[align=center]للاطفال عالم خاص في مقاليده وعاداته من خلال اللعب والمرح فيما بينهم ولم تزل الكثير من هذه التقاليد والعادات سائدة بالرغم من التحولات الاجتماعية والحضارية.
وهو بذلك شكل فلكلور خاص بالاطفال بكل ما يحتويه من بساطة وبراءة وصراحة.
وتقاليد الاطفال تتوالد عندما تجتمع مجموعة من الاطفال بعيدا عن انظار الكبار لتخلق لها جوا مناسبا لالعابها واغانيها ومرحها بعيدة عن اجواء الحياة اليومية المعقدة وهذه الرغبة في الانعزال عن عالم الكبار هي رغبة طبيعية يستطيع الاطفال عن طريقها ايجاد عالمهم الخاص بعيدا عن تدخل الكبار، وهم بهذا يخلقون عالمهم واجواءهم الخاصة بعد ان يكونوا قد وضعوا بانفسهم قوانين وتقاليد عالمهم والعابهم بعيدا عن آوامر الكبار.
وفي عالم الاطفال نجد ان هنالك العابا للصبيان واخرى للصبايا، وقد نجد العابا يشترك فيها الجميع وقد تصاحب هذه الالعاب بعض الاغاني قد يؤلف الاطفال بعضا منها او يلجأون الى الاقتباس من اغاني الكبار بعد ان يتم تحويرها لتلائم طبيعتهم الطفولية وعفويتهم ولا تكمن اهمية اغاني الاطفال الفلكلورية في محتوى معنى الكلمات التي تقال بل في المناسبات التي تقال فيها فكثير ما تكون الكلمات ذات اهمية ثانوية بل ان اهميتها ايضا فيما يضيفه الاطفال من كلمات وتعابير جديدة من نتاج عقولهم البريئة وخيالهم الواسع.
وتتسم هذه الاغاني بتوافق النغم والقوافي دون التركيز على المعنى وهذه بعض النماذج.
* احدية ابدية ناصر ديه
شد الكور على الزنبور كام يدور
طلعت ابنية.. من البحر كلها شكر
كلها مكر، كلها عيون التفتكر
* سنبيلة السنبيلة، على النبي صلينا
صلينا.. ما بيتنا الحلواني
حلواني جكجكاني...
ويولع الاطفال كثيرا بالسخرية من بعضهم البعض وايقاعهم في مغالطات كلامية عن طريق اسئلة تبدو بسيطة وبديهية الجواب او ترديد جملة معينة لمرات عديدة فيها تكرار لكلمات معنية على سبيل المثال:
هذا النمنم نمنم من؟
شمس الصيف لوشمس الشتا.
لوري وره لوري.
حبش وخميس تلاكوا على الجسر تعاركوا..
حبش خمش خشم خميس، وخميس خمش
خشم حبش.
والغرض من هذه السخرية عن طريق الحزازير او تكرار الكلمات المتشابهة لايقصد منه السخرية لذاتها. وفقا لما يذكره علماء النفس من ان الطفل لا يستطيع ان يعبر عن كل ما يريد من دون استخدام الايماءات وحتى وان كان في العاشرة من عمره نجده يلجاء الى الاشارة في يديه وعينيه لتساعده على ذلك.
ولعل اكثر الايحاءات والاشارات التي يستعملها الاطفال هي اخراج اللسان تعبيرا عن الاستهزاء والسخرية او ان يلجأ الطفل للسخرية بأسلوب اخر وذلك بوضع ايديهم على جانبي الرأس مع تحريكهما فتبدو اشبه بأذني حمار او ارنب وبشكل عام يرتبط الاطفال اثناء اللعب مع بعضهم البعض برابطة قوية وبشعور بالمسؤولية الجماعية المتبادلة بين افراد المجموعة الواحدة، تشبه تماما تلك الروابط التي تشد افراد الاسرة الواحدة وهذه العلائق بين افراد الجماعة تنمي الروح الجماعية والمسؤولية التي يمتاز بها الانسان على باقي المخلوقات فضلا عن ان هذا الاختلاط له اهمية بالغة لصقل مواهب الطفل وتوسيع مداركه ونمو قابلياته.[/align]