أهزوجة سيدة عراقية " يا بشار العبها زين.. ميفيدك.. صدام حسين"!
( اللوبي "الصدّامي" يخيف دمشق جداً، حيث أنه متغلغل في قنوات فاجأت السوريين!)
الخميس 03 أبريل 2003 16:46
سمير عبيد




سيدة عراقية جنوبية تغادر الحدود السورية العراقية، وهي تطلق أهزوجة سمعها جميع المتواجدين في النقطة الحدودية. أهز وجه لها آلاف المعاني، وتحملها آلاف الحناجر العراقية، والمطلعة على مأساة الشعب العراقي من العرب وغيرهم. أنها الرسالة الواضحة التي عبرت عنها هذه السيدة، على أمل أن يبرقها حرس الحدود السوريين إلى رئيسهم الشاب ( الرومانسي). وهي:
(يا بشار اسمع زين ميفيدك صدام حسين!)
أنها على حق فعلا، لأن صدام حسين لا يفيد أي طرف ناصره أو سيناصره، ماعدا الذين أغدق عليهم خيرات العراق من خونة ( الكلمة)، وأصحاب القلم ( المسموم) والحناجر النشاز، سواء كانوا عربا أو أجانب، وهذه حقيقة لا يختلف عليها اثنان.
أن صدام حسين من اكرم الرؤساء العرب مع غير مواطنيه، وابخلهم اتجاه العراقيين. كما أن صدام حسين من اعدل الرؤساء في توزيع الظلم، حيث وزعه على جميع العراقيين بالتساوي، و حتى على أفراد أسرته من خلال مجزرة ( حسين كامل) واللواء الطبيب ( راجي التكريتي) الذي نهشته الكلاب في حدائق القصر الجمهوري وهو حي أمام جميع أعضاء القيادة العراقية وأبنائهم، ويروي شهود عيان أن من أطلق ( الكلاب المدربة) هو (قصي) نجل الرئيس العراقي!.

ولو عدنا قليلا إلى موضوعنا حول (ورطة) بشار الأسد، وأنا قد اختلف مع قسم من الكتّاب وأصر أن السيد ( بشار) في ورطه حقيقية، نتيجة تقاربه مع نظام صدام حسين، حيث أن التقارب مع صدام هو ليس حبّاً بصدام وحاشيته الحاكمة، ولكن عندما تيقن السوريون أن أي ( خلطة) عراقية قادمة بعد صدام سيكون الخاسر الأكبر فيها تنظيم ووجود حزب البعث، وهذا يعني (بتر) إحدى سيقان البعث، ونتيجة ذلك سيكون (البعث) السوري معاقا، وبساق واحدة وبالتالي سيتعرض إلى وعكات نهايتها الموت.
وهذا التنبه جاء بعد منتصف التسعينات ومن خلال متابعة جميع السيناريوهات التي طرحت حول مستقبل العراق، لهذا سارع الرئيس بشار إعطاء أوامره للسيد( ميرو) رئيس الوزراء السوري، والذي ليس له خلاف أيدلوجي مع صدام، لأنه كان مجرد محافظ، وليس من الحرس القديم وبالتالي ليس له هواجس الحرس القديم اتجاه صدام حسين،.
فقام السيد ( ميرو) بجمع أمهر (الصاغة) من دمشق وحلب كي يضعوا تخطيطا لسيف عربي، ومن ثم صياغته ذهبا، ليقدموه إلى السيد (ميرو) كي يطير إلى بغداد حاملا السيف الدمشقي ( الذهبي) ليقدمه إلى الرئيس صدام حسين هدية الحكومة والشعب السوري، مع ( حضنتين) ما كرتين، وبزهو يقوم صدام حسين بسحب السيف من غمده والتلويح به وكأنه يقول إلى الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد ( هل رأيت انتم من جئتم إلى حضرتي وهذا سيفكم بيدي تقدموه بخشوع). ولو دققنا الأمر نجد أن ثمن هذا السيف مدفوع سلفا من خلال:

1. بعد الحرب العراقية الإيرانية التي انتهت عام 1988، وكبادرة حسن نيّة من صدام حسين،أو خبث في نفس الوقت ، قام الأخير بالتنازل عن بئرين نفطيين يقعا على الحدود العراقية السورية( وأشارت له في حينها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية) قي ذلك الوقت.
2. إيعاز صدام حسين إلى السيد عامر رشيد ( وزير النفط السابق) أن يقوم بفتح أنبوب النفط العراقي المار عبر الأراضي السورية حتى البحر المتوسط، مع التشديد على عدم إعطاء الرقم الصحيح لكمية النفط المصدرة، كي يستفاد السوريون ، وهذا ( تهريب منظّم).
3. إيعاز صدام حسين إلى السيد مهدي صالح( وزير التجارة) كي يتفاوض مع السوريين على استخدام الموانئ السورية، ونقاط الحدود بين البلدين، وهذا بمثابة (أنبوب) نفط آخر لصالح السوريين، ونجحوا في ذلك..
4. إيعاز صدام حسين إلى مرتضى ( وزير النقل) كي يكون سفر المسؤولين العراقيين عبر المطارات السورية مع فتح رحله أسبوعية عبر الجو بين البلدين، كما تم فتح خط سكك الحديد ( بغداد- حلب)، ناهيك عن فتح الحدود البرية والسماح للمواطنين العراقيين والسورين بالدخول والخروج دون رسوم ومعاملات، وقد نجحوا في ذلك.

نتيجة هذا كله ( سال اللعاب) السوري، وتأجج الصراع بين الحرس القديم، والجديد حول هذه العلاقة، كما تأجج الصراع بين ارث الأسد ( الأب) الرافض لآي تعاون مع صدام حسين، وبين ارث الأسد ( الابن) الراغب بهذه العلاقة مع قليل من الحذر.
ولكن الذي يعرف سياسة صدام حسين، وله باع في متابعة سياسات صدام حسين يتيقن أن صدام يعمل من تحت ( الطاولة) وهذه لعبته المفضلة دائما، لأنه لا يعطي شيئا دون مقابل أبدا. لهذا استطاع صدام حسين أن يخلق (لوبيا) عراقيا مؤثرا في السياسة السورية وخلال هذه السنوات القليلة الماضية، بحيث أصبح هذا اللوبي خطراً حقيقيا على الساحة السورية، لهذا ترى القيادة السورية أصبحت ينطبق عليها المثل العراقي العتيق ( مثل بلاّع الموس… أن أبقاه جرحه، وأن بلعه قتله!).
كل متابع يعرف أن صدام حسين ومن خلال سفارة العراق في دمشق، ومن خلال الأطياف السورية الزائرة لبغداد، استطاع أن يقوم بعمليات تجنيد رهيبة، كما قام بعمليات رشاوى تصل إلى بعض الرموز العليا في النظام السوري، بحيث هناك أعشاشا أذهلت السوريين أخيرا، خصوصا من خلال عدد المتطوعين وأمور أخرى أكثر خطورة، ولقد نبه لهذا كثير من الصحفيين والسياسيين، وقسم من المعارضة العراقية ولكن الأخوة في سورية لم يسمعوا أبدا.
صدام حسين… يراهن على جر سورية إلى المعركة، وليس مستبعد أن يقوم بحركة ( ما) من خلال الأراضي العراقية، أو من خلال اللوبي الصدامي في سورية، خصوصا وهناك ( إشاعات) تظهر من مصادر لا يستهان بها، أن النظام العراقي تبادل مع السوريين ( أسلحة بأسلحة) وهذا يجعلنا في خوف حقيقي على سوريا عندما يحس صدام بالخطر، كما أن هناك (إشاعات) تقول أن هناك ضباط سوريين كبار تصرفوا من وراء القيادة السياسية في سوريا ببعض العلاقات مع النظام العراقي وخصوصا العسكرية، أي من وراء الرئيس السوري الحذر.
الرئيس السوري الشاب يتمتع بوسيلة إقناع طيبة، هل سيستخدم هذه الوسيلة مع شعبه، ويعترف أنه (خطأ) أو انه (غُرر) به من قبل أطراف سورية، أو يعترف هناك ضباطا في الجيش السوري أساءوا التصرف بحكم العاطفة، وبحكم المشاعر، وليس بحكم انهم مجندون للعراق!!، قد نتوقع هذه المصارحة من الرئيس ( الشاب) مع شعبه،بحكم جرأته، ولكن لا نتوقعها من رئيس عربي آخر.
وأخيرا نقول إلى السيدة العراقية أن أهزوجتك أصبحت على ( طاولة) الرئيس الأسد، كي يفكر بها مليا، قبل أن يفقد المستقبل وهو الشعب العراقي، وقبل أن يفقد الحاضر وهو مصير الحكومة والشعب السوري من الخطر الصدامي، والخارجي.
قلوبنا مع دمشق… احتراما لروح الأسد الغائب الحاضر!.