النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Lightbulb هل يمكن توحد الشيعة؟!

    وجهة نظر
    هل يمكن توحد الشيعة؟

    د. فخري مشكور

    خلق الله البشر بعقل وإرادة، وهي السبب في تنوع سلوك الأفراد والخصلة التي تميز بها الإنسان عن الجمادات، فقد إستجابت الجمادات متثملة بالسماوات والأرض لنداء رب العالمين (إإتيا طوعاً أو كرهاً) بقولهما: (أتينا طائعين)، بينما كان موقف الناس (فمنهم من آمن ومنهم من كفر).

    والعقل والإرادة هما اللذان يميزان الإنسان عن كثير من الحيوانات كالنمل الذي يقتفي أثر النملة الأولى، فيسير جميعه على خط واحد، أو كالخراف التي تتبع الأول في القطيع.

    الإختلاف إذن سنة، وهي سنة مقصودة من قبل الله تعالى في تصميم الخلقة، (ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا)، (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين)، (ولو شاء الله ما اختلفوا).

    إن إرادة الله في جمع الناس على طاعته إنما تمر عن طريق إرادة البشر (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)، (لا إكراه في الدين).

    إذن فالاختلاف بين البشر في التفكير والسلوك سنة طبيعية ولا يمكن أن نتوقع توحد الناس على طريقة واحدة، أو صب أفكارهم في قالب واحد، او تحديد سلوكهم باطار جامد. وحتى في دائرة الإسلام نجد الإختلاف بين المسلم والمؤمن (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا اسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).

    وحتى المؤمنين ليسوا على شاكلة واحدة، فالإيمان سبعون درجة، ولم ترد التعليمات الإلهية بتوحدها في درجة واحدة، بل ورد قولهم عليهم السلام (ولا تسقط الذي هو دونك فيسقطك الذي فوقك). وهو إعتراف ضمني باستحالة توحد درجات الإيمان، ويتضمن قول الرسول (ص): (نحن معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم) إعترافاً ضمنياً وتعاملاً واقعياً مع حقيقية إختلاف الناس في طرق التفكير.

    ولكن هل يعني ذلك انه لا يمكن توحد الناس في اطار مشترك أو جمعهم على محور واحد؟.

    التاريخ القديم والحديث يدلنا على إمكان ذلك بأحد طريقين:

    الأول: إستعمال القوة كما فعل الطواغيت الذين حكموا دولاً عديدة فذوبوا الناس وصبوهم في القوالب التي يريدون كما يفعلون بالحديد والرصاص والنحاس.
    الثاني: بخلق إرادة الوحدة لديهم.

    وحيث أن الطريق الأول مرفوض بداهةً، لكونه مغايراً للشرع والعقل والاخلاق وروح العصر، تعين الثاني الذي يمكن أن يتحقق. وقد تحققت نماذج كثيرة منه، نريد أن نمر عليها سريعاً لنستفيد من امكانية توحد الناس مستدلين بهذه النماذج.

    فالاتحاد الأوروبي نموذج شاخص أمام أعيننا اليوم يضم 25 دولة مختلفة في اللغة والتاريخ والجغرافية والعرق والثقافة، بل أن هذه الدول تحاربت مع بعضها عدة مرات كان آخرها الحربان العالميتان الأولى والثانية، لكنها اليوم تتوحد في إطار واحد فتلغي الحدود بينها، وتسمح بتنقل الأشخاص والبضائع وتوحد قوانينها في التجارة والصحة والتعليم والهجرة والضريبة والضمان الاجتماعي والقوانين الجزائية... الخ، وهي على وشك الإتفاق على دستور واحد، وقبل وضع هذا الدستور فانك اليوم اذا دخلت اليونان، اقلتك وسيلة السفر مخترقاً ايطاليا والمانيا وفرنسا وهولندا و..و.. دون ان تجد شيئاً إسمه حدود أو تواجه حاجز تفتيش.

    ويمثل مجلس التعاون الخليجي نموذجاً آخر للإتحاد في وسط إجتماعي وسياسي يحاول كل فرد فيه أن يبرز كرأس، لكنهم توحدوا والغوا الكثير من الحواجز التجارية والسياسية، وقبل ذلك فعلت سبع إمارات في الخليج فكونت دولة الإمارات العربية المتحدة.

    وعلى الصعيد العسكري إتحدت ثلاث قارات (أوروبا وأميركا وأستراليا) لكي تشكل أكبر قوة عسكرية في العالم، تؤمن إستقرار أعضاء حلف الناتو (ولن نضرب لحلف وارسو مثلا لأنه من النموذج الأول من التوحد أي المفروض بالقوة).

    وعلى الصعيد الديني تجمع الصهيونية يهود العالم المختلفين في الجنسية واللغة والجغرافية والتاريخ.
    ونواجه مثلا آخر على اللقاء، وإن لم يرْقَ الى مستوى الإتحاد، عندما تقاربت المسيحية واليهودية بإعلان البابا براءة اليهود من دم المسيح، رادماً بذلك الفجوة التي فرقت بين الديانتين. وقبل ذلك تمكن الفرع البروتستانتي من الديانة المسيحية من الإندماج مع اليهودية واعتبار التوراة الكتاب الأساس والمهيمن على الإنجيل حتى وصل الأمر الى شعار:" إذا أردت أن تكون مسيحياً حقيقياً عليك أن تكون يهودياً حقيقيا".

    كما إتفقت الديانتان على نبذ الخلاف حول توقيت ظهور المسيح إذ ترى اليهودية أن المسيح لم يظهر بعد، وأن مسيح النصارى ليس هو الذي وعد به موسى، بل أن الذي وعد به موسى سيظهر في آخر الزمان، بينما ترى المسيحية أن المسيح ظهر في المرة الأولى قبل ألفي عام وسيعود الى الظهور في آخر الزمان. وقد إتفق الطرفان على الإيمان المشترك بظهور المسيح في آخر الزمان، حيث يقيم دولته التي يترقبها اليهود والنصارى معاً ومركزها فلسطين ويقضي على جميع الكافرين به (وفي طليعتهم المسلمون طبعا). أما هل أن ظهور المسيح في آخر الزمان هو الظهور الأول كما تقول اليهودية أو الثاني كما تقول المسيحية، فهذا أمر مختلف فيه وقد تم الإتفاق على تجميده والتركيز على العنصر المشترك وهو ظهوره آخر الزمان.

    ويشكل هذا الإتفاق الأرضية التي قامت عليها الصهيونية المسيحية التي تمثل الغالبية من كنائس القارة الأميركية والكثير من الكنائس الأوروبية، وعلى هذا الأساس يتبنى الساسة الأميركان وخصوصاً المحافظون الجدد، الإنحياز الى إسرائيل التي هي مقدمة لظهور المسيح.

    إذا كان بإمكان دول مختلفة وشعوب متباينة وعقائد متصارعة أن تتقارب وتتحد فيما بينها، فهل الشيعة بدعاً من الأمر؟. وهل أن ما يفرقهم أكثر مما يجمعهم؟.

    شرطان للتوحد

    في النماذج التي سردناها وفي كل نماذج التوحد يوجد شرطان إذا حصلا حصلت الوحدة أو الإتحاد هما:
    أولاً: المحور أو المساحة المشتركة التي يتفق عليها أفراد المجموعة المراد إتحادها.
    ثانياً: المصلحة المشتركة لجميع الأعضاء في الإتحاد أو الوحدة.

    فالمحور والمصلحة المشتركة هما معاً العلة الموجدة للوحدة.

    قد يكون الشرط الأول (المحور) جغرافياً كما في الوحدة الأوروبية وحلف الناتو، أو سياسياً كما في مجموعة دول عدم الإنحياز أو دينياً كما في منظمة المؤتمر الإسلامي.

    أما الشرط الثاني (المصلحة المشتركة) فقد يكون جلب منفعة (إقتصادية أو سياسية او تقنية ...) أو دفع ضرر (أمني، بيئي، صحي ...).

    والآن نستطيع أن تضع جواباً أولياً على سؤال:

    هل يمكن أن يتوحد الشيعة؟.

    نقول نعم إذا وجدنا لهم محوراً يمثل المساحة المشتركة من الإعتقاد ومصلحة مشتركة تحقق لهم المنافع وتدفع عنهم الأضرار.

    إن المحور (المساحة المشتركة من العقائد) هو الذي يمكن إستخدامه للم صفوف الشيعة أو لتفريقهم، فإذا اردنا أن نوحدهم علينا التركيز على المساحة المشتركة، واذا اردنا تفريقهم علينا التركيز على التفاصيل. والعلماء هم الذي يستطيعون توجيه الرأي العام نحو الوحدة أو التشتت.

    أما المصلحة المشتركة فتتمثل في الحفاظ على الشيعة كمسلمين وككيان حاضن للتشيع الذي هو الاسلام الأصيل، وذلك في مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية التي تهددهم. والواعون هم الذين يستطيعون توعية الرأي العام الشيعي على الأخطار المحيطة بهم والفوائد الحاصلة من إتحادهم.


    الشرط الأول للوحدة: المحور

    يجمع الشيعة محور عقائدي لا يختلف عليه إثنان منهم يمكن إختصاره بما يلي:

    الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل الله ديناً غيره، وبالإيمان بأمامة علي عليه السلام والأئمة الأحد عشر من ولده، بإعتبارهم أهل البيت الذين هم سفينة النجاة، والإيمان بعصمتهم ووجوب موالاتهم والبراءة من أعدائهم، ويأخذ معالم الدين بعد النبي منهم مباشرة في حياتهم، وعن طريق العلماء زمن الغيبة، والمرجعية الدينية تمثل الكيان العلمي الذي يمارس نيابة الإمام المهدي في توضيح معالم الدين والقيام بدور الحاكم الشرعي.

    هذه هي الركائز الأساسية في عقيدة الشيعة والتي بها يكون الفرد شيعياً وبدونها لا يكون، وهذه الركائز هي الأمور المشتركة التي يمكن تفصيلها والذهاب بعيداً في التفصيل حتى لا يبقى إلا بضع عشرات ممن تنطبق عليهم، كما يمكن إعتبارها القدر المتيقن الذي يشمل كل شيعة العالم الذين يعتقدون بهذا الإطار.

    إن التفصيل( والإمعان في التفصيل) يخلق لنا حالة من النفرة و التشرذم الى فئات ومجموعات تفصل بينها حدود وسدود من الجزئيات المتشعبة للإطار العام.

    أما التركيز على المحور فيخلق لنا حالة من الوحدة التي تضم في إطارها الجميع على إختلاف إتجاهاتهم.

    لا يعني التركيز على المحور بحال من الأحوال الإكتفاء به وعدم الإلتفات الى تعميق إيمان الشيعي وترسيخ متبنياته العقائدية، بل يعني الإكتفاء بالقدر المتيقن لأغراض تصنيف الناس الى شيعة وسنة، وعدم طرد الذين لا يؤمنون ببعض تفاصيل هذا المحور (ولو كانت تفاصيل صحيحة) كما يعني أيضاً ملاحظة الظروف الموضوعية التي يمر بها الشيعة والتشيع، وحسن توقيت طرح الجزئيات المختلف عليها لئلا تفتت وحدة الشيعة أمام الأخطار التي تواجههم، ولئلا ينشغلوا بمعارك داخلية فيهزموا في معركة الوجود، ولئلا ينهمكوا في التفاصيل في ظرف تتعرض فيه الأسس الى محاولة إجتثاث.

    إن التوحد أمام الخطر الخارجي مسلك يتبعه جميع العقلاء، وعدم الإنشغال بالعدو الداخلي بوجود العدو الخارجي يعكس حرصاً حقيقياً على الوجود وحكمة يدعو لها الدين الحنيف، وأئمة أهل البيت عليهم السلام. وهذا ما نلمسه من قبول النبي (ص) لإسلام المنافقين وحقن دمائهم. ان تصحيح مناكحة المشركين تعني(في التحليل النهائي) التضحية بأعراض المسلمين في سبيل وحدة الصف أمام العدو المشترك، كما أن عدم إطلاع الله سبحانه وتعالى نبيه على أسماء جميع المنافقين (.. مَرَدوا على النفاق لا تعلمهم، نحن نعلمهم) له دلالة عميقة للمتأمل.

    وتأتي تعليمات النبي (ص) وأهل البيت عليهم السلام في هذا السياق، وقد حرص النبي على منع تكفير أقرب أصحابه بعضهم بعضاً إذا اطلعوا على بعض التفاصيل، وفي هذا الإطار يجب أن نفهم حديث الرسول (ص): (لو اطلع ابو ذر على ما عند سلمان لكفـّره). إن خشية النبي من اطلاع أبي ذر على جزئيات عقيدة سلمان تمثل لنا منهجاً يؤكده ما ورد عنهم: (الإيمان سبعون درجة.. ولا تسقط من هو دونك فيسقطك الذي فوقك).

    وهناك مسألة أخرى ينبغي الإلتفات إليها عندما نغرق في التفاصيل فنُخرج من الاطار العام شريحة أو شرائح من الشيعة. إن خروج أي عدد من الشيعة من الاطار العام بحجة عدم قبولهم ببعض التفاصيل يؤدي الى حرمان الكيان الشيعي من الطاقات الفكرية والسياسية والاقتصادية والمؤسساتية التي تمتلكها تلك الشريحة مما يعني خسارة للمجهود العام للكيان الشيعي، وإنخفاضاً في الرصيد الإجمالي لطاقات شيعة العالم.

    ولا يخفى أن إخراج شريحة من الكيان يحتاج الى جهد ووقت لإخراجها، يقابل ذلك جهد ووقت من الكيان المطرود دفاعاً عن نفسه، وهكذا تتحول الطاقات المرصودة للدفاع عن التشيع أو لنشره الى وقود للحرب الداخلية وهزيمة يشارك في الإعداد لها الشيعة أنفسهم ويحسبون أنهم مهتدون.

    ضرورة توحد الشيعة

    تبرز اليوم ضرورة توحد الشيعة أكثر من أي وقت مضى لعدة أسباب أهمها:

    أولاً: نشر الإسلام:

    توفر منجزات الحضارة المدنية وسائل فعالة لنشر الإسلام في العالم، في ظرف تتعطش فيه البشرية الى منقذ لها من الجاهلية العقائديةالمتمثلة في الالحاد أو الوثنية أو الديانات السماوية المحرفة، ففي الجزء الشرقي من الكرة الأرضية تروج الوثنية وفي الجزء الغربي منها تروج المسيحية وكلا الإتجاهين ينطويان على قدر كبير من الخرافة والإنحطاط الفكري، مما يخلق تناقضاً حاداً بين جوهر الدين وبين البنية الهيكلية للعقل البشري الذي يجد نفسه عاجزاً عن الايمان بالخرافات التي تتضمنها كل من الوثنية أو المسيحية.

    إن أزمة العقل البشري مع الوثنية والمسيحية تتمثل في الصراع القائم بين الفطرة البشرية التي تبحث عن الغيب وتتعلق به، وبين العقل الذي يطرح أسئلة ويطالب بجوابها، وعندما لا يجد هذا الصراع حلاً يضطر العقل للصمت تاركاً للفطرة أن تلهو بمقدساتها أوقات الفراغ أو تركن اليها عند الشدائد.
    أما القيم الخلقية فلم تجد لها أساساً متيناً في الدين، ولذلك تتأرجح بين التقاليد الموروثة وبين المصلحة التي يعبر عنها قانون واللذة والألم.

    وتبقى مساحة السلوك فارغة تماماً تملؤها القوانين التي تسنها الدولة.

    وهكذا تمزقٍ الكيان الإنساني في العصر الحديث بين فطرة متمسكة بقدسية خرافية وعقل يحتج، فلا يجد من يصغي لإحتجاجه، وسلوك حائر لا يعرف مقياساً للخطأ والصواب.

    إن الإسلام هو وحده القادر على ريَ عطش البشر الى عقيدة تجيب العقل على كل أسئلته، وتشبع الروح في تطلعاتها نحو المطلق وتصنع للسلوك مقياساً قانونيا للحقوق والواجبات يلبي حاجات الإنسان ويحفظ توازن المصالح بين البشر.

    ولكن كيف تجد البشرية الإسلام؟.

    ومن يعرضه لها صافياً من منبعه؟.

    إن السنّة نشروا الإسلام في العالم، لكنهم نشروه أحيانا ملوثاً بما دخل فيه عندما إبتعد عن أهل البيت، فتلونت عقيدته بأحاديث التجسيم، وأحكامه بالتطرف الذي افرز اخيراً إرهاباً أعطى للغرب ذريعة لمحاربة الاسلام، وتقييد الدعوة إليه، بل وحشد الطاقات من أجل غزو الاسلام في عقر داره.
    إن الشيعة هم الوحيدون القادرون على نشر رسالة الإسلام في العصر الحديث، بسبب صفاء المنبع الذي يستقون منه، وبسبب عدم تورطهم في التطرف الذي افرز ظاهرة الإرهاب.

    وإذا أخذنا بنظر الإعتبار وسائل الارتباط الفكري في العصر الحديث، متمثلة في الإعلام المرئي والمسموع والمقروء والذي يتجاوز كل الحدود والسدود، ويهيئ لأي صاحب دعوة نشر دعوته في كل العالم، تجسدت لنا عظمة المسؤولية في حمل رسالة الإسلام ومنهج أهل البيت الى الناس أجمعين.


    ثانياً: إنقاذ التشيع:

    التشيع واجه ويواجه حملة شرسة لتشويهه من قبل أعدائه الذين أتقنوا إستخدام وسائل الإعلام الحديثة، فبثوا سمومهم في أذهان الكثير من المسلمين مستفيدين من خلو الساحة من الإعلام الشيعي المدروس، حتى أصبحت صورة التشيع في ذهن شريحة واسعة من المسلمين السنّة قاتمة مظلمة، تقترن بالشرك أو الإنحراف أو الإنحطاط الأخلاقي والتخلف العقلي. وتكفي نظرة واحدة الى عدد المواقع الوهابية في الإنترنت لإدراك هذه الحقيقة، كما أن جرداً أولياً للمراكز الإسلامية في اوروبا وأمريكا وفحص خطابها يبرز لنا بصورة مهولة كيف أصبحت صورة الشيعة والتشيع قبيحة ومنبوذة في هذه الأوساط.

    ثالثاُ: إنقاذ الشيعة:

    الشيعة في أغلب البلدان يعانون ظلماً يتراوح في طرفيه بين الإقصاء وبين الإبادة في الطرف الآخر. وفي الوسط يقع الطيف الذي يخفي تشيعه حفاظاً على دينه أو دنياه. ولقد كانت شيعة العراق نموذجاً حياً للإضطهاد بسبب المذهب، وقد كشف الله عنهم رجس الطاغية بينما بقي إخوانهم في الدول ذات الأغلبية السنية تعاني درجات متفاوتة من الظلم.

    رابعاً: النهوض بالشيعة:

    الشيعة وبعيداً عن الظلم المباشر الذي يلحق بهم من الحكومات، يعانون بصورة عامة من التخلف الفكري والإجتماعي والثقافي والسياسي، مما يجعلهم متأخرين عن الركب حتى لو رفع الحيف عنهم. فهبوط مستواهم الثقافي جعلهم أرضية خصبة للتيارات المخالفة، وهبوط مستواهم الإقتصادي منعهم من الوصول الى مراكز إجتماعية أو علمية مهمة، وهكذا تظافرت عوامل التخلف لتجعل منهم طبقة عاجزة وتابعة، بينما ملأ المراكز الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية العليا غيرهم، حتى في الدول التي يشكل فيها الشيعة الأغلبية الساحقة كالعراق والبحرين.

    وما من شك أن توحد الشيعة يؤدي الى توحد جهودهم في نشر الإسلام وإنقاذ التشيع من التشويه الذي لحق به، وإنقاذ الشيعة من الظلم الذي يعانون منه، والنهوض بالشيعة في مختلف ميادين الحياة. وهذه الأهداف الاربعة تشكل ضرورة لا ينكرها شيعي عاقل وهي أهداف لا تتحقق في ظل التشتت الذي نعيشه فلا بد من الوحدة.

    ماهي العقبات أمام التوحد؟

    يحرك الإنسانَ نوعان من الحوافز:

    أولاً: المبادئ.

    ثانياً: المصالح.


    وعلى هذا الأساس يمكن العمل للتوحد أو العمل للتفرقة، وتقوم الدعوة الى التوحد على اساس هذين المحفزين أيضاً، فالتوحد مطلوب على مستوى المبادئ وهي النصوص المقدسة في القرآن والسنة، وعلى مستوى المصالح حيث يضمن التوحد تحقيق المصالح المشتركة.
    والعاملون للتوحد يتسلحون بالمبادئ وبمصالح الوجود الشيعي.

    أما العاملون للتفرقة فلا يجدون في المبادئ أي دعم لهم، وتبقى المصالح هي التي تمدهم بالوقود والحركة لبث الفرقة ومنع التوحد، وهي مصالح إقتصادية او سياسية أو وجاهية أو غير ذلك من شؤون الدنيا. ويستعين طلاب الدنيا بالطبقة ذات المستوى الثقافي المحدود للوصول لأهدافهم لأنهم يضطرون لتأطيرها بإطار من المبادئ يضمن حصولها على قدسية وشرعية تمدها بالوقود اللازم للحركة.

    إن مواجهة هؤلاء تتطلب في الأساس توعية جماهير الشيعة على حقيقة المبادئ الأصيلة التي تدعو للوحدة، وعلى الأخطار التي تحيط بالشيعة لكي يدركوا مصلحتهم الحقيقية في الوحدة.


    من يقوم بتوحيد الشيعة؟

    واضح ان مسؤولية توحيد الشيعة تقع على عاتق جميع المكلفين، لكنها تتوجه في الأساس الى المدركين لخطورة الموضوع والقادرين على المساهمة فيه. ويأتي العلماء في مقدمة هؤلاء، ثم المثقفون الاسلاميون، ثم الشخصيات الإجتماعية والساسية، ثم عموم المكلفين.

    وهذه العملية ينبغي أن توجَّه وتسانَد من قِبـَل أعلى مصدر قرار شيعي وهو المرجعية التي تعطي للعملية دعماً وتعبئةً يكفلان تذليل الكثير من العقبات ويضمنان مساهمة معظم قطاعات الوجود الشيعي فيها.

    وفي الوقت الحاضر تستطيع مرجعية السيد السيستاني التي أثبتت حكمتها في إدارة الأزمات، أن تعهد بالأمر الى أحد الشخصيات ذات الذهنية العالمية لإدارة هذا المشروع.


    آليات تحقيق الوحدة:

    لا ضرورة لتكرار ما ذكرنا سابقاً من ان توحيد الناس على طريقة واحدة أمر مستحيل، والمطلوب هو جمعهم على المحور الواحد الذي يمثل مساحة مشتركة لا يختلف عليها إثنان من الشيعة.

    فلتحقيق الوحدة الشيعية ينبغي تحديد هذا المحور أولاً، ثم تثقيف الشيعة على المصالح التي تحققها
    الوحدة ثانياً.

    يتم ذلك من خلال عدد من البرامج نورد بعضها فيما يلي:

    في الجانب الفكري:

    إصدار كتاب يمثل الحد الأدنى من عقيدة الشيعة (على غرار عقائد المظفر) ونشر هذا الكتاب في المجتمعات الشيعية في العالم وبعدة لغات.

    يساهم هذا الكتاب في وضع الأساس النظري لوحدة الشيعة ويمنع محاولات التفرقة القائمة على تفصيلات غير واردة في هذا الكتاب الذي أقرته المرجعية ميزاناً للتشيع على المستوى العقائدي.


    إصدار رسالة عملية موحدة تمثل الأحكام الشرعية المتفق عليها بين فقهاء الشيعة (تاركين الاختلافات للرسائل العملية الخاصة بكل مرجع). تسهم هذه الرسالة العملية في إبراز فقه واحد للشيعة يرجع إليه عموم المكلفين كمصدر أولي في متناول الجميع، (وسيكون بطبيعة الحال كتاباً موجزاً). كذلك يجري نشره في كافة المجتمعات الشيعية وبمختلف اللغات.

    إصدار كتاب إستدلالي لعقائد الشيعة يتناول النصوص المنشورة في الكتاب المشار إليه في الفقرة (1)

    ويقيم عليها نوعين من الأدلة:

    أـ أدلة من القرآن والسنة وأحاديث أهل البيت.

    ب ـ أدلة من تفاسير السنة وكتب الحديث السنية.

    يخدم هذا الكتاب عدة أهداف فهو يردم الفجوة بين السنة والشيعة، ويقضي على الإتجاه المتطرف عند السنة والذي يحاول تصوير عقائد الشيعة على أنها إنحرافات عن (أهل السنة والجماعة)، ويقدم الشيعة كمبدأ توحيدي يمكن جمع المسلمين عليه، كما أنه يرفد المثقف الشيعي برصيد من الثقافة يتسلح به في نشر ثقافة أهل البيت.

    إصدار كتاب إستدلالي لفقه الشيعة يتناول النصوص المنشورة في الكتاب المشار إليه في الفقرة (2) ويقيم عليها كذلك أدلة من أهل البيت وكذلك من المصادر السنية، ويخدم نفس الغرض.


    إصدار نشرة شهرية تتابع أحوال الشيعة في مختلف بقاع العالم وتقدم اخبارهم الميدانية ودراسات علمية عنهم من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، مما يجعل الشيعي في العالم يطلع على مشاكل عموم إخوانه الشيعة ويعزز الوحدة النفسية معهم، كما يهيئ الأرضية المعلوماتية (قاعدة بيانات) الضرورية لأية عملية نهوض بواقع الشيعة في اي جانب من جوانب حياتهم، وقد يفتح آفاقاً لحلول سهلة لمشكلات مزمنة تعاني منها بعض المجتمعات الشيعية.


    إصدار دليل الشيعة، وهو كتاب دوري يحتوي على أسماء علماء الشيعة وشخصياتهم ومراكزهم العلمية ومزاراتهم وغير ذلك. الدليل يوفر أرضية لتواصل الشيعة مع بعضهم البعض من جهة، وتواصل العالم معهم من جهة أخرى.


    المؤتمر الشيعي الفكري، مؤتمر سنوي يلتقي فيه علماء الشيعة ومفكروهم لمناقشة الإنتاج الفكري الشيعي ورصد المسيرة الثقافية الشيعية والمسيرة الثقافية الإسلامية، وسبل تطوير الفكر الشيعي، وإمكانيات التواصل مع الفكر الاسلامي العام والفكر العالمي، ووضع مناهج التثقيف لمختلف طبقات الشيعة.


    المؤتمر الشيعي العالمي، مؤتمر سنوي يلتقي فيه ممثلو الشيعة في مختلف أنحاء العالم، وقد يعقد في مكة المكرمة لتدارس أوضاعهم والتواصل بينهم من ناحية، والتواصل مع المرجعية من ناحية أخرى.


    ويلاحظ أن جميع النشاطات الفكرية تملك صفحة على الأنترنت يتواصل فيها الشيعة على هذه النشاطات لتقييمها وتطويرها.


    في الجانب العملي:


    يهدف الجانب العملي الى ربط كافة أفراد الشيعة بعضهم ببعض، وربط التجمعات الشيعية بقياداتها الشرعية.

    كذلك يهدف الى الاطلاع وتقييم أحوال الشيعة ووضع البرامج العملية للنهوض بهم في مختلف الجوانب.

    تقوم المرجعية بوضع خطة لقيام مجلس شيعي في كل دولة أو منطقة كبيرة، يضم رجال الشيعة البارزين من علماء وتجار ومثقفين. يجتمع المجلس بصورة دورية ليناقش أوضاع الشيعة وسبل تطويرها، ويشكل المجلس لجاناً متخصصة.

    اللجنة الثقافية: تهتم بالجانب الثقافي (التثقيف الديني والتحصيل الأكاديمي) وتهدف للنهوض الثقافي في الجانبين الديني والاكاديمي، كما تختار اللجنة كل عام عدداً من الطلاب لإرسالهم الى الحوزة العلمية ليطلبوا العلم ولينذورا قومهم اذا رجعوا اليهم، كما تختار الطلاب المتفوقين لأجل دعمهم في مواصلة الدراسات الجامعية والدراسات العليا سواء في الداخل او الخارج.

    اللجنة المالية: تشرف على صندوق خيري يستلم الحقوق الشرعية والتبرعات ويشرف على ادارة مؤسسات لرعاية المحتاجين من الشيعة (ارامل، ايتام، فقراء) تمسك اللجنة سجلات مالية أصولية خاضعة للتفتيش المحاسبي الاصولي، ويحق لجميع شخصيات الشيعة الاطلاع عليه لكي يشعر الناس أن الحقوق الشرعية تصرف في مكانها، الأمر الذي يعزز مكانة العلماء في الأمة.

    اللجنة الإجتماعية: تعنى بدراسة وتطوير الوضع الاجتماعي للشيعة في المنطقة بالتعاون مع اللجنة المالية.

    * * *

    يحظى البرنامج في جانبيه الفكري والعملي يحظى بإشراف ودعم المرجعية وتعين المرجعية سفيراً متجولاً لها يطوف على المناطق لتفقد الأحوال الميدانية للشيعة.

    كما تقوم المجالس الشيعية بإرسال تقارير دورية الى المرجعية التي تخصص مكتباً مركزياً لهذا الغرض يتعاون بشكل كامل مع السفير المتجول للمرجعية.





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    اشكر اخي سيد مرحوم لانه قام بنقل هذا الموضوع الشيق للحوار والمناقشة .
    الحقيقة بحث اكثر من رائع .. خصوصا لمن يجيدون القراءة ما بين السطور . ففيه افكار ورؤى يمكن ان تكون نواة لهذا المشروع .. من قرأ مؤلفات وتعليقات السيد الشهيد الصدر الاول رضوان الله تعالى عليه يعلم ان السيد الشهيد كان يطمح بل وتحرك بقوة في هذا الاتجاه ولا نريد الدخول في تفاصيل ما عاناه ..ولو ان المنية امهلته لكنا راينا انموذجا رائعا للقيادة المرجعية لتوحيد القوى الشيعية تحت خيمة واحدة لكن هذه مشيئة الباري ..شاء الله عزوجل ان يراه شهيدا هو واخته العلوية بنت الهدى رضوان الله تعالى عليهما .
    معلوم ان السيد رحمة الله عليه كان يمثل كلمة السر بين كل القوى الاسلامية ورأينا -بعد شهادته - كيف ان جميع القوى رغم اختلافها العميق انما هناك قاسم مشترك موحد لدى الجميع وهي صورة السيد الشهيد محمد باقر الصدر . تراها معلقة في صدر دواوينهم والكل يفتخر بالوصل به والانتماء له .
    هناك جملة اسئلة في هذا البحث تطرح نفسها وبقوة :
    من الذي لديه الاستعداد لتبني هكذا مشروع حيوي من المرجعيات الدينية والسياسية ؟
    كل القيادات السياسية الشيعية الحالية كانت مقيمة في اوروبا او على الاقل ذهبوا الى هناك وشاهدوا بام العين التجربة الاوروبية , من الذي لديه الاستعداد ليذوب في كيان الاخر ؟
    ماذا عن المصالح الفئوية الضيقة والنفوذ التي يعتبرها البعض من القيادات منتهى اماله ؟

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    166

    افتراضي

    شكرا الى سيد مرحوم على طرح هذا الموضوع وعلى اهتمامه بتوحد الشيعة

    في كثير من المثقفين من رجال الدين وغيرهم من يبحثوم عن ما يوحد الشيعة ويبحثون عن الثقاط المشتركه بينهم والإبتعاد عن ما يفرقهم ويدعون الى الوحدة بينهم

    وفي كثير من يدعون الى الفتنه بين الشيعة من يبحثون عن ما يفرقهم ويقومون بنشر افكارهم الساعيه لتفريق الشيعة عن طريق الكتابه في المنتديات بأسماء مستعاره ونشكر الكتب والمنشورات من غير كتابت اسم المؤلف على نطاق واسع

    وانا اتسائل هل من يسعون الى تفريق الشيعة مراجعهم الذين يرجعون لهم يعلمون عن افعالهم ان كانون يعلمون وراضين بأفعالهم فتلك مصيبه وانكانو لا يعلمون وهم نائمين على اذانهم فالمصيبة اعضم.

    جعفري


    www.alaw7ad.com

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    207

    افتراضي

    شكر للاخ مرحوم على طرحه هذا الموضوع الهام بقلم الدكتور فخري مشكور . وما أحوجنا اليوم إلى الوحدة ونبذ عناصر التفرقة وأن يكون على بالنا دائما حديث الرسول ( ص ) ( إنما تأكل الذئب من الغنم ، القاصية . ) وما أشرس أعداءنا الذئاب وإنهم لم يتحدوا إلا في محاربتنا والقضاء علينا .

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    4

    افتراضي

    الإختلاف سنة الكون وكثير من الناس لايؤمن بذلك لذلك سيخرج مولانا المهدي المنتظر عجل الله فرجه وسهل مخرجه ليملأ الأرض قسطا ً وعدلا بعدما ملئت ظلما ً وعدوانا
    [align=center]الــــســـــيــــــد مـــــصـــــطـــــفــــى الـــمــــبــــارك[/align]

    [align=center]الدمـــام // الـــســـعــــوديــــة[/align]

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2005
    المشاركات
    509

    افتراضي

    [align=center]بحث جداااا رائع
    يقدمه الاخ سيد مرحوم بقلم الدكتور فخري مشكور
    ماأحوج شيعة العراق في هذا الوقت للتوحد والتكاتف وترك التفاصيل والاهتمام بالمحاورالاساسية التي تتفق عليها
    وهنا يأتي دور المراجع بالدرجة الاساس والمنابر الاعلامية لتنبيه الغافلين
    ولم الشمل وطرد ما يسبب هذه الفرقة ونبذه الى ان يعود الى رشده
    مقالة رائعة وتتزامن مع ظروفها[/align]
    تـــــــــ الــــدعــاء معــــصية ــــرك

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    517

    افتراضي

    شكرا لكم سيد مرحوم...............تدري اسمكم يبكيني .......أتمنى ان لا يكون اختيارك لهذا الإسم لأن الدنيا ورتك مصايب كثيرة


    تحياتي لكم


    بالنسبة للدكتور فخري
    بصراحة قال ما يدور في أذهاننا جميعا ضروروة توحد الكلمة بين الشيعة
    و ضروروة الإيمان من قبل جميع الطوائف بأنه يجب التعايش بين أفراد الشعب دون تمييز .

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    207

    افتراضي الرحمة للأحياء والأموات

    [QUOTE=هناء العراق]شكرا لكم سيد مرحوم...............تدري اسمكم يبكيني .......أتمنى ان لا يكون اختيارك لهذا الإسم لأن الدنيا ورتك مصايب كثيرة



    [font=MS Sans Serif]
    أختي هناء ، الرحمة للأحياء والأموات ، ولولا رحمة الله لم نكن كما نكون ، وبالمناسبة أريد أحيانا أن أوصل هذا المعنى لأذهان الناس حيث قرنوا الرحمة بالأموات فقط ، فحينما يسألني بعضهم عن صديقة معينة ، أقول يرحمها الله ، فيشهقوا وأردف مبتسمة الرحمة للأحياء والأموات
    .

    فـ ( مرحوم ) صفة تعني المشمول برحمة الله ، بعكس الملعون وهو المطرود من رحمة الله . وقد يسئ بعض الناس لأبنائهم واحبابهم الصغار ، حين ينادون أحدهم : ملعون ما أعذبه أو ملعون ما أحلاه .[/font]
    التعديل الأخير تم بواسطة بنت الشهيد ; 14-09-2005 الساعة 13:23 سبب آخر: إضافة

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    517

    افتراضي

    صحيح عزيزتي بنت الشهيد

    بس هو يحمل بعض الأسى بطياته
    هذا ما قصدته


    و إلا كلنا نريد رحمة رب العالمين
    و نعيش برحمته الواسعة

    تحياتي العطرة لك عزيزتي

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2003
    المشاركات
    207

    افتراضي

    الأخت الكريمة هناء العراق : تحية معطرة

    نسأل الله أن يذهب برحمته ، الأسى عن السيد مرحوم ، ومن منا لا يحمل الأسى لما يصيب الأمة الإسلامية ، نسأل الله الفرج للجميع . ونعزيكم جميعا باستشهاد العلامة الشيخ العطار أسكنه الله فسيح جناته ، وألهم أهله الصبر والسلوان .

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني