النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي شيعة العراق أمّا الموت وإمّأ الحياة -غالب حسن

    هذه دراسة بالغة الأهمية نشرها الأستاذ غالب حسن في موقع كتابات عن الوضع الشيعي العراقي حاضرا وتصوراته المستقبلية لهذا الوضع. احببت ان اعيد نشرها هنا تعميما للفائدة.

    الحلقة الاولى

    غالب حسن

    كاتب هذه السطور من المهتمين بالشأن الشيعي العالمي منذ زمن طويل ، وبالاخص شيعة العراق ، وقد كتب في هذه القضية الكثير من الافكار و التصورات ، وبكل تواضع جاءت الاحداث مؤيدة ومساندة للكثير من طروحاته في هذا الموضوع ، وقد تحولت الى طروحات لبعض الناس والمؤسسات والمؤتمرين ، وكل من تابع ما كتبه لاحظ الصراحة والوضوح ، ولذا يود ان يقول سوف يتبع ذات الاسلوب ، والمطلوب في هذه الفترة صراحة اكثر ووضوح اكثر، ذلك ان شيعة العراق صاروا بين مفترقين ، إمّأ الموت وإمّأ الحياة ، ولعلم الجميع اذا انتهى شيعة العراق ، سوف ينتهي الشيعة في كل أنحاء العالم ، ففي العراق الحوزة الاصيلة ، والعتبات المقدسة ، وا لتشيع التاريخي ، والشعب الفطري الذي لم يتاثر بحضارة فارس العنصرية ، والعراق هو المناخ الطبيعي للمواسم الشيعية وعلى راسها عاشوراء ، ومن هنا نكتشف مدى الجريمة النكراء التي اقترفتها ايران بخذلان شيعة العراق ، ومدى سذاجة شيعة لبنان في مواقفهم العدائية من شيعة العراق بسبب التبعية العمياء لايران العنصرية ، والعراق مخزن التراث الفكري الشيعي ، وعلى هذا التراث تخرج علماء ايران وعلماء لبنان وعلماء البحرين وباكستان وغيرهم من علماء المذهب الكريم ، وبهذا نفهم لماذا تسعى إيران إلى تهميش شيعة العراق وتحطيم شيعة العراق ! وسوف نتعرض لذلك بالتفصيل .

    الشيعة في ا لعراق هم الحلقة الاضعف في مجرى ما يحصل في العراق الجريح ، ومستقبل هذه الطائفة معرض للأنهيار فيما إذا لم نسارع الخطوات الجادّة لانقاذ الوضع ، وكما قلت ان انقا ذ وضع شيعة العراق الذي ينذر بالخطر أنما هو انقاذ للشيعة في العالم وانقاذ للتشيع في العالم ، فهذه الكيان البشري العقائدي لم يتقوم بشيعة لبنان الذين برزوا في العقود الاخيرة بفضل الوضع السياسي وليس بفضل القيمة الذاتيه ، ونموذجهم أنما هو معتمد على القضية الفلسطيية وليس على القضية اللبنانية ، ولذا يشعرون بخوف شديد من كل حل يقترب من القضية الفلسطينية ، وهم يريدون هذه القضية ساخنة ، ولا يريدون الان تغير الوضع في العراق ، حتى لو أنتهى كل شيعة العراق ، لان المهم ان يبقى صوتهم عالميا ، كما انهم يشعرون بالخوف كلما لاحت ملامح تغيير بمسار ايران السياسي ، لان قوتهم مستمدة من ايران ، وهذا يفسر بعض اسباب التبعية لايران ، أنها تبعية محسوبة بمقتربات المستقبل وليس بمقتربات المبادئ . وشيعة ايران ينتمون الى تاريخ قريب ، والتشيع هناك ليس وليد قناعة بقدر ما هو وليد السيف ، ولذا طالما كان هذا التشيع مهددا من الوهابية ، وهو تشيع هش ، والمستقبل لا يبشر بخير بالنسبة لهذا التشيع، بسبب مفارقات الثورة وتداعياتها الاخلاقية والمبدئية ، وبسبب التوجّه القومي الواضح والانانية التي ابداها رجالا ت الحكم هناك ، فلم ننس مقولة امامة الجمعة بان كل مرجعية خارج ايران عميلة ، ولم ننسى تمزقهم لشيعة الافغان ، ولم ننس توريطهم لشيعة البحرين ، ولم ننس توريطهم لشيعة الكويت ، واليوم يتجاذب الشارع الشيعي الايراني توجهات خطيرة تنذر بانيهار رهيب مورع ، ولذا نقول ونقول أن العراق هو الكهف الحقيقي للشيعة والتشيع فاذا ضاع هذا الكهف سوف يضيع كل شي .

    والان ماهي مفارقات الشيعة في العراق ؟ وما هي مسيرة هذه الفارقات ؟ والى اين سوف تصل بهم الاوضاع ؟ ومن هو المسؤول عن كل هذه المفارقات ؟ وما هي مسؤولية ايران وحزب الله ومحمد باقر الحكيم والاصفي وحزب الدعوة والشريرازيين ومنظمة العمل والذيليين لايران وغيرهم ؟ وكيف الخلاص ؟ وماهي أفق المستقبل القريب والبعيد ؟ وكم تيار شيعي عراقي موجود ؟ وما هو دور دول الجوار من شيعة العراق ؟ واي نظام يمكن ان يكون في صالحهم ؟ هذه الاسئلة وغيرها سنتناولها بالتفصيل في حلقات مقبلة ان شاء الله تعالى ، وسنكون صريحين بذلك صراحة تامة .

    ---------------------------------------------------------------------------------------
    شيعة العراق أمّا الموت وإمّأ الحياة ولا ثالث لهما - الحلقة الثانية

    كان شيعة العراق ولا زالوا على علاقة قلقة بالدولة ، رغم إنهم كانوا العصب الحساس في تأسيسها منذ بدايات القرن السالف ، وهذه قضية معروفة ، وذلك يعود لاسباب عديدة معقدة ، منها مواقف المرجعية الدينية من الحكم والانكليز والوظيفة المدنيّة والتعليم الحديث ، وبطبيعة الحال هذا لا ينفصل عن مُجمل التاريخ الشيعي الذي اتسم بشكل عام بطابع المعارضة ، رغما عن إرادة الشيعة ، وقد جرت هذه المواقف الى تكريس العلاقة القلقة بالدولة ، خاصة وان الحكم الوطني أرتهن للمعايير الطائفية والعنصرية ، الامر الذي زاد من حدّة المشكلة وتعقيدها ، وكان من ا برز النتائح التي ترتبت على ذلك ، توجّه الشيعة العراقيين الى رموزها الروحية لملاً الفراغ القيادي والسياسي وا لفكري ، فارتفع رصيد هذه الرموز في الضميرا لشيعي إلى مستوى القيادة شبه المعصومة ، فربط مصيره بهذا النسق من القيادات ، وأصبح كل وجوده متوقف على فكر ومواقف وسياسة القيادة الروحية المذكورة ، وقد صادف ان هذه القيادات لا تنتمي الى الوطن بالاصالة ، ولا إلى انتماء الشيعة العراقيين القومي ، ممّأ زاد في توتير العلاقة بين شيعة العراق والدولة ، ولان هذه القيادات في صراع وتنافس ، كان جوهر الموقف الشيعي يتبلور حول هذه الصراعات اكثر ممّأ يتبلور حول حقوق الشيعة ووضعهم السياسي ومستقبلهم المدني ! وقد استغلت الاحزاب الوطنية واليسارية هذا الفراغ في الوسط الشيعية ، وعملت على الاستفادة منه لكسب هذا الوسط القلق الى فكرها وصفوفها ، وهذا ما حصل فعلا .

    وحتى النهضة الاسلامية المعاصرة في ا لعراق لم تحرر الشيعة من الالتصاق بالقيادة الروحية على نحو مصيري ، ولذا كان الصراع بين الاحزاب الاسلامية يعكس في جانب منه صراعا بين القيادات الروحية الدينية التي تسيّدت على هذه الاحزاب .

    إنّ هذه الحالة مزّقت الكيان الشيعي ، وخاصّة الكيان الشيعي ا لعراقي ا لى كتل وجماعات على ا ساس الانتمائات المرجعية وليس على اساس المصالح الشيعية ، وإذا كانت هناك حالات استثنائية ، يبرز من خلالها الفكر كحامل واضح ، فإنه سرعان ما يختلط بالاسرة والاسم والرمز ، خاصّة وان المرجعية تتقوّم في مواقفها وحركتها بالاسرة كثيرا !!

    الكيان الشيعي العراقي أذن ممزّق من الداخل ، يحمل في داخله عوامل التشرذم ، والسبب إنّ هذا الكيان ينتمي الى منظومة القيادة المثل ، الى منظومة القيادة الشخصيّة وليس الى منظومة القيادة الموضوعية التي تتخذ من مصالح الشيعة وحقوقهم ودورهم محوراً في صناعة تاريخهم ، وممّأ زاد في بلائهم الجنبة الاسرية في هذه القيادات ، وانتمائتهم القومية و الوطنية الغريبة على العراق ، حيث يضع هؤلاء حساسيّة موقفهم في طليعة أي موقف يتخدونه ، فمالهم وهذه الخراف الضالة ، هناك خطر التسفير وخطر سحب الجنسية وما إلى هنالك من مسائل ذاتية تلعب دورها الخفي الكبير من حيث لا نشعر !

    الجيل المثقف من مسلمي الشيعة لم ينتبه الى المعادلة جيداً ، اندفع في تيار الاسلام الخالص ، يحدوه جمال الفكر وشفافيته ، فلم يلتفت إلى مفارقات التاريخ ، فضيّع الشيعة وضيّع الناس ، هام في المطلق ، وتشبّع بالشعار الذي يقول ( جنسيّة المسلم عقيدته ) ولم يصحُ من هذه الغفلة الا بعد التجربة الايرانية ، فقد تنبّه الى هناك خلفيات طائفية وقومية تتحكم في مسار التاريخ بشكل فاعل .

    الشيء الغريب ، ان شيعة العراق اليوم في أتون هذه المحرقة اكثر من قبل ، نعم ، فهم اليوم تتوزّعهم انسقة القيادة الفردية بشكل مروّع ، يهددهم بالانهيار الكبير ، يتوعدهم مستقبل تناحري قاتل ، وليس من شك ان ايران البلاء من اسباب ذلك ، فهي ساهمت بدرجة فائقة بتكريس هذه الحالة ، ويبدو انها تمتلك مخططا جهنميا لاذكاء هذه الحالة الخطرة ، وسوف ناتي على تشريح هذه القضية لاحقا .

    اليوم شيعة العراق موزايك مخيف ، هناك شيعة السيستاني ، وهنك شيعة آل الصدر ، وهناك شيعة آل الحكيم ، وهناك الشيعة العلمانيون ، وهناك شيعة ولاية الفقيه ، وهناك الشيعة الشيرازيون ، وهناك الشيعة الأسلاميون ، وهناك الشيعة من العشائر ، خليط غريب عجيب ، تماما مثل الخلطة العراقية ذاتها . وفي الحقيقة قد يتصور البعض ان كاتب هذه السطور يبالغ ، ولكنها الحقيقة المرّة ، والدليل على ذلك الصراع الدائر منذ اكثر من عشرين سنة بين هذه الاطياف الى حد اللعنة ، فمن ينكر الصراع بين سيد باقر ومجيد الخوئي أو الصراع بين الحكيم وحزب الدعوة أو الصراع الذي كان بين الشيهد الصدر والسيستاني والخوئية والصراع بين شيعة ولاية الفقية والشيعة الذين لا يؤمنون بهذه النظرية التي تحولت الى سيف مسلّط على رؤوس الناس من شيعة العالم ؟

    كل زعيم شيعي يريد تجيير الشيعة لمشروعه الشخصي وليس لمشروع شيعي واضح ، كل نسق من هذه الانسقة القيادية تملك طموحاً خاصّا بها وبعائلتها وتريد ان تحول الشيعة الى محرقة للوصول الى هذا الطموح اللعين ، وليس في الافق مشروع شيعي يخص الطائفة بشكل جذري بيّن ، وحتى مشروع المجلس الشيعي الاخير الذي اعلن عنه مجيد الخوئي هو محاولة مخجلة للتجيير الشيعة لبيت الخوئي ، وكانت المحاولة مفضوحة بشكل واضح ، خاصة اذا اخذنا بنظر الاعتبار ظروف النشاة و التكون ، وكان مشوع اعلان شيعة العراق طفرة را ئعة ، و لكن الذي قتله تاخره ومن ثم صبيانية سياسية من بعض المؤسسين ، فمات للاسف الشديد .

    المشكلة الرئيسيّة اذن بالنسبة لشيعة العراق هي قيادته الموزاكية المتصارعة ، وقد جاءت ا يران لتزيد في اشتعال هذه النار ، والمستقبل سوف يشهد دورا ايرانيا اكثر خطورة ، بل سوف تحرق شيعة العراق حرقا ، لماذا وكيف ، وما هي بقية فصول القصة ، ؟ في الحلقات المقبلة .

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    الحلقة الثالثة

    غالب حسن

    المرحلة التالية ستكون أعقد مرحلة يمر بها شيعة العراق ، فسيجد الشيعة انفسهم ـ كما هو المفروض ــ في الأيام المقبلة بين يدي فرصة الحرية ، ولو في حدود دنيا ، ولهذا سيكونون أمام أمتحان عسير ، وذلك أنَّ هذه الفرصة ستأتي بعد فترات طويلة من الا ختناق والاضطهاد ، ولكن ما هي مديات الاستفادة من هذه الفرصة بشكل جيد وبنسق واعي من المواقف والتصرف والسلوك ، أنا شخصيّا اشك في ذلك ، إذا بقي الشيعة رهينة القيادات الحالية ، لان هذه القيادات باردة على صعيد التفاعل مع الشيعة في سياق مصلحة الشيعة ككيان بشري ، وأنما هي تعمل في سياق الطموح الشخصي والأسري ، ولذا فأن الصراع الدائر بين هذه القيادات الان سوف تنعكس على الساحة الشيعية بدرجة اكبر و أخطر ، فإنّ هذه القيادات ذات نسق أقطاعي ديني ، يعمل بمنطق العائلة التي يجب ان تتسيّد ، ولا يهمها ما يحصل لهذا الكيان المسكين ، وهي اخطر من القيادات ذات النسق الاقطاعي السياسي ، لانها طعّمت السياسة بالدين والتشيع بطريقة دراماتيكية طقوسيّة بدائية ، فموقع رئيس هذا المجلس او رئيس المؤسسة الفلانية هو عبارة عن خلاصة الشيعة ، وبمثابة القلب ، ولذا يجب تجيير الشيعة ككيان بشري وتاريخي له ولطموحاته ومجده وتطلعاته ، حتى ولو أدى ذلك الى القضاء على الكيان الشيعي برمّته ، تماما مثل المنطق الايراني الذي طرح بان كل خيرات العالم الاسلامي يجب ان يكون في خدمة ايران ، لانها ام القرى الاسلام المعاصر ، وفي المقابل توجد رموز شيعية اخرى تريد رهن الشيعة لايران باعتبارها القبلة الجديدة، ، ويسوقون للناس الحجج الشرعية التي تؤكد على الولاية ، وتبقى الاحزاب الا سلامية ا لشيعية قلقة لا تعرف طريقها ولا سبيلها ، لانها تعتمد فكر الاسلام المجرد ، ومن هنا نستطيع لحد ما ان نتعرف على بعض معالم الازمة القيادية الشيعية ، ومعالم الرمزيّة الشيعية ، فهي إما قيادة اقطاعيَّة دينيَّة ، وإمّأ رمزيّّة تابعة ، واما قيادة حائرة ، لا توجد قيادة أصيلة ، وأنا اتكلم عن القيادات الظاهرة على السطح ، لاننا لا نعرف بالضبط ما هي حقيقة الداخل الشيعية العراقي .

    هذه القيادات سوف تعمل بمنطق التحالفات المتعددة المتغيرة ، وذلك تبعا لمصالحها الشخصيّة وليس تبعا لمصلحة الشيعة ككيان ، تعهدات سوف ترينا العجب ، بين الاخوة الاعداء ، مع ايران ، ضد ايران ، مع الامريكان وضد الامريكان ، مع دول هذه الدولة الجارة وضدها ، تتغير مثل رمال الصحراء ، لان المسألة تتعلق بالمصالح الشخصيّة والاسرية وليس بمصالح الشيعة المساكين ، ولكن ما هو حظ الشيعة من كل هذا التخبط القيادي ؟ فيما اذا كان هناك عقم في الشارع الشيعي العراقي ، ولم تبرز قيادات جديدة تقود هذه المسيرة الضائعة ، سوف يتعرض الجسم الشيعي ا لعراقي إلى مزيد من التمزق والتأكل ، وبالتالي سوف يخسرون فرصة الحياة من جديد ، وبالطبع ان هذا ينعكس على التشيع كطريق في فهم الاسلام .

    ان القيادات والرموز التي تتحرك الان باسم شيعة العراق بشكل وآخر مسؤولة امام التاريخ ، وذلك مثل محمد باقرالحكيم ومجيد الخوئي والشيخ الناصري وقيادات حزب الدعوة ورموز الخط الشيرازي والشيخ الاصفي ، فان مواقف هؤلاء قد تقود ألى نهاية مأساوية لشيعة العراق .


    الحلقة الرابعة

    غالب حسن

    قال لي متدين يحمل في داخله همّ العراق والانسان العراقي ، قال لي : انّ حديثك عن الرموز الدينية الشيعية يتضمن الكثير من الجناية ، وأنا على يقين ، بانَّها سوف تتفق على خطّة واعية ، تعالج اشكالية النهوض بالشيعة في نطاق استنهاض الشعب الانسان العراقي العظيم ، وقد اثار هذا المتدين في نفسي الشفقة ، ذلك أنه لم يعرف واقع هذه الرموز، فهي بعيدة عن مفهوم النهضة ، بعيدة عن تصورات التطور والتقدم ، لا تعيش هذا الهم الكبير ، فأن مثل هذا الهم يحتاج إلى روحية شفافة وفكر عميق وعقل منفتح ، فيما هذه الرموز ذات نسق اقطاعي بغيض ، نسق يتسم بالغموض وا لانكفاء والاستعلاء الاسري التافه ، ولذا يُسمَّون على شكل بيوتات ، ويبقى الجد الاعلى مثلاً تسري كرامته على الاحفاد واحفا د الاحفاد بشكل قدري ساذج !

    هل يمكن ان يجتمع مجيد الخوئي مع محمد باقر الحكيم ـ مثلاً ـ ؟

    لا !

    هنا من على شاشة التلفزة الغربية نرى بام اعيننا لقاءات في غاية الحميميّة بين زعيم الحزب الاشتراكي وزعيم الحزب الرأسمالي بعد انتهاء معاركهم الانتخابية ، ذلك إن الرجلين ينتميان إلى ثقافة شفافة منفتحة رائعة ، أما في المثل الذي نحن في صدده ، فإنّنا نلتقي مع نماذج متخلفة قاسية ، يكنُّ أحدهما للاخر حقداً شديداً يبعث على القرف و الاشمئزاز ، وكلاهما خريج مدرسة الدين ، بل مدرسة العلم الديني ، فاي مفارقة هذه ؟

    إنّ ميدان الصراع بين هذه الرموز ليس الافكار الاستنهاضية ، بل المطامع الشخصيّة التافهة التي يستنكف منها الانسان المثقف ، التي يترفع عنها الانسان الواعي المتشبع بالثقافة الحرة ، الثقافة الا سلامية القرأنية ، وقد رأينا باعيننا مشاهد الصراع بين هؤلاء ، حيث تدنت الى مستوى يثير الحزن ، على هذه الطائفة التي يريد هؤلاء قيادتها وتسييرها !

    شيعة العراق اليوم تحت رحمة هذه النماذج المتخلفة المتحجرة ، والله وحده يعلم المدى الذي سوف يجره اليه هؤلاء المتكالبون على الابهة ومشاهد الكبرياء الزائف ، والغريب انّ بعض الذين يتسمون بالثقافة ينطوون تحت عباءاة هذه النماذج المخيفة ، ويعملون بامرتهم وخدمتهم ، الأمر الذي يكشف عن انتهازية هؤلاء ، بل يكشف عن هزالة فكرهم وضحالة ثقافتهم .

    ان شيعة العراق مهددون بمزيد من الانقسام والتشرذم بسبب هذه الرموز المتهاوية على المكاسب ، والذين لا يملكون اي مشروع حضاري للنهوض بهذه الطائفة المظلومة في نطاق الاستنهاض بشعبنا المسكين .

    لم يجتمعوا ولم يتوحدوا ، لانهم بعيدون عن الله تعالى ، وسوف يسببون لنا الكثير من الماسي والبلاء

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني