اي والله كم اتمنى ان يزيدنا الأخ ابو الهيجاء او العزيز صيهود من فضلهما ويخبرانا عن مضايف اهلنا في المحرم. كيف يقيمون العزاء حزنا على الأمام ابي عبدالله الحسين عليه السلام.
قد يجيبك الاخ صيهود عن سؤالك حول اقامة مراسيم محرم في المضايف ولكني مااعرفه عن محرم هنا في السويد وبالاخص في فيستروس هو ان يجتمعوا الرجال فقـــــــــــــــــــــــــــط وبدون العائله والاطفال لاخذ الثواب من المجلس وحتى يكون الثواب عظيما ينتقل الحسينيون الى كوبنهاغن ليكملوا اللطم والهضم ( بالعافيه)
اما الاطفال فلهم الله الذي سيرحمهم من تنظير الاباء في الدعوه الى بناء عائله تستمد منهجها من الحسين عليه السلام و السلام
صورة جميلة للمضيف يا اخ علي ذكرتني بمضيفنا العتيق ..
دعوني أسترسل في وصف بعض الصور المضائفية
صورة رقم واحد :
يدق الهاون بأعلى صوت طاحنا القهوة بعد تقليتها وهو تفوح برائحتها التي يعرف طيبها العجم .. يدق , يدق ايذانا منه للاجتماع ..
دق القهوة بالهاون يعني أن القهوة الآن عند مضيف فلان .. تعرفون أن المضايف في القرى المفتوحة وسابقا كانت البيوت من القصب والبردي بمعنى أن الصوت مسموع .. والقهوة تدق بنوبات يعني اذا كان في القرية الصغيرة خمسة مضايف فهم يتناوبون كل يوم عند أحدهم وهنا يكونون علم علم ان القهوة اليوم عند مضيف حجي صيهود مثلاً فيتقاطرون حتى قبل سماع صوت الهاون وحسب الاتفاق .. وحين تدق القهوة في غير وقتها المتفق عليه فهو يعني أن ضيفاً حل فدقت القهوة ايذانا بالحضور ,, واكراما للضيف تدق القهوة في المضيف فيحضر الجميع لتحية الضيوف .. وتدق القهوة في المضيف لسبب طاريء آخر كأن يكون ثمة أمر مهم بحاجة الى اجتماع الكل لمناقشته والاحاطة علماً به ولا يعلم به نفر قليل فيتفقون على دق القهوة بالهاون وبكل قوة , ينطلق الصوت فيجتمع أفراد القرية في المضيف ليشربوا القهوة ويناقشوا الأمر الجديد .
صورة رقم 2 :
في الصيف الجو حار في الجنوب العراقي ( ولكن بفضل القيادة الحكيمة للمهيب الركن أصبح معتدلاً ما علينا =) ) وفي الليل تكون قطرات الندى بمثابة الشمس في الدول الاوربية .. والجلوس والسمر في ليالي صيف الجنوب العراقي وخاصة في ريفه المعطاء كثيرا ما تدق القهوة في الليل بعد الصلاة وتناول وجبة العشاء يجتمع أهالي القرية في أحد المضايف لكن هذه المرة ليس داخل المضيف كما يحصل في النهار انما أمام المضيف تكون ساحة مستطيلة الشكل أو مربعة عرضها بعرض المضيف وطولها لا يصل الى طول المضيف تسمى (المَشْوَل) ولا أعرف مغزا الاسم .. المهم اسمه المشول والجلوس في المشول ليلاً تحت قطرات الندى والنجوم المتلألأه يفرغ روحك من كل هم وأنت ترتشف فنجان القهوة وتدخن سيجارة سومر , على أن تجلس على البارية وهي حصير مصنوع من القصب وهي نفسها التي يغطون بها المضيف من الخارج صفراء اللون ..
الصورة رقم 3 :
في الشتاء وكعادة شتاء الجنوب ممطر , غالباً ما تكون القهوة بعد صلاة الظهر أو الساعة التاسعة صباحا ضحوية .. اذا كان الجو ممطراً وفي داخل المضيف قد أشعلوا النار لتهيئة القهوة عليها ,, والمضيف مبلل من كل مكان وخاصة من قمته المحدبة ,, تأتي ماشيا ونعلك وزنه 10 كيلو من كثرة الطين يُنسيت معاناة حمله بأرجلك المثقلة يُنسيك ذلك المشهد الخلاب الشاعري للدخان المنساب المنبعث من أعلى المضيف خارجا من بين الفتحات الصغيرة المتعرجة بين البواري المغطية لأعلى المضيف ! مشهد ولا أروع ..
اشرب لي فنجان قهوة واروح وارجع لكم ان شاء ونكمل الصور ونتاول كيفية اقامة المآتم بمناسبة محرم ورمضان في مضايف أهلنا ..