واشنطن (رويترز) - حث الرئيس العراقي جلال الطالباني الولايات المتحدة يوم الجمعة عدم التسرع بسحب قواتها من بلاده وقال إنه يتعين تقليص عدد القوات الامريكية في العراق تدريجيا على مدى العامين القادمين.
وقال الطالباني في كلمة ألقاها بفندق في واشنطن "للذين يدعون إلى انسحاب القوات الامريكية فورا نقول إننا نقدر التضحيات التي بذلتها الولايات المتحدة.
"يمكن أن يؤدي انسحاب القوات الأمريكية ومتعددة الجنسيات في المستقبل القريب إلى انتصار الارهابيين في العراق وأن يشكل تهديدات خطيرة للمنطقة."
وقال الطالباني عندما سئل عن الفترة التي يريد أن تبقى فيها القوات الاجنبية في العراق إن الخطة هي تخفيض عدد القوات الامريكية تدريجيا خلال العامين القادمين.
واضاف "لن نحتاج للقوات الامريكية لقتال الارهابيين فحسب بل نحتاج إلى بعض منها لتخويف جيراننا ومنعهم من التدخل في شؤوننا الداخلية."
وينتشر نحو 140 ألف جندي أمريكي في العراق كما تتولى الولايات المتحدة تدريب القوات العراقية تمهيدا لتسليم المسؤولية إليها. لكن تقييما عسكريا أمريكيا أُجري في الاونة الاخيرة شكك في قدرة القوات العراقية على الاضطلاع بمهامها.
وكان الرئيس الامريكي جورج بوش قد ذكر أن القوات الامريكية ستبقى في العراق ما دامت الحاجة تدعو إلى وجودها هناك لكن تأييد الرأي العام الامريكي لذلك تراجع في الشهور القليلة الماضية ويتوقع أن يستمر في التراجع في أعقاب الفوضى التي سادت نتيجة الاعصار كاترينا الذي اجتاح السواحل الامريكية المطلة على خليج المكسيك.
وفي وقت لاحق ابلغ الطالباني مؤتمرا صحفيا مشتركا مع وزير الدفاع دونالد رامسفيلد انه خلال عامين من الان يتوقع ان تطلب الحكومة العراقية من الولايات المتحدة الاحتفاظ "بمجموعات صغيرة من الامريكيين " في "قاعدتين أو ثلاث قواعد صغيرة."
ولم يرد الطالباني بشكل محدد عندما سئل عن عدد القوات الامريكية التي يعتقد أنه يجب أن تبقي في العراق بعد عامين .
وقال "نريد وجودا أمريكيا.ليس العدد الكبير..فقط الوجود الذي يكون كافيا لمنع الاخرين من التدخل في شؤوننا الداخلية."
ولم يوافق رامسفيلد على وجهة نظر الطالباني بشأن مستقبل القوات الامريكية في العراق.
وقال"حتى لا يشير سكوتي إلى أي شيء على الاطلاق يجب الا يكون دعوني ببساطة أقول أن الرئيس العراقي حر في أن يقول أي شيء يريده. وقد فعل ذلك."
وشكا الطالباني من التدخل من جانب سوريا و"الارهابيين" الذين يتسللون إلى العراق.
وانحى باللائمة على أجهزة الاعلام العربية "دون استثناء" في دعم الارهاب.
وقال إن الرئيس السوري بشار الاسد دعاه لزيارة سوريا وسط مخاوف أعربت عنها الولايات المتحدة من أن سوريا تسمح للمقاتلين الاجانب وتمول التمرد لعبور حدودها إلى العراق.
وقال الطالباني الذي من المقرر أن يلتقي مع بوش هذا الاسبوع "مازلنا نأمل ان نرى من خلال الحوار الثنائي أن بامكاننا حل هذه المشكلة."