 |
-
هل بالمناظرة التلفزيونية تحل مشاكل العراق / القاضي زهير كاظم عبود
هل بالمناظرة التلفزيونية تحل مشاكل العراق ؟
زهير كاظم عبود
لماذا ينزع أحد أطراف المعركة أسلحته ؟
ما الذي يجبره على تدمير صواريخه وتعطيل آلته الحربية وهو يريد القتال والصمود ودخول المعركة؟؟
لماذا لم يزل يعلق آماله من أن تقوم الدول الأخرى بإنقاذ ما تبقى له من قوة وتقنع القوى الكبيرة الأخرى بصرف النظر عن الإطاحة بالسلطة ؟
لماذا تعتقد السلطة العراقية التي رضخت الى قرارات لم تقبلها دولة في التاريخ ولاقبلت بها سلطة تعتز بكرامتها وتاريخها ، أنها تستطيع أن تخلط الأوراق وتلعب على الحبال وتوقع الكبار في خلافات ؟ وهم المعروفين باختلافاتهم في المصالح و الحصول على الغنائم وليس في الدفاع عن القــيم والمبادئ و الدول الفقيرة والشعوب المغلوب على أمرها .
وأذا كانت الحرب ستقع لامحال !! فكيف ستتصدى الحكومة العراقية لهذه القوة العالمية وهي تخسر ليس فقط صواريخها وأسلحة الدمار الشامل التي تحرص على إخفائها ؟ بل تخسر أهم مسألة لم تدركها بعد ، وهي مسألة أسرارها العسكرية ومواقعها التي لم يجروء عراقي على الاقتراب منها وكرامتها وغطرستها التي تميزها .
الحكومة العراقية لم تزل تعلق على جولات التفتيش التي تتمنى أن لانتهى كل الآمال من أجل مد العنق وأطالة أمد الفسحة التي تقع بين التحشيد والتهديد وبين قيام الحرب اللعينة فعلاً أو حصول منفذ يحل المسألة .
دول إسلامية ودول عربية كانت أكثر حرصاً من السلطة العراقية في التفكير للخروج من المآزق العراقي وأيجاد الحلول التي يمكن أن تشكل بارقة أمل لحل واسع يصلح لحل المشكلة وإيقاف تداعيات الحرب التي سيكون ضحيتها في كل الأحوال المواطن العراقي الذي يعيش بلا غطاء ولاسقف يقيه تشظي الصواريخ وانفلاق القنابل ويمنع عنه استنشاق الغازات السامة والجرثومية .
السلطة العراقية لم تزل فاغرة فمها تنتظر الحل الذي يتناسب معها ووفق مزاجها وتقبله هي لاسواها وتلك محنة أخرى ، السلطة العراقية لم تطرح حتى هذه اللحظة أية مبادرة أوحل أو طريقة للخروج من المأزق وتجنيب الناس ويلات حرب هم في غنى عنها ، وربما لديها بعض الأفكار وربما لديها بعض التصورات والحلول ، لكنها غير جريئة في طرحها ، وتأجيلها يكون بعد فوات الآوان .
لم تدرك السلطة العراقية أنها لم تطرح سوى مسألتين ، الأولى أن الرئيس العراقي تمنى أن يجلس مع الرئيس الأمريكي بوش في مناظرة تلفزيونية لاعلاقة لها بجائزة الأوسكار التي تمنح للممثلين ، وقد قتل الرئيس الأمريكي هذه الرغبة في قلب الرئيس العراقي ، والمسألة الثانية حين أستعرض وزير الداخلية العراقي قوات شرطة النجدة التي أستعادت قسم من سياراتها مخاطباً أياهم بمقولة الرئيس العراقي من أن العراق سيقاتل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا بشرطة النجدة .
ولم تزل السلطة العراقية غارقة في أحلامها وتراهن منذ بدايات عملها السياسي على اللحظات الحرجة والأخيرة التي تتوهم أنها ستلقى المفتاح الذي يحل المشكلة ويبقيها لزمن أطول ، ربما أطول من الزمن الذي بقيت فيه بعد انتفاضة العراق في آذار 1991 ، ناسية أو متناسية تغير الزمن وتغير المصالح وتغير أدوات اللعبة السياسية العالمية ورقعة الشطرنج .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |