بل تدل على الاستحباب، فهذا جيد، لانّ الدلالة ليست صريحة على الوجوب، أمّا أن يجتهد في الدلالة على أصل الطلب ويقول أنا أجتهد وأقول لا تدل هذه على اصل الطلب في رأيي فهذا لا معنى له، لانّ دلالتها على الطلب صريحة والسند أيضاً قطعي
    و على ضوء هذا اقول : ليس من حق أحد أن يجتهد في روايات الامام المهدي أ كما يجتهد الناس في مجالات أخرى، لانّ الروايات حسب الفرض هي واضحة الدلالة صريحة وتامة غير قابلة للاجتهاد، وسندها متواتر، فان للاجتهاد مجالاً إذا فرض أنّ الدلالة لم تكن صريحة أو السند لم يكن قطعياً، أما بعد قطعية السند لتواتره وصراحة الدلالة، فالاجتهاد لا معنى له، فانّه اجتهاد في مقابل النصّ.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    50

    افتراضي تعقيب حول محاضرة أية الله الشيخ الاصفي في مؤتمر الامام المهدي (عج)

    القسم الثالث :


    عوامل نشو ء اليقين بولادة الامام المهدي (عليه السلام)


    العامل الاول :

    الاحاديث الكثيرة المسلّمة بين الفريقين الامامية وغيرهم، والتي تدلّ على ولادة الامام سلام الله عليه، ولكن من دون أن ترد في خصوص الامام المهدي وبعنوانه، وأذكر لكم في هذا المجال ثلاثة أحاديث:


    الحديث الاول:

    حديث الثِقْلين أو الثَقَلَين، الذي هو حديث متواتر بين الامامية والاخوة العامة، ولا مجال للمناقشة في سنده، قاله النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في مواطن متعدّدة: في حجة الوداع، في حجرته المباركة، في مرضه، وفي...، فإذا رأينا اختلافاً في بعض ألفاظ الحديث فهو ناشيء من اختلاف مواطن تعدّد ذكر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لهذا الحديث:
    «إنّي تارك فيكم الثقلين: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، أحدهما أكبر من الاخر، ولن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض»
    راجع: المستدرك للحاكم 3: 109، المعجم الكبير للطبراني 5: 166 ح 4969، تاريخ بغداد 8: 442، حلية الاولياء 1: 355، مجمع الزوائد 9: 164، وغيرها كثير جداً.


    لاحظوا: «ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض»، يعني أن الكتاب مع العترة، من البداية، من زمان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الى أن يردا عليه الحوض.

    وهذا يدلّ على أنّ العترة الطاهرة مستمرة مع الكتاب الكريم، وهذا الاستمرار لا يمكن توجيهه إلاّ بافتراض أنّ الامام المهدي (عليه السلام) قد ولد ولكنه غائب عن الاعين، إذ لو لم يكن مولوداً وسوف يولد في المستقبل لافترق الكتاب عن العترة الطاهرة، وهذا تكذيب ـ استغفر الله ـ للنبي، فهو يقول: «ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض» هذا لازمه أنّ العترة لها استمرار وبقاء مع الكتاب الى أن يردا على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وهذا لا يمكن توجيهه إلاّ بما قلت: إن الامام المهدي سلام الله عليه قد ولد ولكنه غائب، وإلاّ يلزم الاخبار على خلاف الواقع.
    وهذا حديث واضح الدلالة على ولادة الامام سلام الله عليه، لكن لم يرد ابتداءاً في الامام المهدي، وإنّما هو منصبّ على قضيّة ثانية: «وإنّهما لن يفترقا»، لكن نستفيد منه ولادة الامام بالدلالة الالتزامية.



    الحديث الثاني:

    حديث الاثني عشر، وهذا أيضاً حديث مسلّمٌ بين الفريقين، يرويه البخاري ومسلم وغيرهما من طرق أهل السنة، ومن طرقنا أيضاً قد رواه غير واحد كالشيخ الصدوق مثلاً في كمال الدين والحديث منقول عن جابر بن سمرة يقول:
    دخلت مع أبي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسمعته يقول: «إنّ هذا لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة»، ثم تكلّم بكلام خفي عليّ، فقلت لابي ما قال؟ قال: كلّهم من قريش .. راجع كمال الدين: 272، والغيبة للطوسي: 128. وانظر صحيح البخاري 9: 729 كتاب الاحكام باب الاستخلاف، وصحيح مسلم 3: 220 ح 1821 كتاب الامارة، ومسند أحمد 5: 90.


    وهذا الحديث من المسلّمات أيضاً، وليس له تطبيق معقول ومقبول إلاّ الائمة الاثني عشر(عليهم السلام).
    وجاء البعض وحاول تطبيقه على الخلفاء الراشدين واثنين أو ثلاثة من بني أميّة واثنين أو ثلاثة من بني العباس.
    إن هذا تطبيق غير مقبول، وكلّ شخص يلاحظ هذا الحديث يجده إخباراً غيبي من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عن قضية ليس لها مصداق وجيه ومقبول سوى الائمة صلوات الله عليهم الاثني عشر.

    وهذا الحديث بالملازمة يدلّ على ولادة الامام المهدي سلام الله عليه، إذ لو لم يكن مولوداً الان، والمفروض أنّ الامام العسكري توفي، ولم يحتمل أحد أنه موجود، إذن كيف يولد الامام المهدي من أب هو متوفى. لابدّ وأن نفترض أنّ ولادة الامام (عليه السلام) قد تحقّقت،


    الحديث الثالث :

    الحديث الثالث الذي أريد أن أذكره في هذا المجال، حديث أيضاً مسلّم سنداً بين الفريقين، وهو قوله (صلى الله عليه وآله وسلم):
    «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهليّة» ـ كمال الدين: 409 ح 9، المناقب لابن شهر آشوب3: 217، ونحوه الكافي 1:377 ح3، وفي مسند الطيالسي: 259، وصحيح مسلم 3: 239 ح 1851
    عن عبد الله بن عمر: «...من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهليّة». هذا أيضاً يرويه أهل السنة، ويرويه الشيخ الكليني في الكافي، فهو مسلّم عند السنّة والشيعة.
    فإذا لم يكن الامام المهدي (عليه السلام) مولوداً الان، فهذا معناه نحن لا نعرف إمام زماننا، فميتتنا ميتة جاهلية.

    فالحديث يدلّ على أنّ كلّ زمان لابدّ فيه من إمام، وكلّ شخص مكلّف بمعرفة ذلك الامام ومكلّف بأن لا يموت ميتة جاهلية، فلو لم يكن الامام مولوداً إذن كيف نعرف إمام زماننا؟



    العامل الثاني:

    إخبار النبي والائمة صلوات الله عليهم بأنّه سوف يولد للامام العسكري ولد يملا الارض قسطاً وعدلاً ويغيب، ويلزم على كلّ مسلم أن يؤمن بذلك.

    هذه الاحاديث كثيرة، فالشيخ الصدوق في كمال الدين جعلها في أبواب:

    باب ما روي عن النبي في الامام المهدي، ذكر فيه خمسة وأربعين حديثاً.
    ثم بعد ذلك ذكر باب ما روي عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في الامام المهدي.
    ثم باب عن الزهراء سلام الله عليها وما ورد عنها في الامام المهدي (عليه السلام)، ذكر فيه أربعة أحاديث.
    ثم عن الامام الحسن (عليه السلام)، ذكر فيه حديثين.
    ثم عن الامام الحسين (عليه السلام)، ذكر فيه خمسة أحاديث.
    ثم عن الامام السجاد (عليه السلام)، ذكر فيه تسعة أحاديث.
    ثم عن الامام الباقر (عليه السلام)، ذكر فيه سبعة عشر حديثاً.
    ثم عن الامام الصادق (عليه السلام)، ذكر فيه سبعة وخمسين حديثاً.
    وقد جمعتُ الاحاديث فكانت مائة وثلاثة وتسعين حديثاً.

    هذا فقط ما يرويه الشيخ الصدوق في كمال الدين: 256 ـ 384 ، ولا أريد أن أضمّ ما ذكره الكليني في الكافي، والشيخ الطوسي، وغيرهما(الكافي 1: 328 ـ 335، والغيبة للطوسي: 157، البحار 51: 65 ـ 162.) ، وربما آنذاك يفوق العدد الالف رواية.

    وتبرّكاً وتيمّناً أذكر حديثاً واحداً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وحديثين عن الامام الصادق سلام الله عليه.


    أمّا عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) :

    فهو ما رواه ابن عباس قال: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «... ألا وإنّ الله تبارك وتعالى جعلني وإيّاهم حججاً على عباده، وجعل من صلب الحسين أئمة يقومون بأمري، ويحفظون وصيّتي، التاسع منهم قائم أهل بيتي ومهدي أمتي، أشبه الناس بي في شمائله وأقواله وأفعاله، يظهر بعد غيبة طويلة...» إلى آخر الحديث(كمال الدين: 257 ح 2، كفاية الاثر: 10


    وأمّا عن الامام الصادق (عليه السلام ( فهو ما رواه محمد بن مسلم بسند صحيح متفق عليه قال: سمعت أبا
    عبد الله (عليه السلام) يقول: «إن بلغكم عن صاحبكم غيبة فلا تنكروها» الكافي 1: 340 ح 15، الغيبة للطوسي: 161 ح 118.

    وحديث آخر عن زرارة يقول: سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: «إنّ للقائم غيبة قبل أن يقوم، يا زرارة وهو المنتظر، وهو الذي يشك في ولادته» كمال الدين: 342 ح 24.
    فمسألة التشكيك في الولادة أخبر بها الامام الصادق (عليه السلام) من ذلك الزمان، فكان أوّل من شكك في الولادة جعفر عمّ الامام المهدي (عليه السلام)، لعدم اطلاعه على الولادة، ووجود تعتيم إعلامي قوي على مسألة ولادة الامام المهدي (عليه السلام)، نتيجة الظروف الحرجة المحيطة بالامامة في تلك الفترة، حتى أنّه لم يجز الائمة التصريح باسم الامام المهدي، فجعفر ما كان مطّلعاً على أنّ الامام العسكري (عليه السلام) له ولد باسم الامام المهدي، لذلك فوجئ بالقضية وأنكر أو شكّك في الولادة، فهو اوّل من شكك.
    ثم تلاه في التشكيك ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والاهواء والنحل، شكّك في مسألة الولادة فقال: وتقول طائفة منهم ـ أي من الشيعة ـ أنّ مولد هذا يعني الامام المهدي الذي لم يخلق قط في سنة ستين ومائتين، سنة موت أبيه(الفصل 3: 114.)
    وتبعه على ذلك محمد اسعاف النشاشيبي في كتابه الاسلام الصحيح، يقول: ولم يعقب الحسن ـ يعني العسكري سلام الله عليه ـ ذكراً ولا أنثى(الاسلام الصحيح: 348.) .
    على أي حال مسألة التشكيك في الولادة أخبر بها الامام الصادق (عليه السلام)، وكانت موجودة من تلك الفترة، فالامام يقول لزرارة: «وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولادته، منهم من يقول مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول أنّه ولد قبل موت أبيه بسنتين...» إلى أن يقول الامام: «يا زرارة إذا أدركت ذلك الزمان فادعوا بهذا الدعاء: «اللّهم عرّفني نفسك فانّك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيّك، اللّهم عرّفني رسولك فانّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف جحتك، اللّهم عرّفني حجتك فانّك إن لم تعرّفني حجتك ضللت عن ديني»( كمال الدين: 342 ح 24.).


    وبعد هذه الكثرة فهي من حيث السند متواترة لا معنى للمناقشة فيها، وهي واضحة غير قابلة للاجتهاد، وإلاّ لكان ذلك اجتهاداً في مقابل النص.

    العامل الثالث :

    رؤية بعض الشيعة للامام المهدي (عليه السلام)، كما حدّثت به مجموعة من الروايات الاخرى، وهذه الروايات التي سأذكرها هي غير الروايات التي ذكرها الشيخ الصدوق في كمال الدين.
    فرغم التعتيم الاعلامي بالنسبة الى اسم الامام وولادته (عليه السلام)الذي قام به الائمة (عليهم السلام)، السلطة اطلعت من خلال إخبار النبي وأهل البيت أنّه سوف يولد شخص من ذرّية الامام العسكري يملا الارض قسطاً وعدلاً وتزول على يده المباركة السلطات الظالمة، انهم كانوا مطلعين ويراقبون الاوضاع، كما اطلع فرعون على مثل هذه القضية وكان يراقب الاوضاع ويراقب النساء ويراقب القوابل، ونفس القضية اتبعها بنو العباس في زمان المعتمد العباسي، فكانوا يراقبون الاوضاع، ولذلك كانت القضيّة تعيش كتماناً شديداً من هذه الناحية. حتى أنّ الامام الهادي سلام الله عليه يروي عنه الثقة الجليل أبو القاسم الجعفري داود بن القاسم الرجل العظيم الثقة الجليل ويقول: سمعت أبا الحسن ـ يعني الامام الهادي (عليه السلام) ـ يقول: «الخلف من بعدي الحسن ابني، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟» فقلت: ولم جعلني الله فداك؟ فقال: «إنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ لكم ذكره باسمه»، فقلت: فكيف نذكره؟ قال: «قولوا الحجة من آل محمّد»( الكافي 1: 328، كمال الدين: 381 ح 5.(

    على اي حال، رغم هذا التعتيم الاعلامي الذي حاول الائمة(عليهم السلام)أن يقوموا به رأى الامام المهدي (عليه السلام)جماعة من الشيعة.
    ينقل الشيخ الكليني عن محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى جميعاً عن عبد الله بن جعفر الحميري.

    )) وهذا السند في غاية الصحة والوثاقة، فالشيخ الكليني معروف إذا حدّث هو مباشرة بكلام يحصل من نقله اليقين، ومحمد بن عبد الله هو محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري من الثقات الاجلّة الاعاظم، ومحمّد بن يحيى العطار هو استاذ الشيخ الكليني من الاعاظم الاجلّة، فاثنان من أعاظم مشايخ الكليني الكبار ينقل عنهم، وعبد الله بن جعفر الحميري معروف بالوثاقة والجلالة(( .
    يقول عبد الله بن جعفر الحميري: اجتمعت أنا والشيخ أبو عمرو(عمرو بن عثمان بن سعيد العمري السمّان رحمه الله) عند احمد بن اسحاق(احمد بن اسحاق القمي الاشعري المعروف بالوثاقة) ، فغمزني أحمد بن اسحاق أن أساله عن الخلف، فقلت له: يا ابا عمرو إني أريد أن أسالك عن شيء وما أنا بشاك فيما أريد أن أسألك عنه، فإنّ اعتقادي وديني أنّ الارض لا تخلو من حجّة،.... ولكن أحببت أن أزداد يقيناً، فانّ إبراهيم (عليه السلام) سأل ربه عزوجل أن يريه كيف يحيي الموتى فقال: أولم تؤمن؟ قال: بلى ولكن ليطمئنّ قلبي، وقد أخبرني أحمد بن إسحاق عن أبي الحسن ـ يعني عن الامام الهادي (عليه السلام) ـ قال: سألته وقلت: من أعامل؟ وعمّن آخذ وقول من أقبل؟ فقال: «العمري ثقتي، فما أدّى إليك عنّي فعنّي يؤدّي، وما قال لك عنّي فعنّي يقول، فاسمع له وأطع، فإنه الثقة المأمون»، وأخبرني أبو علي أنّه سأل ابا محمّد (عليه السلام) ـ يعني الامام العسكري (عليه السلام) ـ عن مثل ذلك؟ فقال: «العمري وابنه ثقتان، فما أدّيا إليك فعنّي يؤدّيان وما قالا لك فعنّي يقولان، فاسمع لهما وأطعهما، فإنهما الثقتان المأمونان»، فهذا قول إمامين قد مضيا فيك، قال: فخرّ أبو عمرو ساجداً وبكى ثم قال: سل حاجتك، فقلت له: أنت رأيت الخلف من بعد أبي محمد؟ ـ يعني من بعد العسكري ـ فقال: إي والله.... فقلت له: فبقيت واحدة، فقال لي: هات، قلت: الاسم؟ قال: محرّم عليكم أن تسألوا عن ذلك، ولا أقول هذا من عندي، وليس لي أن أحلّل ولا أحرم، ولكن عنه (عليه السلام)، فإنّ الامر عند السلطان أنّ أبا محمد مضى ولم يخلّف ولداً وقسّم ميراثه... فاتقوا الله وامسكوا عن ذلك»( الكافي 1: 329 ح 1، الغيبة للطوسي: 243 ح 209.).

    فهل هذه الرواية قابلة للاجتهاد من حيث الدلالة؟

    انها من حيث الدلالة صريحة، ويتمسّك بها الاصوليّون في مسألة حجيّة خبر الثقة، وقد ذكر السيد الشهيد الصدر في أبحاثه أنّ هذه الرواية لوحدها تفيدنا اليقين ـ وقد ذكر ذلك لا بمناسبة الامام المهدي، بل بمناسبة حجية خبر الثقة ـ اذ هناك إشكال يقول ان هذه الرواية هي خبر واحد فكيف نستدل بها على حجيّة خبر الواحد؟ ما هذا إلاّ دور في هذا المجال، وكان السيد الشهيد يريد أن يثبت أنّ هذه الرواية تفيد اليقين، لانّ الشيخ الكليني كلّما ينقل ويقول: أخبرني، فلا نشك في اخباره، والذي أخبره هو محمد بن عبد الله ومحمد بن يحيى العطار، وهما من أعاظم الشيعة لا نحتمل في حقّهم أنّهم كذبوا أو أخطأوا ويحصل القطع من نقلهما، وهما ينقلان عن عبد الله بن جعفر الحميري الذي هو من الاعاظم، وهو ينقل مباشرةً عن السفير الاول للامام سلام الله عليه، والسفير يقول: أنا رأيت الخلف بعيني.

    فهذه الرواية لوحدها يمكن أن يحصل منها اليقين، وهي واضحة في الدلالة على أنّه قد رئي الامام صلوات الله وسلامه عليه.

    وهناك رواية أخرى تنقل قصة حكيمة بنت الامام الجواد سلام الله عليه، وهذه القصة مشهورة، ولكن لا بأس أن أشير إلى بعض مقاطعها، وهي مذكورة في كتاب كمال الدين وغيره.

    تنقل حكيمة: بعث إليّ أبو محمد سلام الله عليه سنة خمس وخمسين ومائتين في النصف من شعبان وقال: يا عمّة اجعلي الليلة إفطارك عندي فإنّ الله عزوجل سيسرّك بوليّه وحجّته على خلقه خليفتي من بعدي، قالت حكيمة: فتداخلني لذلك سرور شديد وأخذت ثيابي عليّ وخرجت من ساعتي حتى انتهيت إلى أبي محمد (عليه السلام) وهو جالس في صحن داره وجواريه حوله، فقلت: جعلت فداك يا سيدي الخلف ممّن هو؟ قال: من سوسن ـ في بعض الروايات سوسن، وفي بعضها نرجس، وفي بعضها شيء آخر ـ وقلت أنّ هذه الاختلافات لا يمكن أن يتشبّث بها شخص ويقول هذه الروايات مردودة لانّها مختلفة، فان هذا ليس له أثر ـ فأدرتُ طرفي فيهنّ فلم أرَ جارية عليها أثر غير سوسن، قالت حكيمة: فلمّا صلّيت المغرب والعشاء أتيت بالمائدة فأفطرت أنا وسوسن وبايتّها في بيت واحد، فغفوت غفوة ثم استيقظت، فلم أزل مفكرة فيما وعدني أبو محمد من أمر ولي الله، فقمت قبل الوقت الذي كنت أقوم في كلّ ليلة للصلاة، فصلّيت صلاة الليل حتى بلغت الى الوتر، فوثبت سوسن فزعة وخرجت فزعة واسبغت الوضوء، ثم عادت ـ يعني امّ الامام المهدي (عليه السلام) ـ فصلّت صلاة الليل وبلغت الوتر، فوقع في قلبي أنّ الفجر قد قرب، فقمت لانظر فإذا بالفجر الاول قد طلع، فتداخل قلبي الشك من وعد أبي محمد (عليه السلام)فناداني من حجرته: «لا تشكّي وكأنّك بالامر الساعة»، قالت حكيمة: فاستحييت من أبي محمد وممّا وقع في قلبي ورجعت إلى البيت خجلة، فإذا هي قد قطعت الصلاة وخرجت فزعة، فلقيتها على باب البيت فقلت: بأبي أنت وأمي هل تحسّين شيئاً؟ قالت: نعم يا عمّة إنّي لاجد أمراً شديداً، قلت: لا خوف عليك إن شاء الله، وأخذت وسادة فألقيتها في وسط البيت وأجلستها عليها وجلست منها حيث تقعد المرأة من المرأة للولادة، فقبضت على كفي وغمزت غمزةً شديدة ثم أنّت أنّة وتشهّدت ونظرت تحتها فإذا أنا بولي الله صلوات الله عليه متلقّياً الارض بمساجده(الغيبة للطوسي: 234 ح 204.).



    العامل الرابع :

    وضوح فكرة ولادة الامام المهدي (عليه السلام) بين الشيعة، فالذي يقرأ التاريخ ويقرأ الروايات يفهم أنّ الشيعة من الزمان الاول كانوا يتداولون فكرة الامام المهدي وأنّه يغيب، وكانت قضية واضحة فيما بينهم، ولذلك نرى أنّ الناووسية ادعت أنّ الامام الغائب هو الامام الصادق (عليه السلام)، ولكن بعد وفاة الامام الصادق اتضح بطلان هذه العقيدة، والواقفيّة ادعوا أنّ الامام المهدي الذي يبقى هو الامام موسى بن جعفر سلام الله عليه، والفت النظر الى ان هذا لا ينبغي سبباً لتضعيف فكرة الامام المهدي، بل بالعكس، هذا عامل للتقوية، لانّ هذا يدل على أنّ هذه الفكرة كانت فكرة واضحة بين الاوساط، ولذلك ينسبون إلى بعض الائمة نسبة غير صحيحة وان هذا هو الامام المهدي أو ذاك.
    وإذا راجعنا كتاب الغيبة للشيخ الطوسي نجده يذكر بعنوان الوكلاء المذمومين عدّة، منهم: محمد بن نصير النميري، أحمد بن هلال الكرخي، محمد بن علي بن أبي العزاقر الشلمغاني، وغير ذلك إلى عشرة أو أكثر من الذين أدعوا الوكالة والسفارة عن الامام كذباً وزوراً وخرجت عليهم اللعنة وتبّرأ منهم الشيعة.

    وهذا العامل أيضاً لا يكون سبباً لتضعيف فكرة الامام المهدي وولادته وغيبته، بل هذا في الحقيقة عامل للتقوية، اذ يدلّ على أنّ هذه الفكرة كانت واضحة وثابتة، لذلك ادعى هؤلاء الوكالة كذباً وزوراً، وخرجت البراءة واللعنة في حقهم.



    العامل الخامس :

    ان قضية السفراء الاربعة وخروج التوقيعات بواسطتهم قضيته واضحة في تاريخ الشيعة، ولم يشكك فيها أحد من زمان الكليني الذي عاصر سفراء الغيبة الصغرى ووالد الشيخ الصدوق علي بن الحسين والى يومنا، انه لم يشكك أحد من الشيعة في جلالة هؤلاء السفراء ولم يحتمل كذبهم، وهم أربعة:

    الاول: عثمان بن سعيد أبو عمرو، وكان يبيع السمن في الزقاق، وكانت الشيعة توصل له الكتب والاموال فيضعها في الزقاق، حتى يخفي القضية ثم يوصلها الى الامام، وكان هذا وكيلاً عن الامام الهادي وعن الامام العسكري وبعد ذلك عن الامام الحجة صلوات الله عليهم.

    الثاني: محمد بن عثمان بن سعيد.

    الثالث: الحسين بن روح.

    الرابع: علي بن محمد السمري.

    هؤلاء أربعة سفراء أجلّة، خرجت على أيديهم توقيعات ـ استفتاءات ـ كثيرة، نجد جملة منها في كمال الدين، وفي كتاب الغيبة، وكتب أخرى.

    ان هذه السفارة والسفراء الذين ما يحتمل في حقّهم الكذب، وخروج هذه التوقيعات الكثيرة بواسطتهم هو نفسه قرينة قويّة على صحة هذه الفكرة، أي: فكرة ولادة الامام المهدي، وعلى أنّه غائب صلوات الله وسلامه عليه.



    العامل السادس :

    تصرّف السلطة، فان تاريخ الاماميّة وغيرهم ينقل أنّ المعتمد العباسي بمجرّد أن وصل إلى سمعه أنّه ولد للامام مولود أرسل شرطته إلى دار الامام وأخذوا جميع نساء الامام واعتقلوهنّ حتى يلاحظوا الولادة ممّن؟ طبيعي بعض التاريخ ينقل أنّ القضية كلها كانت بإرشاد جعفر عمّ الامام المهدي، وهذا غير مهمّ، فان نفس تصرّف السلطة قرينة واضحة على أنّ مسألة الولادة ثابتة، وإلاّ فهذا التصرف لا داعي إليه.



    العامل السابع :


    ان كلمات المؤرّخين وأصحاب التاريخ والنسب من غير الشيعة واضحة في ولادة الامام المهدي، منهم:
    ابن خلكان قال: أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري، ثاني عشر الائمة الاثني عشر على اعتقاد الامامية، المعروف بالحجة، كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين(وفيات الاعيان 4: 176 رقم: 562 (.

    والذهبي قال: وأما ابنه محمد بن الحسن الذي تدعوه الرافضة القائم الخلف الحجة، فولد سنة ثمان وخمسين، وقيل: سنة ست وخمسين(تاريخ الاسلام 19: 113 رقم: 159.).

    وابن حجر الهيتمي قال: ولم يخلّف ـ يعني الامام العسكري ـ غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين(ـ الصواعق: 255 و 314. (

    وخير الدين الزركلي قال: ولد في سامراء، ومات أبوه وله من العمر خمس سنين(الاعلام 6: 80(.

    إلى غير ذلك من كلمات المؤرخين العامة، وهي تشكّل قرينة على صحة هذه القضية.



    العامل الثامن :

    تباني الشيعة واتفاقهم من زمان الكليني ووالد الشيخ الصدوق وإلى يومنا هذا على فكرة الامام المهدي (عليه السلام) وغيبته، وفي كل طبقات الشيعة لم نجد من شكك في ولادة الامام وفي غيبته، وهذا من أصول الشيعة وأصول مذهبهم.



    حساب الاحتمال :

    هذه عوامل ثمانية لنشوء اليقين، و نحن إمّا أن نسلّم بكثرة الاخبار وتواترها ووضوح دلالتها على الغيبة، ومعه فلا يمكن لاحد أن يجتهد في مقابلها، لانّه اجتهاد في مقابل النص.
    أو لا نسلّم التواتر، ولكن بضميمة سائر العوامل إلى هذه الاخبار ـ التي منها: تباني الشيعة، وكلمات المؤرخين، ووضوح فكرة الامام المهدي وولادته بين طبقات الشيعة من ذلك التاريخ السابق، وتصّرف السلطة، ومسألة السفارة والتوقيعات، وغير ذلك من العوامل ـ يحصل اليقين بحقانية القضية على اثر تراكم القيم في حساب القيمة الاحتمالية لكل خبر الذي يوجب اليقين بالصدق .


    إذن نحن بين أمرين:

    امّا التواتر، على تقدير التسليم بكثرة الاخبار وتواترها.
    أو اليقين، من خلال ضم القرائن على طريقة حساب الاحتمال.

    و بهذا ننتهي الى نتيجة يقينية على وجود الامام الحجة ابن الحسن العسكري عليه السلام و كون ولادته المباركه امر غير قابل للاجتهاد بل لشك ايضا .

    وقد اتضح ايضا ان دعوى كون قضية الامام المهدي قد نشات في القرن الثالث و ان لا وجود لها فيما سبق قضية لا تتعدى التخرض و يكذبها ذلك الكم الهائل من الادلة الموجبة لليقين .

    هذا وقد تكون لنا عودة اخرى ان اقتضى الامر ذلك .

    و الحمد لله اولا و اخرا .

  4. #4

    افتراضي

    الأخ العزيز عراقي
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    نشرتم في عنوان سابق محاضرات الشيخ محمد مهدي الآصفي ، و نشرت ردي عليها ، و كان من الأفضل ان تواصلوا نشر ردكم هذا تحت ذات العنوان السابق حتى يحدث التواصل ، أما ان تشيروا بصورة غامضة الى رد البعض عليه وتشككوا في سريرته ، فهذا لم يكن متوقعا منكم كباحث اسلامي يهمه أمر التوصل الى حقيقة مذهب أهل البيت عليهم السلام
    أحب في الله من يبغضني في الله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني