 |
-
الحب بين الزوجين ليس كلمات معسولة فقط
هي زوجة شابة موظفة وأم طفل رضيع.. والزوج رجل مشغول يلهث بجدية وراء لقمة العيش لتأمين مستقبل أسرتهما الصغيرة، والمشكلة هي كيف يعيش ويزدهر حبهما وسط كثرة المشاكل وعدم وجد وقت كاف يقضيه الزوجان الشابان معاً.
فالزوجة الشابة معيدة في إحدى الجامعات وفي نفس الوقت تعد رسالة الماجستير وساعات النهار تقضيها في العمل وعند العودة للمنزل تقسم وقتها بين ابنها الرضيع والأعباء المنزلية الأخرى.. وفي وقت متأخر من النهار يعود الزوج من عمله فيتناولان الطعام في عجلة حتى يتفرغ كل منهما للمشاركة في أعبائهما من رعاية الطفل إلى شراء الحاجات من السوق. وبعد أن ينام الصغير يشعر الزوجان بأن الساعات قد مرت دون أن يتبادلاً حواراً شخصياً وأن التعب زحف عليهما، فيبدأ كل منهما يفكر في كيفية الاستعداد للغد ويتكرر نفس البرنامج يومياً تقريباً.
والمشكلة تمتد أيضاً لبعض ربات البيوت المتفرغات، فتشكو زوجة طبيب جراح متفرقة لأسرتها وأولادها الثلاثة من أن الفتور بدأ يتسرب إلى حياتها الزوجية، بسبب انشغالها هي وزوجها طوال الوقت فهي تستيقظ في وقت مبكر لإعداد الإفطار لأطفالها وللزوج الذي يفضل اجراء العمليات الجراحية في الصباح الباكر وبعد العودة من توصيل الأبناء من المدرسة تستغرق في تنظيف البيت حتى يعود الزوج ومعه الأبناء في الساعة الرابعة حيث يتناول أفراد الأسرة طعام الغداء.. الزوج يستريح لوقت قصير ليذهب لعمله والزوجة تساعد الأولاد في المذاكرة وفي المساء وبعد نوم الأطفال يقضي الزوجان السهرة أمام التلفزيون في صمت وإحساس شديد بالإرهاق.
ويقول خبراء علم النفس ان الزوجة والزوج اللذين يشعران بأنهما لا يقضيان وقتاً كافياً في صحبة أحدهما الآخر يمكنهما ايجاد وسيلة للاندماج بالقيام بالأعمال المشتركة لصالح أسرتهما فإحساس الزوجة أن الزوج يشاركها في بعض الأعباء الأسرية يشعرها بأنه يتعاطف معها.
وعلى الزوجين عدم السماح لشعور الإحباط بسبب احتمال حدوث فتور للعلاقة بالتسرب إلى النفس لأنه سيترتب عليه إحساس بالغضب ولتبرير هذا الغضب ستحمل الزوجة نفسها أو وظيفتها أو أبنائها أو شريكها في الحياة اللوم لما وصلت إليه علاقتهما وهذا لن يحل المشكلة بل سيزيدها تعقيداً.
فالزوجة الواعية عليها إدراك أن المشكلة موقف مشترك بينها وبين زوجها وأن عليها مناقشة الأمر بصدق مع الزوج فهي حتماً ستصل لحل مرضي من خلال المناقشة الهادة وستكتشف أن الوقت الذي يقضيه الزوج في العمل المتصل والساعات التي تقضيها في خدمة أسرتها ما هي إلا تعبيراً عن الحب كليهما للآخر.
ومع مرور الوقت ستدرك الزوجة أن الحب مثل أي علاقة انسانية يطرأ عليها التغيرات والتطورات، وأنها وزوجها يستطيعان الاحتفاظ بحرارة الحب ليس بالكلمات المعسولة وإنما بالنوايا الطيبة، ولكن هذا لا يعني أن تهمل الزوجة في حقوق زوجها بل عليها أن تقدم لمسة حنان له وأن تعد له عشاء شاعرياً في إحدى الأمسيات والخروج معه في نزهة لمكان محبب إليهما.
وهناك نصائح عامة يقدمها الخبراء وتتلخص في النقاط التالية:
ـ عدم وضع أهداف غير واقعية أمام العلاقة الزوجية والإصرار على تحقيقها لأن ذلك قد يؤدي إلى تبديد الطاقة.
ـ عدم الاستمرار لليأس لضيق الوقت وكثرة المشاغل ورفض الزوجة قبول أي التزامات جديدة في مجال العمل حتى لو ترتب على ذلك مكسب مادي لأن المكسب العاطفي يكون في كثير من الأحوال أكثر أهمية.
ـ عدم السماح لفكرة الرومانسية بالسيطرة على الأفكار بل إدراك أن مناقشة مستقبل الأولاد ووضع ميزانية للأسرة أهم من الغزل في عيون المحبوبة.
ـ عدم الاستسلام للمشكلة مع إدراك أن الطفل الرضيع سيكبر والأولاد سيدخلون المدرسة والظروف دائماً تسير نحو الأفضل وبالأمل سيكون الغد أفضل من اليوم.
[glint] [align=justify]
[grade="00008B FF6347 008000 4B0082"]من جار على شبابه
جارت عليه شيخوخته[/grade][/align][/glint]
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |