 |
-
الجعفري في ديترويت العراقية
جعفر الموسوي
اعلامي عراقي - الولايات المتحدة
jafar70@hotmail.com
تمثل ديترويت الامريكية أحد أبرز تجمعات الجالية العراقية في المهجرفيما يعتبرها البعض عاصمة العراقيين في الخارج، أكثر من مئة ألف عراقي يتوزعون في هذة الولاية الصناعية المشهورة بصناعة السيارات، ويعتبر الكلدان المسيحيين النواة الاولى من المهاجرين العراقيين الى ديترويت فيما تشكل الوجود الضخم للجالية الشيعية العراقية في عام 1992 بعد وصول وجبات من اللاجئين العراقيين من رفحاء تبعتهم مجاميع اخرى تم قبولهم كلاجئين عبر مفوضيات الامم المتحدة في سوريا ولبنان والأردن، وكانت الممارسة الإنتخابية الأخيرة التي عاشها هؤلاء في المهجر قد شكلت نسيجا رائعا في تقديم صورة عن عراق موحد في الخارج.
هذه الخصوصية كانت حاضرة أمام الجعفري الذي يمتلك أكثرمن غيره من السياسيين العراقيين عقود تواصل مع جالية ديترويت فالذين كانوا في رفحاء كان الجعفري سباقا لزيارتهم وتوسد معهم معاناة العيش في الصحراء لأكثر من مرة وأما الكلدان المسيحيين فالجعفري لديهم أكثر الإسلاميين إعتدالا في الخطاب وكان لحضوره في مؤتمرهم العام الماضي الأثر الكبير في تصويت الكثير منهم لصالح قائمة الإئتلاف.
زيارة الجعفري الأخيرة لديترويت خرجت عن الطابع الرسمي لوفد رئيس وزراء واقتربت من الواقع الشعبي العراقي كثيرا وأستطاع الجعفري ان يثبت مرة أخرى انه لم تغيره العناوين والمناصب حينما قاطعه شاب عراقي لأكثر من مرة فتوقف الجعفري عن الكلام ليكمل الشاب آهاته فلم يكن من الجماهير إلا أن صوتت للجعفري بعاصفة تصفيق وكأنها تستذكر جبروت صدام وطغيانه في مثل هذه المواقف.
وعندما إستضافه الكلدان حياه المطران ابراهيم إبراهيم بكلمة عرفانية بادلها الجعفري بلباقته المعهودة وراح يمطر سامعيه من المسيحيين بخطاب توحيدي مملوء بالمشتركات فالجعفري خريج مدرسة الدعوة التي خرجت من تحت عباءة محمد باقر الصدر المرجع الشيعي الفريد في شموليته وتعامله مع الأديان والمذاهب الأخرى بروح تسامحية.
الجعفري الضعيف في مواجهة العواطف الجياشة التي تقابله فيها الجماهير حيث لايستطيع حبس دموعه، والقوي بشعبية أخذت تكبر رغم تحديات عدة تعصف بحكومته، فمهما حاول منافسو الجعفري أن يخلقوا قناعة لدى الرأي العام أن الجعفري ليس رجل دولة تزداد قناعة الشارع العراقي في أن صورة الحاكم ذو القبضة الحديدية قد ذهبت بلا رجعة وجاء زمن لايتخلى رجاله ونسائه بسهولة عن
الجعفري وأمثاله الذين تلامس حركتهم نبض الشارع. والذين جاؤا عن طريق صناديق الإقتراع لا بطريق الفرض والقوة.
ديترويت العراقية التي إحتفى رجالها وشيوخها أطفالها ونسائها بزعيم عراقي منتخب مايزال يواجه دسائس الجيران وتحالف الأضداد ، أعطت إشارة واضحة من عراقيي الخارج الى عراقيي الداخل
ان قراءة المشهد العراقي تؤكد ضرورة دعم من نجدهم أهلا للأمانة والنزاهة في زمن كثر فيه الأدعياء.وما يؤكده المرجع السيستاني في دعم الدستور يندرج في إطار إنتخبوا العدالة والنزاهة،
واللبيب من الإشارة يفهم.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |