 |
-
الاستخفاف بعقول عامة الناس
[align=justify]جواد الجاسم هو موظف حكومي يعمل مدرساً ، وهو يدعي الاجتهاد مع كونه كغيره من اتباع الفرقة العبد الرسولية يسير على نهج عبد الرسول الإحقاقي .
لعل من أبرز ما يميز شخصيته هو استخفافه بعقلية المستمع ، ولهذا لم يكن (( الجاسم)) أميناً ودقيقاً في كل محاضراته التي كان يلقيها على مستمعيه الذين هم من طبقة العوام البسطاء غير المثقفين .
فقد كان (( الجاسم )) يعول كثيراً على مسألة عدم متابعة المستمع للأفكار التي تطرح عليه ، وقد خَبَرَ ((الجاسم )) اتباعه جيداً ، وعلم أن الظروف الإجتماعية وعوامل التقليد والعصبية الموروثة ، والثقافة الخاصة التي زرعتها عائلة الإحقاقي سوف تحول بينهم وبين التشكيك في أي كلمة تصدر منه ومن غيره من مشايخ الشيخية .
الشيخ الأحسائي سبق العلماء في الاعتقاد بالولاية التكوينية :
قال (( جواد )) في حسينية الحواج بتاريخ 18/11/1424هـ : ((وعندما تحدثت مع عالم من علماء النجف الأشرف وقلت له بالتو تؤمنون بالولاية التكوينية والتشريعية ، وقد تحدث عنها شيخنا الجليل الأوحد بأكثر من مائة وثمانين سنة ، وأنتم لتوكم الآن تتحدثون عنها ، قال هكذا شأن العظماء لا يعرفون إلا بعد مئات السنين )).
أقول : هكذا حاول (( الجاسم )) تصوير المسألة وكأن الولاية التكوينية من إبداعات الشيخ الأحسائي ، ليمرر على العوام أكذوبة حقد العلماء على الشيخ الأحسائي ، ذلك الحقد الذي دعاهم إلى نبذ فكرته التي اعتقدوا بها أخيراً بعد أكثر من مائة وثمانين سنة .
وقد غاب عن (( الجاسم)) أن بعض علماء السنة والشيعة قبل ولادة الشيخ الأحسائي كانوا يعتقدون بالولاية التكوينية ، وهنا أكتفي بذكر أسماء بعض أولئك العلماء :
1ـ ابن العربي . راجع الفتوحات الباب 361.
2ـ الاسفرائيني . راجع لوامع أنوار الكوكب الدري ج1 ص 204.
3ـ الحافظ البرسي راجع. كتابه مشارق أنوار اليقين .
4ـ ابن أبي الحديد المعتزلي. راجع كتاب مشارق أنوار اليقين ص 44.
5ـ نصير الدين الطوسي.راجع شرح الاشارات ج3 ص 389.
6ـ ابن أبي جمهور الأحسائي .راجع عوالم العلوم ص 49.
وغيرهم من السابقين والمعاصرين للشيخ الأحسائي كصدر المتألهين والعلامة المجلسي والحكيم السبزواري ، وقد سبق هؤلاء كلهم أصحاب الأئمة وكثير من رواة أحاديثهم ، فالاعتقاد بالولاية التكوينية ليست من إبداعات الشيخ الأحسائي ، وقد سبق الشيخَ الأحسائي في الاعتقاد بها الكثيرُ من العلماء والمحققين .
عدم التوثيق والاعتماد على المصادر غير الموثوقة :
قال (( جواد)) في محاضرة ألقاها في قرية العقار في ذكرى وفاة الشيخ أحمد الأحسائي : (( تحديداً قبل ستين سنة في الأحساء حيث أصيب العالم بأسره بالطاعون ومر على كثير من البيوتات في العراق وإيران والشام ومصر وأوربا وكذلك مر الطاعون على الأحساء والهند وغيرها من البلاد .
فأخذ من أخذ وقتل من قتل ، ولكن ببركات الامام المصلح والعبد الصالح وببركات المولى المقدس الميرزا علي وببركات أيضا خادم الشريعة في أوائل صباه وفي أوان بلوغه عندما كان في الاحساء لما مر الطاعون على هذه المنطقة واستفحل أخذوا يأتون إلى بيت الإنسان يكتبون بيتاً من الشعر يكتب الميرزا علي يكتب الامام المصلح ويكتب خادم الشريعة هذا البيت :
أريد منك أمــاناً يا ابن فاطمة
ممستمسكا بيدي من طارق الزمن
من فـاطم وبنيهـا بعد و الدها
والمرتضـى حيدر أعني أبي حسن
وهذا البيت ينبغي أن يكتب في الكفن ، لأنه أمان من عذاب القبر وضغطة القبر . هنا لما كانوا يكتبون على بيت واحدٍ يبتعد الوباء ولا يدخل فيه ببركات أنامل تلك الأشخاص الطاهرين وببركات هذه الكلمات التامات التي هي كلمات الله التامات التي انزجر بها العمق الأعظم . . . )).
أقول : ولم يذكر (( جواد)) كعادته مصدر هذه القصة العجيبة والغريبة ، فهل ذكرها أحد من المؤرخين الذين يعتمد عليهم ؟ أم هي من القصص التي ينسجها الكذابون و يتناقلها عوام الشيخية ، ككثير مـن القصص التي لا أصل لها؟!
وخيراً فعل (( الجاسم )) عندما لم يذكر مصدراً لهذه القصة ، وذلك لأنه إن فعل فسيذكر مصدراً غير موثوق يقنع به نفسه والعوام البسطاء ، بالضبط كما فعل عندما أحال إلى كتاب الميرزا عبد الرسول الأحقاقي (( قرنان من الإجتهاد )) لتوثيق كلامه الذي كان مدحاً في الميرزا عبد الرسول نفسه ، قال ((جواد الجاسم)) في نفس المحاضرة السابقة : ((وينشأ الفتى ـ أي عبد الرسول ـ ويضحى ذا ناطقة قوية يلقي المحاضرات ويلقي الكلمات ويلقي النشاط العلمي في كربلاء والكاظمية والبصرة وتبريز وغيرها من المحلات العلمية ، حتى أنك تراه في صغره بعد أن بلغ مرحلة الاجتهاد بدأ يدرس البحث الخارج وهو شاب يافع ويلقي البحث الخارج ويحضر له الكثير من طلاب العلم الدينيين ويمكن للإنسان أن يرجع إلى قرنين من الاجتهاد ليرى تلك السيرة الإيمانية العظيمة ...)).
هكذا يثني ((الجاسم)) على الميرزا عبد الرسول في الوقت الذي يتهجم فيه على علمائنا ويصفهم بالحقد والحسد و نعوت أخرى ككونهم لا دين لهم ولا ورع ، ولكن قيل قديماً الطيور على أشكالها تقع ، فجناب الميرزا عبد الرسول لا تقل قريحته القصصية جودةً عن قريحة ((جواد)) كما لم تكن شطحاته أقل من شطحاته ، وهنا أكتفي بذكر بعض النماذج لعلها تغني القارئ الكريم عن مراجعة التهريجات الموجودة في كتاب (( قرنان من الإجتهاد )).
1ـ قوله باجماع العلماء على طهارة دم الامام. راجع مستدرك أحكام الشريعة ص 13.
2ـ قوله بأن مظلومية الحسين عليه السلام كانت ليوم واحد فقط بخلاف الأوحد فقد ظلم أكثر من مائتين سنة ، راجع مستدرك أحكام الشريعة ص 27.
3ـ قوله بأن من ترك طواف النساء وجامع زوجته يكون جماعه زنا والولد الناتج ولد زنا . في شريط مسجل ، وهو منتشر بين يدي الناس .
4ـ قوله بحرمة جماع الزوجة في خصوص الحيض وحليته مطلقاً في غير ذلك . راجع المستدرك ص 73.
5ـ حلية أكل ما علم انه ميتة والحكم بطهارته ما دام في سوق المسلمين . المستدرك ص 110 .
6ـ حكمه بوقوع عامة الشيعة في الشرك الخفي إلا أتباعه يقول الميرزا عبد الرسول في الفجر الصادق العدد : 40: ((طهروا أرواحكم من الشرك الخفي باتباعكم للعقائد الأوحدية الخالصة ،وطهروا أموالكم بإخراج الخمس والحقوق الشرعية)).
و صدر في العدد رقم ((41))من مجلة الفجر الصادق جمادى الثاني / 1424 هجرية في ص رقم (6 و 7 ) ((سؤال : ما هو الفرق بين الحكمة والفلسفة السائدة في الحوزات غير الأوحدية وبين الحكمة في مدرسة الشيخ الأوحد أعلى الله مقامه ؟
الجواب : الحكمة في الحوزات غير الأوحدية متصلة وتستقي غالباً من المدارس الفلسفية اليونانية والصينية الملحدة التي يشتم منها رائحة الشرك , أما حكمة الأوحد أعلى الله مقامه فهي مستفادة من كلمات أهل البيت عليهم السلام وقد صرح بذلك في كتبه)) .
7ـ قوله بأن المرجعية وصية قال عبد الرسول في لقاء الفجر الصادق معه في العدد 41 (( والمرجعية إضافة إلى ما سبق هي وصية من المرجع السابق إلى المرجع اللاحق لما يجد فيه من شروط أهلية تحمل الأمانات لأنه ينظر بنور الله ولا يرشح إلا من يراه مرضياً من قبل مولاه صاحب الولاية الكلية الإلهية )) .
هذا هو حال الميرزا عبد الرسول الذي شهد علماؤنا الأعلام بعدم اجتهاده . قال الميرزا جواد التبريزي حفظه الله لما سئل عن الميرزا عبد الرسول: (( الشخص المذكور لا نعرفه بالاجتهاد ، بل ثبت بخبر الثقات من أهل الخبرة عدم اجتهاده )). وقال في جواب آخر : (( لم نكن نرى اجتهاد الشخص المذكور ولم نغير رأينا فيه )).
وقال الشيخ ناصر مكارم الشيرازي حفظه الله : (( هو غير معروف بالاجتهاد في الأوساط العلمية )).
وقال الشيخ بشير النجفي حفظه الله : (( لم يثبت لدينا اجتهاد ميرزا حسن الإحقاقي ولا اجتهاد إبنه عبد الرسول )).
و قد حاول (( جواد الجاسم )) ـ كعادته ـ أن يحرف الحقيقة ، فصور للعوام نفي العلماء لاجتهاد مرجعه على أنه نفي للأعلمية ، فقال في شريط مسجل (( سئل مرجع في (قم) أنت الآن نفيت الأعلمية عن الميرزا عبد الرسول بس هو مو أعلم ؟ فقال : لا خمس طعش واحد بعد مو أعلم )).
((الجاسم)) يخبر العوام بالأمور الغيبية والمستقبلية :
قال (( الجاسم )) في شريط مسجل ، في مقام بيان عدم وجود فكرة المرجعية الوراثية عند الشيخية : (( الآن السيد محمد الشيرازي مات والده السيد مهدي الشيرازي فقام أهل كربلاء فقلدوا إبنه هل نعتبر هذا وراثة ، مات السيد محمد الشيرازي منهو قلدوا ؟ قلدوا أخوه السيد صادق الشيرازي الله يعطيه العمر الطويل . . . مات السيد صادق تتوقعوا من يقلدون من ؟ السيد محمد رضا الشيرازي)).
وقال مبيناً علة القبض على صدام طاغية العراق : (( يقول أحد الأشخاص والله ما الحد ـ أي جسد الميرزا عبد الرسول ـ في الأرض إلا و قبض على طاغية العراق الرجيم . . . أنت يا سيدي ومولاي بركة حقيقة بركة عظيمة وأبشركم أنه ستفتح أرض العراق ببركات زيارته . . . )). [/align]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |