إعلان إنسحابي من القائمة العراقية
حسين درويش العادلي
Tel – 07901 43 44 23
Abuhabib01@hotmail.com
الإنسان بموقعه الحقيقي يتمثل في أنه يمتلك الذات التي تمتلك مقومات الإرادة والحرية والإختيار. هذه العناصر الهامة تشكل ماهيته النوعية التي تميزه عن كافة المخلوقات. وعلى هذه الأسس يمتاز إختيار الإنسان بأنه ذو قيمة وموضوعية.
لقد قررنا بكل حرية وإختيار وبملئ إرادتنا ومن خلال البحث والإستقرائي الإنضمام إلى القائمة الوطنية العراقية لخدمة العراق والمواطن العراقي. وكان هذا المسعى حسب تقديرنا يمثل الواجهة السليمة التي يستطيع من خلالها الإسلامي الديمقراطي كشخص وكفكر أن يتحرك بشكل يبتعد عن الإزدواجية من جهة، وعن الإنقياد لقوى وقيادات نعتبرها لم تؤد ما عليها من واجبات تجاه العراقيين في الفترات السابقة للإنتخابات في سبيل شق طريق جديد باتجاه الديمقراطية وبناء الإنسان في العراق بعد عصر الإستبداد. وبعد التحاور والنقاش توصلنا إلى قناعة أن التحالف مع القائمة الوطنية العراقية، وحسب التعهدات التي قطعها الدكتور أياد علاوي على نفسه ستعطي مجالاً للتيار الإسلامي الديمقراطي أن يقوم بواجبه الوطني في العراق.
وبعد الإتفاق والتنسيق فقد إعتمدنا منطلق الإنتخابات كآلية متطورة في التجربة البشرية كي نحتكم إلى الشعب في اختياره. وتم عرس الإنتخابات الذي أثبت بشكل لا يدع مجالاً للشك أن الشعب العراقي يرفض بشكل قاطع الإستبداد بمدارسه كلها. ومع هذا الرفض فإنه يرفض كل الأساليب التي تقود إلى عودة الإستبداد وخاصة عن طريق الفعل الإرهابي الذي يحاول أن يصل إلى تخوم السلطة.
وتمت الإنتخابات ونتج عنها ما نتج، وقال الشعب كلمته في هذا المجال. وبانتظار النتائج كاملة فقد حصلت بعض التطورات المؤسفة التي تجعلني أضطر إلى تحديد موقفي مما حصل، وأنا في موقفي هذا فإنني أعلن موقفي كشخص مستقل وليس كممثل للتيار الإسلامي الديمقراطي.
لقد كان اسلوب إدارة الدكتور اياد علاوي وحركته حركة الوفاق الوطني العراقي سيئاً جداً أثر على أسلوب تحرك القائمة العراقية وهي تحالف يضم عدة قوى وطنية عراقية لا تقل أهمية وتاريخ عن حركة الوفاق الوطني العراقي. أسلوب الإدارة هذا المتمثل في التفرد في إتخاذ القرارات والهيمنة عليها انعكس على القائمة العراقية وحملتها الإنتخابية بشكل سيئ جداً، بشكل كان يشعر الآخرين أنهم مجرد أتباع لحركته ولشخصه. كما أن تركيز حركة الوفاق الوطني العراقي فقط على شخصية الدكتور أياد علاوي دون أي ذكر للأعضاء الآخرين ترك تأثيراً سلبياً جداً على وضع القائمة وأسلوب نظرة الناس إليها. لقد ترك التركيز على شخصية الدكتور علاوي وعرض صوره بشكل فردي أثراً سيئاً اثار مشاعر الناس وحرك فيهم ذكريات سيئة من وقت كان الإستبداد والتفرد هو العلامة الفارقة للنظام السابق في العراق. كما كانت حوارات الدكتور أياد علاوي وإثارته قضية الدفاع عن البعثيين في أكثر من مناسبة تعطي إنطباعاً غير مقبول يمس وضع كل من تحالفوا معه في القائمة العراقية جعلنا نشعر أننا في موقع الدفاع عن النفس والدفاع عن قضايا البعثيين.
بالإضافة إلى ذلك فقد تركت زيارة الدكتور أياد علاوي إلى النجف دون تشاور أو تنسيق مع بقية أعضاء القائمة العراقية وما صاحبها من لغط تأثيرًا سلبياً آخر صب في اتجاه إضعاف القائمة وبالتالي فرز نتائج غير مرضية في الإنتخابات. إن الإعتراف بالخطأ فضيلة، وإننا في محصلة نتائج عملية ديمقراطية وفي طريق بناء ديمقراطي سليم في العراق يجب علينا أن نمارس الديمقراطية ايضاً وأن نقيم الخطوات التي قمنا بها حتى على المستوى الشخصي والفردي، كي لا نقع في الخطأ نفسه مرة بعد مرة وكي نمنع تكون فرص جديدة لقوى الإستبداد تستقوي من خلالها لتتحكم في العراق من جديد، ومع هذا التقييم فإننا بحاجة إلى الشجاعة للإعتراف بالخطأ أيضاً.
إن أشد ما أساءنا هو الإعلان الذي أطلقته حركة الوفاق الوطني العراقي من خلال هيمنتها على القائمة العراقية أنها لا تعترف بالإنتخابات وأنها تتحالف مع قوى عرف عنها دعمها للإرهاب والقتل الذي يطال الأبرياء في العراق. وهذا الإعلان الذي تم في بغداد اليوم يمثل الشعرة التي قصمت ظهر البعير، خاصة أن هذه القوى التي يتحالفون معها تكرر كل يوم تقريباً أنها لا تعترف بإرادة الناس ولا بالديمقراطية ولا بالعملية السياسية، كما أنها لم تدن ولا مرة واحدة أية عملية إرهابية.
إنني ومن خلال موقعي كمواطن عراقي حر وكإسلامي وديمقراطي أسجل إعتراضي على إدارة الدكتور أياد علاوي للقائمة العراقية وأعترض على الهيمنة التي هيمن من خلالها الدكتور أياد علاوي وحركته حركة الوفاق الوطني العراقي على جميع قرارات القائمة واسلوب تحركها وحتى طريقة إتصالها بالآخرين. كما أعتبر أن الذي جرى اليوم من إعلان تحالف غير شريف بين القائمة العراقية التي أصبحت الإسم الآخر لحركة الوفاق الوطني العراقي وبين قوى تضمر الشر للعراقيين هو ضربة موجهة لكل الشرفاء الذين يؤمنون بالديمقراطية والحل الديمقراطي كطريق للخلاص في العراق.
إنني أعلن إنسحابي الكامل من القائمة العراقية ومن التيار الإسلامي الديمقراطي لأنني أرى أن القائمة العراقية لم تف بوعودها وإلتزاماتها، وأنها من خلال النقاط التي ذكرتها آنفاً لا تنسجم مع المبادئ والقيم التي أحملها. كما أن موقف أعضاء التيار الإسلامي الديمقراطي كان ضعيفاً إلى درجة أفقدهم الندية والقوة في الطرح وتحولوا مع هذا الضعف إلى موقع هيمن عليه الدكتور أياد علاوي بشكل كامل.
بغداد 22/12/2005