[align=center]أميركا تطالب هولندا بتسليمه للمحاكمة[/align] [align=center]وسام الدليمي حلاق في هولندا ومقاتل في الفلوجة [/align]

عبد الرحمن الماجدي من أمستردام:

عمل وسام الدليمي (32 عاما) الهولندي من أصل عراقي حلاقا وارتبط بعلاقات صداقة مع عدد من الهولنديين والهولنديات بعد ان قدم من الفلوجة في غرب العراق طالبا للجوء في المملكة الهولندية عام 1996 التي منحته جنسيتها عام 2001. ولم يلحظ اي من أصدقائه او صديقاته اي شك في تصرفاته حتى عام 2003 حين شارك بمظاهرة ضد الحرب على العراق في أمستردام اذ اقدم على اشعال النار في جسده احتجاجا وقد تفهم اصدقاؤه ذلك اذ باتت تلك الطريقة الرمزية في الاحتجاج لاتفارق اكثر التظاهرات اليوم خاصة اذا كان قادتها من الشرق الاوسط. لكن صحافية فرنسية كندية غطت تلك المظاهرة كانت اجرت لقاء مع وسام الدليمي في منزله بمدينة اميرسفورت وسط هولندا صدمت الهولنديين بعرضها لقطات لاعتراف الدليمي الذي خرج من محاولته تلك بحروق في جبهته واحدى يديه وهو يصر على استعداه لقتل نفسه من اجل شعبه ووطنه وهي ذات العبارات التي يرددها انتحاريون متشددون اسلاميا؛ بالرغم من ان وسام الدليمي ليس اسلاميا او متدينا.

وقد عرض التلفزيون الهولندي قبل ايام لقطات من أرشيفه للدليمي وهو يتقافز فرحا بملابسه المزركشة وحليه المعدنية ويحتضن ويقبل احد مقدمي برامج التلفزيون الذي اعلن فوزه بهدية ضمن برنامجه الاستعراضي الذي شارك فيه الدليمي. صدمة الهولنديين جاءت بعد شهرين من اعلان سلطات الامن الهولندية القائها القبض على عراقي شارك في عمليات مسلحة في مدينة الفلوجة العراقية ووجدت لديه اشرطة فيديو واقراص مدمجة يظهر فيها المشتبه به (الذي تبين لاحقا انه وسام الدليمي) يعطي تعليمان لملثمين بكيفية تفجير العبوات الناسفة ضد الجنود ويظهر هو ملثما في شريط اخر بالاضافة الى مشاهد من مدينة الفلوجة التي كان يزورها بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003.

وساد اعتقاد وقت اعلان القاء القبض عليه بأنه متشدد اسلامي وربما كان مرتبطا بتنظيم العاصمة الذي ينتمي له قاتل المخرج الهولندي فان خوخ محمد بوريري الذي ادين وسجن الشهر الماضي بالسجن مدى الحياة. لكن التحقيقات اظهرت لاحقا بعدم اتصال الدليمي بتلك المنظمة المتشددة وانه لم يكن ينوي القيام بأي عمل داخل هولندا.

لقد نجح نموذج وسام دي - حسب التسمية الهولندية الاعلامية للمشتبه بهم بعدم اشهار اسماء ابائهم او عوائلهم كي لايلحقهم اي ضرر من جراء افعال ابنائهم- في افهام الهولنديين ان الاندماج داخل المجتمع الهولندي ليس دائما انكار للارهاب او التشدد بل ربما كان احد الارهابيين هولنديا اكثر من الهولنديين في شكله لكن انحادره القومي وتربيته العشائرية تجعلان منه ازدواجيا في حياته الجديدة ولايتردد عن حمل السلاح وقتل نفسه اذ اماتعرضت منظمومته النفسية للاهتزاز.

أصدقاء وسام الهولنديون يقولون ان وساما يحب المبالغة والمزاح والاستعراض في تبريرهم لاستعداه الموت انتحارا أما ظهوره في أشرطة الفيديو التي وجدتها الشرطة الهولندية في بيته فيبررونها انه كان يصور مشاهد من مدينة الفلوجة فخطفه المسلحون فيها مشتبهين بأنه جاسوس ضدهم لوجود كاميرا تصوير فيديوي معه وقد بقيت تلك المشاهد في كاميرته بعد اطلاق سراحه. لكن لم يتم اعلان خطف اي هولندي من اصل عراقي وقتئذ في الفلوجة او غيرها من مدن العراق حسب رد سلطات الامن الهولندية التي تواصل اعتقاله لارتباطه مع خلية مسلحة في العراق (مجاهدو الفلوجة) مع مشتبه به عراقي اخر قريب منه بتهمة ارهابية وحيازة اسلحة وذخيرة تم العثور عليها في منزله. ومازالت تتفاوض مع السلطات القانونية في الولايات المتحدة الاميركية التي تطالب بتسلمه من الهولنديين وفق ثلاث تهم هي (التآمر لقتل مواطنين اميركيين في الخارج ، والتآمر لاستخدام سلاح دمار شامل، وحيازة متفجرات خلال جريمة عنف).

ومازالت السلطات الاميركية جادة في طلبها تسلمه حيث سينال عقوبة الاعدام لو تمت ادانته لكن السلطات الهولندية حسب مارشح من تصريحات المسؤولين العدليين لوكالة الانباء الهولندية لن يسلموا الدليمي اذا كان سيؤدي ذلك لاعدامه. فربما سيتم تسليمه لو حصلت السلطات الهولندية على وعد من مثيلتها الاميريكية بعدم اعدامه اذ ستكون عقوبة السجن مدى الحياة بانتظاره. لكن محاميه الهولندي السيد فيكتور كوبي يعول على عدم توفر الادلة التي يجب ان تكون مكتلمةوبمتناول القاضي الهولندي وداخل الاراضي الهولندية لتتم ادانته او تسليمه للسلطات الاميركية وربما سينجح حينئذ في تخففيف محاكمته بتهمة حيازة سلاح بدون ترخيص فقط.


[align=center]ايلاف[/align]