الشرق الأوسط -الثلاثـاء 13 ذو القعـدة 1426 هـ 13 ديسمبر 2005 العدد 9877

5مجموعات مسلحة مرتبطة بـ«القاعدة» تحرم الانتخابات العراقية لتمكين السكان(السنة) من الاقتراع!!

واشنطن تتوقع دورا سياسيا أكبر للعرب السنة وتراجعا للعنف .. وزعيم عربي سني يدعو إلى هدنة 5 أيام!!!


باريس ـ بغداد ـ واشنطن ـ اف ب:

اعلنت خمس مجموعات اصولية عراقية مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» وبينها الجماعة التي يقودها الاصولي الاردني المتطرف ابو مصعب الزرقاوي انها تعتبر الانتخابات التشريعية العراقية الحالية «محرمة شرعا»، واكدت انها ستواصل القتال في العراق لاقامة دولة اسلامية، فيما دعا احد زعماء العرب السنة في العراق الجماعات المسلحة العراقية الى وقف عملياتها المسلحة خمسة ايام لافساح المجال امام العراقيين للمشاركة في الانتخابات. وفي غضون ذلك رأى السفير الاميركي في العراق ان الانتخابات الجديدة ستعطي فرصة للسنة للحصول على دور سياسي اكبر في العراق، الامر الذي سيساهم في تخفيف حدة التوتر في هذا البلد.


وقال بيان نشر امس على شبكة الإنترنت وقعته خمس مجموعات تصف نفسها بانها «جماعات جهادية سلفية» ان «الدخول في ما يسمى بالعملية السياسية وخوضها والمشاركة بانتخابات "الردة "محرم شرعا ويتنافى مع السياسة الشرعية التي اقرها الله». واورد البيان اسماء «تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين» و«جيش الطائفة المنصورة» و«كتائب ابو بكر السلفية» و«سرايا الجهاد الاسلامي» و«كتائب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر». وأكدت هذه المجموعات «مواصلة العمل الجهادي في سبيل الله (..) وإقامة دولة اسلامية تحتكم بالكتاب والسنة»،

واعتبرت ان «ما يجري في العراق اليوم من مؤامرة على الجهاد والمجاهدين والتي يتزعمها الصليبيون ومن وافقهم على ما يسمى بالعملية السياسية ما هو الا مشروع كسابقه من المشاريع الشيطانية التي يراد منها النيل من المجاهدين ومن العقيدة والسنة».

من جانبه قال الشيخ خلف العليان رئيس «مجلس الحوار الوطني» الذي يشارك في الانتخابات التشريعية في العراق ضمن قائمة «جبهة التوافق العراقية» السنية في بيان تلاه على الصحافيين في مقر المجلس في بغداد «نناشد الغيارى من ابناء العراقيين الميامين الذين نذروا انفسهم في سبيل الله للدفاع عن دينهم ووطنهم وشرفهم، ايقاف العمليات الجهادية ضد قوات الاحتلال والقوات المتعاونة معها خمسة ايام اعتبارا من غد الثلاثاء».
وأضاف ان طلبنا هذا «ليثبتوا للعالم اجمع انهم حملة رسالة وطلاب حق وليسوا غوغائيين او ارهابيين كما يصفهم المحتلون وعملاؤهم !!!!!(...) وانهم المدافعون عن حقوقه والساهرون على مصالحه وذلك بتلبية رغبته بالمشاركة في الانتخابات والحفاط على أمنه ولسلامته وأمن المراقبين الدوليين المكلفين الاشراف على صناديق الاقتراع».

كما طلب العليان من الحكومة العراقية «ايقاف العمليات العسكرية في المحافظات الساخنة عموما وإيقاف عمليات الدهم وحملة الاعتقالات والتصفيات الجسدية». وطالب ايضا بإطلاق سراح المعتقلين في «سجون الحكومة وإلغاء قرار اعتبار محافظتي الأنبار ونينوى مناطق طوارئ».

من جانبه قال السفير الاميركي زلماي خليلزاد في سلسلة من مقابلات مع قنوات تلفزيونية اميركية انه يتوقع مشاركة مكثفة للسنة العرب في هذه الانتخابات، الامر الذي سيؤمن لممثليهم دورا اكبر في البرلمان الجديد خصوصا في اعادة صياغة الدستور الجديد. وقال خليلزاد في حديث لشبكة «اي بي سي» «للمرة الاولى سيشارك السنة بكثافة في الانتخابات وسيمثلون بشكل لم يسبق ان حصل من قبل في الجمعية (الوطنية) الجديدة». واضاف «هذه الجمعية الجديدة ستنظر في العديد من المسائل الاساسية مثل اعادة النظر في الدستور خلال الاشهر الستة المقبلة، الامر الذي قد يجعل الدستور اكثر قبولا من السنة».

واقر خليل زاد بان الانقسامات الطائفية هي مصدر قلق، الا انه عبر عن تفاؤله بان الانتخابات ستعطي فرصة للسنة لحل مشاكلهم مع الشيعة والاكراد بالسياسة بدلا من العنف. وقال ان «واقع ان السنة يشاركون في الانتخابات يدل على الثقة، وربما على تزايد الثقة وعلى ان المشاكل التي يعانون منها مع بعضهم، ومع الشيعة، يمكن حلها بالطرق السياسية. وهذا ما نعلق عليه الآمال».

وفي حديث الى شبكة «سي إن إن» اعلن خليل زاد انه يبدو ان اي حزب لن يحصل على الغالبية في الجمعية الجديدة وان السنة سيحصلون فيها على ما بين 40 و55 مقعدا من اصل 275 ما سيدفع باتجاه قيام ائتلافات لتشكيل الحكومة الجديدة.

وتابع «كما ان السياسة ستصبح اكثر اهمية ونأمل بتراجع موجة العنف»، مشيرا الى احتمال خفض عدد القوات الاميركية بعد الانتخابات.

وقال السفير الاميركي ان انسحابا من العراق «قد يؤدي الى نشوب حرب اهلية بين الشيعة والسنة والامتداد الى المنطقة برمتها»، لكنه اقر بان خفض عدد الجنود الاميركيين في العراق امر «مستحب» حتى ولو كان هدفا على المدى الطويل مرجحا ان «يبدأ السنة المقبلة». واشار الى ان الانتخابات وتدريب الجيش والشرطة العراقيين والالتزام الايجابي للحكومات الاقليمية امور يفترض ان تفسح المجال امام واشنطن لتخفيض عديد قواتها في العراق.

وقاطع السنة بغالبيتهم الانتخابات التشريعية في 30 يناير (كانون الثاني) الماضي، الا ان الاحزاب السنية دعت الى المشاركة باعداد كبيرة في انتخابات هذا الاسبوع بهدف الحد من النفوذ الشيعي الكبير.

وسيشارك في الانتخابات الجديدة ابرز الاحزاب والجماعات العربية السنية، وهي الحزب الاسلامي العراقي بزعامة طارق الهاشمي ومجلس الحوار الوطني للعليان ومؤتمر اهل السنة لعدنان محمد سلمان الدليمي، والتي تخوض الانتخابات في اطار لائحة واحدة تحمل اسم «جبهة التوافق العراقية» التي يتوقع لها ان تكون احدى اربع كتل رئيسية في البرلمان العراقي الجديد الى جانب «الائتلاف العراقي الموحد» (شيعي) و«القائمة العراقية الوطنية» (وطنية ليبرالية) بقيادة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي و«التحالف الكردستاني».



http://www.asharqalawsat.com/details...article=338110