السلاح النووي الايراني بدا يثير قلق كثير من الدول العربية من جهة و اسرائيل من جهة اخرى ... و تشير التقارير بان ايران ماضية في المشروع بدعم تكنولوجي روسي قوي جدا .. اذ ان روسيا تطمع في خلق كيان حليف لها مشابه للكيان الاسرائيلي في المنطقة يحقق توازن نفوذ معقول في المنطقة بين روسيا و الولايات المتحدة و يرعى مصالحها و يكون معها علاقة استراتيجة تضمن لروسيا الاستفادة من مخزون الطاقة الكبير في المنطقة ... و غيرها من المصالح و تذكر مصادر في المخابرات الروسية ان الاتحاد السوفييتي قبل سقوطة بعدة سنوات قام بتدريب الالاف من عناصر الكي جي بي علي خطط لاختراق المنضومة السياسية الاقتصادية الاجتماعية .. في الشرق الاوسط و الوطن العربي .. و انه قام بتعليم عدة الالاف من الطلبة المتفوقين و الدبلماسيين اللغة العربية بلهجاتها المختلفة لالحاقهم بنشاطات مختلفة هناك ... منها التجارية و منها السياسية و منها العسكرية ... لكن سقوط الاتحاد حال دون المباشرة بالخطة ... .. و اليوم يقوى التحالف الايراني الروسي بشكل ملفت للنظر .. .. و يلاحظ بشكل خاص تطور منضومات الصواريخ الايرانية بتقنيات حديثة ..لم تكن متوفرة لدي النظام الايراني نظرا للحظر المفروض على ايران .. و ايظا هناك تطور كبير و خطير جدا .. في المجال النووي الايراني ...و يؤكد اكثر الخبراء ان ايران قد قطعت شوطا كبيرا في الطريق الى تصنيع راس نووي صغير الحجم ... و القضية لم تعد مسئلة ممكن او غير ممكن .. انما مجرد قضية متى ... و هنا توجد اشكالية على هذا السلاح و مسببات وجوده .. ..... فعند مقارنة ترسانة نووية ايرانية افتراضية (بعد استكمال بنائها طبعا) بالترسانة الاسرائيلة سنجد فرقا شاسعا و هائلا في الحجم و التكنولوجيا و الامكانيات عموما اذ ان ترسانة اسرائيل تقدر تخميننا بعدد يترواح بين 40 و 200 راس نووي يتمتع باحدث التقنيات النووية العالمية .. و سنكتشف عدم قدرة التكنولوجيا النووية الايرانية منافسة نضيرتها الاسرائيلية باي حال من الاحوال ..و في اسواء الاحوال ان قررت ايران ضرب اسرائيل بسلاح نووي سيتم ضرب هذه الصواريخ في مكانها و قبل انطلاقها اصلا من قبل بطاريات مضادة للصواريخ مجهزة باجهزة انذار مبكر من داخل اسرائيل نفسها او من قاعدة امريكية قريبة من الاراضي الايرانية ... و في الحالة الباكستانية كلنا شاهد كيفية تحول تقنية نووية ضعيفة الى نقطة ضعف بدل قوة مفترضة تشكل تهديدا للقوى العدوة ... و ما كان من باكستان سوى الرضوخ للضغوط الامريكية خوفا من تدمير هذه المنشئات على ارضها نظرا للتفوق العسكري الامريكي الهائل.... و للحفاض طبعا على توازن الرعب مع الهند الدولة النووية العدوة للباكستان و التي تملك تكنولوجيا نووية تماثل الباكستان تقريبا في مستواها التكنولوجي و قوتها التدميرة ... .. و هنا لا بد من طرح عدة اسئلة محرجة و مخيفة الى حد ما ... .... ..مثلا.. من سيكون المتضرر و المهدد من قوة نووية ايرانية لن تشكل خطرا او تهديدا لاسرائيل او تركيا مثلا عضوة الناتو القوية.... ؟؟
و ايظا... اذا اخذنا بعين الاعتبار الاسلام الذي قد يعتبر القاسم المشترك بين ايران و الدول العربية الذي قد يمنع نضام الجمهورية الاسلامية المتصدع المتهاوي الان من ممارسة ابتزاز نووي للدول العربية و الخليجية خصوصا .. ..ما الذي سيمنع حكومة ايرانية قومية ان تاتي للحكم بعد انقلاب على النضام الحالي و تمارس ارهاب نووي علينا بعد 10 او 15 سنة مثلا ... هذا ان افترضنا ان النضام الحالي لن يقوم بذلك ...!!
..في حال امتلاك ايران للسلاح النووي كيف ستكون معاملة ايران لنا كدولة عراقية ... و كعدوة تاريخية و بوابة او معبر للخليج الذي تعتبره ايران للان فارسيا بحتا... ..
و ايران تعتبر نفسها على حد قول رفسنجاني نفسه في المقابلة التي اعطاها للعربية قبيل الانتخابات التي خسرها لصالح الاصولي المتشدد احمدي نجاد ... دولة كبرى اقليميا يجب على الولايات المتحدة التعامل معها على ذلك الاساس..!!
فماذا تتصور انت ... ايها القارىء... :
هل ستستخدم ايران سلاحها النووي كورقة ضغط على اسرائيل..
ام ان ايران ستستخدم سلاحها النووي كورقة ضغط على العراق و الدول العربية..
و ما سيكون موقفنا كدولة عراقية مهددة و معرضة لابتزاز نووي فارسي و اذ تذكرنا بان حكومتنا الموقرة قد ادرجت منع التعامل بالسلاح النووي و الكيمياوي و الجرثومي في الدستور رغم ان السلاح الكيمياوي و الجرثومي .. لا يكلف تطويره الكثير و يعتبر عامل توازن معقول.. لنضيره النووي.