قال السيد فضل الله في خطبة الجمعة هذا الأسبوع ما يلي:
"كما أننا في الوقت نفسه نشجب الأعمال الإرهابية في الأردن، التي حصدت العشرات من الضحايا والمئات من الجرحى من المدنيين الذين لا علاقة لهم بالسياسة في هذا البلد، إذا كان القائمون بهذه الأعمال يعترضون على ذلك، وإننا نتصوّر أن مثل هذه الأساليب التي قد تمارس بعناوين إسلامية بما يشوّه صورة الإسلام والمسلمين، تمنح أعداء الأمة الفرصة لإثارة الحرب ضدها، لأن الإسلام لا يجيز هذه الأعمال جملة وتفصيلاً، سواء أكانت ضد المسلمين الذين قد يخالفونها في المذهب أو في الموقف السياسي، أو ضد غير المسلمين من المسالمين". http://arabic.bayynat.org.lb/khotbat/kh11112005.htm
لقد كنا نرى لغة تبريرية للعمليات الإنتحارية التي تقوم بها جهات اسلامية او غير اسلامية في فلسطين. وكان الكثير من هذه العمليات الانتحارية موجهاً ضد ناس مدنيين، يكون فيهم الذي يسير في سوق او طفل او ماشابه. وكلنا يدري ان اعطاء الشرعية لهذه العمليات سمح لتنظيمات اسلامية كثيرة ان توسع دائرة استهدافها لتضرب بهذه الطريقة كل من تراه تنطبق عليه مواصفات القتل بواسطة التفجير الانتحاري.
لقد وصل الحال الى ان يستعمل التفجير الانتحاري ضد المدنيين العزل بشكل يومي واعتيادي ، وتحول التفجير الانتحاري الى ظاهرة طبيعية في مجتمعاتنا الاسلامية تضرب المجتمعات وتؤخر التنمية فيها الخ. العمليات الانتحارية بدأت استناداً على اعطاء غطاء شرعي موجه اساساً ضد اليهود او غيرهم لكنها توسعت لتضرب كل من يحكم عليه اصحاب الفتاوى بالموت بواسطة التفجير الانتحاري اما آن الأوان ان يصار الى الى تحريم كامل لمثل هذه الافعال. ايقاف الغطاء الشرعي لاي عملية من هذا النوع، لأن القتل بواسطة الانتحاريين بدأ في فلسطين ووصل الى العراق والمناطق المسلمة الاخرى، طريق بدأ يتوسع ولا نجد انه سيضيق، خاصة مع وجود جيل شباب جاهل لا يميز بين الجهاد بفلسطين ضد اليهود وبين الجهاد ببغداد ضد الشيعة. هل سيمتلك العلماء الشجاعة كي يحرموا التفجيرات الانتحارية بشكل كامل ولأي سبب كان؟